المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد الماغوط ( الشاعر الثائر ) النحيل الهزيل . !


دخيل الدرعان
01-16-2009, 12:42 AM
عام 1934 كان ميلاد الشاعر محمد الماغوط في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماه السورية.. وسلمية ودمشق وبيروت كانت المحطات الأساسية في حياة الماغوط وإبداعه. قد يكون محمد الماغوط واحداً من أكبر الأثرياء في عصرنا، إرثه مملكة مترامية، حدودها الكوابيس.. والحزن.. والخوف.. واللهفة الطاعنة بالحرمان، وشمسها طفولة نبيلة وشرسة.

عاش الماغوط مع الكوابيس، حتى صار سيد كوابيسه وأحزانه، وصار الخوف في لغته نقمة على الفساد والبؤس الإنساني بكل معانيه وأشكاله.. لغته مشتعلة دائماً تمسك بقارئها، تلسعه كلماتها كألسنة النيران، ترجّهُ بقوة، فيقف قارئ الماغوط أمام ذاته، ناقداً، باكياً، ضاحكاً، مسكوناً بالقلق والأسئلة.

في قصائده ومقالاته ومسرحياته وأفلامه، قدم محمد الماغوط نفسه عازفاً منفرداً، وطائراً خارج السرب، لا يستعير لغته من أحد، ولا يր´به إلا نفسه في انتمائه وعشقه وعلاقته بالناس والأمكنة.

وفيٌّ لعذاباته.. قوي الحدس، شجاع في اختراق حصار الخوف وأعين الرقباء، منحاز إلى الحرية والجمال والعدل.. وله طقسه النادر في حب الوطن ورسم րµور عشقه له.. التي تقدمه مغايراً للمألوف في قيمه وعواطفه وانكساراته وأحلامه.

ورغم إعلانه أن الفرح ليس مهنته، وأن غرفة نومه بملايين الجدران، فهو بارع في اقتناص السعادة والاحتفاظ بها زمناً طويلاً، لكنها سعادة الماغوط المستولدة من رحم القهر والسجن والخيبة والتشرد وغدر الأصدقاء ورحيل الأحبة.. سجنه المبكر قبل قرابة نصف قرن، ما يزال نبعاً لذكريات.. تتحول المرارة فيها إلى سخرية حيناً وحكمة حيناً.. وإضاءات يطل من خلالها على نفسه أحياناً كثيرة.

مدينة (سلمية).. ودمشق.. وبيروت.. محطات حميمة في دفاتر الماغوط وفي حياته الشخصية والإبداعية.

كل الأرصفة والحانات والأقبية والحدائق العامة.. وكل الصالونات والفنادق والمقاهي والصحف ودور النشر، وكل الكتاب والرسامين والصحفيين وعمال المقاهي وشرطة المرور والسجانين وقطاع الطرق، كل النساء اللاتي أحبهن أو اللاتي نظرن باستعلاء إلى مظهره الريفي البائس واخترن مجالسة غيره.. وكل من مر بهم الماغوط في مراحل حياته المختلفة، ولا يزالون يقاسمونه غرفة نومه.. يرى ملامح لهم ومرتسمات وصوراً عالقة في كؤوس شرابه ولفافات تبغه.. ومحابره.. وأوراقه الخاصة.

كتب محمد الماغوط الخاطرة والقصيدة النثرية، وكتب الرواية والمسرحية وسيناريو المسلسل التلفزيوني والفيلم السينمائي، وهو في كل كتاباته حزين إلى آخر الدمع.. عاشق إلى حدود الشراسة، باحث عن حرية لا تهددها جيوش الغبار.

هو شاعر في كل نصوصه وفي كل تفاصيل حياته، يحتفظ بطفولة يندر مثيلها، يسافر كل يوم إلى نفسه وذكرياته، فيُذلل أحزانه ومواجعه، ويستعيد صور أحبته وأصدقائه وعذابات عمره الحميمة.. ويداوي نفسه بالكتابة والمكاشفة فتولد قصائده ونصوصه حاملة صورة محمد الماغوط وحريق روحه واكتشافاته التجريبية في الحياة واللغة.. فهو مدهش مفرد الأسلوب والموهبة، وأصدقاء شعره في جيله وكل الأجيال اللاحقة يتبارون في الاحتفال والاحتفاء بهذا الشاعر الضلّيل الكبير.


- يعتبر محمد الماغوط أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي. - زوجته الشاعرة الراحلة سنية صالح، ولهما بنتان (شام) وتعمل طبيبة، و(سلافة) متخرجة من كلية الفنون الجميلة بدمشق. - الأديب الكبير محمد الماغوط واحد من الكبار الذين ساهموا في تحديد هوية وطبيعة وتوجه صحيفة «تشرين» السورية في نشأتها وصدورها وتطورها، حين تناوب مع الكاتب القاص زكريا تامر على كتابة زاوية يومية ، تعادل في مواقفها صحيفة كاملة في عام 1975 ومابعد، وكذلك الحال حين انتقل ليكتب «أليس في بلاد العجائب» في مجلة«المستقبل» الأسبوعية،وكانت بشهادة المرحوم نبيل خوري ¬رئيس التحرير¬ جواز مرور ،ممهوراً بكل البيانات الصادقة والأختام إلى القارئ العربي، ولاسيما السوري، لما كان لها من دور كبير في انتشار «المستقبل» على نحو بارز وشائع في سورية. ‏

دخيل الدرعان
01-16-2009, 12:44 AM
أهم مؤلفات محمد الماغوط
حزن في ضوء القمر - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1959 )
غرفة بملايين الجدران - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1960)
العصفور الأحدب - مسرحية 1960 (لم تمثل على المسرح)
المهرج - مسرحية ( مُثلت على المسرح 1960 ، طُبعت عام 1998 من قبل دار المدى - دمشق )
الفرح ليس مهنتي - شعر (منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970)
ضيعة تشرين - مسرحية ( لم تطبع - مُثلت على المسرح 1973-1974)
شقائق النعمان - مسرحية
الأرجوحة - رواية 1974 (نشرت عام 1974 - 1991 عن دار رياض الريس للنشر)
غربة - مسرحية (لم تُطبع - مُثلت على المسرح 1976 )
كاسك يا وطن - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1979)
خارج السرب - مسرحية ( دار المدى - دمشق 1999 ، مُثلت على المسرح بإخراج الفنان جهاد سعد)
حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني ( من إنتاج التلفزيون السوري )
وين الغلط - مسلسل تلفزيوني (إنتاج التلفزيون السوري )
وادي المسك - مسلسل تلفزيوني
حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني
الحدود - فيلم سينمائي (1984 إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام )
التقرير - فيلم سينمائي (1987 إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)
سأخون وطني - مجموعة مقالات ( 1987- أعادت طباعتها دار المدى بدمشق 2001 )
سياف الزهور - نصوص ( دار اى بدمشق 2001)
شرق عدن غرب الله (دار المدى بدمشق 2005)
البدوي الأحمر (دار المدى بدمشق 2006

دخيل الدرعان
01-16-2009, 12:46 AM
من كتاب سأخون وطني





العرّاف

ما هذا ؟


أمة بكاملها تحل الكلمات المتقاطعة وتتابع المباريات الرياضية، أو تمثيلية السهرة ، والبنادق الاسرائيلية مصوبة إلى جبينها وارضها وكرامتها وبترولها.


