المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفصل الثانى من رواية عايدة القردة اغتصاب أولى


جلاء الطيري
07-05-2008, 02:02 PM
مرت سنوات عدة كان قدأختفى كل شئ أنت والآخرون.

وحين بلغت الرابعة عشر، استبقوني فى البيت تتأرجح نهاراتى ما بين الموت والحياة، أصوات من غادرواعالمى منذ وقت طويل تأتى إلى في وحشة الليل ُتذكرنى بأنى عايدة القردة، أسمع وشوشات الجيران ، يقولون ربما قد ماتت أو سحبتها جنيات الأرض إلى الأسفل فهى منهم ، أخذوها وهى فى سن الفطام واستبدلوها بواحدة منهنّ عجز جسدها عن النمو.

تمتد نحوك يدُ الذاكرة، تُعيد ترتيب تفاصيل اليوم الذى رُبطنا فيه فى جذع شجرة الصفصاف ، فى ظلمة الليل وسط نقيق الضفادع وفحيح حيات الجن.

كُنت مستأنسة وأنا معك ، يدى مشدودة فى يدك ، أتقرى ملامح وجهك الذى صرتُ أحفظه عن ظهر قلب.

أنت لا ُتشبه أباك ذلك الفظ بكرشه المتورم وعينيه الحمراوين وذقنه الذىيصل إلى أسفل صدره وبكلامه الذى لا أفهم منه شيئا فمنذ أن غادر القرية وذهب إلى بلاد النفط وجاء بالسيارة، وبالسواك، ورائحة المسك التى تعطر ثوبه، وهو ينظرُ إلىّ كلما رآنى معك تمتم بفمه الذى يخرج منه الرذاذ أثناء الكلام فيحط ُعلى وجهى وكأنه يبصق علىّ

"ياسبحان الله له فى خلقه شئون لابد أن والديها قد فعلا ذنبا يستحق أن يعاقبهما الله عليه بتلك الجرادة نسل العفاريت"

كنتُ أود أن أتسلق جلبابه القصير كجرادة فأقطعُ لسانه البذئ الذى بكلمة منه حرمنى من رؤيتك.

ذهبتُ إليك ذات مرة بعد أن أرسلت الى فيفى قائلة:

بأن أبيك قد سمح لنا باللعب وتسلق شجرة الصفصاف القصيرة والتى يُسميها أهل قريتنا، الشيخ البهنساوى والتى تقبع فى فناء والدأحمد.

طرقتُ الباب ففتح لى أبوك بعد أن قال أنك بالداخل انت وفيفى تنتظران ، دخلتُ وأنا مأخوذة بالمكان جلست على الأرض المفروشة بسجاد أخضر وعليها وسائد من نفس اللون ورائحة البخور التى تفوح من المكان تتصاعد من" منقد فخارى" صغير.

شاغلتنى الصور التى تمتلئ بها الجدران ، عن رؤية عينيه اللتين أصبحتا بلون الدم فزعت محاولة الخروج دون السؤال عن أحمد وفيفى شد نى من ياقة جلبابي فالتفت حول رقبتى ما نعة ًعنى الهواء

سألته بصوتٍ مبحوح..........

أين أحمد ؟؟

أنتظري سيأتى بعد قليل......

ولكنى أُريد الذهاب فلم أقل لأمى أننى سأتاخر........

حاولت الخروج فمنعنى مرة أخرى.

كم سنك ؟؟

"فاجأنى سؤاله"

أربعة عشر عاماً .

"فحص جسدى بعينيه مركزاً على حفرتين صغيرتين كان من المفترض أن تنبت بهما برتقالتان كمثل من هم فى سنى ، أقترب منى وعن عمٍد أصطدمت يده بهاتين الحفرتين اللتين بهما شيئان كحبتى قمح ولن تكبرا ابداً

يتمتم

" تمام ...تمام ...هذا هو المطلوب "

أشعل بعض البخور وأتى بكتابٍ أخذ يقرأ منه كلمات غير المفهومة يعلو صوته فجأةً ثم ينخفض بنفس السرعة ، تنكمش تجاعيد وجهه يزداد خوفى الذى بدأ يتعاظم، بخبرتى الطويلة فى الطرق المؤدية إلى تعذيبى..... أرى فى عينيه ذلك الأشتهاء الغريب فى معاقبتى على ذنب لم أقترفه.

