فاطمه الغامدي
03-22-2008, 10:22 PM
http://www.shivel.com/twoconstruction/9-25%20Mural%20back%20wall%20left.JPG
ما إن سمع أهالي القرية بافتتاح مدرسة صباحية للطالبات حتى هرعوا جميعا إلى تسجيل بناتهم بهذه المدرسة --
كانت أصغر طالبة تبلغ من العمر تسع سنوات ،لكن شباب القرية اعترضوا --وأنذروا الأهالي في مجلس عقده شيخ القرية بعد صلاة المغرب بأنهم لن يتزوجوا من بناتهم إن هم أصروا على تعليمهن --وماذا تتعلم الفتيات إلا كتابة الرسائل الغرامية ؟
فما كان من الفتيات إلا الخضوع والانصياع التام --
ومع بداية العام --كانت الظروف تجبر هؤلاء الشباب على السفر للمدينة للدراسة ،وخرج الأهالي مصطحبين بناتهم إلى مشارف القرية في جمع مهيب تعلو وجوههم سحائب الحزن والألم ونساؤهم تنحبن ،كفت العصافير عن الغناء وبقي العجائز يئنون تارة ويجترون الذكريات الجميلة تارة أخرى فوق أسطح المنازل الملتصقة ببعضها وهم يستمعون إلى المذياع --وتحملت سنابل القمح حتى انحنت -- ثم ماتت وأهالي القرية يجددون الآمال بعودة شباب قريتهم ليصلحوا ما أفسده غيابهم --
جدلت الفتيات شعورهن الطويلة وسترنها تحت مناديلهن الحريرية وكففن عن صبغ ايديهن بالحناء ومرت الأيام بطيئة ثقيلة ، أرسل الشباب رسالة مشتركة يبثون قريتهم الجميلة وأفرادها فردا-فردا لواعج الشوق ،واللهفة ويبشرونهم بموعد الوصول --
وهنا نثرت الفتيات شعورهن وعدن لوضع الحناء في أيديهن وأخذن يتسابقن إلى البئر لملء قربهن الصغيرة بالماء وهن يتهامسن ويتضاحكن وينثرن التعليقات والنكات --
قالت أم زينة والله كبرت البنات يا أبا زينة
ضحك أبوزينة وقال دعيهن يكبرن هل تتذكرين ؟
وأطرقت أم زينة برأسها في خجل قائلة وهل أنسى ؟
ثم قالت في وجل هل مازلت تحبني يا أبا زينة ؟
وهل أستطيع إلا أن أحبك ،فأنت امرأة مطيعة قانعة ،هادئة تزينين البيت بابتسامتك الراضية وهنا غادرت زينة --تقفز كالغزال فسألها أبوها مشاكسا ماسر انتعاشك يازينة ؟
هرعت زينة إلى مخدعها خجلة ولم يرها أبوها إلا كالطيف في باقي الأيام ، حانت العودة ، خرج الرجال متمنطقين بالسيوف وخرجت النساء في زينة بهية وهن يحملن باقات من الورد والرياحين والبعيثران والكادي
وعاد الشباب محملين بالهدايا والأموال وقد تأبط كل منهم ذراع عروس من المدينة تحمل أرطالا من اللحم وهالات سوداء تحت العينين وشهادة جامعية --
ما إن سمع أهالي القرية بافتتاح مدرسة صباحية للطالبات حتى هرعوا جميعا إلى تسجيل بناتهم بهذه المدرسة --
كانت أصغر طالبة تبلغ من العمر تسع سنوات ،لكن شباب القرية اعترضوا --وأنذروا الأهالي في مجلس عقده شيخ القرية بعد صلاة المغرب بأنهم لن يتزوجوا من بناتهم إن هم أصروا على تعليمهن --وماذا تتعلم الفتيات إلا كتابة الرسائل الغرامية ؟
فما كان من الفتيات إلا الخضوع والانصياع التام --
ومع بداية العام --كانت الظروف تجبر هؤلاء الشباب على السفر للمدينة للدراسة ،وخرج الأهالي مصطحبين بناتهم إلى مشارف القرية في جمع مهيب تعلو وجوههم سحائب الحزن والألم ونساؤهم تنحبن ،كفت العصافير عن الغناء وبقي العجائز يئنون تارة ويجترون الذكريات الجميلة تارة أخرى فوق أسطح المنازل الملتصقة ببعضها وهم يستمعون إلى المذياع --وتحملت سنابل القمح حتى انحنت -- ثم ماتت وأهالي القرية يجددون الآمال بعودة شباب قريتهم ليصلحوا ما أفسده غيابهم --
جدلت الفتيات شعورهن الطويلة وسترنها تحت مناديلهن الحريرية وكففن عن صبغ ايديهن بالحناء ومرت الأيام بطيئة ثقيلة ، أرسل الشباب رسالة مشتركة يبثون قريتهم الجميلة وأفرادها فردا-فردا لواعج الشوق ،واللهفة ويبشرونهم بموعد الوصول --
وهنا نثرت الفتيات شعورهن وعدن لوضع الحناء في أيديهن وأخذن يتسابقن إلى البئر لملء قربهن الصغيرة بالماء وهن يتهامسن ويتضاحكن وينثرن التعليقات والنكات --
قالت أم زينة والله كبرت البنات يا أبا زينة
ضحك أبوزينة وقال دعيهن يكبرن هل تتذكرين ؟
وأطرقت أم زينة برأسها في خجل قائلة وهل أنسى ؟
ثم قالت في وجل هل مازلت تحبني يا أبا زينة ؟
وهل أستطيع إلا أن أحبك ،فأنت امرأة مطيعة قانعة ،هادئة تزينين البيت بابتسامتك الراضية وهنا غادرت زينة --تقفز كالغزال فسألها أبوها مشاكسا ماسر انتعاشك يازينة ؟
هرعت زينة إلى مخدعها خجلة ولم يرها أبوها إلا كالطيف في باقي الأيام ، حانت العودة ، خرج الرجال متمنطقين بالسيوف وخرجت النساء في زينة بهية وهن يحملن باقات من الورد والرياحين والبعيثران والكادي
وعاد الشباب محملين بالهدايا والأموال وقد تأبط كل منهم ذراع عروس من المدينة تحمل أرطالا من اللحم وهالات سوداء تحت العينين وشهادة جامعية --