المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات على أبواب الانحدار!


يوسف الحربي
09-02-2006, 03:48 PM
الذين لا يُخضعون النص للمعايير الدينية , حين اقرأ حرفهم المدافع عن التجاوزات التي أصبحت ظاهرة خطيرة يزداد انتشارها بشكل مخيف , دفاعهم هذا المبني على شفى جرف هار لا يلبث أن ينهار على رؤوس أصحابه أمام لغة العقل والمنطق ...حين اقرأ لهم تبريراتهم الواهية أتذكّر طرفة سخيفة ..(( مجموعة من الساقطين يشاهدون فيلماً اباحيا ..قال أحدهم : انظروا لفعل هذه الزانية ؟! فرد عليه أحد الأغبياء : حرام عليك تقذفها ..هذا تمثيل!..))..
الستم معي في أن هناك تشابه بين هؤلاء واولئك؟ ...
,
,

في زمن القحط والحقل يئن تحت معاول الجفاف ..زهرة تقف وحيدة سُقيت بماء الحب فأينع طلعها وفاح عبيرها ..تلك هي ..صاحب الكلمة المجنحة في سماء الإبداع (الاستاذ عبدالله الجفري ) الذي لو قُدّر له أن يعيش في غير هذا البلد لصنع له العشاق تمثالا..
,
,

في جدارية الإبداع الوجداني ..جسّد بكلماته المنحوتة من حناياه إبداعا..جبران خليل جبران ..سكن الليل أتت همساً ينساب من جوف ليل الحالمين بصوت المتربعة على تضاريس الأذن العربية ..فيروز ..
سكن الليل نغم كتبته أنامل عبدالوهاب ليبقى أبد الدهر علامة فارقة في وجه الإبداع الموسيقي ..أبدعوا وأبدع جيلهم المتلقي معهم حين كان الفن للفن ..
(سكن الليل ) اليوم جاءت في زمن إنقلاب الموازين ..زمن الشعر والغناء للجيوب المترهلة ..جاءت على ورق البنكنوت ..كتبها من لا يعرف الفرق بين سكن الليل /الشعر ..وسكن العمال /المبنى ..
ولربما يأتي اليوم الذي يؤجّر فيه سكن الليل للعمال ..
,
,

ذات حوار ملتهب جاء السؤال يقدح شررا ..
_لماذا أنت حاقد ؟
_ولم هذه الفرية !
_ إنك تنكر الشعر على من يسبق إسمه سطر من التبجيل .
_ياسيدي ..إن من **** القوت من أفواه الجوعى **** الاحساس من القلوب العطشى ..حصانته - الأسرية - تخول له ذلك .
,
,

_ تقرأ الصحيفة ذات الوشاح الأخضر وأنت تكرهها ..اليس هذا من التناقض .
_لا ..فأنا أقرأها فقط حين ينخفض الضغط عندي .

,
,

عندما أقرأ ليتامى المعرفة الثقافية الذين يتسكعون على أرصفة النقد وهم عراة يتربصون بأصحاب المخزون المعرفي يتبادر الى ذهني موقف طريف عندما سمعت أحد زملائي وهو يهدد الطلاب ويتوعدهم (أكثر من مرة ......) فقلت له ساخراً : هذه سرقة في وضح النهار ..ألم تسمع أم كلثوم وهي تشدو (أكثر من مرة عاتبتك )..
,
,

عندما أرتطم بطلاسم العابرين بدروب الثقافة والشعر أتسائل :
يجيد الحداثيون فن الهمهمات ..هل يعانون من مرض نفسي
,
,
يتبع
ابن المدينة / يوسف الحربي

يوسف الحربي
09-02-2006, 03:51 PM
علامة فارقة
الأول : هل تعرف ادونيس ؟
الثاني : طبعاً .
الأول : عظيم جداً .. وماذا تعرف عنه ؟
الثاني : أنه لا يضع ربطة عنق !
..........
لماذا
يصحو من نومه , ينظر لساعته , يهرول صوب المذياع , يتنقّل بين محطاته ليسمع آخر الأخبار القادمة من العراق , يصطدم بصوت نجاة ( كل دا كان ليه ).
..........
رغماً عن الشعراء
قال المتنبي ذات فخر :
أجزني إذا أُنشِدت شعرا فإنما .... بشعري أتاك المادحون مردّدَا
تعليق ......
منتهى الغرور والكبرياء .................والصدق .
..........
خطوات أربع
........... وكان رحمه الله قد تقلد عدة مناصب , كما آمن وتعايش مع عدة ايديلوجيات مختلفة , فقد كان في صِغَره ناصرياً وفي شبابه بعثياً أما في كهولته فقد أصبح من كبار الرأسماليين حتى إذا ما تقاعد من وظيفته إنضم للاخوان المسلمين .
..........
عاشق
أطل بجسده المترهل فملأ شاشة التلفزيون , حديثه أقرب ما يكون للكلمات المتقاطعة ..غمزني أحد الخبثاء وهو يقول هذا صاحب الأماكن!
,
,
يتبع
ابن المدينة / يوسف الحربي

