المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهديكم النبض حرفا ..


يوسف الحربي
08-18-2006, 11:26 AM
الأحبة
من مجاهل الحياة ومدارك العقل , من ردهات الحياة وارهاصاتها ..وانا على يقين أن قلمي لم يستقم عوده بعد , آتيكم من رحم المعاناة التي نستلهم منها اجمل الكلمات , يأتيكم حرفي المرتد من خفقات قلبي , القادم من خوالج النفس ولواعجها ..حرفي ..الحرف الأخضر .. العشق الدائم , النائم في الوريد , الهائم في دمائي المنتشيه , بعض الحروف شارده وبعضها وارده وبين هذه وتلك تولد حروف نابضه ..فيها افتراس الوحوش ورومانسية الفراش , غضبة الريح وحنان المطر , تهدهد المقل وتعيش بين الجفون ...
وهذا الماثل حرفه أمامكم ..تغرّب مع الحرف وسافر مع المعنى , ذاب بين السطور .. لمّ أوراق السنين واستجدى بواعث الكلم من الراحلين , انبجس من جيوب الذاكرة ومخزون المعرفة ليواصل الركض معكم في مضمار الجمال , وقف عند حواجز الخجل وأسوار الشرف لا يتجاوزها ..
هذا أنا الماثل حُبّه في قلوبكم ..انطلق من دواخل السرور المتجذر في السويداء , النابت في الحنايا , من النوافذ المشرعة والمشرقة لغدٍ أجمل , آتيكم من بواعث النفس المتيقظة بفرحة الأمل ومشارف الحياة .. أقف معكم , نهيم مع الكلمة , نسافر في غيمة المعاني , نرحل على صهوة جواد تواصلكم .. نلتقي وتلتقي بنا الكلمة
الأحبة
من
نوافذ المعرفة وأقبية المجهول , مكامن الشجن ومنابع الدمع , تلافيف الذاكرة وخلجات العشق في دمي
صور تنثال من الذاكرة وآهة تزفر في تجاويف الليالي , كدح من الأشواق في مسافات الحنين وحداء بدوي يترنم
من
هذا وذاك وتلك
جمعت خيوط شعري إلى خيوط حزني لأنسج أشرعة لمراكب حرف يتهادى على أمواج المعاني وفواصل تبحث عن نقطة توقف
ها أنذا أنثر حرفي ليورق في حقولكم موالاً وشجنا
وها أنذا أهديكم النبض حرفاً / نزفاً / عزفا
.
.
هذه حروفي لمن رغب في الحديث معي
ابن المدينة / يوسف الحربي

يوسف الحربي
08-18-2006, 11:28 AM
إهداء خاص
لكِ أنتِ غاليتي ..أنتِ فقط ..أهديك من ليل جراحي نزفاً حتى النخاع كتبه انسان يسير محنيّ الهام في طريق رسمتيه شوقاً إليك
................
............
أنا وحزني وبقايا جمر وهذا الليل يطوي في مداه أسرار العابرين , هاهي ليلة تقف صرخاتي في تجاويفها كصرخات الحائرين على مفارق الطرق , أجمع خيوط حزني إلى فراغ وحدتي المخضلّة بالدمع لأنسج آهة مكبوتة تزفر في جوف الليل ..
حزن بمسافات العمق الضارب في أعماق النفس يملأ وحدتي ..الحب /حزن ..البعد / حزن ..الذكرى / حزن ..الحقيقة / حزن ..وجدتني مجموعة أحزان تسير على الأرض . أشارك الناس أفراحهم وأحتاج إلى من يشاركني أحزاني ..أمضي في دروب العطاء حُبّاً لأنتهي عند المحصلة توجعا ....
في طريق العتمة وجدتها ..وردة تقف في حقل الليل الحنظلي . وحيدة تزخر بالحياة رغم الجفاف , امرأة تلملم أوراق السنين المتساقطة من زوايا الذاكرة دموعاً في صرخة شوق .تتخذ من الزوايا المتكاثفة في أعماق النفس ملاذاً حين أتعبها الركض في أحداق البشر بحثاً عن الانسان ..يأتيني صوتها من المجهول حقيقة تنساب في أذني شعاعاً ينسلّ الى الدواخل يتلمّس الحقيقة ..استرسلت في عواطفها المتلهفة جرياً وراء المعرفة , أعادت أصداء الزمن الأجمل لتستيقظ جذور حنين تيبّست بالعطش ...
حين تشكّل الحنين بين أحناءها اختلت بي , أماطت اللثام عن حروفها لتضمّني إلى سطرها نقطة توقّف في إيقاع زمن صاخب , امتدت يدها الحانية تنضو عنّي ثوب الكبرياء وتقتلع من أعماقي انسان غيّبته تأوهات السنين ولواعج الحاضر ...
هل مازلتِ معي غاليتي ..وقفتُ ذات وله في محرابك خاشعاً أرنو بصمت لضوءك القادم من وهج محياك , أخطو على ضفاف سناه فراشة تحتضن آهات العاشقين . تزملت رداء حنانك في زمن العري الوجداني واستشعرت الدفء حين أشعلت خفقك حروفا , منحتيني غاليتي الحياة خفقا / حنانا / شوقا ثم وقفتِ كفلاح ينتظر طلوع غرسه ..
وجدتني أمام هذه التي فرضت معنى الانسان على وجدانها , المتوهجة بالعطاء المتجدد عقلاً ووجدانا , وجدتني أعجز عن الوقوف وأنا أعدو باتجاه رياح مشاعرها ...انحنيت لألتقط أحاسيسي المتبعثرة بين جوانحي , لأنثرها ثانية على سياجها ..
في ضيافة كلماتها أبوح بكل شيء ..أسراري / أحزاني / أحلامي , وحين توديع الكلمات ترتسم أمامي كرمة تتدلى منها حروف أربع ..أ . ح . ب . ك ..
القدر يطوي خطانا تحت سواعده , يكتب مواعيد اللقاء ولحظة الوداع ..يعاودني الحزن حين تُقبل من البعد عتمة الغياب , يعاودني الحزن ل**** مني فرحتي بك ..
يا آخر شوق يضيء عتمة النفس ووحشة الدروب , مُثقل أنا بالشوق إليك بيد أن الوداع القسري يأخذني منك عنوة ليطفيء الأمسيات المكسورة بلحظة غياب ..
الوداع .نداء نُقشت على جداريته تلويحة شوق .._ يوسف .. لا تُطِل الغياب _

