المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنها الحياة


حصه القحطاني
05-07-2008, 11:03 AM
ما هذا اليوم الكئيب .. منذ بدايته اثار الضيق والسأم في صدري تتزايد .. عندما تأخرت عن عملي لبضع دقائق ... سمعت قاموس التأنيب من مديري .. ليس هذا وحسب وانما خصم من مرتبي ايضا .. حسنا يبدوا انه لم يبقى منه شيئا .
وانا خارجا من مكتب مديري كنت اردد سيل من الشتائم على زحمة السير وعلى تاخري في النوم بعد ليلة طويلة من الأرق .. في الحقيقة ان عملي يثير الضيق .. اشعر انني محاصر منذ الصباح الباكر وحتى آخر ساعة من هذا الروتين اليومي .. حيث انهي المعاملات واحمل هذه الملفات للاقسام الاخرى ثم اسجل ارقام معاملات أخرى بكل دقة وحرص لتلافي وقوع الخطأ .. لا يوجد لك أي مجال للابداع والتميز وتحقيق ذاتك ! .. ثم ان تهديدات المدير بفصلي تتراقص امام عيني وكلماته المحمله بالوعيد والسباب ترن في أذنآي .

عندما بدا شعوري بالجوع يتزايد .. كانت عقارب الساعه تسير ببطئ قاتل .. وما ان أنتهي وقت العمل حتى هرعت الى اقرب مطعم .. لعل ما يساعد على نمو الجوع واستفحاله لدي هو التوتر الذي هاجمني منذ مساء البارحه ولازال يرافقني حتى الان .

بعد ان سرد على الجرصون قائمة الطلبات وضعت يدي باحثا عن النقود في سترة معطفي .. لقد أصبة بخيبة الامل وذهول حيث فقدت ما تبقي معي من النقود .. نهضت متسربلا خارج المطعم .. وصلت لمنزلي وأنا في حالة من التعب والإرهاق والجوع .. وعند رؤيتي لسريري استلقيت عليه وذهبت في إغفائة عميقة !

كان كل شئ يوحي في هذه الغرفة بوحدة مميتة .. اما الظلمة التي كست المكان فهي دليلا ان الليل قد ارخي سدولة .. وانني الان في حالة أخرى تشبه حالة الخفاش .. نهضت منهك الجسد متثاقل الخطى .. فتحة نافذة غرفتي المطله على البحر المتكدس بجموع الناس وضجيج السيارات .. قمت ارصد حركة الناس .. كل انسان يمر من امام ناظري اتبعه بنظراتي حتى يختفي فأبحث عن آخر .. لعلها كانت طريقتي في الهروب من الملل والضيق .
كان هناك في مكان قصي صياد متهالك عجوز .. منحني الظهر .. مجتهد في القيام بمعله ولديه امل كبير بصيد وفير .. لعله يأمل بسمكة كبيرة تكون عشاء لصغاره الجياع .. لقد احسست عندها بالجوع يداهمني مرة اخرى .. فتجهت " للمطبخ " بحثا عن اي شيئا من الطعام .. لعلي كنت هذا المساء محضوضا .. ان وجدت بعض الخبز والجبن الابيض والزيتون .. عندما عدت للنافذة كان الصياد العجوز يجمع معدات صيده ويغادر .. مسكين علامات الخيبة والاحباط بادية عليه فلم يحالفة الحظ في اي صيد ! .

هناك على الرصيف وقعت عيناي على فتى وفتاة متلاصقين لم اشاهد ملامحهما لكنني متاكد انهما عاشقين .. لعلهما يتسامران على ضوء هذا القمر.

من خلال هذه النافذة كنت أعيش قصصا أخرى من الحياة .. قصصا مختلفة .. احداث ترصدها .. ومناظر تسجلها .. حيث تشاهد المحبطين والعاشقين السعداء والفرحين .. حيث تشاهد كل الوان الحياة واطيافها واشكالها واحجمها .. لطالما قلت لنفسي : إنها الحياة .. يوم سعيد وأخر كئيب .. وإنني أمل أن يكون الغد جميلا ! .

شاعر البدر
05-07-2008, 11:22 AM
هًنا شَئ
بِالصُدفَة وَجَدتْه!
وهُناكْ فيْضْ /ومْضْ
-لِارْضِك السَلامْ حِصَه-

السندريلا
05-08-2008, 02:30 AM
http://img339.imageshack.us/img339/3565/58qe6.gif

وَ 00 أجْمَل الأيَامْ لَمْ تُولَدُ بَعَدْ ..

♦.
♦.

رَائِعَة ٌ يَاحصَة بـ دَمجكِ الْوَاقع فيْ الْخَيَال ِ .. [ .. http://7bna.com/up/uploads/04c313279b.gif (http://7bna.com/up).. ]

~

بعد الليل
05-11-2008, 12:15 PM
كانت الحروفُ تركضُ كما كان يفعلُ هُو
وكما هيَ الحياة
وكنا جميعا نتابعُها



سردٌ جميلٌ وممتع
وفي انتظارِ القادمِ دائما

تحياتي