المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رائحة الطباشير وحبيبى


جلاء الطيري
05-29-2008, 03:37 PM
-----------------------------------------------------------

















يطالعنى كل صباح كشمس بهية أبادره أنا بصباح الخير يغض الطرف ويتمتم صباح النور .

ما أن اتحرك من أمامه حتى أشعر بنظراته تنفض خجلها على جسدى ، ألتفت حتى أتأكد من هذا الإحساس القابع فى .

أرى عينيه مصوبتين نحوى أعمدة من كهرباء تشعل أعينا ، يتوارى ببصره بعيدا ، يجبر عينيه على العتمة ، ربما التفاتتى قد أشعرته بالخجل ، تسقط عنه أشياؤه دفتر التحضير كراسة الفصل يعدو بعيدا بعد أن يلملم أشياءه التى افترشت أرض الطرقة المؤدية إلى الفصل " ثمة أحلام تراودنى "

لو أنى افعل كما فى الأفلام القديمة فألملم عنه أشياءه الساقطة ، يلمس يدى فترتعش تحط على كفى العصافير ، لن أغض الطرف سأدع يده تمارس حريتها على كفى ، أتلصص على وجهه أكتشف ملامح أخرى تختبئ خلف نظارته وذقنه التى تناثرت عليها شعيرات غير مرتبة( أنا لا أحب الرجل حليق الذقن)

سأقولها له وأنا أخفى نظرة مواربة إلى وجهه .

"" أبتسم لنفسى ربما هذه الأفكار تناسب رجلا ""

وحده العشق الذى دحرج على رأسى هذه الأفكار... حين يصارحنى بعشقه هل سأقول له أنى كنت أفكر فيه ؟ وأن الكون يختصر فى فضاء يديه ... وأنه مالكى ومملكتى ... أم سأضع يدى على فمى المرتعش وأتصنع الدهشة وأقول لقد فاجأتنى .

أطفال أشقياء يتصايحون يجبرون احلامى المجنونة على التعقل والركود فى مخزن الذاكرة .

على السبورة أكتب شعر عنترة العبسى

ولقد ذكرتك والرماح نواهل منى **و بيض الهند تقطر من دمى

فوددت تقبيل الســيوف لأنها ** لمعت كبارق ثغرك المتبسم

أحاول أن أشرح البيت .. وكيف أن عنترة تذكر حبيبته عبلة وسط

غمار الحرب ، فود تقبيل السيوف لأنها لمعت كثغر حبيبته

يتعجبون من هذا الأبله الذى ينسى السيف ويتذكر امرأة ربما هى الآن مرتبطة بآخر .

أحاول اسكاتهم.. يخرجون عن سيطرتى ... الحصة أوشكت على الانتهاء ... أحتمى به منهم ... يحتل مساحة كبرى من عقلى، يتصارع الطلبة عند خروجهم ...أتباطئ فى الخروج ،على أقابله عند خروجه من الفصل ، أبحث عن حجة مناسبة أوقفه بها كى أتطلع إلى عينيه، يقترب منى ، أستوقفه، تبخرت حجتى وطارت فى الهواء ، ما أحوجنى الآن لبعض ذكاء يخرجنى مما أنا فيه .

الصمت بيننا أصبح جسرا تمر عليه نظرات خجلى تخشى البوح احتاج الآن لألف حجة كى أحبك بطريقة لائقة ... ما تزال رائحة الطباشير عالقة بيدى.. افركها بمنديل الكلينكس.. بينما هو يعبث فى حقيبته طال الصمت بيننا ، ربما شعر بحرجى

أنقذنى ولد عندما سألهُ عن درس لم يفهمه،،،

انتهزت الفرصة وهربت حاملة معى عشرات الأسئلة تنقر بابى،،،،،،

لماذا لا يتكلم ؟

هل يريدنى أن أجثو على قدمى وأقول فى ذلة العبد أحبك ؟

هل أفعلها ؟ إن لم يفعلها ويقول أحبك؟ انا أيضا لن أفعلها ،،،، سألقى بكل حجارتى العتيقة فى وجهه وأمضى .