ابن المدينة / يوسف الحربي

يوسف الحربي
08-18-2006, 11:29 AM
ثمة زهرات عاشت بين الأحداق والأهداب زمناً ثم غادرت ليبقى عبقها يعطر الذاكرة كلما داعبت ذوائبها أنسام التذكر
.
في لهاثنا المستمر خلف الحياة وقد ضاقت نفوسنا في شوارعها الضيقة بمشاعرنا المحتبسة بين الضلوع , تأكلنا نتوءات مرارة العيش وشدّته , نحترق على رمالها الساخنة ,نبحث عن ظل نمسح بأفياءه عرق متاعبنا , عن حلم نتكيء على خيالاته العذبة وترحل بنا أجنحته نحو آفاق من أمانٍ شتى , نرمي ببصرنا إلى مسافات الأمل الممتدة أمامنا بلا انتهاء .
سجى
في حديقة الحياة وجدتها ,طفلة تخطر في ثوبها الموشى ببراءتها , وديعة كلطافة المغيب حين يشرع ذراعيه لاحتضان ليل الأحلام السعيدة , تخطو فتزهر الأرض تحت قدميها انساً وانشراحا , طفلة / فراشة ترف بأجنحتها فوق الأهداب لتمتص رحيق الإعجاب من مقل العابرين ,تصب ألقها في النفوس لتضيء زوايا أوغلت في الدواخل بعدا .
سجى
تبعثر ألعابها ثم تعيد ترتيبها كأنما ترسم مدينة أخيلة ممتدة عبر أحلامها الصغيرة , تنظر لألعابها والابتسامة المتوهجة فرحاً على ثغرها توحي ببلوغ مرام آمالها , تُطل من نوافذ حياتها المشرعة على الحب والنقاء , تبحث عن فرشاتها وألوانها لترسم أشكال البهجة في حنايانا وتملأ الأعين جمالاً والقلوب حنانا .
سجى
في ليل مضيء بالأحلام المنبعثة مع ضوء القمر أهدتها النجوم بريقها لتحملها الأنداء ذات سحر وتشرق مع أشعة الشمس الذهبية المتسللة من بين سحب الطهر البيضاء , يغسلها المطر ثم يغرسها في حقل الحياة وردة يضوع عبيرها مع أنفاسها العبقة برائحة الحب ..
تلكم هي سجى .. زهرة في غصن الحياة تفتحت أكمامها النضرة بنبض سنواتها الست .
سجى
قبلة حنان أبوي على جبينك الناصع طهرا ........ يوسف
ابن المدينة / يوسف الحربي

