المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترجمةُ أبو علــي


عيد الحواشيش
08-12-2006, 07:29 PM
"
"

قبل أن تسقط الشمس وتترك النهار ينظر إلى حسرةِ ذكوريته وهي ترتمي بين يدي الليل وتذهب بعيداً عنه وهي تعلم أنها ستأتيه في الصباح بقبل الرضا وبثوبٍ رقيق الملبس فيرضى / حتى ينهكه الرضا ومتى استلقى على ظهره ستذهب إلى حيثُ ترضى الليل .

هناك وبعيداً عن خيمةِ ( حسن ) الرجلُ العصامي الذي يحبهُ جدي كثيراً فلا يناديه إلا أبو على رغماً بأنه ينادي أبي الذي تجاوز الخمسين ( كما تقول ) جدتي !! باسمه ( حاف )

هناك كان ظلي يذكرني بأحاديثِ العرب القديمةِ أنَّ العرب البائدةَ كانوا طوالاً في الأجسام / أنظر إلى ظلي فأقولُ ربما لو كنت في ذلك الوقت لكنت بهذا الطول / ثم أعود إلى نفسي وأضحك بصوتٍ عالٍ وألتفت عسى أن لا يراني أحد .

وفجأةً وإذا بي أجد في طرفِ ذلك الغارِ الذي يحذرني حسن منه شيئاً يلمع / فتقدمتُ إليه بفضولِ الآدمي مع أنني لا أمتلك الشجاعةَ الكافيةَ إلا أنني في تلك اللحظةِ كنتُ شبه شجاع !

كلما اقتربت كان البريق يتلاشى / وعندما اقتربت فإذا بطرفٍ لشئ ما يغازل ما تبقى من خيوط الشمس / فازدادت شجاعتي واقتربت اكثر واخذت أزيح التراب عنه فإذا بصندق من النحاس مغلق إلا أن غشاء قفله قد فضته شهوة السنين وارتمى بمجرد أن وضعت يدي عليه .

هنا خانت خيوط الشمس وبقيت في أول أرديةِ الليل فحملت الصندوق فإذا به ثقيل بعض الشئ ولفرط كسلي سحبته إلى باطن ( الشعيب ) وأتيت بأبي علي فحمله معي وهو يتحلطم بتنبيهاته أنني لم أسمع كلامه وذهبت إلى ذلك الغار وفي الخيمة أشعلنا النور الذي يرتشف من بطاريةِ سيارتي قواه

فتح أبو علي الصندوق ونظر إلي في دهشه ماهـــذا !!

الله



الله



الله



اش هذا / يا عيد / من اين سقاك الله هذا الكنز /كانت عيون أبو علي مفتوحةً بطريقةٍ عجيبة / فقفز ألى فكري حكايات القراصنةِ وروايات ( الحنشل ) فضحكةُ بصوتٍ عال إلا أن ابو علي لم يلتفت إلي وأغرق رأسه في الصندوق وهو يتمتم بعبارتٍ لم أفهم إلا أنها من دلالات الاندهاش ولكن بلغةٍ أفريقيةٍ متزاحمةِ الحروف

وفجأةً وإذا بصوتِ ( الشرفا ) يشقُ هدوء الليل فز أبو علي وخرجتُ وراءه فإذا هي تتولد فجلسنا إليها لعلمنا بأن هذه الناقة ( تسوى الدنيا ) عند جدي / ونسينا الصندوق حتى عادت الشمس إلى فراش النهار بقميص فضح الليل شعاعه قبل أن ترتمي فوق سرير الضحى ( أول خيوط النهار !

.
.
.
.