كيف اوقظها من سباتها، وأقنعها بأن أحلام اسرائيل اطول من حدودها بكثير، وان ظهورها أمام الرأي العام العالمي بهذا المظهر الفاتيكاني المسالم لا يعني أن جنوب لبنان هو نهاية المطاف؟


فهي لو أعطيت اليوم جنوب لبنان طوعا واختيارا لطالبت غدا بشمال لبنان لحماية أمنها في جنوب لبنان.


ولو اعطيت كل لبنان لطالبت بتركيا لحماية أمنها في لبنان.


ولو اعطيت تركيا لطالبت ببلغاريا لحماية أمنها في تركيا.


ولو أعطيت اوروبا الشرقية لطالبت بأوروبا الغربية لحماية أمنها في أوروبا الشرقية.


ولو أعطيت القطب الشمالي لطالبت بالقطب الجنوبي لحماية أمنها في القطب الشمالي.


وملآت حقائبي بالخرائط والمستندات والرسوم التوضيحية ويممت شطر الوطن العربي أجوب ارجاءه مدينة مدينة وبيتا بيتا.


وحدثتهم كمؤرخ عن نوايا اسرائيل العدوانية وأطماعها التاريخية في أرضنا وأنهارنا ومياه شربنا. وعرضت عليهم كطوبوغرافي الوثائق والمستندات السرية والعلنية وباللغات العربية والانكليزية والتركية ... ولكن، لا أحد يبالي.


ثم تحدثت إليهم كفنان. وعرضت أمامهم أشهر اللوحات التشكيلية والرسوم الكاريكاتورية التي تصور اسرائيل كمخلب قط للاستعمار، كرأس جسر للإمبريالية، كأفعى تلتف، كعقرب يلسع، كحوت، كتنين، كدراكولا، كريا وسكينة ... تقتل وتفتك وتتآمر ... ولا أحد يبالي.


ثم تحدثت إليهم كخبير طاقة. وحذرتهم من أن منابع النفط هي الهدف التالي لاسرائيل. وأننا، كعرب، قد نعود إلى عصر الحطب في المضارب، ونفخ النار بالشفتين وطرف الجلباب ... ولا أحد يبالي.


ثم تحدثت إليهم كطبيب، عن تسميم الطلاب والطالبات في الضفة الغربية، والجثث المفخخة في مجازر صبرا وشاتيلا. وعن التنكيل المستمر بأهلنا في الأراضي المحتلة، ومصادرة البيوت، وطرد السكان، وتحديد الاقامة، ومنع السفر، ومنع العودة، واغلاق المدارس، وتغيير المجالس البلدية، وقمع المظاهرات، واطلاق غاز الاعصاب، والقنابل المسيلة للدموع، والمسيلة للتخلف ... ولا أحد يبالي.


ثم تحدثت إليهم كأب. ونبهتهم إلى أن كل مدرسة في الوطن العربي قد تصبح مدرسة بحر البقر، وكل كاتب أو شاعر قد يصبح كمال ناصر أو غسان كنفاني. وكل رئيس بلدية أو دائرة حكومية قد يعود إلى بيته على عكازين كبسام الشكعة وكريم خلف ... ولا أحد يبالي.


ثم تحدثت إلى الفلاحين كفلاح. وإلى العمال كعامل. وإلى التجار كتاجر. وإلى اليمينيين كيميني. وإلى اليساريين كيساري. وإلى المزايدين كمزايد. وإلى المعتدلين كمعتدل. وإلى العجائز كعجوز. وإلى الأطفال كطفل ... وقلت لهم أن اتفاق شولتز مثله مثل اتفاقيات كامب ديفيد واتفاق سيناء وكل الاتفاقات التي تمت من وراء ظهوركم. فهو مصوغ بدقة متناهية كابتسامة الجوكندا بحث لا أحد يعرف إذا كان يبتسم لنا أم يسخر منا. ولذلك فان دولا عربية متخاصمة لم يكن يتصور أحد أنها يمكن أن تتصالح ... قد تصالحت بسببه. وأن دولا اخرى صديقة لم يكن يتصور أحد أنها قد تختلف، قد اختلفت بسببه ... ولكن للتحركات السياسية حدودا. وللجهود الدولية معايير لا يمكن الاخلال بها. وأن مؤتمر الشعب العربي الدائم وقضيته المركزية فلسطين لا يستطيع أن يستمر في عقد جلساته الطارئة إلى ما لا نهاية ما لم يلق استجابة من هنا أو دعما من هناك.


وان المقاومة الوطنية في لبنان مهما كانت باسلة، لا تستطيع وحدها القضاء عليه ما لم تعمم هذه التجربة في كل بلد عربي.


وقصصت عليهم أحسن القصص عن البطولة والفداء. والروعة في أن يكون الإنسان ثائراً من أجل وطنه ينصب الكمائن ويطارد الأعداء في شعاب الجبال. وفي فترات الاستراحة يضم بندقيته إلى صدره ويقرأ على ضوء القمر الرسائل الواردة إليه من الوطن، إذ في كل صفحة خصلة شعر من خطيبة، أو ورقة يابسة من حبيب.


وقرأت عليهم بنبرة مؤثرة وغاضبة أجمل قصائد المقاومة والنضال، لناظم حكمت ولوركا وهوشي منه ومحمود درويش وسميح القاسم... ولا أحد يبالي.


الكل ينظر إليّ تلك النظرة الحزينة المنكسرة كغصن وينصرف متنهداً إلى عمله.