يوسف الحربي
08-18-2006, 11:31 AM
أنت ..أيها الأبيض قلبا
طرق محفوفة بالتعب , موسومة بصخب الناس , خطى الانسان تتعثر بضبابية الرؤية وخيبة الآمال في عالم تتنازعه المطامع ويتوزعه الشتات , تكتنفه غلالة من الغموض تعلو وجهه المكتسي تجاعيداً رسمتها يد الانسان العابثة , أغبرة من القلق تحوطه , تسدّ منافذ الرؤية وتمنع دخول الهواء النقي للرئتين , يتحول الانسان لــ آلة صماء تتمزق من الأعماق أشلاء متفرقة , شهقة الفرح تذوي وشموع الفرح تنطفيء في مدن الحزن المختنقة بالتفاف ضيق الدروب وازدحام الأيام حولها كــ الرواق .
من تلك الدوائر المغلقة بعتمة الدروب تنطلق كلمة تطوي أجواز الفضاء لتستقر في أعماق تربة قلب تشقق ببراعم الأمل ,كلمة تختزل دواخل الانسان بانعكاس ضوءها الساقط على زوايا امتصتها الظلال في أغوار النفس .
ذات سَحَر جاء هذا الانسان على أجنحة تلك الكلمة شمعة مضيئة يتواضع لها كبرياء الظلام وينحني , جاء بلسماً لتضميد الجراح فكان طبيباً لبعض جراحاتي حين عاش معضلتي , تلاقت أفكارنا وتلاقحت حين ارتدت علاقتنا الفكر الناضج لنجد أنفسنا على تخوم الضالة التي ننشدها سويا .
جئت أيها البياض في زمن اكتست فيه وجوه البشر مساحيق غيّبت اللون الأساس وانحدرت فيه النفوس لتصب في مجرى التبدل السريع , زمن تغلفت فيه أمانينا بالصدأ وتلبست رغائبنا رداءة الكثير مما يحوطنا , زمن رمادي كنت فيه أيها الأبيض قلباً من القلائل الذين ترسخوا في الوجدان وانغرسوا في الذاكرة المضيئة رغم قسوة الأيام التي تمحو من الذاكرة أكثر الأشياء التصاقاً بها , بياضك أيها النقي هو عَلَمك وصاريتك وخفقة قلبك , هو ميداليتك التي تمنحها لأولئك الذين ركضوا في مضمار الحب المزنّر قلبك .
في زمن الالتفاتات أجدني أشيد بفضلك عليّ حين امتدت يدك الحانية لتغرس البسمة في قلبي في عصر الجفاف وزمن المصالح , ألبستني معروفاً حين أوقدت نار الحياة في الحطب المبلل بالماء ..
اليوم وكل يوم .. أقف مطأطيء الرأس احتراماً لقامتك . أفتقدك في غيابك .. أعاتبك على التأخير


ابن المدينة / يوسف الحربي

يوسف الحربي
08-18-2006, 11:32 AM
ثمة أحزان خليقة بالتدوين , الأحرف المنبعثة مع رائحة الموت ودفق الحزن تنبض بالحياة حين الأعين نديّة بدموع الزمن والذكريات .
للحزن جمال يتجسد في نبل المعاني وللمعاني نور تفيض به أنجم اجتاحتها عتمة الغياب , وللغياب صمت تنبض دوائرة بصوت عزيزٍ فقدناه بعدما ترك لنا رصيداً من الحب مثلما هو رصيد الحزن في عمق النفس .
وقفة حزن سالت لطعنات الذكرى فيها دموعنا كأنها دماؤنا , تترنح فيها الكلمات على الشفاه لترتد إلى حلوقنا في غصة الفراق , باعث الذكرى يجيء استجابة لمشاعر حزن ملأت أودية القلب وحنين فاضت به الحنايا حين كان التلفت من خلال ألبوم الحياة وصوره المتناثرة على صفحاته , أجدني أمام الصورة الأعلى والأغلى , أقف أتأملها وهي تسكب ألوانها الزاهية في عيني , أسكب العبرات علّها تطفيء لوعة الفراق , أسبل جفنيّ أستدني صورة ذلك اليوم الذي لن تسقطه السنون في بئر النسيان , ذلك اليوم / الفاصلة في العمر , منذ خمس سنين خلت حين رحلت الروح الطاهرة إلى بارئها عند انقضاء آخر يوم من شعبان ليعود الجسد في أول ليالي رمضان إلى أحضان أمه الأرض ومثواه في البقيع المطرّز بأجساد الطاهرين .
كان التوديع مهيباً يليق بهذا الطهر المحمول على أكتاف المشيعين , وري الثرى بين عيون اكتحلت بدموع الفراق وأجواء روحانية احتوت الموقف بأصوات تنبعث من مآذن المسجد النبوي الشريف آياتٍ تنداح أصداؤها نوراً يضيء ليل المدينة .
عزائي كان في تلك الأيادي التي امتدت لتمسح دمعاً جادت به المحاجر , في كلمات ثناء سطرتها أفواه شهود الله في أرضه .
أبي / أيها الضوء المنبعث من قنديل النقاء
رغم الغياب .. مازال وجهك الصبيح يضيء بابتسامته المشرقة عتمة الحزن في دواخلنا , مازال صوتك يتردد في آذاننا حنواً بكلماتك التي طرزت بها عقولنا وغرستها في صدورنا لترسخ في الوجدان والذاكرة .
مازلت أبي رغم جفاف الغياب زهرة تضمخنا بطيب نصائحها التي تضيء أمامنا ظلام الدروب ووحشة الطريق .
أبي
لا خوف عليك وأنت في ضيافة أرحم الراحمين , ولا أسى والنفس تتقد بآمال اللقاء في يوم يكون الفرح فيه سيد الموقف .
رحمك الله يا أبي وأجزل لك العطاء والمثوبة