عبدالرحيم فرغلي
09-02-2006, 04:04 PM
قرأتها مرات وفي كل مرة لها طعم رائع ..
من القلة أنت يا يوسف من تجيد الحديث عن
ازماتنا الثقافية والتي نعيشها في عصرنا بهذه الروعة ..

لك فائق تحياتي وتقديري يا صديقي الحبيب

شوق
09-03-2006, 07:29 AM
وقفات تحتاج للوقف امامها

كثيراً

كل الشكر للطرحك

كون بود

أختكـ/شووق

بعد الليل
09-04-2006, 06:17 PM
عندما أرتطم بطلاسم العابرين بدروب الثقافة والشعر أتسائل :
يجيد الحداثيون فن الهمهمات ..هل يعانون من مرض نفسي


الكاتب يوسف الحربي

كيف الوصول الى حوار معهم .. اذا كنا نعتقد أن كل حوارهم همهمات؟!
ألا يمكن أن يشكل هذا حاجز يقف أمام التواصل معهم؟!
كشكل من أشكال رفض الآخر أيا كان


مجرد تساؤل !!



تحياتي

يوسف الحربي
09-04-2006, 06:31 PM
قرأتها مرات وفي كل مرة لها طعم رائع ..
من القلة أنت يا يوسف من تجيد الحديث عن
ازماتنا الثقافية والتي نعيشها في عصرنا بهذه الروعة ..

لك فائق تحياتي وتقديري يا صديقي الحبيب
صديقي
أشعر بالاختناق ..الماضي طوى تحت سواعده كل جميل ..حتى الهواء النقي

يوسف الحربي
09-04-2006, 06:33 PM
وقفات تحتاج للوقف امامها

كثيراً

كل الشكر للطرحك

كون بود

أختكـ/شووق
كل التقدير شوق
حفظك الله

يوسف الحربي
09-04-2006, 08:07 PM
الكاتب يوسف الحربي

كيف الوصول الى حوار معهم .. اذا كنا نعتقد أن كل حوارهم همهمات؟!
ألا يمكن أن يشكل هذا حاجز يقف أمام التواصل معهم؟!
كشكل من أشكال رفض الآخر أيا كان


مجرد تساؤل !!



تحياتي


بعد الليل
وأتحدث بالأصالة عن نفسي وليس بالإنابة غير ي ..وجهة نظر شخصية
الرفض يا سيدتي ألا يعتبر وجهاً من وجوه الحرية ..لماذا يثور البعض منّا حين نرفض موقفاً أو شخصاً أو معتقدا ..
أمارس الرفض لأنه تعبير عن حرية التصرف والاختيار ..لأنه يمنحني شعوراً بالإطمئنان بأن حريتي ما تزال في جيبي .
الحداثيون في بلادي يثيرون الشفقة ويبعثون على الضحك حين الوقوف والتمعن في دوائر فكرهم وأحرفهم المغلقة .تلك الأحرف التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..حين أستمع لهذيانهم يحضرني المثل القائل ( إذا كان المتكلم مجنون ..المستمع عاقل ) ..الحداثة في بلادي وبشكلها المتخلف هذا ماهي إلا حظيرة يجتمع فيها أولئك الذي لا يملكون الفكرة وإن امتلكوها لا يحسنون التصرف فيها على الوجه الأفضل لتصل لعقل وقلب المتلقي ......
بعد الليل
الحديث عن الحداثيين لا ينقطع ولا ينتهي ..كالسيرة الهلالية نقضي بها ليالي الشتاء الطويلة

مليـ نبض القلوب ـسا
10-09-2006, 08:36 PM
يوسف الحربي
***************

كم احب الوفوق هنا كثيرا والتأمل مابين السطور

فلك كل الاحترام والتقدير لقلمك الراقي.

في انتظار مايتبع لإكتمال لوحتك الراقيه.

ماننحرم

مليسا

لمى الناصر
10-09-2006, 09:10 PM
ابن المدينة:

هناك الكثير من الكلام بعمق عن الحرف وأصحابه...

ولا تنسى ان هناك من الكتَاب قد تخطوا حاجز الصمت ووعدتنا أقلامهم بالتغيير وهذا ما نلاحظه بالوقت الحالي

وانا اتكلم عن بلدنا وانت تدرك هذا.....