ماذا أفعل أكثر من ذلك لأثير نخوتهم وغضبهم ومخاوفهم؟


هل أضع على وجهي قناعاً يمثل سنّي بيغن الأماميتين المشؤومتين؟ أم أضع عصابة سوداء على عينّي مثل موشي دايان، وأقفز حول أسرّة الأطفال في ظلام الليل؟


هل أعرض في الساحات العامة صورا شعاعية لما يعتمر في صدر شارون وبيريز وارينز وايتان وغيرهم من ضغينة وحقد على هذه الأمة وما يبيتون لها ولشعوبها من قهر وذل وجوع ودمار؟


هل فقدت الشعوب العربية احساسها بالأرض والحرية والكرامة والانتماء إلى هذه الدرجة؟


أم أن الارهاب العربي قد قهرها وجوّعها وروّعها وشرّدها سلفا أكثر بكثير مما فعلته وما قد تفعله اسرائيل في المستقبل؟

دخيل الدرعان
01-16-2009, 12:52 AM
من كتاب سياف الزهور




أينما شرّقت وغرّبت في ربوع هذا الوطن الحبيب، لا تسمع ولا تقرأ إلا:

الأمن القومي، الأمن الوطني، الأمن الجنائي، الأمن العسكري، الأمن الجوي، الأمن الداخلي، الأمن الخارجي، الأمن العام، الأمن الغذائي، الأمن الثقافي، الأمن الصناعي، الأمن الزراعي، الأمن المائي، أمن البادية، أمن السواحل، أمن المصانع، أمن الجوامع، أمن الكنائس، أمن المتاحف، أمن المعارض، أمن الملاعب، أمن الحدائق، أمن السفارات، أمن المطاعم، أمن الفنادق...

ومع ذلك ينام المواطن وهو غير آمن على ثيابه الداخلية!

دخيل الدرعان
01-16-2009, 01:22 AM
طفولتي بعيدة ... وكهولتي بعيدة ...

وطني بعيد ... ومنفاي بعيد

أيها السائح

أعطني منظارك المقّرب

علني ألمح يدًا أو محرمة في هذا الكون

تومئ إليّ

صورني وأنا أبكي

وأنا أقعي بأسمالي أمام عتبة الفندق

واكتب على قفا الصورة :

هذا شاعر من الشرق .

ضع منديلك الأبيض على الرصيف

واجلس إلى جانبي تحت هذا المطر الحنون :

لأبوح لك بسر خطير :

اصرف أدلاّءك ومرشديك

وألق إلى الوحل .. إلى النار

بكل ما كتبته من حواشٍ وانطباعات

إن أي فلاّح عجوز

يروي لك " ببيتين من العتابا "

كل تاريخ الشرق

وهو يدرج لفافته أمام خيمته .

عائشه المعمري
01-16-2009, 01:37 AM
محمد الماغوط ، سيرة تحدثت عنها السِير ..


دخيل الدرعان ..
سأعود لـ أبوح عن هذا الماغوط //
بشي يليق

حنان الفايز
01-16-2009, 02:42 PM
دخيل الدرعان

شكرا لك على


كل ماكتب هنا عن شخصيه رائعه ولها مكانتها في الشعر العربي.

دخيل الدرعان
01-16-2009, 02:59 PM
عائشه المعمري


مما يليق بي وجودك في صفحتي الماغوطيه


بإنتظار عودتك لإثراء متصفحي


نلتقي على خير

صالح الحريري
01-16-2009, 02:59 PM
سلم قولك ومنقولك ....!
بالفعل هو كاتب يستحق أن نقرأ كتاباته ومؤلفاته ....!




شكراً ولن تكفي ...

تحياتي ..

دخيل الدرعان
01-16-2009, 03:04 PM
ليالي نجد


سألوا الماغوط ذات مره لماذا أنت بعثي


فقال كان الحزب قريباً من بيتي وكنت لاأجد


المأكل والمشرب ولا أجد الذرى من البرد القارص

فقد كنت أذهب لأقرأ الجرائد وأحصل على كل مالاأجده في البيت


قراءتك أسعدتني

دخيل الدرعان
01-16-2009, 03:41 PM
صالح الحريري

من كتاب سأخون وطني حيث يقول :

سأخون وطني، سأخونه مع أي وطنٍ عابر، سأصعد إلى أي قطار

وطني آخر، وسأنتمي إلى بلاد لا أحزان فيها، سأرحل إلى بلادٍ قد

تحبني يوماً، وأعيش مع الأمل، ولا أفقد الأمل في بلادٍ لا أمل فيها.

محمود هرموش
01-16-2009, 03:56 PM
ليتني وردة جوريه في حديقة ما ..
يقطفني شاعر كئيب في أواخر النهار
أو حانة من الخشب الأحمر
يرتادها المطر والغرباء
ومن شباكي الملطخ بالخمر والذباب
تخرج الضوضاء الكسولة
إلى زقاقنا الذي ينتج الكآبة والعيون الخضر
حيث الأقدام الهزيلة
ترتع دونما غاية في الظلام
اشتهي أن أكون صفصافة خضراء قرب معبد ما
أو صليبا من الذهب على صدر عذراء
تقلي السمك لحبيبها العائد من المقهى
وفي عينيها الجميلتين
ترفرف حمامتان من بنفسج
اشتهي أن اقبل طفلا صغيرا عن بوابة مدينتي
ومن شفتيه الورديتين
تنبعث رائحة الثدي الذي ارضعه
فأنا ما زلت وحيدا وقاسيا
أنا غريب يا وطني




هذا هو محمد الماغوط ..
ظاهرة شعرية سورية لن تتكرر ..

وأنا أعتبر نفسي محظوظ جدااا لأني تابعته في مرحلة من حياتي عن كثب
وقابلته عدة مرات وحضرت له عدة لقاءات شعرية

رحم الله شاعرنا الكبير ...


وكل الشكر للأخ دخيل الدرعان على هذا الموضوع الانيق ..

تحيتي
ومحبتي

عائشه المعمري
01-17-2009, 01:43 AM
نص : وصية الشتاء للربيع ..


أية عدالة هذه؟
كلمة البحر.. مفردة ‏
وقطرة المطر.. مفردة؟ ‏
مللت حكم الأقوال المأثورة والحكم الملتبسة ‏
حكم المافيا هذه! ‏

كلما تنهدتُ ‏
عاد مغترب مع حقائبه وهداياه وذكرياته ‏
وكلما نبت متعّصب ‏
أظلمت الدنيا في وجهي ووجه طبقتي. ‏
وكلما كتبت كلمة.. ‏
غرّد عصفور أو ولد طفل أو تدفق ينبوع ‏
وكلما سمعت أصواتكم عبر الأثير ‏
أكاد أنسى دموعي وأمراضي ‏
والعدو الذي يحتل أرضي ‏
والتخلف الذي يفتك بشعبي ‏
والديون التي تنال من سمعتي ‏
وإليكَ وصية الشتاء لحفيده الربيع: ‏
على حصيرة دمشقية ‏
حيث آثار الأقدام المفلطحة ‏
والجباه والراحات المستسلمة ‏
أشبه بأختام بريد مستعجل الى الجبهة، ‏
وأنا أصلي كل ركعة باتجاه ‏
واحدة باتجاه قبلة رسول الله ‏
وواحدة باتجاه ضريح محمد عمران وسعد الله ونوس وخليل حاوي ونزار قباني وميشال طراد وجبران خليل جبران ويوسف الخال وميشال ابو جودة وغسان كنفاني وكمال ناصر وغيرهم ما لايحصى من شهداء الكلمة الأبرار في هذه الأمة الخالدة ‏
وأخرى باتجاه مضخة الماء ‏
وواحدة باتجاه شجرة التوت العجوز ‏
وواحدة باتجاه بنت الجيران ‏
وأخرى باتجاه سحابة لم تستقر بعد على شكل أو اتجاه معين ‏
وعلى نفس الركبتين، وعلى نفس الحصيرة ‏
اوغلت في الإيمان ‏
بين رواد الحانات وسماسرة الثواب والعقاب، ‏
وكانت عينا سنية تشعان كقصائدها ‏
والموت المظفر يجتاح حطامها ‏
لقد ماتت او جفت عضوا بعد آخر مثل اي نهر في فصول الجفاف ‏
وعندما وصل الموت الى قلبها ‏
انتقلت دقاته الى قلبي ‏
وورثته على عجل ‏
كما يرث ولي العهد تاجه في المعركة ‏
لأتابع الصلاة والحرب. ‏