ابن المدينة / يوسف الحربي

يوسف الحربي
08-18-2006, 11:33 AM
يا عطر الحياة

ومع كل نبض تهلّين فتستحيل أيامي أعياداً تخطرين على إيقاعاتها أهزوجة فرح
أرتدي بياضك ثوباً يفوح باختيالك أمامي عطرا
تهمسين بالتهنئة فتضيء في عيني قناديل الزهو غرورا
كرمة أنتِ .. أشبعها الشوق تقبيلاً فتدلّت العناقيد حروفاً ترسم في الشرايين عشقاً أبديا
غيمة أنتِ .. سكبت من روحها على أغصان العمر ندى وبقي الجذر على المدى ظمآنا
العيد أنتِ
وهذا العيد نور يشع من ناظريك فيسري في دمي ألقا
كل عام وأنتِ أنتِ .. وكل لحظة وأنا لكِ وحدكِ

ابن المدينة / يوسف الحربي

يوسف الحربي
08-18-2006, 11:35 AM
عودي
نداء بمساحات الوجع ..هل يجدي .. هل أهرب من حزني الى حزني ..هل أهرب من آهتي الى أنيني ..ذات حب قلت لكِ يا زهرُ فقدك هو فقد أغلى شيء في حياتي , وفي ليلة بُعد أقول لكِ ..لقد فقدت كل حياتي..
عودي
نداء بطول البعد ..هل ينفع ..هل أهرب من نوافذ الشوق الى شرفات الحنين ..هل أهرب من ذاتي ..من الأمكنة , الشوارع بدونك يازهرُ واجمة , الحدائق ذابلة , الأرصفة يائسة ..
عودي فقد أوغل الليل في حياتي , تاهت كلمات الحب في فمي ..
عودي
نداء بمسافات السراب ..هل يفيد..هل أهرب من ذاكرة فقد الى ذاكرة مستحيل ..هل أهرب من تيبسات ظمأ الى تشققات عطش..من أحلام ليل داكنة الى تطلعات نهار قاصرة ..
عودي ..فقد ذبل الورد في فصل الربيع ..
عودي
نداء بعمق الكلمة وحزن المعرفة ..هل أنتظر..هل أهرب من خداع ليت إلى وهم لعل ..من تيبسات الأماني إلى تصحرات الإنتظار ..أيهذا المنسرب من شقوق الماضي , المُطعم البعد آهات العشق وأنّات السنين , ها أنت تتدلى من فراغ العمر , تتشبث بفروع النداء , يهوي بك في تجويف الليالي , يمتصك الوجع , يلفظك حطام , تذبل ..تضمحل ..تتلاشى !

