المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( سرُّ دموع الوتر ))


نهله محمد
09-04-2008, 08:01 PM
( سر دموع الوتر )

حتى هذه الساعةِ المبكرةِ من الفجر,والزغاريدُ الشبقةُ لا تزعُ عن اغتصابِ كآبة سماء المدينة علناً فوق منضدةِ انتصارٍ آخرَ كبيرٍ هذه المرة,وأمي تقابلها على الأرضِ تفعلُ فعلها السّحري وتشقُ جروح الشوارع الهرمة لتضع في طياتها المتعفنة مسحةًً من بلسمٍ مبتكر "باركولي بنتي العروس رفعت راسي يا فلسطين"..
فرصةٌ هي الثالثة هذا الشهر للشوارعِ الحزينة لتمارسَ غطرستها وتقهقهَ عالياً دون يدٍ تلجمها, مادةً أَلْسُنَها السوداء المثقّبة لتثيرَ حفيظةَ قومٍ نالوا من سعادتِها الكثير ولازالوا...
و كنثرةِ السمسمِ حولَ رغيفِ خبازٍ حار,ثمةََ أشلاءٌ مغروزةٌ في رأسِ كل سهمٍ من أسهمِ الاتجاهاتِ حول نقطةِ التفتيش الأخيرة في غزة,وكأن بركاناً نائماً أفاق تواً على قرعِ أحذية الصهاينة المتناثرة منعاً للتجولِ مُعرباً عن غضبِة من تحتِ لحافِ الأرض " الازفلتية "ليحرقَ ,ويشوهَ,و يُشظي دون رحمة..
بعثرةٌ في بعثرةٍ,بقايا لأكثرِ من مائةِ جسدٍ خمجٍ لا يُعلم فيها طهارة ً إلا لجسدينِ اثنينِ بلا ثالثٍ
" سلمى وخالد "...
ملامحُ الذعرِ والاستهجانُ مزهريات الأمكنة من حولي تواسيها لعناتٌ طليقةٌ هاربةٌ من معاقلِ شفاه العِبْرِيين ,"وجوهٌ ترهقُها قترة"تبحثُ بكشافاتِ الحذرِ عن الفاعلِ (بكل غباء) خلفَ ظهرِ الأشجار,وتحتَ مُقتعد الأحجارِِ الواجمة,وفي العرباتِ العرجاء,وجيوب المارين المرقعة ..
عويلُ نسوةٍ كاسياتٍ عارياتٍ يقفنَ بحذائِي عاجزاتٍ عن استيعابِ قوةِ هذه اللكمة العربية الشرسة .. مثلي ....!
وهناكَ...على كفِ الرصيفِ المبتسم مزقةًٌ كبيرةٌ من فستانٍ أبيضَ أعرفه,مطرزةً باحتراقاتٍ سوداء كتلك الشرائط على وجوهِ عمال المناجم,و خُريزاتِ شهادةٍ ودمَ (أختي سلمى) التي أبتْ إلا أن تكونَ ذاتها الرضيعةُ الفذة التي أقبلتْ على الوجودِ قبل اثنين وعشرين عاماً تحملُ في يمينها الصغير " حصوةً " كمعجزةٍ إلهيةٍ خلقتْ تجاعيدَ الدهشةِ في جبينِ العالمِ كله,,,,,,وفي مكانٍ ليس ببعيد...بقايا ساقِ وردةٍ حمراءَ كانت بين يدي خُُصلِ شعرها تحتضرْ , وحزامٌ بلاستيكيٌ أسود مقرفصٌ قرفصته النيران لرجلٍ جعل بناءَه بحوريتِه حلمـًا مؤجلاً لحينِ التقاءٍ أدومَ على أسِرّةِ الفردوسِ تحتَ عرشِ الرضا...
" أرواحٌ وأجسادٌ متآزرة حتى أشياؤُها وتفاصيلها الصغيرةِ متآزرةٌ لآخرِ اللحظات... "
وأنا بين كل ذلك أسحبُ من رأسي كلاليبَ ذهولي وألقيها خوفاً من أنْ تجتثَ باقي تصديقي,وأعودُ للوراءِ أفتش عن أسئلةٍ ضالةٍ كانتْ تلحُ يوماً على تسولِ إجابةٍ واحدةٍ على الأقل تسد جوعها وتكفّها شرَّ السؤال...
