المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميكانيكا الفضيحة


سعد الميموني
01-25-2009, 04:20 AM
دخلت غرفة الانتظار و سلمتُ عليه، كان وقتَ دخولي يجلس على أحد الكراسي مطأطئاً رأسه و زارعاً راحتيه في صدغيه، لم يرفع رأسه إلى الأعلى إلا عندما غطّاه ظلّي و حجب عنه النور، عندها التفت و أخذ ينظر إلي و أنا أنظر إليه نظرات سارحة بلا معنى، انتظرت أن يرد تحيتي و لكنه لم يفعل، بدلاً من ذلك ارتسمت على وجهه خيبة أمل لأني سأشاركه الغرفة!، جلست على كرسي مقابلٍ له و قد عاد هو لوضعه السابق.
و أنا أجلس على الكرسي الذي اخترته بعناية، تذكرتُ تجربة كنتُ قد قرأت عنها من قبل، تتكلم عن أن البشر لديهم غريزة داخلهم تنزع إلى التنظيم، تخيلتُ نفسي جزءاً من تلك التجربة التي طُلب فيها من متطوعين أن يدخلوا إلى غرفة خالية و يختار كل واحد منهم مكاناً ليقف فيه، و لاحظَ القائمون عليها أن المتطوعين وقفوا بعيداً عن بعضهم بنفس المسافة تقريباً و توزعوا بشكل منظم في أركان الغرفة، كنتُ قد طبقتُ ذلك مع الشخص الذي هو موجودٌ أمامي الآن، حاولت أن أقف بمسافة مريحة بالنسبة له، لم أبتعد كثيراً كي لا يظن أنني أنفر منه، و لم أقترب منه كثيراً خشية أن ينفر مني، مع أنّ استقباله لي كان يدل على أنه اتخذ قراره بالنفور منذ البداية، و لكني لن أنتظر الكثير من رجلٍ يجلس في غرفة انتظار في مستوصف، لا بد أن حاله أسوأ من حالي بكثير، في النهاية نتشارك معظم الغرائز نحن البشر، أقلها الشعور بالألم من المرض و فقدان الرغبة في المجاملات الاجتماعية، و نتشارك أيضاً الترقب في بداية كل لقاء مع غريب، و الألم الذي يتسبب فيه نفور الغريب منّا، يا لوقاحته، ما الذي سيخسره لو رد التحية، هل شكلي منفّرٌ لهذه الدرجة، ستأتي الممرضة بعد قليل، لا شك أنه سيبتسم لها و سيتكلم بإنجليزية لبِقَة، فهو يبدو متمدنٌ جداً، يبدو أن لباسي لم يعجبه، لا أدري هل ينتظر البشر فعلاً أن نأتي إلى الطبيب و نحن متأنقين! و هل سيجد مريضٌ الوقت للتأنق و هم مستهلك بفعل الألم! من هو حتى يتجاهلني بهذه الطريقة، لم أطلب الكثير، فقط ردّ التحية! كم يستفزني الكِبر، لا أجد نقيصة يمكن أن يكتنفها بشرٌ أحقر من أن يكون متكبراً، و أن يرى نفسه فوق البشر!
هـا أنا أتوتر من جديد بفعل ظنوني السيئة، كم تؤرقني هذه الغريزة الخرقاء، كم تجعلني قبيحاً عندما أكتشف أنني كنتُ مخطئاً في ظنوني، و لكن ما يعزيني أن لكل بشر غريزة حيوانية رديئة يجب أن يكافحها، فبعض البشر لديهم من كذب الحرباء الكثير، متلونين و هم على استعداد أن يظهروا اليوم كملوك و غداً كصعاليك، و بعد غدٍ كزهّاد و لا ضمير لهم ليتألم من هذا الخداع، فما بالُ ضميري لا يريحني، لماذا يكبلني بالندم و يصرّ علي كي أتبتل لأتطهر من خطاياي، كم اعتذرت بسبب ظنوني السيئة، و ردود أفعالي المتعجلة، و لكن يا ضميري هذا كثير، لستَ على صوابٍ هذه المرة، فهذا الرجل تجاهلني متعمداً، لأنه يظن أنه أفضل مني ربما!
- عفواً تنتظر دورك في أي عيادة
تجرأتُ و نطقتها بابتسامة منهكة، لا بد أن أخبره بأنني لستُ ذلك الشخص الذي يرضى بأن يكون نكرة، ...... و يبدو أنه يصرّ على اعتباري نكرة! ها هو يتجاهلني مرة أخرى ؟ هذا أكثر مما احتمل يا ضميري الطيب! كنتُ سأستمع إليك في البداية عندما قلت دع الناس و شأنهم، و لا تتورط في البشر لأنهم معقدين كتعقيدك، و لكن أظن الأوان قد فات الآن، ماذا أفعل ربما سأعطس بصوتٍ مدوي ....
قطعت حبل أفكاري الأسود هذه الممرضة، قدمت إليه و ها هو ينهض و يبتسم لها، بدأ يخاطبها بحركة يديه!، نظر إلي مبتسماً و مودعاً، و بنظراته يعزيني على لحظات الانتظار التي سأتجرعها وحيداً هنا !!!
أعلم أعلم يا ضميري أنك على حق، كان لا يسمع و لا يستطيع التحدث حتى لو سمع، أعلم أنني الأحقر على وجه هذه الأرض، و أنني الأغبى، و لكن من كان سيخطر على باله هذا التعليل! لا تتذاكى يا ضميري و ارحمني.
أتمنى لو كانت الغرفة الآن مليئة بمربعات السودوكو، لا شيء يمكن له أن يعتقني من ضميري سواها، ما أجمل تلك اللعبة و ما أجفّها، و هذا هو الجزء الأجمل فيها أنها جافّة جداً لا تحوي أي محفز للإنفعال و لا لتحريك الخيال، مجرد خانات فارغة أملؤها بالأرقام، تحتاج فقط للاستغراق في التفكير، دون أدنى حركة من اللاوعي، وحدها قادرة على حبسك يا ضميري الدنيء و تصفيدك في سجنٍ إنفرادي، لا ترى النور و لا هو يراك.....