ابن المدينة / يوسف الحربي

يوسف الحربي
08-18-2006, 11:37 AM
أدرت محرك السيارة . إلى أين ..لا أعلم ! فلقد تركتُ لسيارتي حرية الركض في طرقات المدينة المنورة على غير هدى وطفقت أجوس بمخيلتي في فجوة الصمت المكتظة بصخب الأفكار وتزاحم الأسئلة , أُفرغ الذكريات من حقيبة السنين الملأى بمشاهد لم يوقف تدافع حشودها سوى تلك الإشارة المرورية الرابضة عند منتصف طريق العنبرية , عن يمين تلك الإشارة أبنية شاحبة تستجدي بواعث الدمع من مآقي العابرين وهي تدلي بشهادتها في صمت على ما تبقى من مكان يُقال له حوش الراعي أما عن يسار الإشارة فأنبتت الحضارة فندقاً بديعاً يُعنون لمرحلة الآن التي تعيشها المدينة , عُدت بالذاكرة القهقرى إلى أصيل ذاك اليوم من أيام الصبا ومقتبل الشباب حين كانت الشمس تخطو فوق بناء الاستصيون الأثري في طريقها نحو المغيب , تلم في آخر الدروب المتاخمة للغروب أطراف أشعتها قبل أن يبسط الليل غلالته على سماء المدينة . في ذاك الوقت كنّا نعبر أنا وصديقي بسيارتنا طريق العنبرية تاركين شمس الأصيل وراء ظهورنا تُكمل ما بدأته من نسيج الوداع بيد أن شمساً أخرى انبثّ شعاعها من أحد المسارب تحث الخطى على رصيف العنبرية وقد توارى وجهها المتوّج بخصلتين انسدلتا على جانبي الجبين خلف حجاب خفيف لا يحول دون نظرات التطفّل والفضول المنبعثة من أعين جوعى . تهلل وجه الفتاة حين غمرته أنفاس الشمس الذهبية ليُنبت في أحداقنا حنيناً أينع خفقة حين أجرت عليه ابتسامتها التي حرت في أمرها ..
هل كان ذاك الثغر يُخاطبني بلغته التي تختزل الحنان في حروف لا تُنطق ..
هل كان يخاطب صديقي بسؤال كان رجعه ابتسامة حيرى أطلّت من شفتيه ..
أم كانت تلك الابتسامة تعجباً من هذين الغرّين الّذَين يقودان سيارة في هذه السن المبكرة ..
أفلت الشمسان في آنٍ معا وأشرقت في قلبي لحظة حب أجترّها بالتذكّر كلما طرقت ذاك المكان .......
أين نحن الآن ؟
أنا هذا الماثل أمامكم حرفه المتعلّق بأهداب الذكرى ..
صديقي غادر الحياة بعدما ذوى قنديلها النابت بين أحناءه حين هوى نجمه في تجاويف لياليها - رحمه الله - ..
وهي جِرم يسبح في ملكوت الله . أين ؟ ..لا أعلم ..- أسعدها الله - ..

ابن المدينة / يوسف الحربي

يوسف الحربي
08-18-2006, 11:40 AM
حنين لمجهول ملأت خطاه دروب ليلي المشتعل مواويل حزينة هطلت مع المطر النازل من الأعماق حين خدشت أظافر الليل وجعي .. وصرخات مبحوحة ترحل داخل حقائب السفر الراكضة نحو الوجد الأكبر لترتد في خفقاتي زهرة مجهولة تفتّحت في فراغ العمر وخفايا النفس المتّكئة على أحلام تهدّمت على أجفان اليقظة .
من عمق ليلي اليائس من بلوغ الفجر أعدو في مسافات الحنين المتخلّق في أرحام وحدتي , أنادي المجهول المغيّب في أمداء القدر بهمسة حب توهجت في ثنايا الوجدان شمعة أمل أضاءت عتمة ليلي وأشعلت الدفء في برودة طقسي .أواصل على ضوءها المسير تلقاء بوابة فجر بعيد ..
أُوقد ظلام الدروب باهزوجة عاشق يهش بها على مشاعره , أناديك زهرة سُقيت من جرح يثغب بلواعج حزن ملأ شقوق شبابي ليعود رجع النداء رياحاً تهوي بي في غيابة الغموض ..
كنتِ كذلك حتى التقيتك على قارعة ليل الحالمين لتنزلق الذكرى وأبخرتها المتكاثفة بأوبة أحلام أينعتها شمس الموقف اللاهثة خلف أشعة المعاني حين تلاقت أفكارنا وتلاقحت قبل عناق مشاعرنا المضطربة في أحضان اللا وعي .
على قدر جئتِ حين العمر انشطر وعاد الزمن المنفي للغربة بسقوط الأيام المتكالبة لمحو علامات الحب في طريق ركض اشتياقنا من طرفيه سويا ..جئتِ وإذا بالأيام والأصداء والزمن الأجمل ترتفع جميعها إلى صدارة فروسية عمر جديد ..جئتِ أغنية متموجة بالنغم أهرب بها من زحام النفس وصخب الأيام ..
من مذاق الهمس وقوائم النهار في عينيها انبعثت رائحة حب تضوع المكان بأمنية من حلم تكسّرت حروفه ذات يأس في فم الشوق الأبكم , انسرح فكرها في أفق يحدو دروبه الراحلة مصير مجهول , كدح من مدارك عقلها حتى مرابع حزن المعرفة السادرة في عمق السؤال المعضلة لتتكيء أنفاسها على خلجانه ويندّ من وجع اعياءها سؤال يزرع نبتة إجابة عمرها بضعة عشر آهة من أنّات عمري _ لِمَ غبت كل هذه السنين يا يوسف ؟ _
القدر يا أجمله هو من يرسم الفواصل ويضع النقاط .وما نحن على أسطره سوى هامات تستملي إرادته وتنحني .في دروبه تسقط الاستفهامات من رواحلنا ليبقى التعجب دوماً يذيّل جُملَنا الحائرة .
هذه الدنيا يا أجملُها .. اليوم وأمس وما بينهما فاصلة نرمز لها بكان ومازال , فلندع ذيل العفاء يمحو كان ونبقَ كما نزال ماضين في دروب الحب ..يضمخنا بعبقه وتضيء في أعيننا ألوانه الزاهية ..

