مشعل الحربي
06-18-2008, 12:25 AM
ها هو البحر يلعب بالسفينة كما تلعب الأرجوحة بالأطفال...
أما هو فقد تشبث بالسارية كتشبث الوليد بأمه ذاهلا عن صيحات القبطان الآمرة بالنزول إلى أسفل السفينة خوفا عليه من أي موجة قد تبتلعه.. ومع ذلك ظل صامدا.
خلال ثباته مر بباله ذكرى أمه الغالية وهي تستهديه أن يمتنع عن السفر بعد أن أعلمها وكيف أنه ماطلها في الكلام وأعطبها بإصراره مع بقية أصوات العائلة حتى علت أصواتهم صوت أمه التي لا تملك سوى حجة أنها ستفتقده مع الخوف عليه من الغربة ومتاعبها المتنوعة..
ومع ذلك فقد تكفل الأخ الأكبر بنقض تلك الحجج أما هو فقد اكتفى بالنظر إليها وهي تكفكف عبرتها وتمسح دمعها بشالها الذي لطالما نظر إليه نظرة الحاسد وذلك لقلة مفارقته لها ..
أنهي الأمر بسرعة وكأنما الحياة تريد أن تدير عجلتها بأسرع ما تطيق وها هو يركب الباخرة بعد أن غرق في بركة دموع أهله وخصوصا أمه مع أن الجميع قدارتضى مسيره لكن يبقى ذكر الفراق والوداع ذو كريزما تحضر بحضوره .
مر بباله كيف كان يبدأ حديثه معها ثم يعم الصمت بعد ثوان معدودة لتبدأ موجة عارمة من البكاء تجتاح كل شيء حتى تصبره لذا تراه بعد كل مكالمة تعب أسيف لا يقو على الحراك ولا الكلام وكأنما ختم الصمت على أنفه وفمه لذا تجده يحترق من الداخل دون أن يعلم أحد ..
وعند النوم ترتوي الوسادة بفيض من الدموع المالحة لتترجم قسوة الغربة ومر الفراق والبعد ..
مر بباله كل هذا وها هو الآن لما كان في طريق العودة بدى كل شيء باهتا حتى دموعه صارت خلواً من الملوحة وكذا البحر..
حتى روحه بدت كأنها تريد الخروج من جسده وكأنما عجلة الحياة قد توقفت لتعلن أن الموت قد حضر لتستكين الأشياء فقد أزف الرحيل..
عندها أظلمت الأماكن من حوله..
عندها بدى كأن قبضته الشديدة قد ارتخت..
عندها ...
ذهل الجميع من صرخة خرجت من فؤاده لتمزق هول الحدث ، وقبله لتمزق كل ما اعترضها من أوردة وشرايين لتخرج بكل قوة كخروج السفود من الصوف المبتل أن.. لن أستكين ولن أبقى لكي يفعل بي اليم ما يشاء بل سأنزل إلى ساحته قبل أن يصعد إلي وبسرعة وإرادة صلبة قطع الطريق بوثبات جريئة حتى بلغ الدفة / المقود حيث القبطان يناضل من أجل الحياة ويصارع لكي يبقى على المسار ويدا بيد استطاع كل منهما أن يسيطر عليها ويعدل مسارها حيث قلب العاصفة..!
هناك..
عم السكون أسماع كل راكب ليتهيأ لسماع لحن الحياة وهو يبدو رويدا رويدا كانقشاع تلك العاصفة... .
أما هو فقد تشبث بالسارية كتشبث الوليد بأمه ذاهلا عن صيحات القبطان الآمرة بالنزول إلى أسفل السفينة خوفا عليه من أي موجة قد تبتلعه.. ومع ذلك ظل صامدا.
خلال ثباته مر بباله ذكرى أمه الغالية وهي تستهديه أن يمتنع عن السفر بعد أن أعلمها وكيف أنه ماطلها في الكلام وأعطبها بإصراره مع بقية أصوات العائلة حتى علت أصواتهم صوت أمه التي لا تملك سوى حجة أنها ستفتقده مع الخوف عليه من الغربة ومتاعبها المتنوعة..
ومع ذلك فقد تكفل الأخ الأكبر بنقض تلك الحجج أما هو فقد اكتفى بالنظر إليها وهي تكفكف عبرتها وتمسح دمعها بشالها الذي لطالما نظر إليه نظرة الحاسد وذلك لقلة مفارقته لها ..
أنهي الأمر بسرعة وكأنما الحياة تريد أن تدير عجلتها بأسرع ما تطيق وها هو يركب الباخرة بعد أن غرق في بركة دموع أهله وخصوصا أمه مع أن الجميع قدارتضى مسيره لكن يبقى ذكر الفراق والوداع ذو كريزما تحضر بحضوره .
مر بباله كيف كان يبدأ حديثه معها ثم يعم الصمت بعد ثوان معدودة لتبدأ موجة عارمة من البكاء تجتاح كل شيء حتى تصبره لذا تراه بعد كل مكالمة تعب أسيف لا يقو على الحراك ولا الكلام وكأنما ختم الصمت على أنفه وفمه لذا تجده يحترق من الداخل دون أن يعلم أحد ..
وعند النوم ترتوي الوسادة بفيض من الدموع المالحة لتترجم قسوة الغربة ومر الفراق والبعد ..
مر بباله كل هذا وها هو الآن لما كان في طريق العودة بدى كل شيء باهتا حتى دموعه صارت خلواً من الملوحة وكذا البحر..
حتى روحه بدت كأنها تريد الخروج من جسده وكأنما عجلة الحياة قد توقفت لتعلن أن الموت قد حضر لتستكين الأشياء فقد أزف الرحيل..
عندها أظلمت الأماكن من حوله..
عندها بدى كأن قبضته الشديدة قد ارتخت..
عندها ...
ذهل الجميع من صرخة خرجت من فؤاده لتمزق هول الحدث ، وقبله لتمزق كل ما اعترضها من أوردة وشرايين لتخرج بكل قوة كخروج السفود من الصوف المبتل أن.. لن أستكين ولن أبقى لكي يفعل بي اليم ما يشاء بل سأنزل إلى ساحته قبل أن يصعد إلي وبسرعة وإرادة صلبة قطع الطريق بوثبات جريئة حتى بلغ الدفة / المقود حيث القبطان يناضل من أجل الحياة ويصارع لكي يبقى على المسار ويدا بيد استطاع كل منهما أن يسيطر عليها ويعدل مسارها حيث قلب العاصفة..!
هناك..
عم السكون أسماع كل راكب ليتهيأ لسماع لحن الحياة وهو يبدو رويدا رويدا كانقشاع تلك العاصفة... .