- السلام عليكم، لا بأس عليك
- و عليكم السلام، حياك الله، ما تشوف شر يا غالي

دخل هذا الطيب و جلب معه الكثير من الغرائز البشرية، و بالتأكيد لن يحملها لوحده فهذا الجيش من الأطفال المحيط به سيقومون بالمهمة، و هم خير من يجسد الغرائز البشرية ببدائيتها و سطوعها المخيف الآن، أسوأ من أن تنتظر هو أن تنتظر و من حولك أطفال تعرفهم للمرة الأولى، ستكون حاضرة غريزة الترقب من الغريب لدي فقط، بينما هم أطفال لن يلاموا إن لم يترقبوا، فكل شيءٍ في صالحهم العلم و العادات، فهم كما يقول العلم لديهم نشاط في غريزة حب الإستطلاع و و رغبة في الاكتشاف و حسب العادات هم بريئون من أي تهمة، لأنهم صغار و الصغار يجب أن نغفر لهم دائماً، هل تسمع يا ضميري العزيز اغفر للصغار، ألست من ألهمني أن الإنسان طفلٌ حتى يموت!
_ ما شاء الله، الله يحفظهم، أخذوا نصيبهم حتى هم، الله يشفيهم.

اضطررت لإلقاء هذه المجاملة اللزجة بعد أن وصلتني لزوجة استقرت على كفي اليسرى من أنف أحد هؤلاء الأطفال، و هم في حالة سكونهم ثلاثة، ولدان و صبية، أو أنها جنية صغيرة، بظفيرتيها التين كنخلتين في عالية رأسها عمرها بين الرابعة و الخامسة، و هي من عطست ليرحمها الله، و تحدقني بعينين سوداوين بلا مبالاة و لا نية للإعتذار.

_ المعذرة منك، و الله لقد اخجلتني ابنتي، و لكن تعلم الأطفال و عفويتهم، نسيت أن تضع المنديل، اعذرني