ابن المدينة / يوسف الحربي

يوسف الحربي
08-18-2006, 11:41 AM
يتبـــــع
الأخضر دائما
ابن المدينة / يوسف الحربي

يوسف الحربي
08-19-2006, 12:33 AM
صديقي / الشرف الرفيع

مساء مضيء بــــ أحرفك / أحلامك
ما الحياة يا صديقي إلا كتاب تتخلله أسطر فواصلها وقوفنا على مفارق الطرق وأحرفها علاقاتنا بالآخرين ..ثمة سطور تلقي بظلالها على مساحات الوجدان انكماشاً وعلى مسافات التفكير اعوجاجا وأخرى تشع في دواخلنا نبراساً يبدد تلك العتمة الممتدة أمام خطانا المتعثرة بأذيالها .
في زمن يشبه ما يختلج في دواخلنا , نعيش فيه التأرجح المحزن والتخبط في الدروب حين الأعين ران عليها أغبرة انهيار الانسان وتصدع العالم , حُجبت الرؤية فلم نعد نرى أي العابرين بالدروب صديق وأيهم عدو , بح الصوت الراحل داخل حقائب السفر وتعطلت انطلاقة النفوس المحتبسة بين أضلع المكان , أضحى الانسان فينا يا صديقي مثل النخلة التي حوربت واجتثت من جذورها ثم وضع مكانها كتل خرسانية , لقد تشوّه ما حولنا كـــ تشوّه شوارعنا العربية التي فقدت حتى صبغتها ..
أيها الصديق المعتق بكل جميل
في هذا الزمن المنفي للغربة والذي غدت فيه مفردات الحب والصدق والوفاء أشبه ما تكون بحكايات قديمة ننام على مفرداتها ونصحو حين تغيب جئت حقيقة تنحت بأزميل الحب تمثالاً من الوفاء في عمق النفس وخلايا الاهتمام , وعلى مركب خاص بك يشبه جندول فينيسيا جئت يا صديقي تستقله لوحدك فكان الالتفات لك أنت وحدك فقط .
أيها الصديق المعتق بالوفاء
وجاء الأخضر من أقصى الشوق يسعى ليعانق لونك الأبيض / مساحة نفسك التي أعتز بمعايشتها حين ألبستني كلماتك رداءاً في زمن الفتق الوجداني , بياضاً توشحتها حين تلونت الكلمة , تلك الكلمات التي وقفتُ أمام شموخها تمثل لك النسخة الأولى وتمثل لي تدفق الحلم ..
وجدتني يا صديقي في ذروة الإصغاء لحديثك أحبو نحو مدرستك , أرتقي سلمها الكتابي , أتعاطى مع ما حملتني به من كلمات لأجدني ثانية أتزمل دفء الزمن الأجمل ..
صديقي الذي أراه بقلبي
ما أجملنا ونحن نمجّد الوفاء في لحظة تنازل الانسان عن انسانيته , حين ذاك الانسان أخرج العشق من دفء الحميمية إلى لسع الجمر . وما أجمله من زمن يضيء فيه ضحكنا وحشة النفس وظلام الدروب , نعيش فيه بالحب والانتماء لهويتنا . يحزمها ذاك الوفاق في الرأي حتى لو اختلفنا ..
لقد أثرت يا صديقي شجوني وأغنيتها وأرغدتها بفضلك في زمن أحاطت بدروبه خائنة الأعين وما تخفي الصدور ..
صديقي
مساحة الاعتذار بمساحة الحب
ومساحة الاعتذار تأتي اعترافاً بعجزي الكتابي عن الوفاء بما يليق وشموخ هامتك / رفعة مقامك
يوســـــف

يوسف الحربي
08-19-2006, 12:34 AM
الراحلون بمدى فقرهم في ظلام الأرصفة , تعثروا بأذيال الوهن في تكلس المنعطفات
الجوع أوغل في أوردتهم , أنبت في دواخلهم حنظلة سقت أجسادهم حتى غدت جلودهم أسمالاً تحت الأسمال .
امتدت إليهم في ليلهم اليائس من بلوغ النهار يد حانية ..أوحى لهم جوعهم أنها كذلك..
التفوا حولها يحسبونها أدوية فإذا هي كل الجراح , وجدوها معولاً يهدم أرصفتهم وكل ما بقي لهم من تسكع .
حال بينهم والاحتجاج صوت
من لا يملك قوته
لا يملك قراره