كانت تحسدني على عناويني ‏
وأنا كنت احسدها على عناوينها وقصائدها!! ‏

وياعضدي وسندي وابني الروحي محمد بدور ‏
اكتب عن لساني بخط ازرق وواضح كسماء الصيف: ‏
مهما كانت قصائدي جميلة ومبوبة ومنضدة بأحدث آلات الطباعة في العالم ‏
فإنني أحب التي أكتبها على ركبتي واللفافة في فمي.. اكثر ‏
وإذا أرسلت الى اي مكان في الوطن وبأحدث انواع الفاكس والمواصلات ‏
فإنني أحب التي تنقل في اكياس البريد وماعليها من بقع وأختام ‏
لأنها تأخذ شكلها الطبيعي ‏
وتظل عابقة برائحة الشعب وعرق جبينه وأطرافه. ‏
المهم أنت تبني كنحلة ‏
وأنا أّهدم كعاصفة! ‏
لأنك جئتني وأنا في أسوأ حالاتي ‏
وعليك أن تتحمل النتائج!‏

* محمد الماغوط

دخيل الدرعان
01-17-2009, 04:03 PM
محمود هرموش

كنت أمني النفس بلقاء أستاذي

ولكن القدر كان أسرع

فالحمدلله على كل حال ولله ماأخذ ولله ماأعطى وكل شيء بمقدار



هو الشاعر الذي لاينتمي

نصوصه غير مسماه وليست بمصنفه

هي الأدب بحد ذاته

لك تقديري ياصديق صديقي

دخيل الدرعان
01-17-2009, 05:12 PM
كلما تنهدتُ ‏
عاد مغترب مع حقائبه وهداياه وذكرياته ‏
وكلما نبت متعّصب ‏
أظلمت الدنيا في وجهي ووجه طبقتي. ‏
وكلما كتبت كلمة.. ‏
غرّد عصفور أو ولد طفل أو تدفق ينبوع ‏
وكلما سمعت أصواتكم عبر الأثير ‏
أكاد أنسى دموعي وأمراضي ‏
والعدو الذي يحتل أرضي ‏
والتخلف الذي يفتك بشعبي ‏
والديون التي تنال من سمعتي ‏


تآكـل الفـكر بسبب الماديات في حياة الصعاليك النبلاء

كيف لا ويقول ذات مره :

يا زميل الحرمان والتسكع حزني طويل كشجر الحور لأنني

لست ممدا إلى جوارك



عائشه المعمري


نص يبهجني حد الثمالة بقرآءتي له أول مره


التمـس أن تقبلي ماسبق

سعد المغري
01-20-2009, 10:57 AM
..
فعلاً لن يتكرر..

شكراً لك يادخيل على تسليط الضوء هنا ..

وشكراً لـ.صالح وعائشة على الإضافات..

دخيل الدرعان
01-20-2009, 08:52 PM
أستاذي ا لقدير / سعد المغري


حضورك وقراءتك إضافة


لك تقديري

تركي الملحم
01-20-2009, 11:14 PM
من قديم الزمان ،

وأنا أرضعُ التبغَ والعار

أحبُّ الخمرَ والشتائم

والشفاه التي تقبّلْ ماري

ماري التي كانت اسمها أمي

حارّة كالجرب

سمراء كيومٍ طويل غائم

أحبُّها ، أكره لحمها المشبعَ بالهمجية والعطر ،

أربضُ عند عتبتها كالغلام

وفي صدري رغبةٌ مزمنه

تشتهي ماري كجثة زرقاء

تختلج بالحلي والذكريات .

من قديم الزمان .. أنا من الشرق ..

من تلك السهول المغطاةِ بالشمسِ والمقابر

أحب التسكعَ والثيابَ الجميله

ويدي تتلمس عنقَ المرأة البارده

وبين أهدابها العمياء

ألمح دموعاً قديمةً تذكرني بالمطر

والعصافير الميتة في الربيع

كنت أرى قارةً من الصخر

تشهقُ بالألم والحرير

والأذرعِ الهائجة في الشوارع .

فأنتم يا ذوي الأحذية اللامعه

والسلاميات المحشوةِ بالإثم والخواتم

ماذا تعرفون عن ماري الصغيرةِ الحلوه

ذات الوجه الضاحك كقمرٍ من الياسمين

ماذا تعرفون عن لحمها الذي يتجشَّأُ العطر والأصابع

حيث الشفاهُ المقروءةُ الخائفه

تنهمر عليها كالجراد

وهي ترنو إلى الطرقات الحالكه

بعد منتصف الليل

والنوافذ المفروشة بالزجاج والدم

قابعة كالحثالة في أحشاء الشرق

تأكلُ وتنام

وتموت قبلةً إثر قبله

تحلم بملاءةٍ سوداء

ونزهةٍ في شارع طويل

ممتلئٍ بالضجَّة والدفاتر والأطفال

وثغرُها الطافحُ بالسأم

يكدح طيلة الليل لتأكل ماري

الأفران مطفأةٌ في آسيا

والطيورُ الجميلة البيضاء

ترحل دونما عودة في البراري القاحله .