أجرى ناحية الباب ، يمد يده ، ٍيُمسكنى من ذراعى التى كادت أن تنخلع بين يديه، حاولتُ الصراخ، فكتم فمى بيده الأخرى

يقولون :

أنك من نسل العفاريت ولهذا ستساعديننى فى الكشف عن الخبيئة المدفونة فى فناء البيت

ماان سحب يده من على فمى حتى علا صوتى بالصراخ أعادها مرة أخرى

أحضر إحدى المفارش الصغيرة التى ُتزين وسائده ، حشا بها فمى .

ـــ هكذا أضمن أن صوتك لن يعلو مرة أخرى.

نزع عنى ملابسى، فبقيت عارية.

يقرأ مراقباً جسدى الذى بدأينتفض كشجرة جافة تهزها الريح

بيدى القصيرتين أدارى سوءتى ينزعهما متهمكاً.

وكما يحدث دائماً اغرق فى لجة الألم والخجل.

ُأطمئن نفسى أن ما أعيشه فى تلك اللحظات مجرد وهم أو حلم مزعج حتماً سأستيقظ منه ، ولكن صوته الذى يرن فى أذنىُ يجعلنى أُدرك أن ما أعيشه حقيقة مفزعة تجعلنى اهتز بعنف.

لم أدر بنفسى إلا وأنا ملقاة على سجادته مغشيًا علي وهو يرش على وجهى الماء.

أفقت والدنيا تدور من حولى كرحى تطحن معها كل سبيل للخروج من هذا المكان.

تدور عيناى الغائمتان للبحث عن مخرج .

أبوأحمد يقرأ من كتاب أصفر صغير، بجانبه رجل أسود وطويل كفرع شجرة محترقة، لم أره من قبل ، عند ما جاءت عيناه فى عينى تملكنى الخوف والذعر.

من منديل صغير يُخرج البخور المختلط بالملح يُلقيه فى "المنقد "الملئ بالجمر يتصاعد الدخان مصحوباً بطقطقة الملح الذى يتناثر على جسدى فيملؤه بالحروق .

من عينى نصف المفتوحة ...... أرى أبا أحمد وهو يُمسد على جسدى بزيت لزج ذى رائحة نفاذة....... تلتهب حروق جسدى......رائحة الزيت النفاذة أجبرتنى على أن أفيق تماماً فأفتح عينيي عن آخرهما....... ُأسيج جسدى ......أنكمش على بعضى حتى لا يتماديان فى إيذائي........ ولكن حين نظرت فى أعينهم تلبسنى الخوف والفزع .....ُُبلتُ على نفسى ....... رائحة بولى غطت على رائحة البخور المتصاعد..........

صفعنى الرجل الأسود على وجهى متأففاً من بولى.

إبنة العفاريت هذه بالت على السجاد ونجست المكان.

ــ ربما تكون تلك علامةعلى أن الجن قد حضروا وسوف يُساعدوننا فى الكشف عن الخبيئة واستخراج الذهب المدفون مُنذ سنين.

ـــ ولكن العلامة كما قال الشيخ أن يرجع جسدها لأصله فتتلبسه خلقة العفاريت.

ـ ربما لم يستطع من يتلبسها من العفاريت الحضور، ولهذا فالحل الوحيد هو أن نذ هب بها إلى مكان الخبيئة،فكل الصفات والعلامات التى ذكرها الشيخ لفك الرصد وظهور الخبيئه تنطبق على هذه القردة.

هى أبنة أربعة عشر ولم يأتيها الحيض ولم ينبت لها ثديان و....

لفنى الرجل الأسود بمفرش كان يقبع على إحدى المناضد التى تتوسط الحجرة حملنى على أكتافه كان أنفى ملتصقا بكتفه الذى منع عنى الهواء ، رُحت اتسول بعضاً منه

القى بى على الأرض ، أسمع صوت تكسر حطب جاف تحت عظامى التى انسحقت معه .

عينى تمسح المكان........ إنه فناء البيت وتحت شجرة جفت أغصانها منذ وقت طويل إلا من فرع وحيد يرتفع كعلم فى أعلاها....

الشجرة صارت مزاراً لكل نساء القرية اللاتى يُردن الحَبلْ والإنجاب ، و فتياتهااللاتى يُردن الزواج هرباً من شبح العنوسة فماأن تُكمل إحداهنّ السادسة عشر ولم يطرق بابها طارق حتى تبدأ في القلق .

