المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب جميل...


مشعل الحربي
07-30-2008, 02:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

من أرفف مكتبتي العامرة بإذن الله انتشلت هذا الكتاب الذي أطمح أن يرتقي إلى ذائقة المثقفين أمثالكم ويساهم في زيادة الوعي والنضج.

الكتاب : عشرون روائيا عالميا يتحدثون عن تجاربهم.

اختيار وتقديم:عصام محفوظ.

- مقدمة-(بتصرف)

..الحديث المباشر يكسر الحاجز بين القارئ والمؤلف..(آلا ن- روب غرييه)

لتحقيق هذه الفكرة ،اغتنمت متابعتي ،كجزء من عملي الصحفي للأحاديث التي كان يجريها الصحافيون مع مشاهير روائيي هذا العصر(الطبعة الأولى لهذا الكتاب عام1998م)؛فاخترت أبرز محطات هذه المتابعة ،في العقدين الأخيرين،لأضع أمام القارئ موسوعة مصغرة لنخبة من هؤلاء الروائيين الذين تتوافر رواياتهم في المكتبة العربية..لأن الصحفيين الذين يعقدون هذه الأحاديث إنما يطرحون على الروائيين كل الأسئلة التي تخطر ببال القارئ..وإن كنت أضطر أحيانا أن أعرض للقارئ بعد الأحاديث نماذج من هذه الأعمال،عندما تقتضي الحاجة استكمال الصورة.
الروائيون هم:

غبريال غارسيا ماركيز(حائز على نوبل للآداب).(كولومبيا).
ألبرتو مورافيا.(إيطاليا).
ياشار كمال.(تركيا).
جورج أمادو.(البرازيل).
نورمان مايلر.(أمريكا).
لوي-فرديناند سيلين.(فرنسا).
طوني موريسون(نوبل للآداب).(أمريكا).
أمبرتو إيكو.(إيطاليا).
كلود سيمون(نوبل للآداب).(فرنسا).
ألان-روب غرييه.(فرنسا).
مرغريت دوراس.(فرنسا).
اسماعيل قدري.(ألبانيا).
غراهام غرين.(انكلترا).
راي براد بوري.(أمريكا).
كارلوس فوانتس.(المكسيك).
ناتالي ساروت.(فرنسا).
اناتولي ريباكوف.(روسيا).
ميشال بوتور.(فرنسا).
كنزابورو اوي(نوبل للآداب).(اليابان).
جون لو كاريه.(انكلترا).

والآن هذه مقتطفات من صاحب (مئة عام من العزلة)ماركيز:

هل تكتب بسهولة؟

منذ أربعين سنة أكتب وبسهولة. بالطبع هناك بعض الحيل التي تساعد،والتي من السهل تعلمها.في البداية كل شيء صعب.ويحدث أحيانا أن تجلس أمام الورقة البيضاء برأس فارغ،وقد تمر علي أيام هكذا ،وحين أعثر على المدخل يسهل الأمر،وإنني حتى اليوم أشقى في كتابة الفصل الأول من الرواية،وقد يستغرق ذلك سنة لكن ما أن يتم الفصل الأول حتى أنجز الفصول بسرعة كبيرة. صعوبة هذا الفصل تعود إلى كونه يحدد إيقاع الكتاب كله، وحجمه، وأسلوبه، ثم إن من الواجب أن أذكر هنا أنني مدين ل:إرنست همنغواي بحيلة مساعدة فهو ينصح الكاتب ألا يصر على إنجاز المشهد الذي يكون قد بدأه بل أن يترك تتمة المعالجة لليوم التالي،وبالفعل عندما يستأنف الكاتب في اليوم التالي ما بدأه تأتي نهاية المشكلة بسهولة. وللتوضيح لا أجد أبدا صعوبة في الكتابة بل يمكنني القول أن لحظات السعادة الكبرى في حياتي إنما كانت أثناء ممارستي الكتابة.