أتعلم يادخيل
لستُ من أصحاب المكتبات
لايوجد في مكتبة أبي سوى
بعض الكتب الدينية وكتب الأنساب
وكتب التاريخ
لم أعرف الماغوط الاقبل فترة وجيزة
لاتتجاوز الأسبوعين عندما قرأت افتباساً
من قصيدته تبغ وشوارع
ادرج اسم الماغوط في نهايتها
لم أقرأ ولم أبحث منذ دخلت الشبكة عن شخص
كما بحثت عن هذا الماغوط



اتعلم شكراً لك



**هل حكيت لك قصة حياتي :)

نـــجد
01-21-2009, 12:18 AM
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2006/4/11/1_610660_1_3.jpg



أنا محمد الماغوط أبي اسمه أحمد عيسى وأمي ناهدة الماغوط الأب والأم من نفس العائلة كنا فقراء كثير نحن كنت بخرابو هون في الشام أبي الله يرحمه بعث رسالة أن يرأفوا بحالي لأنني فقير علقوها في لوحة الإعلانات بالمدرسة والرايح والجاي يقرأها ويضحك ومن يومها هربت من المدرسة، ما كان يخطر لي في يوم من الأيام أني أكون أن أصل للذي وصلت له، كنت كل أحلامي كابن ضيعة أتزوج بنت خالتي بنت عمي وأجيب أولاد وعيش بالضيعة وأدفع بدل عسكرية وأخلص، انقلبت الآية دخلت بحزب لم أقرأ مبادئه وصرت من سجن إلى سجن حتى وصلت لعند حضرتك الآن، كانت الدنيا برد وشتوية كان في حزب البعث والحزب القومي حزب البعث في حارة بعيدة وَحْل وكلاب تعوي وجانب بيتنا الحزب القومي وفيه صوبيا دخلت فيه.

حزن في ضوء القمر،
أيها الربيع المقبل من عينيها خذني إليها قصيدة غرام أو طعنة خنجر..


. ضع قدمك الحجرية على قلبي يا سيدي الجريمة تضرب باب القفص والخوف يصدح كالكروان، ها هي عربة الطاغية تدفعها الرياح وها نحن نتقدم كالسيف الذي يخترق الجمجمة، آه ما أتعسني إلى الجحيم أيها الوطن الساكن في قلبي منذ أجيال لم أر زهرة.

"
الخوف حفر فيّ مثل الجرافة داخل أعماقي بقلبي بروحي بعيني بأذني، فلا أرجف من البرد ولا من الجوع بل أرجف من الخوف
"


بِعْ أقراط أختي الصغيرة وأرسل لي نقوداً يا أبي لأشتري محبرة وفتاة ألهث في حضنها كالطفل لأحدثك عن الهجير والتثاؤب، فأنا أسهر كثيراً يا أبي أنا لا أنام حياتي سواد وعبودية وانتظار فاعطني طفولتي وضحكاتي القديمة على شجرة الكرز وصندلي المعلق في عريشة العنب لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري لأسافر يا أبي. الخوف هو فقدان الحرية انعدام الحرية هذا هو الخوف أنا بطبيعتي ما أنظر أقول كلمة وخلاص اللي يفهمها يفهمها اللي ما يفهمها عمره ما يفهمها، الخوف لا يُشرَح مثل الله لا يُفَسََّر مثل البحر مثل السماء، فيه حدا يعرف شو فيه بالسماء؟ كواكب متصلة ببعضها والخوف سياط كماشات أسنان مقلوعة وعيون مفقوءة عم تغطي العالم والعالم عم يرقص ويغني ولا يبالي، الخوف هو الظلم.


الآن في الساعة الثالثة من القرن العشرين حيث لاشيء يفصل جثث الموتى عن أحذية المارة سوى الإسفلت، سأتكئ في عرض الشارع كشيوخ البدو ولن أنهض حتى تُجمع كل قضبان السجون وإضرابات المشبوهين في العالم وتوضع أمامي لألوكها كالجَمَل على قارعة الطريق حتى تفر كل هرّاوات الشرطة والمتظاهرين من قبضات أصحابها وتعود أغصاناً مزهرة مرة أخرى في غاباتها. الجوع والخوف والعار والفشل وأنا مع الإمام علي لما يقول الفشل شكل من أشكال الموت.


الموت
صديقي وأحبه ما أعرف أحكي ما أحكي ما أعرف ما أنظر أكره العقل أكره التنظير.. الحزن هو الوحدة وحدة القلب كل شيء بالعالم حزين رغم الممثلين الكوميديين وأفلام كارتون العالم حزين بضوء القمر أو في الظلام الحزن مثل الله موجود في كل مكان أنا شايفه، كيف بكتابتي أحب دائماً الشيء المريب اللي يلفت النظر أكره الشيء العادي أحب الطويل أو القصير العاهرة أو القديسة اللص أو الشرطي.



[موجز الأنباء]

سجن بلا حدود

"
القافية الشعرية ما كانت تعني لي شيئا، إذا كان عندي خطأ لغوي أو مطبعي أصر عليه وما أسمح لأحد يعبث بكتاباتي
"
محمد الماغوط: مَن كان مثلي يحب العناوين؟ رياض الريّس وكان يشجعني يعني مثلا سأخون وطني كانت نفحات من المزبلة العربية أو سأخون وطني قال لي لا سأخون وطني وكان ممنوع بقى سنتين ممنوع والكتاب بألفين ليرة بعدين سمحوا فيه، بالنسبة للقافية ما كانت تعني لي شيئا بدلا من البحث عن قافية تركب على البيت كان بدي حذاء ألبسه بدي رغيف آكله بدي محل أنام فيه حتى مرة واحد لغوي يعني شافني على باب مقهى الهافانا قال لي أنت بقصيدة من القصائد وضعت طالما وبعدها اسم.. طالما لا تدخل على الاسم قلت له لا بدها تدخل.. ناس عم يدخلوا السجون على المعتقلات على المصحات العقلية جواسيس طالعة فايتة ما ضاقت عينك إلا من طالما تبعي.. بدك وفعلا هاي راحت معي هيك.. شغلة لأن حتى إذا عندي خطأ لغوي أصر عليه أو مطبعي ما أسمح لأحد يعبث بكتابتي أكتب صح وأنطق صح خلاص شو بدي بقى.. بالنسبة لرواية الأرجوحة قصتها قصة كتبتها في فترة كنت ملاحَق فيها كل أجهزة الأمن كانت عم تدور علي الناصرية والبعثية والقومية كلهم وكاتبها أنا كانت حوالي 150 صفحة كيف بدي أهربها على السلمية لعند أمي؟ فصرت مثلا كلمة حزب أضع لها شخبطة لفوق وسهم إلى تحت أكتب كلمة الحزب جَرَبْ.. كلمة المخابرات حرباية.. وأسهم أسهم من كثرة ما صار فيه أسهم صارت مثل بيوت المسؤولين في الشتاء، راحت الأيام طلب مني رياض الريّس مادة للنشر في الناقد قلت له والله ما عندي شيء جاهز بس عندي رواية عند أمي قال جيبها فجبناها وكنت أوصيت أمي 25 سنة بقيت الرواية تحت رأسها جئت لأقراها لم أفهم شيئا أسهم طالعة أسهم نازلة وشام شريف والشيشكلي وحزب السهرة الراقص منين هي؟ قال لي رياض عندي أجهزة بلندن لفك الخط.. الخط مهما كان معقد قلت إحنا نفس الشيء قلت له هي مكتوبة من خمس وعشرين.. ثلاثين سنة لا نفس المشاعر ولا نفس الأحاسيس فطبعناها كما هي. كنا في البيت أنا قومي سوري وأخي شيوعي وواحد من جماعة أكرم الحوراني وأمي تقول عن ماركس سركيس لا تعرف نطق الاسم.. سمعت عن مجلة الآداب ليوسف إدريس كنت أنا طالب زراعة قلت لنفسي شو طالب زراعة!؟ فكتبت محمد الماغوط دكتور في الزراعة وأرسلت القصيدة فنشروها، مرة وأنا راجع من البستان حافي الدرك قال أنت الماغوط؟ قلت أنا قال تعال معنا قلت شو فيه؟ قال بتعرف حالك شو عامل والله كان قائد الفصيل قاعد ببيته على هضبة وحوله موظفو البلدية والطابور وموظفو النفوس وغيرهم قام وسلم علي قال أنت ناشر قصيدة اسمها النبيذ المر عن فلسطين؟ قلت نعم فيها شيء؟ قال لي لا يعطيك العافية تفضل قعدت أنا وارتحت نفسيا ووضعت رجل على رجل وأنا حافي فاكتشفت كم كنت صغيرا قال أنا عم أبعث لمجلة الآداب ما عم ينشروا لي قلت والله أحكي لك معم. أكره الكرافات لما أكون لابس كرافات وهذا يصير أحيانا لا أفهم ما أحكي ولا أفهم ما أسمع أنا مبسوط ببجاماتي الجدد اليوم فيه اثنين جدد اثنين جايين.