تلك الشجرة التى تقبع فى أر ض والد أحمد ، التى بنى عليها البيت بعد مجيئة من بلاد النفط محملاً بالنقود ، والتى يطلق عليها الناس الشيخ البهنساوى الذى دُفن تحتها فقد جاء قادماً من بلاد المغرب،حاملاً معه خبزا جافا وجرة ماء صغيرة

قادته قدماه ،إلى بلدتنا جلس تحت ظل شجرة الصفصاف تلك ضارباً بيديه على أحد فروعها الذى تفجر بالماء ، والفرع الآخر خرج منه سائل أبيض كاللبن ، يقولون أن كل من تداوى به وشرب منه أو وضعه على جرحه شُفى .

مكث الشيخ تحت الشجرة ثلاثة أيام وفى اليوم الرابع مات .


حُفر قبر أسفل الشجرة ودَُفن فيه

فى اليوم الخامس بعد موته جفت الشجرة وأنقطع الماء واللبن ، إلا من فرع وحيد تنير أوراقه ليلة الجمعة

بأسفل الشجرة طرق مرصوفة بالذهب ، و صاحب الحظوة والنصيب من يستطيع فك الرصد وأخذ ما بداخل الأرض من ذهب الفراعنة ، كانت الشجرة مزارًا لكل أهالى القرية حتى مجيء أبى أحمد الذى سور هذه الأرض التى تقع فيها

بنى البيت ومنع الناس من التبرك بها بدعوى أن هذا كفر وجاهلية ما أنزل الله بهما من سلطان، وإنه لن يشارك فى أرتكاب معصية ُتغضب الله بجعل أرضه منبراً للشرك والعياذ بالله .

فى النهار كان يؤم الناس للصلاة واصفاً لهم عذاب القبر ، والثعبان الأقرع الذى

بضربة واحدة منه يدك الرجل التارك للصلاة إلى سابع أرض، أو عن تلك البيوت التى رآها فى بلاد المسلمين التى تعبد الله وتطبق شريعته والتى لا يوجد فيها فتحة أو نافذة تطل منها المرأة برأسها جالبة الفتنة .

ثم يحدثهم عن الكعبة وعن البلاط الذى يصير بارداً رطباً صيفيا، رقيقاً ورؤوفاً بجباه المصلين ، دافئاً شتاءً ببركة الكعبة وتلك الأرض الطاهرة التى لا يُلمح فيها ظل لوجه أمرأة ، فالنساء هم سبب البلاء والفتنة والخراب فى الأرض .

يتكلم... ويتكلم... فيُجهش الناس بالبكاء يستغفرون الله مرددين

"يا سبحان الله فوق كل ذى علم عليم "

يرجع الواحد منهم إلى بيته مستشعراً رجولته ومستعظماً نفسه ناقماً على زوجته التى ستكون سبباً فى دخوله جهنم .

بعد أن يجعل الناس تُجهش بالبكاء لاعنين المرأة فى سرهم آلاف المرات وكأنها شيطان رجيم ، ، يرتقى سطح بيته المبنى بالطوبِ والأسمنت والذى يرتفع إلى الطابق الرابع، من شباك الحجرة التى بناها فوق سطح البيت والتى تطاول مأذنة الجامع يُخرج منظاره المكبر الذى جلبه معه من بلاد النفط يدور بعينيه على كل بيوت القرية التى تفتح نوافذها بحرية فهم يعلمون أنه لا توجد عين متلصصة تكشف سرهم أو تفضح سوءتهم ، وً لأن للجار حرمته التى لا تُنتهك .

يرى تلك التى مدت ساقيها كاشفة عن فخذيها وأخذت تُزيل بعض شعيرات نبتت ، أو تلك خلعت ملابسها عن آخرها لتبحث عن برغوث قفزفى لباسها الداخلى فأرق نومها أو التى أتخذت من حظيرة البهائم المفتوحة على السماء حماماً فأخذت تصب الماء الساخن على جسدها الذى أحمر توهج تحت حرارة الشمس .