يوسف الحربي

بعد الليل
08-19-2006, 12:54 AM
الجميل حرفا .. يوسف الحربي

توقفت هنا قارئة لأدوار في حياة قد نصادفها وقد تصادفنا

ما أدهشني فعلا .. اختلاف تناولنا وتقبلنا تجاه تلك المواقف

مهما اختلفت فهي تبقى ردود أفعال اختزنتها لنا أدوار أخرى ربما أتقناها وربما أتقنتنا للقادم من أدوار




يوسف الحربي

استمتعت بالقراءة هنا



شكرا لوعيك ولحرفك

يوسف الحربي
08-19-2006, 12:59 AM
ألوذ بمن وأين المفر ؟..
أين المفر وطيفك يكسو مذاهب الطريق .
ألوذ بمن ؟
بــ الزهر المعتّق بأنفاس الحالمين ..
بــ الليل المطرز بأسرار العابرين ..
بــ الأرصفة المترعة بالتفاتات التائهين ..
بــ النوافذ المشرعة على همس العاشقين ..
ألوذ بمن ؟
وحزني ينثرني ..يبعثرني ..
على الحدائق شحوبا ..
الشوارع وجوما ..الأمكنة امتقاعا ..
أهرب منك ..
أدفن وجهي في أدخنة سيجارتي ..
تعيدني أبخرة الذكرى ثانية إليك ..
أهرب منك ..لا أستطيع ..
فــ كل الدروب توسّدت ..ناظريك ..

ابن المدينة

يوسف الحربي
08-19-2006, 07:31 PM
الجميل حرفا .. يوسف الحربي

توقفت هنا قارئة لأدوار في حياة قد نصادفها وقد تصادفنا

ما أدهشني فعلا .. اختلاف تناولنا وتقبلنا تجاه تلك المواقف

مهما اختلفت فهي تبقى ردود أفعال اختزنتها لنا أدوار أخرى ربما أتقناها وربما أتقنتنا للقادم من أدوار




يوسف الحربي

استمتعت بالقراءة هنا



شكرا لوعيك ولحرفك


ورودك ماء حرفي شرف وخطاك النقية هنا نوط غرور أتقلده
دمتِ بكل خير ونقاء
حفظك الله ورعاك

يوسف الحربي
08-19-2006, 07:34 PM
موكب النور
يواصل العدو في مسافات الحياة
لا يثنيه شيء
من البدء وحتى
تلكم الأعتاب المتاخمة للمساء
يذرع الكون ضياء ويزرع المسافات
جفون يقظة وانتباهة عيون
موكب النور / قبلة الحياة
على شفاه الكون يهمي بها
قنديل السماء
يوقظ جذوراً على أهداب التذكر غفت
ويمنح منابت الأمل الحياة
يلبي نداء النوافذ ويرحل
لينهض ألف باب و باب
,
المرتدون عتمة النفس
انكمشوا في وحشة التفرد حتى أخمصهم
تاهت خطى الأحداق
في كهوف الوحدة ومنعرجات الظلام
النور يحنو عليهم
يمنحهم شيئاً من ضياء
ينسجون من خيوط البصيص أحلاما
تُدون في أخيلة الوهم حروفا
أن كل هذا النور لهم
يقفون عند نقطة الغي
يغادرهم النور
يجرّ أذيال ظلال
تهدم قصور الأماني وتمحو
ما تبقى من حروف
على سطور الخيال
,
على تخوم المغيب
يسبل النور جفنيه ويُودِع
أحلامه حنايا الليل
شعلة فنار
تتقد في أعين التوجس أمنا
وترسم على درب الصواري
آمال اللقاء
,
ذاك الـــ نور روح
تعبر وليجة النفس وتمضي
تبحث عن انسان
تاه في ألوان المشاعر وذاب
في تبدّل الأقنعة واهتراءات الأشياء
,
ذاك الـــ فنار وهج
يضيء بالحب قلوباً
ويحرق
أخرى تيبست بالفهم السقيم
,
بين الـــ نور وذاك الـــ فنار
تشققات عطش
أنبتت بارتواء الوهم أحلاما
لها حق الولادة
وليس لها أن تعيش

