المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البَنفسج


بعد الليل
04-19-2008, 11:19 PM
http://cloudskies.jeeran.com/photos/1555677_l.jpg

تَقَابَلا عَلى كَرَاسِي الدِرَاسةِ
" جَمِيلَة "
لَهَا نَصِيبٌ مِنْ اسْمِها
" مَطَر "
شَابٌ عَادِي .. يَُميُزُه تَفوقُه العِلْمِي وحُبُه الشَدِيد لوُرُود " البَنَفْسِج "
مَرَتْ سَنَواتُ الدِرَاسةِ
تَخَرَجا
بَدَأتْ جَمِيلَة عَمَلََها فِي شَرِكةِ وَالِدِها
انَتَسبَ مَطَر كَمُعِيدْ فِي نَفْسِ الكُلِية
التَقَيا فِي عِدَةْ مُنَاسَباتٍ .. عَمَلية واجِتَماعِية
مَرَتْ الأيَامُ سَرِيعاً
.
.

وَصَلتَها بِطَاقَةُ دَعْوَةٍ لزِفَافٍ
كَانَ اسْم العَرِيس .. مَطَر
واسِمْ العَرُوس .. أَمَل
لم تَقُل شَيء .. أَغْلَقَت الظَرْفَ
فِي يَومْ الزِفَاف .. كَانَت هُنَاك
عَرَفتها
إنَها أمَل الطَالِبَةُ فِي الدُفْعةِ التَالِية لَهُم
.
.

مَضَتْ سَنَتانْ
لَمْ تُقَابِلهُ خِلالَهما أبَداً
.
.

كَان صَبَاحاً جَمِيلاً
سَمِعِتْ طَرْقاً عَلى بَابِ مَكْتَبِها
إنَهُ مَطَر
ابْتَسَمت كَما هِيّ عَادَتها عِنْدَما تَراهُ
لَم يَبْتَسِم هُو هَذِه المَرَة
جَلَسَ
تَكلمَ بِألََم
عَيْنَاهُ مَلؤُهَا الدُمُوع
كَانَت تَسَْمَعُهُ .. تَنْظُرُ فِي دُمُوعِه
بَعْدُها .. وَقَفَ .. قَال:
أرِيدُكِ أنْ تَأتِي مَعِي إلَيها
ذَهَبَا إلى المُسْتَشفَى
كَانَت أمَل هُنَاك
جَسَدٌ ضَعِيف .. شَارَفَ عَلى الرَحِيلِ
جَلَس بِجَانِبِها
جَلَسَت هِي فِي الكُرسِي القَرِيبِ من السريرِ
قَالَت بِضْعَ كَلِمَاتٍ
كَانَت أمَل نَاظِرَةٌ إلَيها .. تَسْمَعُ
أمْسَكَت يَدَها .. تُطَمِئنها
تَرَكَت المَكانَ
بعدها .. حَاوَلَت الاتِصَالَ بِهِ عِدَة مَرَات
لَمْ يَرُدْ
بَعْدَ أيَام .. اتَصَلَ بِها
مَاتَت أمَل
.
.

مَرَت سَنَةٌ أخْرَى
لَم تَراهُ مُنْذُ عَزَاء أمَل
كَانَت تَنْتَظرُ
.
.

فِي احْدَى جَولاتِها التَسَوقِية
التَقَتْهُ صُدْفَة
قَدَمَ لَها مَنْ مَعَهْ .. زَوجَتَهُ الجَدِيدَة
اخْبَرَها:
لَقَد أتَتْ بِهِ ليَخْتَارَ هَدِيةَ يَومِ مَولِدِهِ بِنَفسهِ
ابْتَسَمَت
قَالَت:
مَبْرُوك .. يَومٌ سَعِيد
سَألَها .. وأنْتِ؟
لاشَيء .. عَادَةٌ " قَدِيمَة " تَعَودْتُها مُنْذُ سِنِينْ .. التَسَوق
رَدَتْ .. واسْتأذَنَتْ مُغَادِرَةً
.
.

اسْتَقلت سَيَارَتَها
عَلى الكُرْسِي المُجَاورِ
وَضَعَت بِطَاقَةَ عِيدِ مِيلادٍ سَعِيد .. وَوَرْدَةَ بَنَفْسجٍ
أدَارَتْ مُفْتَاحَ سَيَارَتِها
وهِي تَبْتَسمُ .. فِي دِمُوعِها
" بَعْضُ الأشَيَاء لا تَأتِي أبَداً "

د. منال عبدالرحمن
04-20-2008, 10:11 AM
بعضُ الأشياء لا تأتي أبداً ..


بعضُ الأشياء لا تأتي أبداً ..



و بعضُ الموتِ انتظار , وكلّ الانتظارِ موت !

جميلة يا بعد الليل , كالبنفسج حقّا .

عبدالله الدوسري
04-20-2008, 07:42 PM
بعد الليل ،،،

قرأت هذه القصيرة سابقا في هدوء لك ،،
تصوير دقيق بدءا من مرحلة الطفولة وعذوبة المعاني إلى عنفوانها ،،
وانتهاء بقسوة آخرتها وصحوة موتها ،،
لك قدرة على الإيحاء بسمة رفيعة بأدق التفاصيل ،،
تقبلي تحياتي

بعد الليل
04-22-2008, 02:34 PM
وكلُ الانتظارِ مَوت
حتى يَأتون !!



حُضوركِ يسعدُ الروح
شكرا لـــ..حضورٍ يتباهى بكِ
تَحياتي

سعد المغري
04-24-2008, 12:55 PM
..
بعد اليل
قصة ولكن تحمل في طياتها كلام كثير عن صور
ولون من ألوان البشر الكثيرة.
بالأخلاص وزهرته لا تأتي ابداً.

كل التقدير والأحترام .

بعد الليل
05-01-2008, 02:36 PM
كأنه الوفاء
وكأنهم أقسموا إلا أن يموتوا دونه
!!
ولا اجبار


شُكراً كثيرا لــ..حروفكَ وقراءتكَ
مُرورك دائما يُسعدني

بعد الليل
05-01-2008, 02:40 PM
هي مُحاولات حياة
أو ربما استمتاع بــ..ببعضِــ..ـها

وقد يكون الألم بها أو من خلالها
أكثر بـــ..كثير من الحياةِ بها


أعجبني ردكَ
شكري وامتناني كـــ..مطر

أسمى
05-03-2008, 02:59 AM
بعض الأشياء لا تأي أبدا...


:
مؤلمة جدا هذهـ العبارة.


بعد الليل..حين أرى اسمك...أشعر وكأني ظفرت بـ شئ أحبه.دائما.

بعد الليل
05-22-2008, 10:55 AM
هِي لا تأتي أبدا .. أبدا يا قيد
ولو افترشنا لها أرواحَنا
لا تأتي !!


الألمُ شئٌ من واقعٍ
هَكذا هُو اللا مُمكن حين يَتأستدُ
ونصمتُ


منذُ تقاطع بصري وحُرفي مع حرفكِ
عرفتُ أنني ظفرتُ بــ...شئٍ عزيز جداً

وُدي

د.فيصل عمران
05-27-2008, 12:31 AM
بعد الليل ..

الاختصار المتقن ، والحرف الذي يسافر بنا بعيدا بأقل التكاليف ...


أصبت ماكنت تبغين ، لله درك .

بعد الليل
06-06-2008, 01:23 AM
ليت كلَ ما نريده سهلٌ أن نُصيبه بــ حرف :)

مُروركَ في صفحتي
دائما يُسعدني يا دكتور