رباه...!!
كيف لم ألحظْ أنها كانتْ تجهزُ روحها لمراسمِ قرانٍ مختلف ، وأنا اللماحةُ التي لا يفوتني أمرُ شاردةٍ ولا واردة !؟
بلْ كيفَ لم يشِ إليّ حدسي القوي بسرِّها وأنا أختها التي أفهمها ، و ربيتها كأمٍ مذ أنْ كانتْ برعماً يتسلق النور في حديقةِ عمري , وحِكتُ لها أجمل ( الأقمطة ) من أهدابِ غزةَ الطويلة، وأطعمتُها بالدعابةِ أرغفةً متيممة بالزعترِ أحرقتْ أناملي حرارتُها حتى تركتُ شعرها بلا تجديلٍ يسافرُ أياماً لمصافحةِ الشمسُ ويقبلُ يدَ القمر...؟!
تباً لرائحة الحرائق هذه التي ألفناها ما أعبثها..!
دائماً ما تزيدُ من اشتعالاتِ أسئلتي , و تتسربُ كأبخرةِ الكحولاتِ إلي صندوقِ جمجمتِي لتركلَ بملءِ قوتِها ذاكرةَ ليلةِ الحناء.. فتفيقُ ليعبرني الشّريطُ ببطءٍ مشهداً سينمائياً وأنا أسألها عن القلقِ المتواترِ الذي يطفو على وجهِها بثوراً ويحلقُ حولَ عينيها سِرباً من الغربان , فتجيبُ بعد أن تطردَ من كفيها عوالقَ الحناء الجافة كشفاهِها:
-إنها صروفُ الخوفِ من القادمِ يا رجاء ,ثمةَ مجهولٌ يفتحُ أمامي نفقاً طويلاً جداً , قسراً سأعبره وحدي هذه المرة , ولا أعرفُ كيف ستكونُ الحياة على طرفهِ الآخر بعيداً عن ضفافكم..؟!
دونَ وجهِ أمي الكوكبُ الدُريّ الذي يسبقُ همسَ الشّمسِ ليطلَ عليَّ كل استفاقةِ فجر!
دونَ صورةِ المرحومِ أبي التي تركها خلفهُ تَرِكَةَ ذكرى تعوضنا بعضَ غيابه , و التي اعتادتْ أن تمارسَ الأبوةَ البديلةَ لعشرِ سنواتٍ عجاف بلا أفٍ واحدة , وتضمُ نظراتي يومياً قبلَ أن أغسلَ عرقَ الكسلِ عن جسدِي ببقايا حنانٍ جمّده القدر, كما اعتدتُ عندها أن أكررَ أمنيةً مستحيلةً في رؤيتهِ واقفاً من جديدٍ على عتبةِ البيت قلقاً بانتظاري آخر النهار لأعود من الأماني وقد صُيّرتُ يأساً أهديهِ مني فاتحةَ الكتابِ ونيةً أضمرُها بصدقةٍ على روحه أخبئُها في جيبِ قلبي حتى لا تكادُ تعلمها نفسي وهي نفسي!
بل كيف سأعيشُ في مكانٍ لا تحركهُ رائحتكِ وتغطيهِ تغطيةً شاملة ً, بدءاً بثيابي التي نقتتلُ عليها كل خروج , ووسائدِي وسريرِي وأمشاطِي وحقائِبي...!
أدمنتُ كلَّ شيءٍ يرتبطُ بالحبلِ السري لهذا الحيزِ حتى وجه جارتنا المجنونة "أم علي" وهي تتأملُ عودةَ أبنائِها الثلاثة من المعتقلِ بهوسِ المخابِيل , وعلى جبينِها شرفةٌ واقفةٌ أتعبتها (دَوَالِِ) الانتظارِ المشرئبة بدمِ أملٍ ميتٍ لا تؤمنُ بموتِه حيناً وتذعنُ له مغلوبةً حيناً آخر, فتحملُ في يديها أكفاناً ثلاثةً تستبدلها كلَّ سحرٍ بدعواتٍ ثلاث تفاوضُ الأقدار عن قسوتها وتطرقُ نوافذَ قلبي حتى تهشمها حزناً عليها ، وقطتها الشقراء الوفية التي تتسللُ لمطبخِنا هرباً من تضورِ بيتها جوعاً لتجدَ هنا جوعاً أفخرَ وأكثر خجلاً يغلي بصمتٍ في القدورِ يكتسحهُ صراخُ أمي غضباً وفزعي, حتى الفزعُ هنا يا رجاء له نكهةٌ مغايرةٌ , ومغايرةٌ جداً...!