_ لا أبداً حصل خير، تباركنا ما جانا غير البركة

أطلق ضحكةً دوت في الغرفة، حتى إختبأ منها ضميري بعيداً في داخلي و كأنه يرى مربعات السودوكو أمامه، وجدتُ ضميري يهمس لي من البعيد بأنني رجلٌ طيب، يتغاضى عن الصغائر و يزن الأمور، و يصنعُ من الأزمات سلالم وصال للعبور إلى قلوب الآخرين، تذكرتُ شخصيتي المرحة، و عفويتي القروية التي سرقتها مني المدينة، كم هي بائسة المدن جافة و لكنها على الأقل أهدأ من القرى، من يقول أن القرى هادئة و مريحة فهو لم يجرب العيش هناك، و لا خلفية لديه عنها، ما يصله هو ككلام الصحافة مُضلل، الحقيقة هي أن القرى صاخبة بحيث تصبح المدن بجانبها جنة هدوء، من ينزعج من أبواق السيارات، و أصوات منبهات الإسعاف و الشرطة و المرور، فهو لم يجرب تلك الكائنات المزعجة التي تدخل أذنيك لتشرب من ماء أذنك الداخلية فتصيبك بأقسى أنواع الألم، لم يجربوا حشرات الفضول عندما تتوغل إلى الأحشاء و تلدغ في أعمق منطقة حية من الإنسان، و تلك الكائنات الطفيلية التي لا هم لها سوى نقل الكلام الذي يفرق بين المرء و زوجه، و المرأة و أختها و الصديق و صديقه، يا لضوضاء القرى، رغم أنّ أهلها طيبون، و لكن جرّب أن تختلف معهم، ليس أن تنازعهم في قطعة أرض أو في محصول مزرعة فهذه ربما تكلفك روحك، بل مجرد أن تلبس لباساً لم يعتادوا عليه، أو أن تسلك مسلكاً لم يكن عليه سوادهم ، عندها ستغزوك حشرات همساتهم و ستشرب من ماء أذنيك، بل سيلعقون أذنيك من الداخل بألسنة هي لأفاعي، هذه الضوضاء مهلكة لرجلٍ مثلي، وُلِد ليعيش في استقلالية المدينة و هدوء التجاهل في جنباتها، تسير و كأنك غريب، و هل هناك ما هو أجمل من ذلك، ما أجمل مزامير سيارات المدينة و نظرات العابرين فيها الشاردة و التي تعبرك مرة واحدة فقط، عندما نقارنها بضوضاء القرية التي تجبرك على أن تطل من نافذة بيتك صباحا لترى ما الذي يرتديه جارك فترتدي مثله، و ما الذي أغضب جارك اليوم لتغضب منه بدورك، حتى تبدو القرية في النهاية و كأنها مسكونة برجلٍ واحد و امرأة واحدة و ما عداهم فستتكفل الحشرات بالقضاء عليهم، و ستساعدها في ذلك، تلك الأفاعي التي تخرج من تحت جلدك و تعود لتدخل مرة أخرى.
يحمل هذا الرجل و أطفاله رائحة القرى الجميلة للوهلة الأولى، تبدو عليهم البساطة، كم أحسده و هو مجرد نسخة من جاره الذي هو بدوره نسخة من قريب له، و هكذا إلى أن تقوم بدورة كاملة على جميع البيوت لتعود لنفس النقطة التي بدأتَ منها دون أن يسترعيك شيءٌ يستحق التوقف، رغم أن القرى منافقة أيضاً و خادعة، لكن نفاقها عملي، يختلف عن نفاق المدن الإعتقادي !

_ هل ترى ذلك الفارق الكبير بين أطفال المدن، و أطفال القرى؟

جاءني سؤاله كحشرة كبيرة تحاول الدخول من أنفي، و أصابني توجس كبير جعل ضميري المستتر من قبل يصرخ الآن من بعيد : هذا الرجل كاهنٌ يقرأ أفكارك، و هل تعلم ما الذي يحدث عندما تغضب الكاهن!

_ عفواً ... تلتها ضحكة مؤدبة جداً ... و لكن ما مناسبة السؤال، فلا يوجد إختلاف بين القرى و المدن؟

_ أنت تتكلم عن أهل القرى و تنتقدهم بلا رحمة و لا حياء و لا احترام، لا يعجبك لبسهم و لا طريقة معيشتهم!

_ لم أفعل شيئاً من هذا يا غالي؟ لم أتكلم حتى!

ردت علي ابنته الصغيرة بغضب :
بلى فعلت، تقول أنه يخرج من أفواهنا حشرات و أفاعي تلدغك، و أنك لا تلبس ما تريد، و لا تفعل ما تريد! خذ هذه الحشرة .... و بصقت علي، وبخها أبوها وسط ضحكات المتجمهرين في الممر، كلهم مؤيدون لهذه العائلة الغربية!

- اسمع يا محترم أبناء القراء لأنهم مهذبين و لا يعرفون السوء الذي يسكنك و القذارة التي في داخلك فهم يستغربون إختلافك عنهم، هم بالعادة أناس طيبون بسيطون ملابسهم كقلوبهم متشابهة نظيفة و غير متكلفة، لذلك فهم يستغربون وجود الشواذ مثلك، فتصبح نكتة لهم!

