المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشرقية والسجّان


حصه القحطاني
08-09-2008, 06:30 AM
بكل هدوء اقترب منها وهي شاردة الأفكار تحاول منع دموعها الثائرة من الانحدار،اقترب وسألها بنبرة منخفضة كأنه خائف من كسر الحاجز الذي رسمته حولها وهي تنظر نحو البحر الذي أثارها لدرجة العشق لذلك اللون الأزرق ، وذلك السكون الذي يتحلى به أحيانا وفجأة ثورته مع نسمات الريح العابرة وكأنها أيقظته من نومه فتحول السكون إلى إيقاعات موسيقية متناسقة ، أثارت بها تلك الشرقية صاحبت العينين السوداويين المتوشحة بردائها الشرقي .
:/ can I help u?
ابتسمت له بعدما انتبهت لوقوف النادل لدقائق يرتجي منها طلب أي شيء ،وبحركة من رأسها انصرف ،وغاصت هذه الشرقية بعالم وحدتها، متخوفة من قدوم سجانها الذي أستأذن ليحادث إحدى الشقراوات بغرض استفسار عن إحدى الأماكن،والتي أثارت إعجابه ،، معادلة غريبة بينهما هذا السجّان وسلاسله المتسلح بها بغرض العادات والتقاليد ورجولة غرست به غرسا ،وبين الشقراء ذات الرداء القصير الذي يبرز مفاتن جسدها الأبيض ونهدان يرغبان بالتحرر ومنادي للمتعطشين للذة ،وشعر أشقر قصير متشبهة بالرجال فكأنها دمجت الجنسين فيها فأغرت من حولها وأولهم السجّان .
رجع النادل بهدوء (أصحاب الدم البارد ) وأعاد سؤاله ،ألتفت نحوه ولكنها لم تبتسم بل سقطت منها دمعة يتيمة ، فرجته بلكنتها المتكسرة بأن يتركها في وحدتها ودست في يديه بعض النقود لعله يبتعد قبل قدوم السجّان ،فيعاقبها على جذبها لهذا النادل المسكين الذي يبحث عن رزقه في أرضها القاحلة .
بعد مرور ساعة كاملة كانت الشرقية تستمتع رغم ألمها بهدوء عالمها ووحدتها فإذا أعلن جرس الإنذار بأن السجّان يرغب منها بأن تأتي لرجوع إلى سجن النعيم الذي ينعم بجلوسهما فيه،تلكأت بالوقوف لعله يغير رأيه فأتى وأمسك بذراعها ضاغطا عليها بأن تستعجل بالنهوض لأن لديه موعد مهم وابتسامة خبيثة مرسومة على وجهه فسألته بكل هدوء عن هذا الموعد ،فاتسعت ابتسامته وضحك ضحكة عالية جعلت الجميع يلتفت لهذا الرجل الغريب وشرقيته الواقفة بجانبه فهمس في أذنها بأن الموعد سيكون معها وقام بسحبها وهي تبحث عن مخرج فتجهت عينيها للنادل الذي بدأ بتحريك رأسه موضحا حزنه على حالها ،ومن ثم اتجهت عينيها للبحر عشقها والذي سلب فؤادها ،مدت يدها لعل البحر يجذبها لأحضانه بدل حضن هذا السجّان الذي يمارس معها أنواع التعذيب بهدف إشباع غروره فقط ناسيا أو متناسيا بأنها روح تبحث عن الأمان بعدما فقدته برحيل والديها وبقائها في كنف أخ مشغول بجمع ما تبقى من شتات ثروة العائلة التي ذهبت في مهب ريح الديون ، وعندما أتت فرصة ليتخلى عن عبء الأنوثة الذي أثقل كاهله أهداها للسجاّن الذي تعود على البحث عن ضحاياه ويقضي معهن عربدته إلى أن تشبع نفسه من طعم أنوثتهن ويشرب من دمائهن إلى أن تجف فيلقيهن ويبحث عن أخريات وكانت هذه الشرقية إحدى الضحايا.
فجأة وهي تتخبط بالمارة وبجانبها سجّانها ، كانت تنظر في وجوه المارة وبمن حولها وجدت بأن الجميع منشغلين بحياتهن وأعمالهن ، الجميع يجاهدون للبحث عن أمانهم . لا تعلم هذه الشرقية لماذا بدأ أمل يتسلل لروحها الشقية، وبدأ عقلها يتمرد على خضوعها واستسلامها لهذا السجّان ، بدأت قوة خفية تنبثق منها وترغب بالتحرر من عجزها ، لا تعلم هل سحر الوجوه الماره يتملكها أو بأنه سحر البحر الذي عشقته، وكأنه بعث شي من قوته وإصراره لنفسها.فلعله عشق عينيها السوداوين ووجهها الشرقي مثلما عشقته
دخلت مع سجّانها لغرفتهما الفاخرة القابعة في أفخم فنادق العالم، عندما دخلا وقفت بكل شموخ وابتسمت مثلما يبتسم هو بخبث لها نظر إليها بتوجس فقتربت منه بكل هدوء ، وطبعت قبلة حارقة من روحها المحترقة بناره على فمه ،وقامت بدفعه على الكرسي وهو فاتح عينيه بدهشة وقالت له وهي تضحك بصوت عالي:/
( من الآن سوف أكون أنا السجّان وسأذيقك طعم الحقد.)

شموخ أنثى
08-09-2008, 07:07 AM
حصه القحطاني..

لقد غرقت ها هنا..

لا أدري أفي بحر الجمال ..
الذي سكبتيه هنا...

ام في براءة عينا تلك
الشرقيه..

قصة كأنثى
تحمل الألم ...

ولكنها
متدثرة بلحاف الأمل ..

اشكرك من كل قلبي
على هذا التألق...

وها أنا انتظر بشغف
جديدك يا حصه القحطاني

دمتي متألقة

حصه القحطاني
08-09-2008, 04:55 PM
عزيزتي شموخ ...
وأنا انتظر تعليقك الرائع دائما لحروفي
شكرا

د. منال عبدالرحمن
08-09-2008, 08:16 PM
حصّة ,

لا يكونُ الرّفقُ في شيءٍ إلّا زانه ,

التطرّفُ سيولّدُ التّطرفَ حتماً ,

قصّتكِ جميلة بروحكِ يا حصّة , تحتاجُ - فقط - للمساتٍ خفيفة لتزدادَ جمالاً ..

سأعودُ لو شئتِ ,

محبّتي !

حصه القحطاني
08-09-2008, 08:34 PM
عزيزتي ..سأنتظر عودتك
:)

فيصل الحلبوص
10-01-2008, 10:48 PM
حصة


حقيقة أندمجت فيما كتبتي



ما أكثر السجانين في هذا الزمن


قد خلت قلوبهم من الرحمة


ما كتبتية


هو حاصل في المجتمع




سجلي أعجابي لقلمك


دمتي بخير