لم آلفْ انسلاخاً منكم وانْ كان خالدٌ وطناً...فهذا البيتُ وهذا الحيُّ بأسرِه الرحمَ الذي ربَّى اللحم على عظامِي لأخرج لذاك الوطن وقتما يدعوني..سأشتاق...سأشتاق...
صمت....
دمعةٌ رأيتُها استأذنتْ حزنَها لتسيلَ من شبابيكِ عينيها وتبللَ أُصص قلبي بوجعٍ غيرِ معهودٍ...
لهجةُ الوداعِ كانتْ تلّوحُ بكلماتٍ أذْبلتها دموعُ الوترِ التي تصلي على خديها عندما يضبطُ تعبُ النهارِ توقيتَ نومي فأغطُّ فيه وأمي على زندِي وسادتها..
الآن عرفتُ سرَّ كومةِ المناديل المتكورةِ حشراً في كروشِ وسائدِها والتي طالما كانتْ تغضبني كلما أصابتني مُسوسُ النظافة ,عرفتُ سرَّ تورّمِ عينيها حين تستيقظُ وكأنها اكتحلتْ بموردِ جمرهٍ , وتَعَلُلها المُرتَبِك بأنّها أعراضُ رمدِ الربيعِ حين يباغتُها سؤالي الحنونُ ونظرتي الفاحصةُ من خلفِ زجاجِ نظارتي التي تتخذُ من مكانِها على رأسِ أنفي باباً للفكاهةِ والهروبِ من المسألةِ برُمّتِها..
كم كنتُ ساذجةً..!
وكم كانتْ أمي حنونةً وهي تحتويها قُبَلاً بعطفِ الأمهاتِ علّها بالرّضا تشفى...!
أخذتِ يا سلمى منه نِعْمَ الزاد الذي لا ينضبُ لرحيلٍ نحو الأفق...عرفتِ تماماً ما تأخذينَ وتركتني أدورُ مع الأحداثِ في خصرِ إعصارِ الصدمة , كلُّ شيءٍ يحرضني على الكفرِ بما حدَث , فقبل ساعةٍ من الآن كُنا نغنّى فرحاً بعرس:
(( كنت أعزب داير مجنون..
داير بين العزاب ..قلي عقلي أتجوز...وتجوزت...
خذت الزين...حمل الزين...وجاب غلام...
صار يقلي يا بابا بدي حلاوة منفوشة... ... ... .....))
درةٌ مكنونةٌ كنتِ- تلبس الأبيض المُحاك بأحلام وردية , وعيون غلمان كثر , ضحكاتهم , صرخاتهم , والحلوى المنفوشة التي يحبون - تزفُ لعريسٍ من نسلِ الصقورِ باسلٍ من البُسّل تربّى يتيماً بينَ عائلةِ الحجارة , صاحبَ الطرقات , وصادقَ وحشتها , وجلسَ على مائدةٍ واحدةٍ مع الخوف , وبشهامةٍ كسّر قلوبَ ( الغرقدِ ) التي تعادينا , ونامَ ليلهُ قريراً تحتَ جفونِ أشجارِ الزيتون , وبينَ ذراعيها أحبَ الحياةَ لأرضِه , وها أنا اليوم آمنتُ آمنتُ بأنه أصرَّ على الموتِ فداءها...
بالكادِ أصدقُ أن الفرقدين اللذين تزوجا قبلَ برهةٍ من أنفاسِ الزمنِ قد ارتطما بقنبلةِ حلمهم الذي بنياه معاً في كهوفِ السرِّ صلباً عنيداً بعزيمةِ الأنبياء للحدِ الذي وهباه رصيدَهما من الحياةِ دونَ قراءةٍ أخيرةٍ لأجندةِ المغرياتِ المعلقة في جدارِ الحياة...!