الأمة العربية

أمة ما فيه عندي نعم دائما حتى انتمائي للحزب كان دائما لجوء للأكثرية الأكثرية تحمي، لما صارت الوحدة هربنا على بيروت هناك التقيت بجماعة شعر يوسف الخال وأنسي الحاج وشوقي أبو شقرا والرحابنة وسعيد عقل بيروت أحبتني كثيرا حبتني حب غير طبيعي وأعطتني شيء غير طبيعي..

شام الماغوط

الشام تأخذ ما تعطي لا تعطي أبداً.. الشام كثير أحبها وسميت بنتي شام. دمشق يا عربة السبايا الوردية وأنا راقد في غرفتي أكتب وأحلم وأرنو إلى المارة من قلب السماء العالية أسمع وجيب لحمك العاري عشرون عاماً ونحن ندق أبوابك الصلدة والمطر يتساقط على ثيابنا وأطفالنا ووجوهنا المختنقة بالسعال الجارح تبدو حزينة كالوداع صفراء كالسل ورياح البراري الموحشة تنقل نواحنا إلى الأزقة وباعة الخبز والجواسيس ونحن نعدو كالخيول الوحشية على صفحات التاريخ نبكي ونرتجف.. أي مسؤول في الدولة يقول لي مسرحيتك أو قصيدتك أو مقالتك حلوة أقول أنا لا هذه كتابتي فيها غلط..

عايش الأحداث كلها ومتنبئ فيها أحسن من السكون اللي عم يصير أحسن من السكون المطلق..

أمنيته
إنه ما يبقى سجين على وجه الأرض ولا جائع على وجه الأرض بس أمنية واحدة تكفي.. أنه عجيب حياة سبعين سنة يقدر الواحد يلخصها بخمس دقائق. دموعي زرقاء من كثرة ما نظرت إلى السماء وبكيت دموعي صفراء من طول ما حلمت بالسنابل الذهبية وبكيت فليذهب القادة إلى الحروب والعشاق إلى الغابات والعلماء إلى المختبرات أما أنا فسأبحث عن مسبحة وكرسي عتيق لأعود كما كنت حاجباً قديماً على باب الحزن ما دامت كل الكتب والدساتير والأديان تؤكد أنني لن أموت إلا جائعاً أو سجيناً.



* مقتطفات من لقاء مع الجزيرة

دخيل الدرعان
شكرا كهذا العمق المسمى " الماغوط "

دخيل الدرعان
01-23-2009, 04:01 PM
من قديم الزمان ،

وأنا أرضعُ التبغَ والعار

أحبُّ الخمرَ والشتائم

والشفاه التي تقبّلْ ماري

ماري التي كانت اسمها أمي

حارّة كالجرب

سمراء كيومٍ طويل غائم

أحبُّها ، أكره لحمها المشبعَ بالهمجية والعطر ،

أربضُ عند عتبتها كالغلام

وفي صدري رغبةٌ مزمنه

تشتهي ماري كجثة زرقاء

تختلج بالحلي والذكريات .

من قديم الزمان .. أنا من الشرق ..

من تلك السهول المغطاةِ بالشمسِ والمقابر

أحب التسكعَ والثيابَ الجميله

ويدي تتلمس عنقَ المرأة البارده

وبين أهدابها العمياء

ألمح دموعاً قديمةً تذكرني بالمطر

والعصافير الميتة في الربيع

كنت أرى قارةً من الصخر

تشهقُ بالألم والحرير

والأذرعِ الهائجة في الشوارع .

فأنتم يا ذوي الأحذية اللامعه

والسلاميات المحشوةِ بالإثم والخواتم

ماذا تعرفون عن ماري الصغيرةِ الحلوه

ذات الوجه الضاحك كقمرٍ من الياسمين

ماذا تعرفون عن لحمها الذي يتجشَّأُ العطر والأصابع

حيث الشفاهُ المقروءةُ الخائفه

تنهمر عليها كالجراد

وهي ترنو إلى الطرقات الحالكه

بعد منتصف الليل

والنوافذ المفروشة بالزجاج والدم

قابعة كالحثالة في أحشاء الشرق

تأكلُ وتنام

وتموت قبلةً إثر قبله

تحلم بملاءةٍ سوداء

ونزهةٍ في شارع طويل

ممتلئٍ بالضجَّة والدفاتر والأطفال

وثغرُها الطافحُ بالسأم

يكدح طيلة الليل لتأكل ماري

الأفران مطفأةٌ في آسيا

والطيورُ الجميلة البيضاء

ترحل دونما عودة في البراري القاحله .