ابن المدينة / يوسف الحربي

يوسف الحربي
08-19-2006, 07:37 PM
http://alfajralb3eed.jeeran.com/dmo3.jpg
لمن تُذرف الدموع ؟!
_ .......
_ سأنظر في الموضوع غدا يا رزّة ..في أمان الله
بهذه العبارة أنهت نور محادثتها الهاتفية والتفتت لصوت والدتها السيدة سمر وهي تسأل
_ مع من تتحدثين ؟
_ زميلتي في العمل الدكتورة رزان
_ سمعتك تقولين رزّة
_اسمها رزان ولكن والدها الأستاذ فارس العربي لا يناديها إلا رزّة مُذ كانت صغيرة وحتى الآن ..
( رزان فارس العربي ) انتاب السيدة سمر ذهول حين ولج هذا الاسم أذنها ..أيعقل أن يكون هو فارس حبيبها الذي كان يوماً ماليء القلب وشاغل التفكير .. وما زال .
هل انتشله القدر من براثن الفقد الذي أسقطه فيها ليعود به ثانية بعد عشرين عاما ..
انسرح فكرها في أفق تزاحمت الصور في مداه , كان يحدثها عن ابنته الرزة كما يحلو له أن يناديها به , كان يطلق عليها لقب الحارس الشخصي كونها ترافقه أينما ذهب , يتحدث عنها حد الوصول إلى تخوم غيرتي ..أيكون هو ؟ ..لا أكاد أصدق ولكن الدلائل تشير على أنه هو .. والقلب كذلك ..
اخترم السكون صوت نور يمزق حبائل التفكير الملتفة هو والدتها
_ استأذنك يا أمي ..سأذهب لأنام
_ تصبحين على خير يا حبيبتي ..آه لا تنسي .. أريد التعرف إلى رزان
_ حسناً .. سأدعوها للعشاء مساء الغد ..
مضت السيدة سمر إلى حجرتها , أوصدت الباب وأشرعت نوافذ الذاكرة على ذاك اليوم من شتاء العمر حين انسلت من بين الغمام خيوط دفء تنسج من الحنو منديل حب تمسح به ما ارتسم من صقيع الواحدة على جبين عمرها.
ارتمت على السرير وطفقت تنفض عن أرفف الذاكرة ما علق بها من أغبرة السنين الخوالي , تواردت الأفكار تخلق في قلبها شعوراً جميلاً بأنها ما زالت تعيش تلك الأيام حين كانت تروي تشققات الحنين من ودق غيمة حنان فارس وعطر كلماته وهو يسكب في أذنها ..أحبك يا أجمل العمر .
آه يا فارس ..آه يادمي ..لم تكن أبداً يد حبك مغلولة إلى فؤادك ..
جمح بها الخيال حين أغمضت عينيها تستدني طيوف ذاك الذي غيبته السنون في رمالها , تراه مقبلاً يتضرج وجهه حباً ويهمس لها في حنو ..مساء العطر يا أجمل ما في دواخلي ..
أحست نحوه بشوق شديد ولهفة أن ينتشلها مما هي فيه الآن ويضمها إلى صدره كي تنتظم أنفاسها المتسارعة مع خفق قلبها .
تقدمت خطى الليل وهو يجد السير في درب تحفه الذكريات وتقفوا أثره رواحل أفكار ما برحت تنبض بين القلب والحنايا
.......
حل المساء وحانت لحظة ما غفلت عين السيدة سمر منذ انتظرتها , أقبلت رزان تمشي في هدوء , يدها في يد نور وبينهما ابتسامة وهمس لا يكاد يُسمع , أسرعت في خطوها حين رأت السيدة سمر ومدت يدها نحوها وهي مطرقة في حياء ..أحست السيدة سمر برعشة وهي تصافح رزان , أرادت أن تقول شيئاً ولكن لسانها تعثر في أطراف الكلمات , طفقت تتأمل وجهها وتتفرس في ملامحه , امتدت يدها تمسح جانب وجه رزان وتداعب خصلة شعر انسدلت على جبينها .. نهض لسانها من عثرته وهمست في حنان بالغ ..رزّة ..سحائب الحنين أسدلت على عينيها ستائر الدمع وعلى وميض بارق الذكرى تبدى لها وجه حبيبها فارس متجسداً أمامها في صورة ابنته ..هزها الشوق وفاضت عيناها بأحلام توارت في طيات السنين الماضية , انهال عليها سقف الذكريات , أرادت أن تقاوم فخذلتها دموعها المنسابة وألفت نفسها تحتوي رزان بين ذراعيها وتضمها لصدرها تستشعر دفئاً وحناناً ورائحة حب انبعثت من عمق الذكريات
لمن كانت تذرف الدمع ؟
أكانت تبكي حبيباً أوقدت له ذات شوق من لواعج العشق فناراً يهتدي بنبضه بيد أن دوامة البعد رحلت به إلى الأعماق وحال الموج بينهما
أم كانت تبكي حظاً سقط في براثن ساعة نحس لم تنقضي دقائقها بعد
أم أنهاكانت تبكي قدراً بعث جذوة من بين رماد الماضي لتحترق به شوقا


ابن المدينة / يوسف الحربي