المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلاث حكايات حول اللاتماهي


مروان الطيب بشيري
09-19-2008, 02:46 PM
ثلاث حكايات حول اللاتماهي

" إنني كلما امتد بي العمر..
ازددت تمردا " - زوربا اليوناني -
مروان الطيب بشيري

نشرة

يسيطر جو خطير متداخل الصفات والخصائص على كل الناس دون استثناء يذكر، مع تسجيل انخطاف رجل بحضرة المرأة الواقفة شمالا وجنوبا وفي كل الجهات ، في لمح البصر الذي سربها إلى كيانه في أقل من ثانية، وفي هذه الحالة المصحوبة بأجواء نفسية لم يكن يدرك أن مجرد نظرة أولى وعجلة ستخط له خط الانطلاق إلى عمر جديد من الانتظار، حتى الاشتراك الجماعي للبشرية في ترقب سحب المجهول معه ، لما يزال على حالة واحدة من الرصد الإنساني المختلط بسبب الاحتباس العاطفي، حيث ثلج الحزن يندف ، ومطر الفرح يهطل ، وشمس السعادة ساطعة في سماء الشقاء على كافة أرجاء الروح البدن .

إنهم يقفزون من النافذة

مع الالتفاتة الأولى التي التفتها، وجدته يرمي بنفسه من النافذة ، وعندما وقع على رجليه سالما ركض بأقصى سرعته ، فطفق الآخرون مثله يقفزون من النوافذ ويجرون بعيدا في ذهول مشوب بالرعب والحيرة ، وعندما شاهد المارة إقبال هؤلاء على القفز والجري دون أن يتأذوا أو تنكسر عظام أحدهم، لم يتمالك أحد نفسه وهب الجميع لتحر الأمر وتقديم يد المساعدة ، ولكن الدخان الذي تسرب وعلا من النوافذ والثقوب دفع الناس إلى توخي مزيد من الحذر قبل اتخاذ أية خطوة بشأن النار التي اضطرمت في مكان ما داخل محرك الحافلة .

ميكروجيب في فصل الشتاء

أرى سقف الحياة ما أوهنه، وما قبل ذلك في المكان رجل منتهك الحدود.. جالس في مساء الوحدة ماجد كالذكرى.. وفي كل اللحظات كان الصمت يئن في نفسه ألما هادئا ، ويبين في وجهه رجعا صوريا مثل كتاب معلق على صوت الرياح .. رجل يقتفي ظله نحو الشمس أبدا.. ذكر قلبه منقلب.. متجمد في حر الأحزان كأنثى ترتدي الميكروجيب في فصل الشتاء.. ولأني أعرفه ويعرفني في دنيا العوج التي عمرها كله لم تستقم لكلينا، واسيته، فمن الأنانية أن أترك صديقي عرضة للأحزان وحده دون أن أدفئه في داخلي، وأربت على كتفي قائلا..
" لا تحزن يا صديقي .. فما الصدق إلا كذبة باردة نتوق لبلوغها معا " .

د. منال عبدالرحمن
09-19-2008, 03:20 PM
هل يكونُ اللاتماهي قمّة التّماهي , تماهيكَ انتَ مع تفاصيلِ الحكاياتِ الصّغيرة , من نشرةٍ تُنبئُ بقوّة رياحِ التّبصّرِ , حتّى أولئكَ الّذين يقفزون من أبصارِ من حولهم , إلى كذبةٍ باردةٍ لا تكادُ تغطّي عورةَ الدّفء ..

أستاذ مروان :

مُدهشٌ تأتي دوماً ..

مروان الطيب بشيري
10-13-2008, 01:15 PM
دائما بألق اللغة الوضيئة هو حضورك .. مودتي

عبدالعزيز رشيد
10-13-2008, 06:39 PM
"إلى عمرٍ جديد من الانتظار"
ومنها عرفنا أنّك ستقودنا_إلى_ الدهشة,على طول رحلتنا في هذا النصّ,كان الارتباك والتشتّت يترتّب مع قوّة الفكرة
تحيّاتي يامروان

حمد الرحيمي
10-14-2008, 12:36 AM
مروان الطيب بشيري ...


ثلاث حكايات مطرزة بخيوط رفيعة من [ الوعي ] و خيوط سميكة من [ العقل ] متماهية فيها ألوانٌ من اللغة الرفيعة ...




مروان الطيب بشيري ...

عذراً على نقل نصوصك لنادي القصة و الرواية لأنها المكان الأنسب لها في تصوري ...



مودتي ...