المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا بــــديـــل لطـــعم بـــلادي


تركي ناصر الحربي
09-10-2006, 06:20 PM
لا بديــــــل لطعم بـــــــلادي



لم أكن أتخيل حجم العالم بشكله الحقيقي واستيعاب ضخامته برغم اقتدار معلم الجغرافيا في رابعه / أ حقن فكرة ( الأيــض كووويــــّـــــه)في أدمغتنا
, فبعد انطلاقة كُسرت فيها حواجز( المـــاك 1) لتلك المخيلة المقتصرة على الإلمام بكل مسالك الحــّـي المتاخم للمسجد النبوي , وفي بعض المراحل المتقدمة , جدة _الرياض _والشرقية كأعلى قمة يصعب تسلقها لمن تكسوه الرهبة من تمدد مفرط لمسافات تستوعب تمدن سكاني أكثر غزارة قياساً على واقع محيط نواتي الأولية.....حينها سلمت بألمعية معلم الجغرافيا_غفر الله له!

صحيح بأن تلك الانطلاقة تأخرت أكثر من اللازم , وإرتكست صورة العالم الشاسعة في مؤخرة الذاكرة على فرضية ُ نقلت بالمشافهة عن المعلم النابغة , إلا أن الزمن أبى بقائها دون إضافة, فعلى أساس ( طوف وشوف) و( للسفر 7 فوائد) تجددَ فوران سريتي وانتعشت في المخيلة مداعبة الأرض بإرساليات استكشافية أتحرى فيها المصداقية عن صحة التلاقح الفكري والجيوسياسي بين الشعوب خصوصاً وأن محيطي لم يعد ليناور أكثر مع قوة رياح متسارعة تدفع بالسفينة خارجاً في محاولة العبور الكبرى لتجسيد مفهوم الإنتشار.....

أولاهـــا كانت _ الكويت _لطمتني حضاريـــاً, بعد أن أسكنت عشقها في
فؤادي ردحاً من الزمن عبر صوتها الجريح (عبدالكريم عبدالقادر) , ونقشبندي الخليج ( عبدالله الرويشد)كما أسماه موسيقار الأجيال عبدالوهاب , مروراً بالزخم التقدمي الملموس المتمثل في ( خالتي قماشة)كرسالة موجهة مباشرة لعقر دار عقول أرعدت الضـــم بالقوة
فكان لزاماً عليّ أن أهديها عذريتي السياحية في رحلة لم تتجاوز ال48 ساعة كانت كفيلة بإذاقتي طعم الحرية لأول مره.

بينما بدت الأخيرة أشبه بمنحة من عطايـــا السمـــاء ( بريطانيــــا) إذ طال استهلاكها لي حتى النخاع.....
وبما أنها هي الأقرب لإحداثيات الزمن على اعتبار ما حصل لم يكن في الحسبان حدوثه حتى بأحلك كوابيسي, مالم يقدر لها يأن تكون حقاً رحــــــــلة العمــــر.

رست قناعاتي الذاتية على اختيار بلاد الإنجليز كأفضل مكان يناسب توجهاتي الفكرية ولا يتعارض مع رسوخ نفوري من قفار ( الكناغر) ومستنقعات (فلونـــــا) جراء تحول مناخها الموسمي للشتـــــاء القارس وكــّـم العنــــــاء المبذول لكي نطل على سواحلها المكتظة بالحيتان الهاربة من أسماك القرش الأبيض ...

بحكم أفضال معلم الجغرافيا تنامى لدي الإحساس بتمييز المشرق من المغرب , خاصة ولدي من يرافقني وأظل مسؤولاً عنه أمام الله ( أمي الغالية), إذ أبنت لها وجهتنا مدعمــــاً كل أقوالي بالخرائط , ومعتمداً على مسلمات بديهية في علم الرياضيات..... فكل خط مستقيم بمثابة أقصر طريق بين نقطتين !

ففي الوقت الذي ظللنا فيه داخل صالة مطار الملك خالد فرحين بما أكرمني الله به من فرصة لا تعوض متوجهين إلى ما سخره لنــــا ليحملنا فوق السحاب عبر ما يسمى بخطوط طيران الخليج , ازددت قناعة بأن معلم الرياضيات لربما خان الأمانة حتى تمعر وجه فيثاغورس في قبره....