أذكرُها تلك المراتِ التي كنتُ أستشيطُ منهما غيظاً حين أدخلُ مجلسهما فجأةً فيصمتان أو يبدلان الحديث بآخرَ مفتعل , ظلماً مني أنهما غارقان في لُججِ الغزلِ من خلفِ ظهرِ أمي..!
وذلك الكيسُ الأسودِ الذي صفعَ بثِقله شكِّي الغائبُ عن وعيِه حين ادعتْ سلمى قبلَ أسبوعٍ أنه مجموعةٌ من علبِ الأدواتِ الدراسية التي تحتاجُها لبَّاها لها خالد واحتفظتْ به في مكانٍ تعبتُ ولم تصله يداي...الآن فقط أدركتُ ماذا يمكنُ أنْ يكون..!
جيداً أذكرُ رؤيةَ أمي المسكينةِ قبلَ ليلتين بأنَّ طيرين خرجا من حلقيهما وانطلقا لحضنِ السماء فاستحالت بهما غابةً مُدهامّه...واستطرادَ سلمى الذي جاءَ مورفيناً بيد ابتسامةٍ طبيبةٍ ليسكّنَ خوف أمي وتوجّسي :
- ربما هي فرحةُ عرسنا...ابنتك عروس يا أماه..
- ربما يا ابنتي لكنني أفقتُ وفي جسدي من القلقِ رعْدة..
- لا تقلقي يا أمَ رجاء هو إبليسُ يرتعُ في رُؤى المؤمنين بالقلق..
_أعوذُ باللهِ منه يا ابنتي أعوذُ باللهِ منه.....
متأخرةً جاءتْ تعويذتُكِ يا أم سلمى ليتكِ استدرتِ حينها على شِقّكِ الأيسرِ فبصقتِ و تعوذتِ و سألتِ اللهَ لطفاً في القضاء ليتكِ..!!!
وليتني لم أرَ ظهيرة اليوم ملامحَكِ المتقافزة وجلاً في ذاكرتي يا سلمى , و لم أنصتْ لكِ لأخزنَ رجع همسك المتقاذف بين جدران دهاليز أذني قبل قيلولتك الأخيرة و أنتِ تقولين الموت بعبارة واحدة:
_رجاء..."أمانة..... ادعيلي كتير و ظلك اتزكريني"...
لا أنكرُ أنني بعدها رحتُ أرهقُ أقدامَ نفسيتي مهرولةًً بين قلقٍ وحيرةٍ, أُشرّح بعُدَّةِ ذهني الاحتمالاتِ وأسبابَها التي تدفعكِ لقولٍ مماثلٍ دون أنْ أدركَ للحظةٍ فقط...أنها " وصية "....!!
"هكذا هم الأموات تأتي وصاياهم على استحياءٍ وكأنهم يخشونَ أن تكون بقاياهم حملاً يؤذي كاهلَ الأحياء"
غريبٌ أن تظهرَ كلُّ هذه الحلقاتِ المفقودةِ قبلاً في آنٍ معاً , وتترابطَ بهذا النسقِ لتكبلَ استيعابي وتلفَ جيدَ فكري بحبلٍ من مسدٍ يُثقلُ قوايَ عن مقاومةِ أيدي شراذمةِ إسرائيل التي تَجُرّنِي جرَّ أكياسَ المهملاتِ على اللحمِ المُمزعِ وتبخرَ جسدِي المُرتعد برائحةِ الشِّواءِ المُرَكّزة , وتمرُ بي مروراً أعتقده الأخير على زغاريدِ الجيرانِ و تهليلِهم, وصوتِ أمي الذي قد أسمعهُ لآخرِ مرةٍ باكيـًا مع دمعي وساريـًا مع قشعريرة بدني وصراخي الحادِ وهي من الخلف تردد بصوتٍ تنفطر له الصخار
"اتركوا بنتي الله يعطيكم عافية "
بعد ساعةٍ أو أقلْ يا أمي.......... ربما سنلتقي معاً في حضرةِ سلمى.......!




