المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألوان الصغيرة...


درر الشام
10-20-2008, 01:14 AM
سيدة هي هُمِشَت بجدران قصر...لوحة
وكجميل اللوحات يتم الاعتناء بها ..بمظهرها..شكلها..وألوانها
قد تسيل بعض الدمعات على الألوان ...لكن لا يهم
يتم إعادة تلوينها بإتقان

لكن من يعيد الألوان لحياة سيدةٍ باتت ترى الدنيا بلون واحد ..باهت

بيعت تلك اللوحة لصاحب قصرٍ في مزادٍ علني يربح فيه من يدفع أكثر..
وذاك كان الميزان الوحيد...بعد إهمال عدد لوحات قصره السابقة..وعدد سنوات العمر التي مرت على صاحب القصر وحتى مجرد...قبول تلك اللوحة أن تكون من موجودات القصر

وهناك تمت إضافتها لمجموعة الممتلكات الثابتة غير المنقولة لتكمل تعدادً سكانيًا ...لا أكثر
ولنبدأ:

طفلةٌ تجاوزت العاشرة ببضع سنوات
تلهو مع الفتيات في زقاقٍ قرب البيت...
تلون الشارع بطباشير... وتقفز مع قريناتها حول الألوان
ويا للألوان كيف أصبحت مختلفة!!!!!!
تقفز الصغيرة...تتطاير ضفيرتها السوداء معها..وتتطاير معها ضحكاتٌ من القلب..
ضحكاتٌ بريئة ..تملأ المكان
مسكينةٌ أيتها الصغيرة!!! ما كانت تعلم أنها تُباع في الداخل
وخلال الأيام القليلة القادمة عليها أن ترمي بطفولتها على اسفلت الشارع هنا
لتتحول لسيدة قصر...
تقبض زوجة أبيها على معصمها الصغير وتسحبها ...تدخلها المنزل...تختار لها غلافًا جميلاً
تفك ضفيرتها ..وتتجه بها ...لتقدمها للشاري:

جدٌ يلون سنوات عمره بألوانٍ متعددة

ما شأن الألوان؟؟؟ تتخذ كل مرةٍ شكلاً مختلفا؟؟؟

وكأي طفلةٍ تجلس الصغيرة سعيدةً بفستانٍ جديدٍ غير مكترثةٍ بصفقةٍ بيعَت عبرها ...حياتها.....

تُزف الصغيرة..دميةٌ حلوة...بزيٍٍ جميل

ازدحامٌ وضحكات...ضجيجٌ يعم المكان...فهدوءٌ قاتل...ثم صاعقة.....

ويومًا بعد يومٍ تكبر الصغيرة...تكبر على الخوف والرهبة.... وتعي واقعها
ذاك الجد أصبح زوجًا لها ...ملك جسدها..سجن ضفيرتها...وأعدم ضحكتها
وحولها ببراعةٍ إلى لوحةٍ جميلةٍ صامتة... يطلبها متى شاء...هو.....

تجاوزت الصغيرة السنة الثانية لها هنا وما ساهمت بعد بزيادةٍ سكانية فبدأت المسكينة تواجه سيول الاتهامات بنقصٍ وتقصير لا يد لها بهما...

وتمر الثواني ثقيلةً مسجلةً سنوات....تكبر الصغيرة
وبداخلها طفلةٌ ترفض أن تكبر
بداخلها ضحكةٌ مخنوقة...تجلجل في صدرها وتخشى الانطلاق
بداخلها رفضٌ وحزنٌ وقهر... وحريةٌ مسلوبة.......

وذات يوم تجرأت الصغيرة وفتحت باب القصر خلسة:
لتتفاجأ بألوانها تحيط المكان...وضحكات رفيقاتها ..ما زالت تصهل هناك
استنشقت نسيم صباحٍ مختلف ..فتجمدت عند الباب ناسيةً نفسها
وصحت على صوتٍ غاضبٍ يناديها...يرافقه صوتٌ تعودت سماعه يلسع الهواء قبل أن يلسع جسدها
نظرت خلفها بخوف...وبسرعةٍ خاطفةٍ ودون تفكير...أطلقت ساقيها...حافية... لتعانق الحياة ...وتحضن الألوان........

فيصل الحلبوص
10-20-2008, 08:35 AM
عندما يتم وأد الطفولة




وإقحام الطفولة بمرحلة لا تطيقها ولا تتحملها




تصبح هذة الطفولة سجينةً في الصدر




فلا تجتمع الطفولة بمرحلة المشيب




هُنا التصادم وتكبيل الطفولة بأغلال المآسي





المها حروفك عفوية وسلسة




اللوحة التي رسمتها كانت مكتملةً من كل الجوانب





كوني بخير يالمها

درر الشام
10-20-2008, 11:43 PM
الأخ فيصل:
كثيرة هي اللوحات التي ترسم بها طرق قتل الطفولة مترافقة مع البسمات و الاحتفالات
ومن يشعر بمايدور في عقل تلك الصغيرة
وكيف ترى الألوان؟؟؟؟؟؟؟

لك من التحاياأطيبها
كن دوما بخير
المها

سعد المغري
11-04-2008, 03:30 PM
...

ألوان باهتة وماساة يتجرعها الصغار
لـ.يعيشوا في رحم المعاناة وتفترس هذه الزهور الندية.
المها
رغم أن القصة متشحة بالحزن لم تخل ابداًمن العذوبة والمتعة..

لـ.روحكِ ورد.ود..

عبير العلي
11-04-2008, 08:40 PM
ويل لمن يغتال الطفولة !

المها وجعك هُنا موشّى بالعذوبة .

درر الشام
11-09-2008, 12:41 AM
الأخ سعد
بعض الأقلام ترسم نجمات براقة بمرورها الساطع

لمرورك امتناني
سعيدة بنجماتك

المها

درر الشام
11-09-2008, 12:46 AM
عبير العلي
ومرورك مرصع بالجمال
نورتِ غاليتي
المها