الإيقاع المتجدد :

يقول ماركيز أن طموحه خَلقُ كتاب كل سطر فيه يُحفز على الإثارة. كتاب لا يرغب القارئ فيه أن يعرف ماذا في الفصل اللاحق، بل أيضا في السطر اللاحق، وفي هذا الصدد يجب أن يأتي الكمال على صعيد التركيب كما على صعيد الكثافة كما على صعيد اللغة في أعظم صورة.

و إن يسر الله أكملت أهم ما يعنينا لديهم..

د. منال عبدالرحمن
07-30-2008, 10:46 AM
القراءةُ هُنا ستكونُ مثيرةً و ممتعة , تماماً كما هذا الكتاب ..

الأستاذ مشعل الحربي :

شُكراً لأناقةِ الاختيار ..

أتمنّى أن تُكمل لنا مقتطفاتكَ الجميلة من الكتاب .

تقديري !

حمد الرحيمي
07-30-2008, 10:51 AM
مشعل الحربي ...

أهلاً بك و بمقتطفات مكتبتك العامرة بإذن الله ...


ممتع هو المتصفح بكم الإمتاع فيه ...






مشعل ...


أكمل فنحن نتابع ...


مودتي ...

مشعل الحربي
07-30-2008, 04:46 PM
القديـرة / منال عبدالرحمن

سعيد بتواجد ثقلك الفكري والأدبي..

بخصوص الكتاب هو مثير من جهة الأسماء الواردة فيه فكما هو معلوم هي أسماء عالمية أي قد طافت على جميع الأقطار...وترجمة أعمالها إلى أغلب اللغات الحية.

أهلاً بك مرة أخرى وأتمنى لك المتعة والفائدة.

احتـرامي.

مشعل الحربي
07-30-2008, 04:49 PM
الفاضل / حمد الرحيمي


المكان بهي بحضورك أيها الكريم..


فأهـلاً بك

مشعل الحربي
07-30-2008, 04:51 PM
سأتحدث عن بعض المصلوبة أسماؤهم أعلاه بعشوائية إذ أنها لقاءات قد تُضجر إن حاولنا قراءتها بطريقة منظمة..

بعض الورد من : كارلوس فانتوس..

- هل تضع حاجزاً بين القناع والكذب ؟

لا أستطيع أن أتمثل الأدب دون كذب ، وأذكر أن دوستويفسكي علق على رواية ( دون كيشوت ) بأن مؤلفها أنقذ الحقيقة بواسطة الكذب ، والحق لولا هذا العنصر الأساسي في رواية ( دن كيشوت ) لما استطاع سرفانتس أن يقول لنا الحقيقة .

إن الكذب غير المقبول في الحياة العامة ، أو الحياة السياسية يمكن قبوله في الأدب كعنصر خلق ، وهو هنا يتخذ اسماً آخر : الخيال.

- نعلم بحسب أحدث الاكتشافات أن الدماغ يتكون بطيئاً في السنوات الأولى من الحياة ، وأن الذاكرة تبدأ بالتركيز بعد السنة الثالثة لأن الدماغ قبل ذلك يكون في حالة تبدل مستمر وعلى هذا ، هل نستطيع أن نقول إن اختيارك لهذه المراحل في تكوين الدماغ ، كما في الرواية وسواها متعمد باعتبارك مفتوناً بالتعبير عن النسيان والذاكرة والذكرى ؟

هذه ملاحظة صحيحة ، وأنا أسمي ذلك ( الثقب الأسود ) وكنت دائماً مهتماً بالعلاقة بين الذاكرة والخيال محاولاً تصحيح الخطأ الشائع الذي ينسب الذاكرة إلى الماضي ، والخيال إلى المستقبل ، فنحن يجب أن ننتبه أنه يوجد ذاكرة للمستقبل ، كما يوجد خيال للماضي.

