المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " أنا لم أعُــد أنا !! "


سعـد الوهابي
06-04-2008, 10:31 AM
بسم الله



بداية


الماضي . . بوابة الحاضر . .

والحاضر بوابة المستقبل

والمستقبل بوابةٌ مجهولة . .



مساحة

الشخصيات : انا وهي وحبنا

المكان : قريتي القديمة

البطولة : مؤذن القرية



القصة

في نفس الطريق المؤدي لـ بيتنا القديم وقبل مغيب الشمس

وشقشقة العصافير تملأ فضاء تلك القرية

وثغاء الأغنام العائدة من المرعى يصم الأذان

ونباح كلب جارنا على المارة يشعرني بـالضجر "حتى أني قد حاولت قتله ولكنه نجا " .

في نفس الطريق المحفوف بأغصان الأشجار المتدلية عليه

قابلتها صدفة عائدة من بيت صديقتها

في يدها وردة جميلة جداً لا أعلم من أين حصلت عليها ؟؟

دُهشت حين رأيتها فقد كنت احدث نفسي عنها قبل هنيهه !!!

وفي نفس التوقيت ألقينا التحية على بعض !!!

السلام عليكم ........السلام عليكم

لم يرد أحدنا التحية فمن فرط شوقنا ألتبس علينا كل شيء . .

وتساوى في أعيننا كل شيء . .

سألتني عن حالي فشكوت لها ضعفي ووهني بعد طول غيابها عني .

واستني بكلمات . . . وبعد تلك الكلمات لم أعد قادرا على الحديث

تلعثمت الكلمات في لساني . . . حارت الجمل على شفاهي

ارتعشت كفاي في وسط كفيها . .

وكأني بي لاأعرفني . . أجهلني . .

لم أعد أنا . . أنا . .


تحدَّثت كثيراً واسترسَلَت في حديثها . . .

وأنا تائه بين عينيها الواسعتين و فمها الصغير إلى خديها الساحرين . .


" أنا لم أعد أنا "


شارفت على الغياب عن الوعي !!

فكلماتها كلمات عاشقة مجنونة ، وقلب يرتجف . .

وموقف رهيب وعاشق متيم يقتله شوقه . .

صدقوني . .

لم اعد ادري من أنا ؟؟ أو أين أنا ؟؟

رأيت فيها شوق عارم لــ لقائي

رأيت في عينيها كلام لاتتسع له المجلدات

رأيت في حركة شفتيها ماسلب لبي

أنا متسمر امامها يحملني الحب وينزلني

يرقى بي تارة وينحدر بي تارة اخرى

وهي أمام عيني تميل يسرة مرة ومرة يمنة .

تضع يدها على خصرها تارة ثم لاتلبث أن تمد يدها لتزيل بعض التراب العالق في شعري .

تتكلم وأنا استمع بإنصات وإنصات وإنصات . . وتأمُل . .

أنا ياااااااااااااااااااااااااااااااااااه لي أنا !!

لم أعــد أدري من أنا او اين أنا ؟؟

قد خلت نفسي مجنون ليلى او كثير عزة بل قيس لبنى .

فاتنة بحق ، ساحرة بصدق ، عاشقة بقلب مغرم ، متيمة إلى حدالجنون .

أوشكت الشمس على المغيب وسيحل الظلام وسيهدأ الليل

وهي لم تكل من الحديث وانا لم امل من الاستماع لذلك الشوق

يكاد يقتلها الشوق للحديث

تكاد تجن في انتظار أن أجاذبها اطراف الحديث

ولكن

قاطعت حديثها


وقلت :

حبيبتي أوشكت الشمس على الغروب

وسيخرج الجميع لصلاة المغرب فعودي محفوفة بحبي إلى بيتكم ولنا لقاء .

فدُهشت . . . وعضت على شفته السفلى وقالت : " توك تتكلم ؟"

ثم تنهدت وبكت

وأنا متسمر في مكاني . .

حاولت أن اقترب منها فابتعدت عني . .

سألتها مالذي يبكيك ؟؟

فقاطعنا صوت المؤذن يؤذن لصلاة المغرب

اللــــــــــــــــــه اكبــــــــــــــــر

اللــــــــــــــــــه اكبــــــــــــــــر

فانصرفت تركض وتبكي

وانا متسمر في مكاني اردد الاذان .

ولكن لم اعد أنا أنا . .



ياعصفورة الجنة

دومي بشوق حتى موعد لقياكِ ايتها الفاتنة الصغيرة



لا إله الا الله





همسة

نهايتي في عينيكِ ، وبدايتي في شفتيكِ

وحلمي انتِ ، ومنى روحي وحدك انتِ

فلا تهتمي ولا تغتمي إن طال غيابي .



" في

29/صفر/ 1423هــ

قريتي القديمة

في الطريق إلى بيتنا "



" احترامات قديمة جداً "


سعـد

عاصفة الشمال
06-04-2008, 10:53 PM
سعد الوهابي ـــ

و ( نحن) لم نعد ( نحن ) أمام هذه المقطوعة الأدبية الناضجة

بــِ بحضور تلك الحبيبة اكتملت روعة هذه القصة ..