صحيح انَ هناك فئة كبيرة تحارب هذا الاتجاه ورفض التغير وتعتبره ضربا من الحرية...(( لا يجوز العبور عن هذا الخط))

انت جئت بالواقع فهناك من يتقبله وهنام رافضا له ويكون لك بالمرصاد....

كما قلت الكلام لا يقف عند هذا الحد بل يطول ويطول ما دمنا نعيش في سباق مع الحداثة... (( والفوضى ))

يوسف انت وواقعك رائعين حيث عمق الكلمة..

دمت لنا ودام حرفك..

محمد الناصر
10-09-2006, 10:16 PM
لا ..فأنا أقرأها فقط حين ينخفض الضغط عندي



لطالما استخدمنا صحفنا اليومية بديل عن الدواء

واعتقد في الوقت القريب ستدخل صحفنا ضمن قائمة

الطب البديل



ما أروع اسلوبك

نسرين الأحمد
10-09-2006, 10:19 PM
كلمـات رائعة

ووقفـــات أرروع


.. يوسف الحربي قلـم جميل

وننتظر الجديد

تقبل احترامي

يوسف الحربي
10-10-2006, 03:15 AM
حدثنا شيخنا ( حسام الصابر) فقال :
....
هؤلاء القوم الذين تستفزهم كلمة تكفير وتثير حفيظتهم كلمة كفر ..لأي شيء يغضبون ؟!
الأنهم مسلمون حقاً..أم لأن الحقيقة مرّة !..
....
سُئل حداثي كبير ..هل صحيح ما يُقال بأنك حداثي؟....فردّ قائلا..الأسبوع الماضي ذهبت الى مكة لأداء العمرة!...(قصة حقيقية)
وسُئل ليبرالي ..هل أنت مع الاسلام الليبرالي أم مع الليبرالية الاسلامية فقال ..أنا مع الخيل يا شقرا !....
....
وقال شيخنا حفظه الله :
خلق الله الجن والانس من أجل عبادته وحده عز وجل ..قال تعالى ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ) ولهذا نجد أن المسلم قد اختط لنفسه طريقاً وهدفاً في الحياة وهذا الهدف هو نشر الفضيلة والخُلق الحسن بين البشر ليخرجوا من ظلم الانحراف لعدل الاستقامة , عندها سئلنا شيخنا (حسام الصابر) عن هدف العلماني في الحياة وغايته منها فقال ..ليأكل ..ويتبوّل ..وينام !.........
....
في نهاية الحديث قلنا لشيخنا الفاضل .. نراك يا سيدي تخلط بين العلمانية والليبرالية والحداثة الفكرية , تلعنها وكأنها شيء واحد ..رد شيخنا مبتسما ..الكفر ملّة واحدة !..

سنا الأبجدية
10-10-2006, 03:44 AM
_ تقرأ الصحيفة ذات الوشاح الأخضر وأنت تكرهها ..اليس هذا من التناقض .
_لا ..فأنا أقرأها فقط حين ينخفض الضغط عندي .

أروع علاج لانخفاض الضغط بعيدا عن الأدوية
تكفيني جولة في القراءات الصاخبة إذن :)

سأعود لأفياء قلمك ووعي فكرك يوسف
وافر الامتنان لتميز طرحك

يوسف الحربي
12-14-2006, 09:34 AM
يوسف الحربي
***************

كم احب الوفوق هنا كثيرا والتأمل مابين السطور

فلك كل الاحترام والتقدير لقلمك الراقي.

في انتظار مايتبع لإكتمال لوحتك الراقيه.

ماننحرم

مليسا

كل التقدير لحضورك الألق سيدتي
حفظك الله

يوسف الحربي
12-14-2006, 09:39 AM
ابن المدينة:

هناك الكثير من الكلام بعمق عن الحرف وأصحابه...

ولا تنسى ان هناك من الكتَاب قد تخطوا حاجز الصمت ووعدتنا أقلامهم بالتغيير وهذا ما نلاحظه بالوقت الحالي

وانا اتكلم عن بلدنا وانت تدرك هذا.....

صحيح انَ هناك فئة كبيرة تحارب هذا الاتجاه ورفض التغير وتعتبره ضربا من الحرية...(( لا يجوز العبور عن هذا الخط))

انت جئت بالواقع فهناك من يتقبله وهنام رافضا له ويكون لك بالمرصاد....

كما قلت الكلام لا يقف عند هذا الحد بل يطول ويطول ما دمنا نعيش في سباق مع الحداثة... (( والفوضى ))

يوسف انت وواقعك رائعين حيث عمق الكلمة..