يسيل لعابه فيقطر على ذِقنه ، ينتفض جسده عن رعشة يعرف ُكَنهها ، بعد أن تمتلئ عيناهُ بصور كل نساء القرية التى يضاجعهنَّ ليلاً فى أحلامه يتمتم

" استغفر الله .. .استغفر الله ... فعلاً المرأة هى سبب البلاء لو أنهنّ استترنَّ ما كان ليفعل ذلك، أو يبرر لنفسه فعلته أنه ما فعل ذلك إلا لوجه الله حتى يكتشف أخطاءهنَّ ،و أفعالهنَّ التى تجلب الفتنة ، فيرشد أزواجهن أو أخواتهنَّ إلى طرق إصلاحها ."


الرجل الأسود يربطنى فى جذع الشجرة يُشعل ناراً فى بعض الحطب يُلقى فيه البخور وكثير من الملح

يُخرج من جيب بنطاله ورقة مكتوب فيها بخط متعرج بعض الكلمات التى لم استطع قراءتها يُشعلها ثم يُلقيها تحت قدمّى العاريتين يصل لهيبها إلى بقيه جسدى .

ــ الخبيئة بالنصف يا أبا أحمد، أنا والشيخ النصف وأنت وحدك لك النصف الأخر.

"يحمر وجه أبو أحمد من الغضب يُعنف الرجل الأسود الذى أباح لنفسه ولشيخه النصف بدون وجه حق، فهمالا يستحقان شيئاً لانه هو الذى أنفق على شراء البخور الباهظة الثمن، وهو الذى أغرى القردة الصغيرة عايدة ، فوق كل ذلك الخبيئة فى أرضه فعلام يستحقان النصف، يكفيه أن تلك القردة لو باحت بما رأت لاهتزت ثقه الناس فيه"

ينتصر الجدل الدائر بين الرجل الأسود وأبى أحمد حول مصدقية الشيخ فى وجود الخبيئة وتوعد أبى أحمد للرجل الأسود وشيخه .

يفك أبو أحمد وثاقى.

ُأحاول فك أطرافى المتجمدة فلااستطيع.

ُيلبسنى ملابسي، قائلاً لى

إن ما رأيته كان مجرد لعبة أرادت أن العبها معك حتى مجئ أحمد ولا اُريد ان يعرف بأمرها أحد ..................

ثم عادت نبرة التوعد إلى صوته

وإن باح لسانك بما رأيت فسيكون مصيرك " أشار إلى رقبته في اشارة الى الذبح." حاولت الجرى بأقصى سرعة من هذا المكان، ولكن رجلي التفتا حول بعضهما، جاهدت حتى استطعت الفرار ، وأنا أمُنى نفسى بأن ما رأيته أو عشته فى تلك الساعات الطويلة كدهر كان حلماً سيئا ولن أبوح به أبداً.


كيف لك ياأ حمد أن تكون أبنا لهذا الفظ غليظ القلب ؟ !!

كيف لأسمك أن يلتصق به فينادونه بأبى أحمد؟!!

"أمن الصبار يخرج العسل"

لابد أن أمك الطيبة الودودة أتت بنطفتك من غيره، فأنت أحمد حبيبى أبن القمر رفيق النجوم .

أُستسلم لصورتك التى تحتل عينى إحتلالها الجميل مبعدة صورة رجل أسود ورجل ذى كرش متورم ، أعيش تفاصيل اليوم الذى جئتنى فيه دون أن تخشى الآخرين الذين كُلما تطلعوا إلى سحنتى الغريبة عنهم، والقادمة من عالم الجن يبصقون فى صدورهم قائلين " بسم الله الرحمن الرحيم" من أى الخرائب خرجت تلك النبتة الشيطانية فالأم جميلة والأب مليح الطلعة ربما إلى سالف الأجداد يقولون:

أن جدى الكبيرلأبى كان قصير القامة تلتصق فخداه بجزعه،كان قرداً صغيراً مثلى، رفضت كل بنات القرية الزواج منه إلا جدتى تلك الجميلة التى تهشُ بعصا فتنتها على قلوب فتيان القرية ، يأتوها سعياً يتوقون الدخول إلى بساتين سندسها يودعوا زوجاتهم وأولادهم راضين بالجلوس تحت دفء شمسها مستظلين بخضرة عينيها، مستمعين إلى وشوشات صوتها لحبيب لا يرونه ، وكل منهم يتمنى أن يكون هو...........

.

اشعلت النار،


وذهبت تبحث عن الذى

وضع الشمس فى يمينها

والقمر في يسارها

لعلها ترضى

فرضيت

.