أتعلم يادخيل
لستُ من أصحاب المكتبات
لايوجد في مكتبة أبي سوى
بعض الكتب الدينية وكتب الأنساب
وكتب التاريخ
لم أعرف الماغوط الاقبل فترة وجيزة
لاتتجاوز الأسبوعين عندما قرأت افتباساً
من قصيدته تبغ وشوارع
ادرج اسم الماغوط في نهايتها
لم أقرأ ولم أبحث منذ دخلت الشبكة عن شخص
كما بحثت عن هذا الماغوط



اتعلم شكراً لك



**هل حكيت لك قصة حياتي :)



أستاذي تركي الملحم


مايثيري فضولي تجاة هذا الإنسان

ومايشبع نهمي اللامحدود فيما أود أن أبحر به

هو أنه لاينتمي للمصنفات ولا التسميات الشاحبة

مهما إختلفوا على تصنيفه وقصائدة

أستطيع أن أُطلق عليها المدرسة الماغوطية

بحق إنها مدرسة

تواجدك له عبق مابعدة عبق

نلتقي على خير

دخيل الدرعان
01-23-2009, 04:04 PM
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2006/4/11/1_610660_1_3.jpg



أنا محمد الماغوط أبي اسمه أحمد عيسى وأمي ناهدة الماغوط الأب والأم من نفس العائلة كنا فقراء كثير نحن كنت بخرابو هون في الشام أبي الله يرحمه بعث رسالة أن يرأفوا بحالي لأنني فقير علقوها في لوحة الإعلانات بالمدرسة والرايح والجاي يقرأها ويضحك ومن يومها هربت من المدرسة، ما كان يخطر لي في يوم من الأيام أني أكون أن أصل للذي وصلت له، كنت كل أحلامي كابن ضيعة أتزوج بنت خالتي بنت عمي وأجيب أولاد وعيش بالضيعة وأدفع بدل عسكرية وأخلص، انقلبت الآية دخلت بحزب لم أقرأ مبادئه وصرت من سجن إلى سجن حتى وصلت لعند حضرتك الآن، كانت الدنيا برد وشتوية كان في حزب البعث والحزب القومي حزب البعث في حارة بعيدة وَحْل وكلاب تعوي وجانب بيتنا الحزب القومي وفيه صوبيا دخلت فيه.

حزن في ضوء القمر،
أيها الربيع المقبل من عينيها خذني إليها قصيدة غرام أو طعنة خنجر..


. ضع قدمك الحجرية على قلبي يا سيدي الجريمة تضرب باب القفص والخوف يصدح كالكروان، ها هي عربة الطاغية تدفعها الرياح وها نحن نتقدم كالسيف الذي يخترق الجمجمة، آه ما أتعسني إلى الجحيم أيها الوطن الساكن في قلبي منذ أجيال لم أر زهرة.

"
الخوف حفر فيّ مثل الجرافة داخل أعماقي بقلبي بروحي بعيني بأذني، فلا أرجف من البرد ولا من الجوع بل أرجف من الخوف
"


بِعْ أقراط أختي الصغيرة وأرسل لي نقوداً يا أبي لأشتري محبرة وفتاة ألهث في حضنها كالطفل لأحدثك عن الهجير والتثاؤب، فأنا أسهر كثيراً يا أبي أنا لا أنام حياتي سواد وعبودية وانتظار فاعطني طفولتي وضحكاتي القديمة على شجرة الكرز وصندلي المعلق في عريشة العنب لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري لأسافر يا أبي. الخوف هو فقدان الحرية انعدام الحرية هذا هو الخوف أنا بطبيعتي ما أنظر أقول كلمة وخلاص اللي يفهمها يفهمها اللي ما يفهمها عمره ما يفهمها، الخوف لا يُشرَح مثل الله لا يُفَسََّر مثل البحر مثل السماء، فيه حدا يعرف شو فيه بالسماء؟ كواكب متصلة ببعضها والخوف سياط كماشات أسنان مقلوعة وعيون مفقوءة عم تغطي العالم والعالم عم يرقص ويغني ولا يبالي، الخوف هو الظلم.


الآن في الساعة الثالثة من القرن العشرين حيث لاشيء يفصل جثث الموتى عن أحذية المارة سوى الإسفلت، سأتكئ في عرض الشارع كشيوخ البدو ولن أنهض حتى تُجمع كل قضبان السجون وإضرابات المشبوهين في العالم وتوضع أمامي لألوكها كالجَمَل على قارعة الطريق حتى تفر كل هرّاوات الشرطة والمتظاهرين من قبضات أصحابها وتعود أغصاناً مزهرة مرة أخرى في غاباتها. الجوع والخوف والعار والفشل وأنا مع الإمام علي لما يقول الفشل شكل من أشكال الموت.


الموت
صديقي وأحبه ما أعرف أحكي ما أحكي ما أعرف ما أنظر أكره العقل أكره التنظير.. الحزن هو الوحدة وحدة القلب كل شيء بالعالم حزين رغم الممثلين الكوميديين وأفلام كارتون العالم حزين بضوء القمر أو في الظلام الحزن مثل الله موجود في كل مكان أنا شايفه، كيف بكتابتي أحب دائماً الشيء المريب اللي يلفت النظر أكره الشيء العادي أحب الطويل أو القصير العاهرة أو القديسة اللص أو الشرطي.



[موجز الأنباء]

سجن بلا حدود

"
القافية الشعرية ما كانت تعني لي شيئا، إذا كان عندي خطأ لغوي أو مطبعي أصر عليه وما أسمح لأحد يعبث بكتاباتي
"
محمد الماغوط: مَن كان مثلي يحب العناوين؟ رياض الريّس وكان يشجعني يعني مثلا سأخون وطني كانت نفحات من المزبلة العربية أو سأخون وطني قال لي لا سأخون وطني وكان ممنوع بقى سنتين ممنوع والكتاب بألفين ليرة بعدين سمحوا فيه، بالنسبة للقافية ما كانت تعني لي شيئا بدلا من البحث عن قافية تركب على البيت كان بدي حذاء ألبسه بدي رغيف آكله بدي محل أنام فيه حتى مرة واحد لغوي يعني شافني على باب مقهى الهافانا قال لي أنت بقصيدة من القصائد وضعت طالما وبعدها اسم.. طالما لا تدخل على الاسم قلت له لا بدها تدخل.. ناس عم يدخلوا السجون على المعتقلات على المصحات العقلية جواسيس طالعة فايتة ما ضاقت عينك إلا من طالما تبعي.. بدك وفعلا هاي راحت معي هيك.. شغلة لأن حتى إذا عندي خطأ لغوي أصر عليه أو مطبعي ما أسمح لأحد يعبث بكتابتي أكتب صح وأنطق صح خلاص شو بدي بقى.. بالنسبة لرواية الأرجوحة قصتها قصة كتبتها في فترة كنت ملاحَق فيها كل أجهزة الأمن كانت عم تدور علي الناصرية والبعثية والقومية كلهم وكاتبها أنا كانت حوالي 150 صفحة كيف بدي أهربها على السلمية لعند أمي؟ فصرت مثلا كلمة حزب أضع لها شخبطة لفوق وسهم إلى تحت أكتب كلمة الحزب جَرَبْ.. كلمة المخابرات حرباية.. وأسهم أسهم من كثرة ما صار فيه أسهم صارت مثل بيوت المسؤولين في الشتاء، راحت الأيام طلب مني رياض الريّس مادة للنشر في الناقد قلت له والله ما عندي شيء جاهز بس عندي رواية عند أمي قال جيبها فجبناها وكنت أوصيت أمي 25 سنة بقيت الرواية تحت رأسها جئت لأقراها لم أفهم شيئا أسهم طالعة أسهم نازلة وشام شريف والشيشكلي وحزب السهرة الراقص منين هي؟ قال لي رياض عندي أجهزة بلندن لفك الخط.. الخط مهما كان معقد قلت إحنا نفس الشيء قلت له هي مكتوبة من خمس وعشرين.. ثلاثين سنة لا نفس المشاعر ولا نفس الأحاسيس فطبعناها كما هي. كنا في البيت أنا قومي سوري وأخي شيوعي وواحد من جماعة أكرم الحوراني وأمي تقول عن ماركس سركيس لا تعرف نطق الاسم.. سمعت عن مجلة الآداب ليوسف إدريس كنت أنا طالب زراعة قلت لنفسي شو طالب زراعة!؟ فكتبت محمد الماغوط دكتور في الزراعة وأرسلت القصيدة فنشروها، مرة وأنا راجع من البستان حافي الدرك قال أنت الماغوط؟ قلت أنا قال تعال معنا قلت شو فيه؟ قال بتعرف حالك شو عامل والله كان قائد الفصيل قاعد ببيته على هضبة وحوله موظفو البلدية والطابور وموظفو النفوس وغيرهم قام وسلم علي قال أنت ناشر قصيدة اسمها النبيذ المر عن فلسطين؟ قلت نعم فيها شيء؟ قال لي لا يعطيك العافية تفضل قعدت أنا وارتحت نفسيا ووضعت رجل على رجل وأنا حافي فاكتشفت كم كنت صغيرا قال أنا عم أبعث لمجلة الآداب ما عم ينشروا لي قلت والله أحكي لك معم. أكره الكرافات لما أكون لابس كرافات وهذا يصير أحيانا لا أفهم ما أحكي ولا أفهم ما أسمع أنا مبسوط ببجاماتي الجدد اليوم فيه اثنين جدد اثنين جايين.

