المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البراءة المقتولة


حصه القحطاني
03-18-2008, 03:08 PM
السعادة منتشرة في أنحاء المكان ، والابتسامات تعلو جميع الوجوه ، والضياع مرتسم في وجهها الحزين ، خائفة حتى الاختناق ، كانت الأفكار تتجول في عقلها المرتبك ، وتساؤلات كثيرة تبحث عن أجوبة ، باقة الزهور التي في يدها بدأت تتمايل تعلن سقوطها ، ودمعة حائرة تنتظر إشارة الانطلاق ، وفجأة دون سابق إنذار ، وجدته متجه نحوها بكل سطوة الفارس المنتصر وتتعال الموسيقى تشاركه انتصاره والزغاريد تخترق السمع ، تجبرها على الوقوف لإعلان عهود الولاء والطاعة .
أمسك بيديها كأنه يمسك بطفل صغير سوف يهرب من يد أمه أغراه الطريق كي يعبره دون خوف ،ومشى نحو طريقه المرصوف بالورد وهي مشت نحو طريقها المجهول ،كانت تتعثر بفستانها فبدأت خطواتها تائهة ، والفارس يمشي بتبختر الطاووس دون أن ينتبه بأنه يسحب روح ميتة ، ومرة أخرى تتعال الموسيقى والزغاريد لتعلن خروج الفارس المغوار وبيده غنيمته .
( أنه حلم .... لا.... أنه كابوس ) هكذا كان لسان حالها يصرخ ، وجدت نفسها وحيده في الغرفة التي اختفت فيها أي من معالم الفرحة والسعادة والتي كانت منتشرة قبل ساعات قليلة بين الناس ، أو لأنها مرعوبة من القادم لها اختفت روعة الأشياء من حولها الزهور المتناثرة في الغرفة منظر البحر وأمواجه المتضاربة حقدا على ظلم العقول ، فبدأ كل شي بلوني الأسود والرمادي في عينيها ، أحست بأن نبضات قلبها بدأت تتزايد دقاته ويديها ترتجف ، يتناهى لمسمعها صوت غنائه المزعج وهو يخلع ملابسه وعبارات التشجيع الذي يوجهها لنفسه المنعكسة على المرآة .... ( مضحك تناقض مشاعرنا وتصرفاتنا )..
بدأت تقرأ ما تحفظه من آيات قرآنيه والأدعية التي تحفظها لعل نفسها تهدأ وضياعها ينتهي ، تذكرت مقولة إحدى صديقاتها وهي جالسة تنتظر فارسها ( تقصد سجًانها )
- ( هذه اللحظة لاتتكرر فجعلها مميزة مثل تميزك الدائم.
ابتسمت بخجل ولكن عيناها قامتا بفضحها ، فهي على يقين أنها لن تكون ليلة مميزة كتميزها بين الحضور فهي ملكة الحفل في هذه اللحظة ولكن فيما بعد سوف تكون جسد بلا روح ، أنها تتذكر غضبها من أحبتها الذين أجبروها على اتخاذ هذه الخطوة التي كانت تؤجلها ، فهي كانت تحلم بفارس نبيل يمتطي حصانه باحثا عن حبيبته ، لم تكن تنتظر سجًان يبحث عن نساء يستعبدهن بأمواله ويسجنهن في قصره ، ولكن سطوة المال والمنصب أعمت من حولها فوجدت نفسها بين يوم وليلة تزف له دون سابق إنذار .
هاهو يتوجه نحوها ، تشتم رائحة عطره القوي الذي تسرب بعنف في أنفها ، رفعت رأسها بتردد ، لتجده يبتسم ارتاحت قليلا لهذه الإبتسامه فتوهمت بأن الأمور ستسير بهدوء ، مثلما جرت العادة في أمورها عندما تتشابك فبطريقة ما كانت تسير بهدوء وتنقضي مشاكلها .
- ( زوجتي العزيزة ..)
أنها العبارة الوحيدة التي نطق بها وبعد ذلك قام بممارسة سطوته وتملكه ، كانت تتعارك مدافعة عن براءتها ، باحثة عن مخرج ، ترجته بأن يعطف على قلبها المتألم لفراق طفولتها ومراهقتها وشبابها ، طلبت منه أن يلتمس العذر لعقلها الخائف والمتوجس منه ، ركعت له راجيه بأن ينتظر قليلا لكي تستجمع شتات نفسها وبعدها سوف تكون له جارية مستعبده قطع لسانها لكي لا تعلن انقلابها فيما بعد ، ولكن نبل الفارس المحتال لم يكن متجسدا فيه ، ضحك ضحكة مجنونه وانتظر قليلا ومن ثم أخبرها بأنه سوف يحقق رغبتها ولكن بشرط أن تقوم بتقبيل يديه لكي يكتمل مشهد الذل ، كانت على علما بأن الهروب والخروج مستحيل ، فأجبرت نفسها على الطاعة ، متوهمة بوجود ما يسمى ( بشهامة الرجل ) ولكن لم تعرف بأن في لحظات الجنون والسطوة تنتحر الشهامة أمام الشهوة والملذات إلا من رحمه الله .
قبلت يداه راجية منه أن ينفذ ماطلبته .
ظلام دامس وبرودة تتسرب في أجزاء جسدها المتألم ، فتحت عيناها المتورمتان بسبب الدموع ، فتجد فارسها المزيف غارقا في نومه ، نهضت بصعوبة وتوجهت لتغسل بقايا جرحها الدامي وتلملم جسدها المغتال ، نظرت لملامح وجهها الطفو لي ، ابتسمت من قول لسان حالها : وجه طفولي ) تذكرت تعليقات زميلاتها وصديقاتها من تصرفاتها الطفوليه وضحكتها التي تنشر جو من السعادة في المكان ، كانت تعيش عالمها الوردي ، عالم المثالية والفرح ، لم تكن تعلم بأن هناك ذئاب تنتظر فرائسها .
مسحت بقايا كحلها السائل على وجنتها ، وألتقطت ملابسها المتناثرة ، ونظرت للمرآة وقالت :
( وداعا يا براءتي )