قلت لــــى:

وجدت لك حلاً يجعلك كمثلنا تُطاول قامتك قامتنا، ولكن لابد أن تكونى قوية القلب تقهرين الشيطان فى عُقر داره والشيطان فى ساقيةحلبى التى يخشاها الناس بعد أن ألقى حلبى فيها بأبنته الحبلى بغير زواج.

كل ما عليك هو استرضاء جنيات الساقية.

"تأخذنى من يدى تُحضر معك عظام دجاجة، لا أعرف لماذا أحضرته ،عندما أسألك لا ُتجيبنى !!!!

نتسلق شجرة الصفصاف التى تُغطى أفرعها الممتدة خشب الساقيه، نجلس على فرع ضخم يحتوينا فلا نستبين، نرقبُ مغيب الشمس .

الليل هو موعدنا .

تغرب الشمس مخلفة ورائها ضوءً رماديا يُتيح لنا بعض الرؤية.

من البعيد أرى عين سيد ترقبنا........

أقول لك:

ـ لقد رآنا سيد وسيفُشى سرنا .

تطمئننى

ـ ربما تتوهمين فسيد جبان ولا يخرج من البيت بعد غروب الشمس.

حين يعبرُ الليل بوابة الظلام، وتنقطع حركة المارين نخرج من مخبئنا ، نقترب من الساقية . الأفكار المفزعة عن عفاريت الساقية تصطخب فى عنف ، كل منالا يرُيد أن يُفصح للأخر عن خوفه.

غيمة كانت توارى ضوء القمر قد أنقشعت فسطع نوره وملأالمكان

ترتدى ثوب الشجاعة.

تقول لى:

لاتخافـــــــــى.................

بدت لنا الساقية فى مياهها الآسنة والقمر مرسوم على صفحتها كبحيرة مسحورة، تنتظرنى أن أتقدم نحوها ، أعبر مياهها المأمونة ، ُتنهى شقائي ...............

يُلقى أحمد ببقايا عظم الدجاجة فى قعر الساقية لتتلقفها الجنيات فيصفحوا عنى

بعد ان سمع أباه يقول، أن بقايا العظم هى طعام إخواننا من الجن

ُنلقى إليهم بهديتنا ، نتوسل لهم أن يعطوننا عايدة ذات السيقان الطويلة والقامة الفارعة ، مليحة الطلعه كأبيها، جميلة الوجه كجد تها ، وليأخذوا عايدة القردة .

وحين هممت بالقفز فى مياه الساقية تحولت إلى نهر من عسل مصفى وشطآن مدهشة تُنهى عذاباتى .

أتقدم خطوتين باتجاه الساقية....

لم يبق بينى وبين تحقيق الحلُم الذى صنعناه معا إلا جرأة القفز، حين هممت بالدخول إلى عالمى المسحور، انطفأت مصابيح فرحتى ......سقط القمر من عليائه فى قعر الساقية السحيق ... ...هبت رياح الغضب والهلع تأمرنا بالتراجع والأبتعاد .....من البعيد يُهرلون.........يصيحون بالسباب والعقاب وحين حاولت الهرب......هوت بى الأرض الزلقة ....... تلقفتنى أفرع الصفصاف وبقايا خشب الساقية منعتنى من السقوط فى قعرها....... تهتز صفحة الماء... ...يتكسر وجه القمر يصيرُ شظايا....... ُيوقظ أبنة حلبى ببطنها المبقور...... تتلون صفحه الماء الرمادية بالأحمر الداكن......... يتملكنى الفزع... أظلُ أصرخ ... وأصرخ... ينحبس صوتى... ثمة أياد تهوى على جسدى....... من خلال عينى الغائمتين ........أرى أبا احمد يرفع يده إلى آخر مداها ويهوى بها على جسدى ...........

يربطنا في فرع شجرة الصفصاف، تتوالى الضربات ما بين ضربة وأخرى يهتز كرشه المتورم يُقسم لخالي الذى يقفُ متفرجاً ومتشفياً .

" ربما تمنى فى نفسه أن ينفلق رأسى نصفين فآوى بجانب أبنة حلبى".

قال أبو أحمد إنه لو رآنى مع أبنه مرة، أُخرى فإنه سيقتله ويقتلنى

" بكلمه منه حرمنى منك ومن رؤيتك إلى اليوم"

ربما كانت ضرباته الموجعة تذكيراً لى بما سيحدث لو فكرت فى البوح بسره .