ربما لا تشغله أسئلتى ، ربما أنا أيضا لا أمر بشرفات قلبه ، ويلى لو كان قلبه قد أغلق بسياج غير سياجى .

هذا الذى أحب ... ألم يعلم أن الحب إذا دخل قلبا إستبد به واستباح احلامه ... وها هو يجبرنى أن أقضم أظافرى أن أنادى على كل رجال العالم باسمه.. أن اخطئ وأوقع فى دفتر الحضور باسمه،،،، يتلاشى اسمى تحت وطأة تملكه ... هذا الذى استباح قلبى، جعلنى امرأة مهزومة فصرت كشجرة تكسرت أغصانها .

تحت شجرة البونسيانا فى فناء المدرسة جلست ... من بين وريقات الأشجار أتابعه من حين لآخر أراه يختلس النظر إلى.

( لى الآن أن احلم بيوم يجمعنى واياه.. ألفه بدفء الروح فى الصباحات الماطرة .. أنزع عنه قميصه أشم فيه رائحة تفاح يزهر . أؤنسه فى المساءات الموحشة... انفض عنه غبار التعب ... أنام على ذراعيه نلوك سويا أخبار النجوم الهاربة... نسترق السمع لهسيس الأشجار وزقزقة عصافير ضلت أعشاشها . )

حلمى فتح شرفاته وهرب تحت أقدام أطفال يتقاذفون الكرة ويتصايحون ، ومدرس التربية الموسيقية يتثاقف على، ويسألنى إن كنت سمعت السمفونية التاسعة لبيتهوفن .

" يا الله ليته لا يقترب منى ، فأنا فى غير حاجة إلى وجهه الذى يشبه لوح الثلج وشعره المغسول بدهن الفازلين "

صباح الخير والياسمين الراقص على أنغام الراب والروك اندرول

أم نقول صباح الزمخشرى وسيبويه وكل يحى بما يفهمه .

" ياإلهى ما اثقله لو أن للسخافة إسما لكان هو "

لماذا تجلسين بمفردك مع أن زميلاتك مجتمعات فى حجرة المدرسات،،،،،

مالى أراك شاردة ؟

هل تفكرين فى شئ ؟

قالها وهو يمسح على شعره

( هذا السمج هل يظن أنه يأخذ مثقال ذرة من تفكيرى ؟)

أم ستكتبين لنا قصيدة شعر .. فأنا أعلم أن معظم مدرسى اللغة العربية يكتبون الشعر ...

"يا أرحم الراحمين فلتخمد هذا الذى نزل بأسئلته على رأسى كمطرقة "

لا يا سيدى أنا لا أكتب الشعر أو غيره كل ما هنالك أنى اشعر ببعض الصداع فأردت الجلوس بعيدا فى هدوء .

ما رأيك لو نتحدث قليلا

أعتـذر

لماذا ؟

قلت لك أنى أشعر بصداع والكلام سيضاعف من حدته

ولكن ،،

" إنقذنى يا رب من هذا المتطفل ، إستجاب ربى لدعائى حين دق جرس الرابعة "

إستأذنته فى القيام

وحين هم بالقيام

عدت مرة أخرى ، ربما شعر أننى لا أريد التحدث معه .

ماذا يحدث لو جلس بجانبى هذا الذى يحمل فى عينيه قطيعا من الأحلام الهاربة ، أو تسرسبت إليه بعض من ثرثرة مدرس الموسيقى فعرف أن هناك قلبا يدق نافذتى مثل جرس صلاة ويقول فقط إعشقينى .

الا لو أن خجله ارتوى بماء عشقى لنبت فى فمه اخضر الكلام


من البعيد يأتينى صوت ماجده الرومى تغنى

" تكلم لماذا الرجل الشرقى حين يلقى امرأة ينسى نصف الكلام "

جالسا فى حجرة المكتبة وحيدا ... تشرد أصابعه فتداعب وردة سقطت بعض أوراقها ... ينزع أوراقها الباقيات يلقى بإحداها بينما تنعس الأخرى بين طيات دفتره .