دمت لنا ودام حرفك..
لمى
كل النذر المرسومة على الأفق الممتد أمام ناظرينا تشي بانحدار ينتظرنا طالما خطام الحرف أمسكت به أيدي الحفاة ثقافة والعراة فكرا
كل التقدير سيدتي لحضورك

يوسف الحربي
12-14-2006, 09:43 AM
هؤلاء ليسوا كأولئك
لم يرقأ لمثقفي عصر الإنكسار دمع في ليلهم المترع بالنواح وهم يسكبون العبرات على قبري الحلاج والجعد بن درهم الذين ذهبا ضحية القمع الفكري وقطع طريق حرية الرأي الممتد بطول مسافات تاريخ أمتنا الزماني والمكاني - بحسب مفهومهم المبني علىأهدافهم المنحرفة -بيد أنهم يمرون سراعاً ولا يتوقفون عند نقطتي الإمامين أحمد بن حنبل وأحمد بن تيمية الذين سُجنا وعُذّبا بسبب تمسكهما بآراءهما التي دافعا عنها وتحمّلا الأذى من أجلها ..
كيف لنا أن نفسّر هذا التباين في الموقفين ..أليس هؤلاء كأولئك ..
............
ماذا نسمي هؤلاء ؟
الملتصقون بالليبرالية في بلادنا يُنادون بالحرية ويستبد بهم الحنين وهم يقفون على شرفات الشوق انتظاراً للقاء مولودتها / الديمقراطية . إلا أن التناقض المتجذر في دواخلهم يفضحهم بانعكاسه على أرض واقعهم ..وجدناهم يُنددون بالديمقراطية في الكويت التي جاءت بالإسلاميين إلى مجلس الأمة في حين أنهم على طرف النقيض شادوا بذكر الحكومة العراقية التي جاءت على ظهر دبابة الإمبريالية الأمريكية ...ماذا نسمي هؤلاء ؟!
............
أصنام حضارة
في ظل المآسي التي تضيق دائرتها حول أعناقنا لابد أن نروّح عن النفس بشيء من طُرف الحداثيين في بلادنا الذين ما برحوا يتغنون بآثار أمم سادت في عصور انحطاط القيم الإنسانية حين كان يُقدّم الإنسان طُعماً للوحوش في سبيل إدخال البهجة إلى قلب انسان آخر .
فاضت نصوصهم الملتصقة ظلماً بالشعر بقيح تلك الأمم المتمثل في مفردات تحمل مدلولات تتنافى وما نؤمن ونتخلّق به ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ( زيوس /كيوبيد / افروديت /فينوس / نيرفانا / ديانا ...الخ ) أما كان الأولى بهذا البدوي الذي توسّد كثبان جزيرة العرب وتدثّر بسماءها أن يتغنى بموروثه الجاهلي القديم الذي يتناغم مع جهله وتعلقه بما لا يمت لدينه بصلة , أما كان الأولى به أن يتغنى بـــــــ هبل واللات والعزى ومناة .......الخ أم أن هذه أصنام تخلّف وتلك أصنام حضارة ...
............
للبيت رب يحميه
- للبيت رب يحميه - قالها ذات عجز عبدالمطلب بن هاشم حين لم يكن بمقدوره أن يواجه أبرهة برجاله وأفياله , قالها وأسلم وجهه لله عز وجل الذي مزّق جيش أبرهة بحجارة صغيرة حملها جند من جنود الله ...
في عصرنا المنكسر هذا قالها الملتصقون بالحرف حين أقضّت مضاجهم صيحات الاحتجاج على عبارات حُشرت في أسطر صبية لم يبلغوا في الحرف الحلم بعد , عبارات لا هدف منها سوى التطاول على ذات الله العظيمة وعلى الثوابت والمقدّسات .. حين جوبه هؤلاء بالسؤال الذي وقف في طريقهم ( ما هذا ؟) . وقفوا مدافعين عن تلك العبارات السيّئة بقولهم - للبيت رب يحميه - وهو من يُحاسب هؤلاء على فعلهم وقولهم . وزاد الراسخون في الجهل منهم بالقول - يجوز التطاول على الله في سبيل خدمة النص الأدبي - ..
ولو سلّمنا جدلاً بأقوالهم تلك وبأن كل انسان سيُحاسب يوم البعث فقط أما دنيوياً فلكل انسان الحرية فيما يقول ويكتب , لو سلّمنا جدلاً بهذا فلِمَ أرسل الله الرسل بشرائعه التي تنظم علاقة الانسان بالله وعلاقة الانسان بالانسان , لماذا لم يترك الله الانسان في الدنيا ريشة تتلاعب بها الأفكار المنبثقة عن أهواء البشر ونزغات الشياطين ..

ابن المدينة / يوسف الحربي