قال أبو أحمد

ـ إن تلك القردة ستكون السبب فى جلب العار لكم إن تركتموها هكذا حرة

قالها وكأن السماء أرادات الأنتقام منه على ما فعل بى

هوت به الأرض إلى قعر الساقية ، تعلقت رجلاه فى أخشابها ، منعه كرشه من السقوط كانت رجلاه إلى أعلى بينما رأسه يقترب من المياه الآسنة للساقية

التم الناس محاولين تخلصيه ، جذبوه إلى أعلى انفلتت إحدى رجليه مُع رأسه فبدا كفأر وقع فى المصيده

أخذ يصرخ ألماً بعدأن أوشكت رجله الأخرى على الأنفلات

أمسكوا برجله العالقة شدوه منها ، كادت أن تنخلع من ثقل جسده أخرجوه فارتمى على الأرض مستلقياً على ظهر يعوى ككلب جريح .


الكل ينظر إلىّ وكأننى السبب فيما حدث لهُ

حملوه وإحدى ساقيه متورمة وقد كستها ألوان الطيف قدمه تتأرجح تحت سرواله الأبيض

امسكنى خالى من يدى وأسرع الُخطى

أرى سيد وهو ينظرُ إلى شامتا مخرجاً لسانه ...................................

الآن عرفت من الذى وشى بي أنا وأحمد ،وكان السبب فيما حدث،تمنيت أن تجره جنيات الأرض إلى الأسفل، فيخرج بعد حين بقرنين وعينين حمراوين كشيطان رجيم.

د.محمد فؤاد منصور
07-07-2008, 05:36 AM
عزيزتي جلاء

قرأت الفصلين الأول والثاني لأكتشف أنني أمام قامة روائية عالية لابد أن ننحني احتراماً لها ..تمتلكين كل فنون الرواية وتخوضين بنا مطمئنة بحور الأبداع ، لم أصدق نفسي وأنا أتابع الكلمات كلمة كلمة بوله عاشق للجمال المسطور وأنت تغزلين نصك الثري لتتبدي احجار الفسيفساء أمام أعيننا لوحة بالغة الروعة والجمال ..سجليني من عشاق حرفك الجميل ..
وتقبلي تحياتي.
د. محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

جلاء الطيري
07-14-2008, 10:36 PM
[QUOTE=د.محمد فؤاد منصور;306391][SIZE="5"][COLOR="Red"]عزيزتي جلاء

قرأت الفصلين الأول والثاني لأكتشف أنني أمام قامة روائية عالية لابد أن ننحني احتراماً لها ..تمتلكين كل فنون الرواية وتخوضين بنا مطمئنة بحور الأبداع ، لم أصدق نفسي وأنا أتابع الكلمات كلمة كلمة بوله عاشق للجمال المسطور وأنت تغزلين نصك الثري لتتبدي احجار الفسيفساء أمام أعيننا لوحة بالغة الروعة والجمال ..سجليني من عشاق حرفك الجميل ..


شكرا لك سيدى العظيم على كلماتك التى منحتنى جناحين أحلقلق بهما
شكرا على سمو كلماتك التى أزنها بميزان اللؤلؤ والألماس

عاجزة عن شكرك مهما قلت
وتقبلني تلميذة عندك

سعد المغري
07-16-2008, 05:15 AM
..

القاصة الجميلة جلاء الطيري.
بدأت بقراءة الفصل الأول إلى الثاني
وكنت آمل أن أصل في نهايتها إلى
حيث النور والأمل والحب
بعيداً عن الأحزان ..
لكن فجأة أجد هذه الزهرة"القردة" في بحر متلاطم أمواجه
كم هي صعبة أن يفترس الظلم زهور ندية
غضة لتقوقعها في رحم المعاناة..
قصة صاغها قلمكِ بحرفية عالية
وقدرة فائقة على السرد ..
دمتِ ودام تألقكِ..
تحياتي وتقديري..

ياسر خطاب
08-02-2008, 07:56 PM
القاصة المبدعة جلاء الطيري ..
رغم اني سريع الملل حين قراءة نص طويل
كهذا الفصل , لكني هنا ايقنت ان مللي
قُتل في هذه الساحة ,
سلمت يداك , وابانتظار القادم الأجمل
دمت بخير