لو كنت أنا الوردة لنعست بين ذراعيه واطبقت جفونى ... أفاق من شروده إثر خبطات حفيفة على باب المكتبة .

استأذنته فى الجلوس .

طلبت منه دفتر الدرجات لكى انقل منه أسماء الطلبة المشتركين معى فى نشاط الخطابة والشعر ،،،،،،،

" وحيدين كنا أنا وهو "

هذه فرصتى ، حاولت الضغط على زناد جرأتى ولكنى فشلت بعد الطلقة الأولى ... أعطانى دفتر الدرجات ... سقطت منه صورة لفتاة ... مددت يدى التقطتها من على الأرض ... أتوارى ملمومة على نفسى ... أفتش فى ملامحها التى تشبهنى ...

مد يده ليأخذها...

عندها لمعت دبلته الذهبية المختبئة تحت خاتمه الفضى

إنها خطيبتى ولقد سافرت منذ وقت بعيد .

هويت كفراشة انكسر جناحها

تثلجت ،،،،،

تحجرت دمعة على وشك النزول ،،،،

تناولت دفتره بعد أن أخذ منه صورة حبيبته التى تشبهنى بكلمة تحاول أن تشق طريقها إلى الخروج استأذنته

فى الخروج

وقلت له شكرا

ياسر خطاب
05-29-2008, 06:39 PM
.
.
جلاء الطيري ...

ببساطة, اتقانك للسرد -السهل المتتنع- يجعل من

النص واحة خضراء تبهج عين الرائي وتفسح له

المجال أن يستلقي تحت ظل الفكرة ثم يغفو على

وقع احداث القصة ويستفيق مذهولاً بجمال ما حوله

من بنات افكارك ...

لا غرابة " فرخ البط عوام "

دمت ودام وهجك...... أتمنى أن تطيلي الغياب

شكراً برائحة الطباشير

.
.

د.داليا أصلان
05-30-2008, 09:34 PM
دبلته الذهبية أسفل خاتم الفضة، ومن المفترض أن يكون الخاتم ضخما .. فلا يظهر الدبلة

وخطيبة سافرت منذ وقت بعيد لم يبرأ قلبه من جرحها بعد

وفتاة تفوح شوقا.. بين "لا" تقرب ذاك الصنف مجددا.. وبين "نعم" تشبهها كثيرا أحلامي .. آثر صديقنا الخَرَس

لو أثقلت قلبي المواجع كما أثقلت مصير البطل
لآثرتُ الخرس أنا الأخرى

جلاء ..

للمرة الأولى أعلق فيها على قصة لك
رغم أني قرأت رصيدك الأدبي كله تقريبا
على موعد سنكون دائما .. حسب ظني

عين
06-01-2008, 12:15 AM
لِبعضِ الحرفِ في مدنِ النزفِ ولدَتْ الكلِماتْ

،،

دمتِ مبدعةْ

لمى الناصر
06-01-2008, 03:05 PM
( وانا محتاجة جدا لميناء سلام,,فأنا متعبة من قصص الغرام ))يأتيني صوتها بصرخة التكلم وها أنت تنثرين غبار الطباشير عن يديك أنهكه الكلام والتحدث عنه بين وريقات الغياب.. هي لحظات وتغيب الشمس معلنة حضور موج أزرق بتبعات ألمه وحزنه.

قصة جميلة من أنثى رائعة.

مساؤك فيروزي.

أصيله المعمري
06-23-2008, 04:03 AM
جـلاء الطيري

أنثى تاريخها مُشرف بكل قصص الحب والجمال
فـ هي تكتب الإبداع
بـ خطوطِ دائمة
تنتهي لـ كل الجهات



رائحة الطباشير وحبيبي
قصة غرام
يدوزنها الحب عشقاً
لا ينتهي





شكراً لك أكثر وأكثر

أسمى
06-25-2008, 01:28 AM
حسنــاً..قرأتها قبلاً وهاأنا أعود الآن.
"
أحب كثيراً هذا النوع من السرد..يحكي المشاعر أكثرمن التفاصيل الآنية.
ربما سأعود ثالثة لأقرأها.


"
أوركيدة كـ روعة حرفك.