- يا غالي أنا ابن قرية مثلك و لا أدري عن ماذا تتكلم!

- مارس الكذب كما تشاء و لولا أننا في مكانٍ محترم، لعرّفتك قيمتك، و قد فعلت ابنتي، و سأعذرها لأن العلم يفعل ذلك و العادات أيضاً تفعل، ألم تقل ذلك قبل قليل!

- أكاد أجنّ، ما الذي يجري، أي كابوس هذا يا ضميري المريض! أهي آثار الحمى! أم أن الحمى جعلتني أثرثر و أنا أظن أني أتحدث إلى نفسي فقط.

يرد علي الرجل :
- لا شفاك الله منها، ها هي الحمى تفضحك، و تبين رداءة معدنك.

لم أعد أحتمل الآن ضقتُ ذرعاً بهذا القروي الأبله :

- من تظن نفسك، و ما الذي جاءتنا به طيبتك، حتى تمطرني بكل هذه الشتائم، لم أقل غير الحقيقة، القرية مبلغ علمها نفسها، لا تستطيع أن تتقبل غيرها، و لن يعيش هناك غير أهلها، تسخرون من الجميع، من الأطباء المقيمين بينكم و من المدرسين، و من كل من يختلف عنكم، ثم تحتاجونهم بعد ذلك، ألا تظهرون لهم قليلاً من الاحترام، على خدمتهم لكم! و تغضبُ الآن من حديثي؟ ثم ما الذي سأجنيه إن أنا عشتُ كما تعيش أنت، و جارنا الآخر فعل مثلنا، إلى متى و هذا النفاق فينا! أجئنا للحياة كي نحولها إلى مسرحٍ من لا يجيد التمثيل فيه نقذفه ببقايا الفاكهة! لماذا نهاجم من يختار حياته بألسنة لأفاعي و عيونٍ لحشرات، لم لا تهتمون لشؤونكم و تدعون غيركم و شأنه، هذه هي حياتكم البائسة، تظنون أنّ العار في الإختلاف، لذا لا تتورعون عن المساس بغيركم لأنهم يحيون و أنتم بائسون!

شعرتُ أني منتصرٌ الآن، أرى الذهول قد ارتسم على ملامح كل الموجودين، الاطفال لم يحتملوا هذا المنظر، الفتاة الصغيرة تبكي وراء أبيها، و الأولاد يهمون بالإنقضاض علي، أما أبوهم فهو واجمٌ لم يعد يدري ما الذي عليه فعله، نهض من على كرسيه، و تقدم نحوي، لا أظنه سيفعل! لا لا ليس هنا في هذا المكان لن يجرؤ على هذا.

- لو سمحت الطبيب في إنتظارك الآن، لم أشأ إزعاجك في البداية، و لكن لا أظنك جئت إلى العيادة لتنام في غرفة الانتظار.

- مرحباً، شكراً ... وجدتُ نفسي أردد كلماتٍ ببلاهة، هذه الممرضة أتت لتوقضني، لم يكن سوى كابوس، و كان الأسوأ على الإطلاق، و لكن هناك ما هو أسوأ منه، ماذا لو كان فعلاً حقيقة!

- لا يوجد الكثير من المراجعين اليوم.

سألتُ الممرضة و هي تمشي أمامي لتدلني على العيادة. و أجابت :

- على العكس في مثل هذه الأيام لدينا الكثير من المرضى، و نحن سعداء بذلك.

قالتها مازحة أو هكذا حاولت أن تُظهرها، استغليت فرصة توددها لأسألها :

- أين ذهب ذلك الأب ذو الأطفال الثلاثة، على الأرجح كانت ابنته الصغيرة مصابة بالزكام.

- لا أدري عمن تتحدث لم أرى هؤلاء الناس.

- لا أدري لقد دخلوا قبل أن أغط في نومي الذي حرمتيني من إكماله.

- لا أدري ربما لم أرهم مع أني الوحيدة التي تحمل الملفات إلى العيادات، كنت سأراهم، مرحباً دكتور، هذا المريض يشتكي من زكام و درجة حرارته مرتفعة جداً.

جلستُ على كرسي مقابل للطبيب، حاولتُ أن أبقي على نظرية التنظيم حاضرة، اقتربت قليلاً منه، سألني من ماذا تشكو و هو يبتسم، فأجبت :

- الذي تستطيع أن تساعدني بشأنه، هو الزكام و الحرارة.