الأمة العربية

أمة ما فيه عندي نعم دائما حتى انتمائي للحزب كان دائما لجوء للأكثرية الأكثرية تحمي، لما صارت الوحدة هربنا على بيروت هناك التقيت بجماعة شعر يوسف الخال وأنسي الحاج وشوقي أبو شقرا والرحابنة وسعيد عقل بيروت أحبتني كثيرا حبتني حب غير طبيعي وأعطتني شيء غير طبيعي..

شام الماغوط

الشام تأخذ ما تعطي لا تعطي أبداً.. الشام كثير أحبها وسميت بنتي شام. دمشق يا عربة السبايا الوردية وأنا راقد في غرفتي أكتب وأحلم وأرنو إلى المارة من قلب السماء العالية أسمع وجيب لحمك العاري عشرون عاماً ونحن ندق أبوابك الصلدة والمطر يتساقط على ثيابنا وأطفالنا ووجوهنا المختنقة بالسعال الجارح تبدو حزينة كالوداع صفراء كالسل ورياح البراري الموحشة تنقل نواحنا إلى الأزقة وباعة الخبز والجواسيس ونحن نعدو كالخيول الوحشية على صفحات التاريخ نبكي ونرتجف.. أي مسؤول في الدولة يقول لي مسرحيتك أو قصيدتك أو مقالتك حلوة أقول أنا لا هذه كتابتي فيها غلط..

عايش الأحداث كلها ومتنبئ فيها أحسن من السكون اللي عم يصير أحسن من السكون المطلق..

أمنيته
إنه ما يبقى سجين على وجه الأرض ولا جائع على وجه الأرض بس أمنية واحدة تكفي.. أنه عجيب حياة سبعين سنة يقدر الواحد يلخصها بخمس دقائق. دموعي زرقاء من كثرة ما نظرت إلى السماء وبكيت دموعي صفراء من طول ما حلمت بالسنابل الذهبية وبكيت فليذهب القادة إلى الحروب والعشاق إلى الغابات والعلماء إلى المختبرات أما أنا فسأبحث عن مسبحة وكرسي عتيق لأعود كما كنت حاجباً قديماً على باب الحزن ما دامت كل الكتب والدساتير والأديان تؤكد أنني لن أموت إلا جائعاً أو سجيناً.



* مقتطفات من لقاء مع الجزيرة

دخيل الدرعان
شكرا كهذا العمق المسمى " الماغوط "







الشام أخذت منه كثيراً ولم تعطِـه شيء

حتى إبنته أسماها شام

دائما نذهب إلى اللاوطن في وطن اللامأوى ونستشعر أن يجب أن نبقى

نبقى نتذكر من لايتذكرنا

نحو المجهول نمضى ولانعلم

نتلذذ بالبحث وبنهم ولتلك اللذة لذة لاينعم بها إلا الأشقياء الذي لم يألوا جهداً في جلد ذواتهم لكي تخرج للآخرين بصورة مغايرة ينبهرون بها

نجد لكِ من إسمك نصيب

تقبلي ماسبق

حمد الرحيمي
01-25-2009, 01:47 AM
رحم الله الماغوط و أسكنه فسيح جناته ...





لو لم يكن للماغوط إلا مسرحية [ كاسك يا وطن ] لكفاه فخراً هذا العمل الخالد ...







شكراً لك يا دخيل على هذه الوافية الكافية عن سيرة المبدع العربي الساخر ...







مودتي ....

دخيل الدرعان
01-27-2009, 11:12 PM
رحم الله الماغوط و أسكنه فسيح جناته ...





لو لم يكن للماغوط إلا مسرحية [ كاسك يا وطن ] لكفاه فخراً هذا العمل الخالد ...







شكراً لك يا دخيل على هذه الوافية الكافية عن سيرة المبدع العربي الساخر ...







مودتي ....



عندما قمت بالظغط على زر إقتفاء تذكرت جلياً أنه رحمه الله لم يشأ أن يقتفي أحد

ويستفزني تصنيف مايكتب من قِـبل البعض



أ . حمد الرحيمي


فوالله لم أشعر إلا بحميمية تجاة شخصك الكريم بتواجده هنا

نورا إسماعيل
01-31-2009, 05:28 PM
من كتاب سأخون وطني







هل فقدت الشعوب العربية احساسها بالأرض والحرية والكرامة والانتماء إلى هذه الدرجة؟


أم أن الارهاب العربي قد قهرها وجوّعها وروّعها وشرّدها سلفا أكثر بكثير مما فعلته وما قد تفعله اسرائيل في المستقبل؟





هل شاهدت ماجرى لنا بغزة ؟؟
هل شاهدت تركيا تخرج من دافوس ونحن جالسون ؟؟

رحمك الله ياماغوط
هل حقا يرحل أمثالك ؟؟

شكرا لمن كتب عنك هنا فقد أنار لنا

دخيل الدرعان
02-02-2009, 06:31 PM
أ . نورا إسماعيل

من يصدحون بالحق يرحلون كالغرباء ,


دمتي بخير بعد إطلالتك المٌثقلة بالجراح كأنها


في أمان الله