الطائرة قذفت بنا في مطار السيب الدولي في مسقط ..!! دُهشنـــا من هذا الكرم العربي في استضافتنا قبيل الرحيل لملاقاة Big Ben _
London Eye, فبادرنا الجو بكل ود وأنعم علينا بحفاوته على طريقة ( أقم وجهك لجهــــاز التـــكييــف من الخلف ... ولا أروع )
أهل البلد المكفرين لمرتكب الكبيرة ,لم يتوانوا أبداً عن ترجمه مشاعرهم الحقيقية إزائنا بأزكامهم أنوفنا بعبير الأقداح في DUETY FREE , بل شنفوا أسماعنا كل دقيقة بصوت المعلن الداخلي ( راجـــو) الذي لعب على أوتار أعصابنا بإعلانه عن كل الرحلات المتجهة لكل البقاع ماعدا وجهتنا المرادة ,
مكثنا في هذا الشبيه بعزبة الغجر ما يربو على خمس ساعات ,نقلنا بعدها خفر المطار على جناح البطء لسائق الباص الأحمر
( الأكثر كفاءه من غريمه البريطاني العتيق) الذي بدوره غصت في حلقه العبرات لرحيلنا , فأضاع عامداً متعمداً مكان الطائرة بقصد ثنينـــا عن الذهاب ..
فالفراق ولابد صعـــب عليهم.......

كانت عقارب الساعة تدق الساعة الواحدة فجراً حينما ودعنا الأهل في مسقـــــط ليغضب علينا الأحبة في أبو ظبي لمرورنا أجواهم خفية فأقسموا الأيمان الغلاظ بحلولنا ضيوفاً أعزاء ولو لساعة ,نجدد فيها الدماء العربية بأخرى من شبه القارة الهندية ,ريثما تسقى طائرتنا بالنبيذ الأحمر والأبيض .......

ُأســــري بنـــا برفقة طاقم جديد , يعي المسلك عن ظهر قلب, فالطريق وعرة ,أخترقنا فيها ُحجب القارة العجوز ابتداء من قرية الكونت دراكولا مروراً ببلاد الغال حتى أنبلج الصبح الشاحب على المراعي الريفية المتاخمة لشرفة وندسور.

مشاهدات متقدمة لأعزاء سبقوني نقولها من واقع تجارب عن برودة صيف لندن جعلتني أكدس حقائبي بملابس ثقيلة نسبياً حتى باتت حملاً أتجشم عناءه في سبيل إجراءات إحترازية ضد مباغتة الطقس الذي لن ترتفع درجاته بأي حال عن 25لكن لسوء الطالع كان ذاك الصيف حاراً لهم حتى بدا البريطانيون المغلبون على أمرهم أسارى مستشفيات ( ضربات الشمس) في سابقة خطيرة للمناخ ارتفعت فيه درجات الحرارة لمستويات هددت فيها حيوات العديد منهم حينما رصدت بــ 30 مئوية!!!
ماجعل الأنجليز المحافظون للغاية يجابهون موجه الحر تلك بــ (تنانير المايكرو) و( صدريات البودي المحتشمة جداً) والاستحمام في نوافير ساحة
( الطرف الأغر) ما ضاعف الصدمة لدي , مرة بوطأة الصوف وأخرى بعري الجموع....


مكثنــــا في وادي التايمـــز ماشالله , حتى أتى اليوم المنتظر لعودتنــــا, بيد أن خط السير هذه المرة لم يكن بأرحم من سابقه على الرغم من رفقة القمر في ليالي أوروبية ساحرة , رمقنا فيها برج إيفل يشكو زحام المتيمين وبعد عدة أميال عبرنا فوق كولوسيوم روما العتيق حتى خاتلنا الكرى غيلة لنفاجأ بتخطينا المنطقة الشرقية بعدما أقسمت علينا المنامة ( مثلما كل أشقائنا العرب) المبيت حتى مساء اليوم التالي , تحفنا برعاية رطوبتها المحطمة للمئوية.

هرعنا مهطعين قلوبنا لصالة مطار البحرين الدولي في اليوم التالي ليحول بيننا وبين طائرتنا رجل الأمن الداخلي مستفسراً عن ثمن دخول للصالة.......قطعنا تذاكر المرور بعد إجازتها مع تذاكر الرحلة لنضع أنفسنا فوق أخر نسمة هواء ذاهبة لأرض الوطن.

حالما كشفت الرياض عن وجهها قناع الغبار ,رفعت رأسي لخالق البرية أشكره وأحمده على نهاية المطاف والعودة لــــوطــــــــن لا أجد عنه بديلا.

انتهى...... روميو


الشكر الجزيل لخطوط طيران الخليج على ما قدمته لنا من خدمات جليلة جعلتنا نمخر عباب الخليج كي نغرب صوب الجزر البريطانية........!!!!