*ولأن أحزان فلسطين فاخرة دائماً...كان النص....!!

بقلمي/نهله محمد

د. منال عبدالرحمن
09-05-2008, 02:05 AM
أرهقتني يا نهلة ,

بعيداً عن جماليّة النّص و طريقةِ السّرد و التّعابير اللّغويّة القويّة الّتي استطاعت الولوجُ إلى لُبِّ الفكرة في المكان و الوقت المناسبين دائما , و بعيداً عن مجيءِ النّصِّ كفستانِ زفافٍ مدجّجٍ بالجمالِ و الحزنِ و البياضِ و الطّهارةِ و مرارةِ اللّحظاتِ الأخيرة , و بعيداً عن التّراكيب اللّغويّة الّتي فاجأتنا في أكثر من موضع بتماسكها و تفرّدها ,

بعيداً عن كلِّ هذا , لامستِ أعماقَ القلبِ فتكوّرَ خجلاً من دمه ,


مُدهشة يا نهلة .

عبدالله العويمر
09-05-2008, 06:44 AM
نهله

بعض الاحزان فاخره بصدق


ماقرأته هنا حمل الحزن ، والمزن











مودتي

نهله محمد
09-05-2008, 08:32 PM
منال عبد الرحمن..
من قلب غزة جاء النص...
نحن هنا نائمون على فرش وثيرة,
وهناك من ينام على لظى...
أنى لي أن أهدأ مادام لي قلم,وقلب,وفكر..لابد أن يُعمل ليصل للعمق...!
وهذا ما أردته...
منال...
زرعتِِ الخجل على خديّ بساتين توت...
ولازلتُ طفلة تحبو على كف البريق...

ماطرة أنتِ يا منال ..وأيم الله ماطرة..

خالد صالح الحربي
09-06-2008, 09:31 PM
:
قلَمُكِ يانهلة يتنفّس ~ و كأنّهُ كائنٌ حَيّ !
بدأت بالقراءة وكنت أظُنّ بأنّي لن أكمِل حتّى وصلت إلى نُقطَة آخر السطر / العطر .
فقلت ليتها لم تضع هذه النقطة !! :)
سعيدٌ والله بما قرأت .

عبدالله الدوسري
09-07-2008, 12:33 AM
نهلة محمد ،،،


الأمكنة تتسرب داخل الدموع ترسم حدودها في الذات ،،
تفيض روحا شفافة لمّاحة محلقة في قصة وشخوصها هائمين أشبه يزمن قد توقف على سجين حكمت عليه الحياة بالمؤبد ،،

مستوى رفيع من السرد لفكرة الوضع الصادم الذي يفرض نفسه على الإنسان والقارئ ليسخط على انعدام التوازن ،،

سعيد جدا بما قرأت أختي ،،
تقبلي تحياتي وكل عام وأنت بألف خير

نهله محمد
09-07-2008, 04:12 AM
عبد الله العويمر...
بعض الأحزان تحتاج منا حزناً أفخر لصياغتها..
وما أظن فلسطين الا منها...
ذلك الجرح العربي الكبير يستحق منا
أن نكتب أحزانه العابثة بحزن يليق به...وأكثر...
عبدالله...
حضور شاعري
كحضور ابتسامات الزهور
على مداخل الربيع...!

نهله محمد
09-09-2008, 01:57 AM
خالد الحربي...
"أزفر حرفي من القلب"
..رجاء كانت تعيث في داخلي
فساداً حتى خرجت من جنبات الحبر كما
قرأت...
صاغها الزمن...وصغتها كما أرادت لا كما أردت..!
خالد...
لم أعرف يوماً أن القمر قد يتخلى عن موضعه
وينزل ليقرأ لي نصاً..!!