استغرب الطبيب إجابتي، و سألني هل هناك شيءٌ آخر.

أجبتُ و أنا أخفي ألمي :
أنا مصابٌ أيضاً بمرضٍ اسمه شدة الإدراك، ضميرٌ حي في جسد منهك!

- لنكتفي إذن بمعالجة العلة الأولى، فالمرض الأخير وباءٌ انتشر بين الناس، و نحن الأطباء نقوى فقط على معالجة الأعراض، و شدة الإدراك بلا أعراض، لا يسعك سوى أن تصبر إلى أن يتقدم الطب أكثر ... قالها و هو يبتسم و أظنه كان يحاول أن يخفي ألمه!

سعد المغري
01-26-2009, 05:37 AM
..

سعد بن علي.

ضمير حيّ في جسد منهك.
كانت هذه روح القصة..
هنا
فكرة
سرد
لغة
إبداع.
متوشح ياسعد بالجمال لك التحية.

د. منال عبدالرحمن
01-26-2009, 04:24 PM
أستاذ سعد بن علي و دوماً ما تأخذنا إلى أنفسنا لنواجهها بما قد أخفتهُ عنّا ,

ضميرٌ حيٌ في جسدٍ مُنهَك , كانَت ميكانيكا الحوارِ الذّاتي القادرِ على اكتشافِ المغاراتِ الصُّغرى في أعماقِ النَّفس , حديثٌ يوميٌّ متكرّر مع أنفسنا نكتمهُ بشديدِ الحرصِ و كثيرِ الخوف , لأنّنا نعرفُ انَّ الخروجَ عن العادةِ , خروجٌ عن المجتمع مقرونٌ بالكثيرِ من العواقبِ الّتي لا يحتملها ضميرٌ حيٌّ أو يحاولُ أن يكون .

تلكَ القصص الموجهّة للذّات تمتلكُ ميكانيكيّةً جذّابةٌ تشدُّ القارئ , كونَها تأخذُهُ من أفكارِهِ إلى الموقف ليتخيّلهُ و يعيشَهُ بمتناقضاتِه الدّاخليّة و الخارجيّة , و غالباً ما تتسّمُ القصصُ من هذا النّوع بالقدرةِ على معالجةِ قضايا من الصّعبِ التّطرق إليها بنوعٍ آخر من السّرد ,

ضميرٌ حيّ , أظنّهُ مرضاً نادراً و غيرَ معدٍ !

:

شُكراً لأناقةِ السّرد و عفويّتهِ يا سعد .

سعد الميموني
02-02-2009, 01:00 AM
سعد المغري الجميل و الأنيق

سكبت علي من جمالك أكثر مما استحقه في متواضعتي هذه :)


أشكرك جزيل الشكر يا سمي


طاب مساؤك

سعد الميموني
02-02-2009, 01:05 AM
الكريمة منال عبدالرحمن


قرأتُ نقدك الذي كان رقيقاً بذكاء، مع الكثير من الإطراءالذي أردتي له أن يُقنِّع النقد

حتى كاد يخفيه :)

استمتعت بنقدك الأنيق، و أشكرك جداً على جمال وصفك الذي جمل متصفحي


دائماً أنيقة يا بنت عدالرحمن....

أنتظرك دائماً


طابت أوقاتك

بدر العرعري
02-05-2009, 04:07 AM
ياسلام ياسعد ..

تمتلك إسلوب جدا سهل وممتنع .. جذبتني كثيرا .. لــ نصك بحروفك التي تنساب إلينا لــ نقرأ بكل سهوله .



شكرا يا سعد :)

سعد الميموني
02-13-2009, 02:55 AM
بدر العرعري



الشكر الجزيل لك يا صاحبي



أسعدتني كلماتك جداً :)



دمتَ بخير

عائشه المعمري
02-16-2009, 12:33 PM
أيها القاص القادم بـ بقوة : سعد علي

من أين لك هذا ، ؟!

مُذهلٌ هذا السرد
سـ أعود لأحاول الرد بـ شكل يَليق بـ ما قَصصت

سعد الميموني
02-24-2009, 10:36 AM
عائشة المعمري

أهلاً بك،

سعيدٌ جداً بكلماتك

و سعيدٌ أكثر بأن القصة نالت إستحسانك

أنتظر عودتك


طابت أوقاتك