http://www.q8romance.com/images2/7zn1/19.jpg

حنان محمد
03-18-2008, 03:13 PM
صديقتي الحبيبة
أن تكوني من جديد معي فهذه نعمة أحمدالله عليها

كم أحبك ..
أتيتي في وقت كنت أشد رحيلي ولكن الآن
لا أستطيع أن أترك قلبي هنا وأرحل

حصة لا تعلمين مدى سعادتي

كم أحبك

سعد المغري
03-18-2008, 07:04 PM
..

يااه.. هنا نزف وجع.. مؤلم.. أستلذ بهِ جداً جداً جداً
أستلذ بقراءة الأقصوصة.. وليس ماتحتويه من أحداث..

هنا أنانية رجل لكنها منطقية...
بعثرة امرأة تحمل براءة طفولية .. غير منطقية..

وهنا..مسحت بقايا كحلها السائل على وجنتها ، وألتقطت ملابسها المتناثرة ، ونظرت للمرآة وقالت :
( وداعا يا براءتي )

لقطة بارعة وأعتبرها إضافة قصة قصيرة جداً للقصة.

"حصة القحطاني"
أسلوب قصصي سلس وسهل ومحكم
سلم قلمكِ المبدع .

وخير ماصافحتنا بهِ. هذا الجمال.
أهلاً بكِ .

حصه القحطاني
03-18-2008, 08:23 PM
أختي الحبيبة

حنان أنا دائما معك ورجوعي لكي أثبت لك بأنك (قويه)ولست وحيده

أستاذي ..........سعد
انحني لأطرائك كم أسعدني ويدفعني كي اكتب نزف قلمي دون ترددشكرا

نوف عبدالعزيز
03-19-2008, 03:16 AM
حصه
صباحك ورد معطر بأريج حرفك ..
أحسست بقلبي ينبض بشده تفاعلاً مع الأحداث
الأليمه فأي فتاة منا معرضة لحدوث
هذا الأمر ..
وهنا يكمن سر تأثرنا بهذاالنص ..
يحق لي هنا أن أقول :
حرفك من القلب إلى القلب ..
أبدعتي بلا مجامله ..
،،
،،
،
كل الود والورد

حصه القحطاني
03-19-2008, 09:19 AM
عزيزتي

شكرا لقلبك الطاهر

سعـد الوهابي
03-19-2008, 12:52 PM
.
.
.
وجع . . ورهبة . . وخوف . . وموت بطيء . .

وأد حُلم . . ومصادرة رأي . .

واغتيال أمل . .

تحجير على رغباتها استجابة لـ رغبات دنيوية يدفعها المال والسلطة . .

من فسحة برائتها وطفولتها ومراهقتها . . لـ ضيقٍ يخنقها بقربه . .

كثيرة هي المشاهد المتكررة في حياتنا بـ نسخه طبق الأصل من مما خُط أعلاه . .

الألم لايقارن . . حتى وإن حاولنا الكتابة عنه . .
.
.
.
سيدتي القديرة . .

" حصة القحطاني "

قصة . . فكرتها أكثر من رائعة . .

وحبكتها . . فريدة . .

السرد مترابط . . بحيث لايشعر القارئ بخروجه من دائرة النص . .

كنتِ رائعة ومبدعة . .

وصورتي الموقف بـ عين مُجردة


لله درك

ودام عطركِ المنساب



(احترامات . . بريئة )

سعـد

د. منال عبدالرحمن
03-19-2008, 07:22 PM
البراءةُ هي المُذنبةُ يا حصّة ..

جميلٌ ما كتبتِ .. أهلاً بكِ كثيراً في أبعادِ أدبيّة ..

وننتظرُ القادمَ منكِ ..


لكِ الياسمين .

حصه القحطاني
03-19-2008, 08:14 PM
أستاذي الفاضل .... حاولت أن تكون كلماتي من القلب إلى القلب

عزيزتي منال .. تقبلي صداقتي
ششكرا

فهدة
04-29-2008, 09:59 AM
حصه


ياراائعه


قسم لك بأن عيناي تدمع لما قرأت ..

فهذه القصه وااقع لاغلبنا

:(

رااائعه حد الثماله