ياسر خطاب
09-10-2008, 05:03 AM
هنا أشياء مختلفة ومختلفة جداً
روعة في السبك واسلوب طيب يشد على يد القارئ
حتى آخر حرف , القراءة هنا متعة حقيقية
نهلة محمد
شكرا لك وأهلا بك مبدعةً متفردة باسلوب جديد
دمت بخير

نهله محمد
09-10-2008, 08:11 PM
عبد الله الدوسري...
هناك..في النصف الآخر من العالم
صرخة مغمورة...
دمعة مقهورة..
أنفس محبوسة في أنفاس الظلم..
سحقاً لقلم يناسهم..
كيف ذا ونحن منهم
ونخشى أن تدور بنا الدوائر ولانجد
من يسمع لنا صوتاً..!
لا أزكي نفسي من النسيان غير أن
في داخلي مجسات تبحث عن الألم
وتكتب عنه كيفما يكون...وان كان
على ظهر "نبتون"...
عبدالله...
تحضر..فينقشع عن قلمك
صدق مختلف...

صالح الحريري
09-10-2008, 08:20 PM
نهلة ...!
كاتبة تنسج من خيوط الضوء قصيدة ...
تزرع في كفوف الورقة نقوش حناء بلون السرّ لدموع الوتر ...!

قادرة أن تحرك الأشياء الساكنة ..
بلغة نابضة بنبض الضمير العربي الحي ..!

دمت في خير ...
تحياتي

نهله محمد
09-15-2008, 10:43 AM
ياسر الخطاب....
هو الانزلاق الحتمي في تفاصيل الوجع
...هنا كان الوجع حاضراً بشحمه ولحمه
وما كان منك كقاريء مميز الا أن ترصده
رصداً على نحو يمنحه جمالية مختلفة تباعاً
لعمقك...!
ياسر...
حضورك ليس يسير الجمال أبداً..

عبدالعزيز رشيد
09-17-2008, 08:00 AM
المكان يحثّ على الإستغراق والغرق وبالتالي تكوّننا عبر قراءتنا كـ كائناتٍ سرديّة في جعبة هذا النصّ,ومايجعل الإستغراق اكثر روعة بعض المقاطع الخياليّة والواقعيّة بـ صورة اخرى فكنّا على موعد للتفكير بالرابط بينهما
أختي:نهله
تحيّتي لك

نَفْثة
09-19-2008, 05:16 AM
يَا الله

كَأنكِ خَلعْتَني يَا نَهْلة وَ مَدَدْتِ نَحو يَمِيني سَلْمى وَ مِن رَعْشةِ عَرقي خَالِدْ
فَ أَبْكَمْتُ مُنْبحة أُرَدِدُ زَيتُونة الْأُمِ وَ أَمُدَني أَكثرْ ../

نهله محمد
09-20-2008, 05:58 AM
صالح الحريري....
كثير علي أن أكون كما قلت...
أحاول جاهدة فقط أن أترجم نفسي...
الوجه الغارق في تفاصيل الشعور...
وفي كل مرة أخرج بنص.. أشكُ إن كنتُ قد أعطيته حقه أم لا...
صالح الحريري...
منك شهادة ذهبية..
لو كان بيدي أمرها لقصصها وعلى جبيني علقتها...

نهله محمد
09-28-2008, 09:04 PM
عبد العزيز الرشيد..
حسبي أن تكون هنا بين طيات القصة
قارئاً يستحث الكلمات ويحفزها
على التزين لتبدو لعينيك أجمل..
عبد العزيز..
قرأتك في مكان آخر..وكنتَ متفوقاً
على سر دموع الوتر بكثير....
...تأتي..بكرم الطائي..

نهله محمد
09-28-2008, 09:09 PM
نفثة...
أتساءل دائماً كلما مررتُ على هذه القصة تحديداً..
كم رجاء في غزة لقيت حتفها..؟
كم سلمى...وكم خالد ضحوا بتزوقات
الغد من أجل أن ينتقموا لأرضهم..؟
وكم محاولة باءت بالفشل..؟
تساؤلات في كل مرة تمزقني وأعود لأغلق الصفحة
بمن فيها وفي القلب حسرة...
وهنا وجدتكِ معي تقاسمينني ذات الوجع
غير أنكِ كتبتِ إلي في حين أتجاهل نفسي..
نفثة...
قمة الألم أن نعيشهم ولايدركون..
جئتِ كموسم تضحك فيه السواسن..