المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يضيقُ الفراغ .. ويتمدد شاسعاً


عبدالاله الأنصاري
09-13-2008, 07:51 PM
كثير من الأشياء قلت لها كوني، ولم تكن ، فليست كل الأشياء رهن أمنياتنا.
مديري في العمل يريدني على طريقة .. كن فيكون .. . ولأنه رئيسي يجب علي الإمتثال لأمره بأي شكل كان، فأنا أخشى على حفنة النقود التي تلقي بها على وجهي تلك الشركة التي يرأسها هذا المدير الأخرق. كذلك زوجتي الجميلة يجب أن تكون كل أشيائها ممكنة وحاضرة لحظة تشاء، وكأنها في حالة وحم مستمرة، والغريب أنها لم تجرب الحمل ولو كذبا.
الحقيقة هي كتلة الفراغ التي تسير بشكل دائري ابتداء مني وانتهاء بي مرورا بزوجتي ومديري وصاحب محل (التميس) الذي لم يكبر ولم يتغير منذ عشرين سنة وماتزال كلماته ذاتها تتكرر وابتسامته الودودة لم تتغير حتى ظننت بأن ملامحه تجمدت على تلك الصورة
فكرت في كل الأشياء الجديدة والقديمة واتضح لي أن النهاية واحدة، لاجديد حتى فيما يستجد منها.
جربت مغازلة أكثر من أنثى غير زوجتي فكانت النتيجة: لا جديد، فقد انتهينا ولم يتغير شيء في حياتي، والفراغ ما يزال يمتد.
تآخيت مع رجال من طبقات متعددة وأفكار مختلفة، منهم الرجل المسكين عرفان المعروف برجل الأعمال ،
حديثه يبتدئ به وينتهي إليه ، فارغ إلا من النقود التي بسببها يبصق على من يشاء ومتى يريد.!
جاري حامد يتدحرج كلامه كالكرة من ملعب الى آخر ومن لاعب إلى غيره، منير كاتب لم يبقَ سوى أن يقول أنا الذي أدير الكون بريشة قلمي، فهو المثقف الذي يعرف ابتداء الأشياء ونهاياتها وكيف تسير وإلى أين . أخي صالح أكثر أهل الأرض شكوى من معاندة الحظ ، وكل ما يفعله يعود عليه بسوء أكثر ، الوحيد الذي تديره الأشياء بدلاً من أن يديرها.
في حلم البارحة زارني كهل ابتسامته كضوء مسترسل، قال لي: الإنسان الذي يظل يترقب ويفتش في قلب العتمة عن مجهول، هو ذاته انسان مجهول لم يتعلم كيف يحيا. يجب عليهم جميعا أن يصبحوا (كائنات لحظوية) تعيش لحظتها وكأنها آخر ما تفعله.

قلتُ لي ..
إدمان الفراغ يجعلك تسيل داخل فوهة متعددة الفراغات وتسقط في الفراغ الأكبر
رددتُ علي ..
إن كان سيتلقفني فراغ أكبر فتلك حظوة ، والجميل في الأمر ألا تبقى راكدا كالماء الآسن.
- ولكن حتمية البقاء في الفراغ ستستحيل عادة، وتصبح الحركة سكوناً.!
- وإن سعيت لبعثرة ذلك السكون هل سأظل جامداً في داخل الحلقة؟
- لن تشعر بشيء ، لأنك ربما ستصبح كائنا هلاميا يتكئ على الحلم في تحقيق انجازاته المتخيلة.!
- أنت هنا تناقض رأيك حول السكون، فالإتكاء على الحلم تذويب لذلك ، وهو ليس إلا حركة ، وربما أكثر من الحركة المشاهَدة والمتوقعة أيضا.!
- بل تريد إسقاط تفاعلك عن الحلم وتحويله إلى كائن حركي قادر كسر الجمود داخلك.

