نورا إسماعيل
06-26-2008, 02:39 AM
لم أتأخر خلال زيارتي لبلدتي عن تلبية الدعوة التي وجهت لي وكانت من الجمعية الخيرية التي تترأسها زميلة وقريبة لي في نفس الوقت وكان فحوى اللقاء نداء لكل القادرين للمساعدة في إعادة ترميم بيت من بيوت الوقف المخصص لسكن الأيتام حيث أن هناك عدد منها في بلدتنا وتتكفل بإيواء الأيتام والأرامل وتساعدهم للوصول بهم إلى بر الأمان
كنت سعيدة بهذا التواجد وبهذه الدعوة الكريمة وكانت فرصة خاصة لي فأنا بنت اليتم ونتاج تربيته وهو جزء من كياني وأيامه مسطرة في ذاكرتي تتخللها دموع أمي المسكينة التي لايمكن أن أنساها والتي تآخت مع خيوط الظلام وباتت لاتركن إلا إليه فكانت تبثه حزنها ونحيبها وتآوي إلى صمته ليكون خير من يسمعها
كنت أعلم أنها دموع الخوف التي اكتستها من شبح الفقر الذي لايبرحنا ولاينسانا حتى في الأعياد ..
كان المعاش بسيطا ولايحتمل القسمة وبالكاد كان يسد رمقنا ناهيك عن طلبات المدرسة التي كانت دائما مؤجلة وأنا أستغرب الآن كيف مر عام من الأعوام وأنا لاأملك كتابا مهما من كتبي ولم أتمكن من شرائه حتى مستعملا قديما كعادتي
والذكريات توالت و نوبة بكاء انتابتني وأنا أتذكر يوما كنت أتمنى أن أرافق صديقاتي في رحلة مدرسية لكن تراجعت وأنا مكرهة وصامتة أمام وجه أمي الذي تكفلت قسماته بالرد الباسم الحزين ..
انتبهت من شرودي وحمدت الله على أنها أيام وذهبت بما فيها من ألم وحزن وأن الله عوضني وقدرني لأقف اليوم وأتمكن من تعويض غيري ماافتقدته في طفولتي فقد أستطيع أن أكفكف دمعة وأعيد بسمة
قررت أن أقوم بإعادة الترميم وحدي وبيني وبين نفسي
(( أهب الثواب والأجر لروح والدي ووالدتي التي لحقت به مؤخرا ))
وسابقت الزمن حتى أتمكن من معرفة كل التفاصيل المتعلقة والتكلفة أيضا قبل سفري وتقدمت بطلب للموافقة على ذلك وحصلت على الأوراق الخاصة بالبيت الوقف ومن ضمنها
حجة البيت وإقرار مرفق كتب فيه
(( البيت رقم كذا من شارع كذا محلة كذا وقف من فلان الفلاني ..
أعدت قراءة الإسم .. هذا الفلان .. أنا أعرفه
أعرفه .. إنه اسم والدي ..
لله درك من والد .. ولله دره من ميراث
سأكمل مابدأه والدي ..
كنت سعيدة بهذا التواجد وبهذه الدعوة الكريمة وكانت فرصة خاصة لي فأنا بنت اليتم ونتاج تربيته وهو جزء من كياني وأيامه مسطرة في ذاكرتي تتخللها دموع أمي المسكينة التي لايمكن أن أنساها والتي تآخت مع خيوط الظلام وباتت لاتركن إلا إليه فكانت تبثه حزنها ونحيبها وتآوي إلى صمته ليكون خير من يسمعها
كنت أعلم أنها دموع الخوف التي اكتستها من شبح الفقر الذي لايبرحنا ولاينسانا حتى في الأعياد ..
كان المعاش بسيطا ولايحتمل القسمة وبالكاد كان يسد رمقنا ناهيك عن طلبات المدرسة التي كانت دائما مؤجلة وأنا أستغرب الآن كيف مر عام من الأعوام وأنا لاأملك كتابا مهما من كتبي ولم أتمكن من شرائه حتى مستعملا قديما كعادتي
والذكريات توالت و نوبة بكاء انتابتني وأنا أتذكر يوما كنت أتمنى أن أرافق صديقاتي في رحلة مدرسية لكن تراجعت وأنا مكرهة وصامتة أمام وجه أمي الذي تكفلت قسماته بالرد الباسم الحزين ..
انتبهت من شرودي وحمدت الله على أنها أيام وذهبت بما فيها من ألم وحزن وأن الله عوضني وقدرني لأقف اليوم وأتمكن من تعويض غيري ماافتقدته في طفولتي فقد أستطيع أن أكفكف دمعة وأعيد بسمة
قررت أن أقوم بإعادة الترميم وحدي وبيني وبين نفسي
(( أهب الثواب والأجر لروح والدي ووالدتي التي لحقت به مؤخرا ))
وسابقت الزمن حتى أتمكن من معرفة كل التفاصيل المتعلقة والتكلفة أيضا قبل سفري وتقدمت بطلب للموافقة على ذلك وحصلت على الأوراق الخاصة بالبيت الوقف ومن ضمنها
حجة البيت وإقرار مرفق كتب فيه
(( البيت رقم كذا من شارع كذا محلة كذا وقف من فلان الفلاني ..
أعدت قراءة الإسم .. هذا الفلان .. أنا أعرفه
أعرفه .. إنه اسم والدي ..
لله درك من والد .. ولله دره من ميراث
سأكمل مابدأه والدي ..