مع ماض ميت لا نستطيع إلا أن نفبرك مستقبلاً ميتاً ، وهذا واضح في أعمال بيكيت وجويس ، ورواياتي مغمورة بهذه الفلسفة...أنا مثل جويس أعتقد بأننا يعود إلينا ، نحن الذين في التاريخ أن نكتشف استمراراً حداثة الماضي ، وهذه مهمة ضرورية وأساسية.

إن الماضي يطالبنا بحساب فإذا لم يكن هو لنا سوى ثقل ميت فهذا يعني أن لا علاقة له بمستقبلنا.

عندما قرأت (دون كيشوت ) أول مرة ، كانت القراءة الأولى ؛ أي أنه بدأ وجوده معي من جديد لأول مرة.

إن الكتاب الميت لا وجود له ، إن الكتاب أي كتاب دعوة مفتوحة لإعادة قراءته ، ولاكتشاف ما صار جديداً فيه انطلاقاً مما اكتسبناه نحن من معرفة.

إننا هكذا نعيد اكتشاف الماضي ، فنرى أن للأدب دوره الواضح.

إنه يضعنا على مفترق تتقاطع فيه ذاكرة المستقبل ، وخيال الماضي ، وعكسهما.

إن المغزى الأساسي للرواية تعبر عنه أبلغ تعبير رواية شهر زاد : إنه قصة الماضي مروية في الحاضر لإنقاذ المستقبل ، بل إن الكثير من الأمور لا يمكن توضيحها إلا عبر الرواية ، فالرواية هي المكان الممتاز لالتقاء اللغة والزمن والحضارات والناس والشخصيات...

* * *

مشعل الحربي
07-31-2008, 03:12 PM
بعض الورد من : اناتولي ريباكوف

- حدثنا يا ستالين...

( يضحك )..عندما أقول إنني أستطيع أن أتكلم مثل ستالين ، فهذا لا يعني أنني أحسن تقليد لهجته الجيورجية..لا..لكن أستطيع أن أحاكيه في منطقه و أقلده في تفكيره ، فلو حكيت كستالين عن الطقس حتماً سأستخدم صيغة المتكلم ، وفي مونولوغ لا يتوقف ولو أن أحداً ممن سمعوه سمعني أتحدث فسوف يصيح ( تماماً! هذا هو ستالين ).

- ماذا كان يقول عن الطقس مثلاً ؟ هل كان يدين الشمس أو المطر ؟

يتوقف حكمه على الشيء تبعاً للظرف ، ولعقلية المستمعين إليه تلك اللحظة فلو كان يريد أن يحكم عليك بالموت يخاطبك على هذا النحو ( كم يكون جميلاً موافاة الموت عند الفجر ، إن الأجيال المقبلة ستتذكر تلك الميتة البطولية ).

أما إذا كان يرغب إليك أن تقتل له شخصاً ما فيخاطبك على هذا النحو ( يجب ألا تفعل هذا كسارق أو كقاطع طريق في الظلام ، بل افعله في وضح النهار ).

وستالين يعرف دوماً من يخاطب ، والطريقة الملائمة ، والمسألة ليست كلام ستالين بل تأثير كلام ستالين في الآخرين ، مثلاً إذا صرح يوماً ( عندما تشرق الشمس فالطقس يكون جيداً ) وجدت فجأة مئات الفلاسفة والأساتذة الجامعيين يشرحون المغزى العميق لهذا الكلام ، بل إن أحدهم سوف يكتب على هذا النحو ( إن الرفيق ستالين قال إن الشمس إذا أشرقت انبعث الدفء ، فماذا يعني هذا ؟ على الصعيد الفيزيائي يكون التفسير واضحاً أن الشمس بإرسالها أشعةً إلى الأرض تجعل الجو دافئاً عن طريق ارتفاع حرارة الهواء ، أماعلى الصعيد الفلسفي ، فإن هذا القول يعني تأكيد العلاقة المباشرة بين الشمس كجرم سماوي والحرارة كمادة أثيرية ، أما على الصعيد التاريخي...) أرأيت كيف كان صدى كلامه؟

إن للروائي مصدرين مهمين، الذاكرة والمخيلة ، والذاكرة الأفعل ذاكرة القلب ، وعلى الكاتب أن يتذكر كل شيء وكل حياته ، ولا يعني هذا أن يحتفظ في ذاكرته بكل ما يمر به.