بيني وبيني .. كان مشروع محتدم فضح عراء تلك الذات المشوهة التي لم تقوَ على الصراخ خارج حدودها
لم يعد هناك منفذ اجتاز من خلاله حالة الغيبوبة الإرادية. وجدتني أغادر المنزل وقدماي تسوقانني إلى منزل صديقي حاتم، وكان قد أحضر مزارعاً ليقتلع شجرته العتيدة التي مر على وجودها أكثر من ثلاثين سنة ، وبات يخشى من حنينها الذي عرّى عروقها ، وكهولتها التي احدودب عليها ظهرها. ضحك عندما رآني ونظر إليها وقال: أخشى أن يستبد بها الحنين وتحسبني زوجها فتباغتني بضمة شوق تأتي علي وعليها، والأدهى لو صادف حنينها مرور غريب لحظة توهّمها؛ لذا لا مفر من اقتلاعها قبل أن تودي بنا. ضحكنا معاً ، وعاودتني الهواجس لحظتها .. وفكرت لو أن هذه الشجرة حققت كلام صديقي - خاصة وأنها تجتر عاداتها منذ سنين ، ولابد أن تسقط يوماً منهكة، فلا جديد تفعله ، ولكني تمنيت أن لو حدث ذلك قبل أن يفكر حاتم بقتلها ، وأن يأتي سقوطها فوقي أنا أو أحد الذي ادمنوا الفراغ واستسلموا لنوبات البؤس والإحباط .!

عبأت سلال من المباهج للغد الذي سيأتي كما لم أحلم له من قبل
يجب علي في الغد حصد بذور العمر الماضي، وقطفها جمْعاً..
تحوي البؤس القادم
والنهاية الشقية
والأرق المتكدس بالأوهام
وكذلك حبيبات من جنون العظماء أفرِّقها ذات اليمين وذات الشمال كلما صافحتني سخرية أحدهم.
غداً .. سوف أشرع للحيرة أكبر قدر من النوافذ ، علّ أن يقتلني بعض أزيزها.
أعلم أني في الغد.. لا أملك من أمر إرادتي شيئا.!
فتَبّاً لي .. ولهم أيضاً .!!

د. منال عبدالرحمن
09-16-2008, 12:20 AM
العجيب في هذه القصّة أنّ الفراغَ كان مليئاً بفراغهِ ,

كمن يشكُّ في يقينهِ و إذا بهِ يزدادُ يقيناً ,

النّظرة للأشياء من حولنا من منظار الذّات و بتجرّدٍ تامٍّ من معايير البساطة التي تجري عليها الامورُ عادةً وفقَ نظامٍ رتيبٍ يوحي بالملل , يمنحُ الرّوحَ مكاناً آخر لتنفضَ عنها غبار الاعتيادِ و مللَ التكرار ,

أن ننظرُ لنا بعينِ الانسانيّة المجرّدة , و أن نحاول ولو لمرّةٍ منحَ ما حولنا وقتاً من روحانيّتنا , يخلقُ في داخلنا فوضى مرتّبة - حتّى لو بقيت في داخلنا - إلا أنها تكونُ بداية و غالباً ما تكونُ البداياتُ خلاصاً .

الأستاذ عبد الإله الأنصاري :

و حرفكَ يتتبّعهُ النّور حيثُ حلَّ

سلمتَ و سلمَ نورك .

عطْرٌ وَ جَنَّة
09-17-2008, 12:43 PM
.

.

.



../ ي الله

رَأسي يُؤلمني ياعبدالإله ../ امتلأ فجأة بِكلِّ الْتفاصيل الْصَغيرة فِي الكون
عَاش الرتابة دُفعةً واحدة دُون ضَبط الهواء جيِّداً في صدري ..وأرسل حسّه الْعصبي يُشنّج بِالتفكير أطْرَافِي ..


قَرأتُها كثيراً
وَسأعُود أكثر

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif


.

.

.

سعد المغري
09-18-2008, 02:56 AM
..

