المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما يقوله الصغار . جديد ابراهيم سلطان


ابراهيم سلطان
12-19-2008, 06:09 PM
ما يقوله الصغار

تأليف : ابراهيـم سلطان
.
/
.

قصة قصيرة جديدة .. بعد فترة انقطاع ( غصبن عني ) انشغلت بالدراسة و أشياء ثانية ^^
و أتمنى إنها تنال إعجابكم و رضاكم ^^
.
/
.

عدة أيام مضت ، و صديقتها الحمامة لم تظهر و لم تأتها و تدردش معها كعادتهن يومياً .. فكرت ابتسام حتى ملت التفكير .. " أين ذهبت ؟ هل يعقل أن تكون غاضبة مني ؟ و هل أغضبتها بشيء أصلاً ؟ ربما اصطادها أحدهم .. لا لا أعوذ بالله ! يا رب أعدها لي .. فقد اشتقت لها . " و ظل عقلها يأتي و يذهب بالأفكار ، و ظل قلبها يدعو بعودة الحمامة .. و بعد عدة أيام من القلق و التفكير المتواصل جاءت الحمامة .. و حطت عند نافذة ابتسام .
لم تصدق ابتسام عيناها ، صديقتها الحمامة عادت ! أسرعت نحو النافذة و فتحتها و بدأت بعتابها :
" أكرهك ! أين كنتِ طوال هذه المدة ؟ "
" آسفة .. فعلاً أنا آسفة لقد انشغلت يا ابتسام " . قالت الحمامة.
" وبماذا ينشغل الحمام ؟ طبعاً أقصد بماذا قد تنشغلون في غير جمع الطعام ؟ " . لم يهدأ غضب ابتسام ، و حدثت نفسها : " عذر أقبح من ذنب ! "
" اسمعي ما حصل لي يا ابتسام ، أنا متأكدة بأنك ستعذرينني " .
" هاتي ما عندك ! أنا أسمعك " .
و بدأت الحمامة بسرد قصتها :
" قبل عدة أيام كنت خارجة للبحث عن الطعام لأطفالي الصغار ، كما تعرفين .. هذا هو روتين الصباح المعتاد للحمام ، و عند عودتي .. بدأ أطفالي الصغار بالتحرك بشكل مريب .. و بدئوا بالتمتمة بكلام لا أفقهه ، لكني أنصَت ، حاولت أن أفهم سبب خوفهم ، و سبب حركاتهم و كلامهم الغريب .. الحق يا ابتسام إني لم أفهم شيئاً و لكني واثقة من حدسهم ، أخذت خوفهم على محمل الجد ..و أخذت العش و طرت به ! فهدأ أطفالي و ناموا بسلام . حططت على شجرة في حيٍ قريب ، و تركت العش فوق أحد أغصانها ، عدت إلى شجرتنا لأعرف سبب خوفهم ، فوجدت الغصن الذي كنا نبيت فوقه قد انكسر ! هل تصدقين يا ابتسام ؟ لقد أحس أطفالي بذلك الخطر و ارتعبوا ، و الحمد لله بأني أخذت كلامهم بجدية و لم استهزأ به ، ولو كنت فعلت .. لضاع أبنائي و ضعت معهم ، و طوال الأيام التي خلت ، كنت أحاول أن أجد شجرة تناسبنا يا ابتسام .. هذا كل ما قد حصل يا صديقتي ، و أرجو منك أن تسامحيني " .
لم تجب ابتسام ، لقد كانت تفكر بأمر مختلف ، كانت تفكر في أخاها أحمد و النصائح العديدة التي وجهها لها و قابلتها بالشتائم ، ترى هل كان أحمد يحس بخطر لا تحس به ؟ هل كان يخاف عليها ؟ نعم بالتأكيد . أحست في هذه اللحظة بأنها غبية ، كانت ترفض نصائحه لأنها كانت تستصغر سنه .. رغم إنه لا يصغرها بكثير .. في هذه اللحظة بدا كل كلامه مفيد بالنسبة لها ، أجل .. لقد كان يعاتبها بلطف عندما تنشغل عن الدراسة أمام التلفاز ، و ينصحها بحب عندما تبدو مخطئة . لم تهزأ الحمامة من خوف صغارها ، رغم إنهم صغار، و هذا ما يجب أن تفعله ابتسام ، أن تأخذ كل نصيحة من أي شخص مهما كان عمره بجدية . فكما قد تخرج الحكم من مجنون ، قد تخرج النصائح المليئة بالحب و الخوف ممن يصغرنا بالعمر .. فإيانا و أن نهزأ بما يقوله الصغار .

عائشه المعمري
12-19-2008, 10:50 PM
ابراهيم سلطان ..
(( عوداً محموداً )) : تتلوها عليك الكتابة ..


الصغار كـ الحمام لا يعرفون إلا البياض ..
ولـ لحظة إهمال يمكن أن ننتهي ..

هذه القصة القصيرة : رسالة موجزة ..
أعجبتني سلاستها ..

ســــ خارج النص :
أنت تكتب مجموعات قصصية لـ الأطفال؟؟

شُكراً لك

حمد الرحيمي
12-20-2008, 01:24 AM
إبراهيم سلطان ...



أهلاً بك بعد انقطاعك الطويل .. و نتمنى ألا تألفه و يألفك لأننا ألفناك و قلمك الجميل :)





تذكرني هذا القصة بهدهد سليمان و غيابه عن سيده ....



و ما تحمله قصتك في جوفها من أفكار هي صدقاً أفكارٌ [ عظيمة ] لا تحتاج إلا للتأمل في مضامينها ...






إبراهيم ...

جميلةٌ هي عباراتك رقيقة ...




مودتي ...

ابراهيم سلطان
12-20-2008, 01:39 AM
عائشه المعمري

شكراً على طلتك أختي الكريمة : )

و لا و الله ، لم أكتب أي مجموعة للأطفال .. مجرد قصص قصيرة انشرها في الانترنت ^^

تحياتي
ابراهيم

ابراهيم سلطان
12-20-2008, 01:41 AM
حمد الرميحي

تسلم أخي الغالي :) كلماتك اللطيفة أسعدتني .

تحياتي
ابراهيم