و إنما عنيت تلك اللحظات التي لا تنسى والتي فجأة تنفجر في وعيه دون استدعاء في الوقت المناسب.

أما المخيلة فهي شيء مختلف ، إن مئة شكسبير مع مئة الكسندر دوماس مع مئتي تولستوي لا يستطيعون أن يخلقوا أكثر مما في الحياة ، فالذاكرة والمخيلة إذن سلاح الكاتب.

عطْرٌ وَ جَنَّة
08-01-2008, 05:25 PM
أنَا أقرأ وأتعلم ..وأشكر الله على ماأتاك من مطرٍ يامشعل ,
شُكراً لك / شُكراً بحقّ

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif

مشعل الحربي
08-01-2008, 09:21 PM
القديرة / عطر و جنة

حضورك وتوجيهك تعليم بحد ذاته...

كل الشكر ، وأتمنى أن ينال ما يُعرض استحسانكم.


احتـرامي.

مشعل الحربي
08-01-2008, 09:23 PM
بعض الورد من :ميشال بوتور

المثقف / الضميـر

هناك نقطة مهمة قد أيقظت بعض الاستغراب لدى بعض زملائه ، وهي تتعلق بنظرته إلى دور المثقف في الحياة العامة ، فالمعروف أن بوتور لم يكن كزملائه من رواد ( الرواية الجديدة ) المسيسين ، بل كان مشغولاً على حد قوله بالاستغراق في متع الأدب ، وتميز عن رفاقه بأنه لم يكن يستطيع أن يكون حيادياً ازاء المظالم الإنسانية ، وفي نهاية كتابه ( بحوث في الرواية الجديدة )...برر تدخله في الشؤون العامة : انطلاقاً من توقيعه على ( بيان الـ 121) الموجه ضد سياسة حكومة بلاده في الجزائر ، فيقول أن الكاتب مهما كان منعزلاً في برجه العاجي ، فإنه مفوض بسلطته الثقافية أن يكون ضميراً للإنسانية ، ولو تكلف المعاناة والاضطهاد ، ويرى أن هذا الدور للمثقف كان في صلب التراث الثقافي الفرنسي حتى قبل بروز مفكري الثورة الفرنسية ، ويستشهد بالكاتب فينيلون الذي كان موظفاً في بلاط لويس الرابع عشر ويقتصر عمله على تهذيب الابن الثاني للملك ؛ لكنه لم يتورع عن أن يوجه إليه رسالة عن المظالم التي كان ترتكب في حق الناس ؛ فأغضب الملك ، الذي صرفه من الخدمة.

واستطراداً يقول بوتور : إن من غير الممكن للمرء في بعض الأحيان أن يتابع عمله معلماً أو كاتباً دون إزالة مظالم أو تسوية مظالم يطلع عليها، ثم يقول مخاطباً الكاتب : ( إن الصمت ازاء بعض المظالم التي يطلب إليك أن تكون شريكاً فيها بامتثالك ، لا يعد نذالة فحسب ، بل هو انتحار وموت ). ثم يخلص إلى القول :

( إن التاريخ الحديث للأسف يغص بأمثال هؤلاء ).

ويرى أن شجاعة ( قول كل شيء ) تقليد فرنسي ؛ وأن احتراف الطاعة ، والعبودية الصامتة لسادة الساعة لا يليقان بالكاتب الذي هكذا يكون ( خائناً لأدبه ولنفسه ، ولكل من يؤمن به ).

أيكون كلام بوتور هذا للاستغراب حقاً ؟!

شموخ أنثى
08-06-2008, 03:38 AM
جميل جدا ان تكون لك مكتبة عامرة
بمثل هذه الكتب.
.
.
ولكن قلما تجد...
من يرتاد المكاتب هذه الأيام...

مع التحيه