ملحوظة/ لم نكن نعلم حقيقة عن خط السير حتى أخر لحظات التحرك
فحذاري حذاري.... من الترانزيت.... اللهم أني بلغت

الرابع من أغسطس 2004

قايـد الحربي
09-10-2006, 07:11 PM
تركي ناصر
ـــــــــــــــــ
* * *

كل أرضٍ لها آذانٌ تسمعك
وعقولٌ تحترمك هي : أوطانك .

شكراً كوطن يا تركي .

العـنود ناصر بن حميد
09-10-2006, 10:36 PM
.
.

ملحوظة/ لم نكن نعلم حقيقة عن خط السير حتى أخر لحظات التحرك
فحذاري حذاري.... من الترانزيت.... اللهم أني بلغت

.
.

الترانزيت

كلمة تحتاج معها لتجربة

حتى تعي مقدار المتعة والتعب أيضاً

في هذه الكلمه

.
.

روميو

كم من ترانزيت عجنتها وخبزتها في ذاكرتي

وتذوقتها .. إنتظار ولا أشهى !!

ولكننا الأن

أحجمنا عن هذا .. المذاق

كل سفر وأنت بخير

بدون ترانزيت

شوق
09-11-2006, 12:12 AM
لا احد ينافس حب الوطن

الوطن هو الاغلى

ولا طعم للحياة دون انتماء

كون بود

أختكـ/شووق

تركي ناصر الحربي
09-20-2006, 11:53 PM
القدير قايد الحربي


يكفني شرفاً أن يحظى المقعد الأول بـــــــ حلول أنت صاحبه

فائق الود

و
المعذرة على التأخير لتأجل رحلات بساط الريح

يوسف الحربي
09-26-2006, 04:51 PM
تركي
شكلك زعلان من طيران الخليج وكل البلدان غير وطنك ولهذا قلت لا بديل لطعم بلادي ولهذا سأكتب لك هذه الطرفة عن أولئك الذين يكذبون وهم يقولون ( عيناك وطني ..في عينيك وُلدت وعلى أرض قلبك ترعرعت ......الخ )
إليك بالطرفة
عاشق متيم تعلقت عيناه بعيني محبوبته فقال وهو تحت تأثير البنج الحبي ..عارفه يا روحي ..أنا أشوف الدنيا كلها بعيونك ..وبالمصادفة مرّ رجل يبحث عن حمار ضائع له فلما سمع قول العاشق عن عيني حبيبته وأنهما كل الدنيا تقدم إليه وقال ..وهل رأيت حماري .......بما أنه يرى الدنيا كلها في عيون حبيبته فلابد وأنه رأى حماره
تركي
أسلوب رائع وسرد جميل لرحلة متعبة ..أسلوب أدبي رفيع أغبطك عليه
كل الحب والتقدير

تركي ناصر الحربي
02-11-2007, 11:16 PM
العنود


ترانزيت السفر ... عــــــــذاب مغموس بالمغامرة




عذراً .........فلا أطيق الأنتظار


سأحلق عبر ترانزيت جديد



وافر شكري لمرورك

تركي ناصر الحربي
02-11-2007, 11:17 PM
شوق

ذرات الوطن نستنشقها مهما ابتلعتنا المسافات




تقديري

تركي ناصر الحربي
02-11-2007, 11:25 PM
أستاذي القدير يوسف



وللعشاق مذاهب ..



ويبقى الوجل يغتالني من البقاء أبعد من أفضل جــــــــــــــــوار




معلمي.... أنت



تقديري

حمد الرحيمي
02-19-2007, 09:43 PM
تركي ناصر الحربي ...


أهلاً بك أستاذي الكريم ...


وحمداً لله على سلامتك حينها ونجاتك من ويلات ( الترانزيت ) ...



لك وافر تقديري ...


كُن بخير ...

عقاب الدوسي
02-20-2007, 08:44 PM
تركي ناصـــــــــر :
.
سأضيف الي الي قائمة الممنوعات لدي عند الســـــــــفر .. لا للترانزيت ولو استغنيت عن فوائد السفر كلها :)
.
.
بصدق مقامه تركاويه ناصريه .. على الأمارتيه :)
.
.
دمت بخير
.
عقاب الدوسي

تركي ناصر الحربي
02-26-2007, 09:53 PM
القدير عقاب



مشكور للاحرف الدوسيه

نوف عبدالعزيز
10-10-2007, 02:18 AM
تركي

ههههههههه شر البليه ما يضحك جربنا الترانزيت
قبلك وكدنا نموووووت ولكن الله سلم
لأني أكرة الأنتظار فقد كدت أن أاشنها حربا
ظروسا على الطيران كله ولكن لا غنى عنه
ما أحلى ديرتنا الشهباء فديتها
شاكرة لك روعة النص
واتحافي بهذة المتعه المجانيه
أشدد المجانيه
،،
،،
،
كل الود والورد