عبدالاله الأنصاري..
صغث أحلام ..
أيها المكثف حرفاً
كنت هنا قراءة نابعة من أفواج الإبداع..
تحية لـ.روحك الطيبة..
.

عبدالاله الأنصاري
11-30-2008, 02:41 AM
العجيب في هذه القصّة أنّ الفراغَ كان مليئاً بفراغهِ ,

كمن يشكُّ في يقينهِ و إذا بهِ يزدادُ يقيناً ,

النّظرة للأشياء من حولنا من منظار الذّات و بتجرّدٍ تامٍّ من معايير البساطة التي تجري عليها الامورُ عادةً وفقَ نظامٍ رتيبٍ يوحي بالملل , يمنحُ الرّوحَ مكاناً آخر لتنفضَ عنها غبار الاعتيادِ و مللَ التكرار ,

أن ننظرُ لنا بعينِ الانسانيّة المجرّدة , و أن نحاول ولو لمرّةٍ منحَ ما حولنا وقتاً من روحانيّتنا , يخلقُ في داخلنا فوضى مرتّبة - حتّى لو بقيت في داخلنا - إلا أنها تكونُ بداية و غالباً ما تكونُ البداياتُ خلاصاً .

الأستاذ عبد الإله الأنصاري :

و حرفكَ يتتبّعهُ النّور حيثُ حلَّ

سلمتَ و سلمَ نورك .

صدقيني يا منال بالأن العجيب في الامر ان يجيء الرد متأخراً كل هذا الوقت
ورجل كسول مثلي ، وأمام ردٍ واعٍ كهذا ، يصبع عليه أن يعود سريعاً ليكتب أي حرف يمضي؛ لذا يستمرئ الغياب.
والانكى أن يعود خاوياً في مجيئه الأخير
اعذري تقصيري سيدتي
كل الود والتقدير
شكرا لقلبك

عائشه المعمري
12-29-2008, 11:59 PM
عبدالإله الأنصاري


مُثقلة هذه القِصة
بما يجب قراءته
ويجب _حَتماً _
لا أخفيك يا أخي ، فقد ترددت هُنا كَثيراً
وإستسلم إلي الرد مؤخراً


نحن المُثقلون بالفراغ
ما الذي جنيناه ..!!
سِوى أوراق الأرق
وتمتمات الوجع في دواخلنا

عبدالاله الأنصاري
01-09-2009, 05:05 PM
.

.

.



../ ي الله

رَأسي يُؤلمني ياعبدالإله ../ امتلأ فجأة بِكلِّ الْتفاصيل الْصَغيرة فِي الكون
عَاش الرتابة دُفعةً واحدة دُون ضَبط الهواء جيِّداً في صدري ..وأرسل حسّه الْعصبي يُشنّج بِالتفكير أطْرَافِي ..


قَرأتُها كثيراً
وَسأعُود أكثر

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif


.

.

.

يبدو أني تأخرت كي تسبغي من كثيرك يا عطر
وأعتقد أنك فعلتِ
كل الامتنان لقلبك

عبدالاله الأنصاري
01-09-2009, 05:07 PM
..

عبدالاله الأنصاري..
صغث أحلام ..
أيها المكثف حرفاً
كنت هنا قراءة نابعة من أفواج الإبداع..
تحية لـ.روحك الطيبة..
.

كريم أنت يا سعد
حضورك وحده إثراء
مودتي ،،

عبدالاله الأنصاري
01-09-2009, 05:08 PM
عبدالإله الأنصاري


مُثقلة هذه القِصة
بما يجب قراءته
ويجب _حَتماً _
لا أخفيك يا أخي ، فقد ترددت هُنا كَثيراً
وإستسلم إلي الرد مؤخراً


نحن المُثقلون بالفراغ
ما الذي جنيناه ..!!
سِوى أوراق الأرق
وتمتمات الوجع في دواخلنا

كذاك هذا الحضور الواعي منكِ يا عائشة
سعيدٌ به
ممتن أيتها السامقة