عيد الحواشيش
08-23-2006, 06:11 AM
"
"

أحبـتي / عذراً لتأخري إلا أنَّ أبو علي ( رضي الله عليه ) قد تأخَّر في نومةِ الضحى ذلك اليوم / وعندما استيقض جهَّزَ لنفسِه رأس المعسَّل بعد أن أفطر حتى يسبر أغوار الصندوق /

وبالفعل / عندما أتيت إلى أبو علي واذا به قد أخرج من جوفِ ذلك الصندوق أوراقاً باهتةَ اللون كئيبة المنظر كلٌ منها يدعو إلى الرأفةِ كيف بحروفها التي كتبت بلغةٍ عجيبةٍ لست أدري ماهي / إلا أنني عندما وجدت أبو علي منهمكاً في القراءةِ علمت وقتها / أنها لغةٌ تقتربُ من لغة بعضِ قبائل أدغالِ صحراء ( .......... ) المهم أن الرجل كان قد ترجم لي أولَ النصوص التي قرأها قبل أن أدلف إلى خيمته !



وإليكم / ما ترجمه أبو علي بترجمتي أنا !

.
.
.
.
.
.

عيد الحواشيش
08-23-2006, 06:19 AM
كانت بدايةُ الترجمةِ هكذا / لذا أرجوا المعذرةَ على كل ما تجدونه فيها من انقطاعات في أنفاس اللغة / فاللوم كل اللوم يقع على عاتق أبي علي / لكم الحب .

"
"
"


حدثني من تثق ( عشيقةُ خلف المشعان! بصدقه ) عن أحمد بن حيزام أن سليمان بن كاظم أخبره عن صالح بن محمد أنه ذات يوم كان في مجلس أبي جعفر المنصور ثلاثةُ رجال كلٌ منهم يرتدي ثوباً وعمامةٌ لها ذؤابتين تنسلتان من طارفيها يثبتها على رأسِ صاحبها طوقٌ أسود كنيةِ المنافق فوقهُ طوقٌ آخر متلاصقان فوق بعضيهما بطريقةٍ عجيبةٍ يرمي كلٌ منهم ذؤابتيه إما فوق رأسه فيبرزشيئاً من الطوقٍ الأسود والآخر على متنيه والآخر يتركهما متقابلان .

فتعجب المجلس بأمله من لباسهما حتى أن الخليفةَ كان ينظر إليهما بطريقةٍ عجيبة بين الإزدراء والتعجبِ لما يفعل كل أحد منهم وهو يتحدثُ بعمامته /
يقول : الراوي / كنت أسرقُ النظر إليهم وألحظُ ما ينطقون به المهم أنني ( حطيتهم براسي ) وبعد أن أكرمهم الخليفةُ خرجوا بحفاوةٍ وتكريم إلى مقر إقامتهم في ( هوتيل ) في وسط المدينة فخرجت وراءهم أريد أن أنظر وأعرف من هم .

أعطيتُ ( الرسبشن ) مائة درهم كي يخبرني عنهم فتواعدتُ أنا وإياه في القهوةِ التي على رأسِ شاعر عفواً شارع أبي الحسن التهامي ( الذي لم تلده أمه في ذلك الوقت ) ولكن للأقدارِ عجائبها / المهم ذهبتُ في الموعد فوجدت موظفَ الفندق المحترم في الصباح والذي كان ينظر إليَّ بطرف عينه ( مرزوعاً ينتظرني ) فعلمت أن ( الفلوس ملعونة أبو ) كان استقباله حاراً وطلب لي قهوةً حلوه ( يحسبني أشربها حلوه زي الشعار ) قلتله : لا أنا ( قهوتي ساده ) وجلسنا نتجاذب أطراف الحديثِ والقهوةُ بيننا يتمايلُ نفسها كتمايل الدخانِ الذي الذي يخرجُ من فم دكتورِ الخليفةِ الخاص .

وبعد التحايا والسلامات المفتعلة سألته عن ألئك الرجال : فتبسم وقال : أولئك يا سيدي من الخليج . وهنا ( دق بيجري ) فنظرتُ إليه فإذا هي جدتي فعلمت أن الأمر هامٌ جداً فستأذنت وقلت له نكمل الحديثَ غداً وتواعداً على الساعةِ الثامنةِ مساءاً في نفس المقهى إلا أننا غيرنا الطاولة .
"
"
"
"

يتبـــــــــــــــــــــــــع>>>>>>>>>>