أخذتنا معك إلى تلك الأجواء البسيطة و صوت الآذان

و نبض القرية الـمُطّعم بالذكريات الجميلة .....

و الأروع من هذا كله مشـاعركم الفيّاضة



لــِ قلمكَ و فِكركَ جُلَّ التقدير .



ـــــــــــــــــــــــ

أختكـ / العاصفة .

السندريلا
06-05-2008, 05:40 AM
http://www.r2lel.com/up/uploads/4c5f53332d.gif (http://www.r2lel.com/up/)

سَرْدٌ يَحْملُ مِنْ الْعُمْقِ مَا يَكْفيْ
لِـ يَحْملنَا الَى قَلْبِ الْحَدَثِ ..
صَورّتَ لنَا حُب عَذْريْ فِيْ اجْمَلِ صُورَة .. هَنِيِئَاً لِكُلِّ مَاتَلْمسهُ وَ نَرَاه

♦.
♦.

تَقْديِرٌ يَلِيِقْ [ .. http://www.r2lel.com/up/uploads/5eb0ffdd95.gif (http://www.r2lel.com/up/) .. ]

مشعل الحربي
06-07-2008, 10:44 AM
سعد الوهابي

من بساطة القرية إلى بساطة الحب القديم..يولد الجمال النقي بنقاء تلك النفوس وجمالها..

أبدعت ولو أغرقت لكان أجمل.

مودتي وتقديري.

عبدالعزيز رشيد
06-08-2008, 02:31 PM
تحايا الودّ لك بالذات أخي:سعدالوهّابي (:
الفكرة ككلّ كانت في غاية الاتقان والترتيب لاأمت بدايتها نهايتها لإيصال الفكرة
لكن في عمق السرد - بوجهة نظر شخصيّة لاأكثر, افتقدت أنا أثناء قراءتي للبعد الشاعريّ أو الوصف اللذي يجبر القارئ على الوقوف والتأنّي , كان التعبير مندفعاوقد يكون زائدا ومكرّرا في بعض المواقف
إلا أن الفكرة عامة والعديد من المشاهد كانت تتموّج بكلّ تناغم مع الحدث
..وحسبك لست إلا تلميذك
تحيّاتي لـ روحك

أصيله المعمري
06-09-2008, 12:20 AM
سعد الوهابي
يجب أن نستغل وجود نورك بيننا



تقديري لك
لـ ما لانهايه

د. منال عبدالرحمن
06-14-2008, 12:11 PM
ذاكَ الخجلُ يرافقُ البَسمةَ الأولى على شفاهِ عاشقٍ مرتبك , و النّظرةَ الأأولى في عينيّ عاشقة يتلعثمَ الحرفُ بها ..

أنا لم أعد انا , و وردةٌ جميلةٌ لم أعلم من أين أتت بها ,

تفاصيلُ صغيرة يا سعد , و جهّت من خلالها عقلَ القارئِ حيثُ تريدُ تماماً ..


الأستاذ سعد الوهابي :

حضوركَ مختلفٌ حيثُ كنت , فلكَ الشّكر الجزيل .

صالح الحريري
06-14-2008, 02:59 PM
كأني أسمع وقع الخطوات ...
والنظرات هاربة لملامح دافئة عند عناق الخطى ...!

برائحة البيوت القديمة ..
المعطرة بزجاجة الطين وأنفاس القلوب الطيبة ...
يعلن الآذن ميلاد الطهر لأرواح تركض بأحياء القرية القديمة ...!!

وأنت ...
لم / لن تتغير ...
لأنك وجه السعد بزمن داكن كئيب ...!
سيبقى حرفك شهي على موائد القراءة ، ولنا أن لا نتوقف ...!

حرفك / قلبك / نبضك ...
جنّات ثلاث محيطها أنت يــ سعد الوهابي ..!!

تحياتي

أسمى
06-17-2008, 11:06 AM
لا أدري مالذي يبعث على الإبتسامة بين السطور.
دائما صادق هذا الحرف..احساسي يقولـ.
وأنا أتبعهـ دائما.

"
دُمنا بـ حرفك ..سعداء .. يا سعدْ.

سعـد الوهابي
06-27-2008, 07:04 PM
سعد الوهابي ـــ

و ( نحن) لم نعد ( نحن ) أمام هذه المقطوعة الأدبية الناضجة

بــِ بحضور تلك الحبيبة اكتملت روعة هذه القصة ..

أخذتنا معك إلى تلك الأجواء البسيطة و صوت الآذان

و نبض القرية الـمُطّعم بالذكريات الجميلة .....

و الأروع من هذا كله مشـاعركم الفيّاضة



لــِ قلمكَ و فِكركَ جُلَّ التقدير .



ـــــــــــــــــــــــ

أختكـ / العاصفة .






سيدتي القديرة . .

" عاصفة الشمال "

تيقنت تماماً من أنا بحضورك . .

زاد المكان بهاء . . تواصلك وقرائتكِ

سعيدٌ بكِ

دام عطركِ المنساب


(احترامات . . متيقنة )

سعـد