المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استغاثة ميت


تركي الرويثي
03-05-2009, 03:34 PM
نص أول بينكم


ــــــــــــــــــــــــــ

أنا الميت استغيث بكم فهل من مجيب

انتقلت لرحمة الله قبل عقود من اليوم, وحشة القبر تخنقني, في قبري لا أنيس لي سواها , سنوات وأنا أشاهد جسدي يذوي , الدود يعمل بنشاط دائم, نهش أعضائي كلها حاولت ردعه, ولم يستجيب لندائي, وصل لقلبي ما تزال تسكن فيه وتمرح, انتفض قلبي وطردة بعيدا عنها, هي وحدها تزورني هنا , تحيله جنات وأعشابا ,فضاء واسعا تملؤه نجوم وشمسا مشرقة .
غاب لشهور طويلة وعاد بعدها بدفعات أكثر وقوة أكبر , هذه المرة لم أستطع معه دفعا , نهش قلبي ومزقه , أراه يتلذذ بأكلها وهي تبتسم لي, عيناها تطلب العون , مت منذ زمن , الموتى لا يملكون يدين.
أرجوكم أسعفوها وأسعفوني , ألا يكفي موتي عقابا.

****


رمى قلمه في أحدى زوايا غرفته القبر كما يسميها , لا شي يثير فيها سوى تلك الزاوية المضاءة بصورة لفتاة مبتسمة , كتب أعلاها "هذه جنتي , فدعوها بسلام"
وقع القلم في نفس الزاوية هشم البرواز وأصاب منتصف الصورة .
هرع مسرعا لها , التقط الصورة ضمها لصدره بقوة عيناه تدمع باعتذار
تحول بكاءه نشيجا, كان نشيجا عليها , وضع الصورة بدون برواز في مكانها .

****

ألتقط القلم وأكمل

ألا يكفي رحيلي عنها لتموت ذكراها , دعوها تسكن ما شاءت , تأخذ ما شاءت
دعوها فقبري بها أجمل , لا أريد شيئا غيرها فدعوها
مدوا يد العون , خذوا هذا الدود بعيدا عني من أجلها فقط , أيأكلها الدود وهي من استعصت علي , أيتمكن منها هذا الكائن الصغير.
من يعيش على الموتى أيأكل الحياة
لا يأكلها فأرحل أيها الدود نحو الموتى , نحو الجثث

****

رمى القلم هذه المرة في الجهة المقابلة
والدود كاد أن ينتهي من التهام الصورة.

عائشه المعمري
03-05-2009, 03:46 PM
أيأكلها الدود ، وهي من إستعصت علي ..




تركي الرويثي ،
أهلا بِك في أبعاد .
كـ رحابة الأفق



حينما تَكون القصص بـ هذه المُتعة الخيالية والفكرية ،
يجب التريث في الرد ،
ومنح ذواتنا مُتعة القراءة





مُؤكدٌ سأعود

عبدالله العويمر
03-05-2009, 06:23 PM
تركي

فِكْر ُ ُ تُدْرِكُ أنّه مِن نَخَب ٍ فَاخِـر

قَلَمُ ُ حِيْنَمَا يَكْتُب ُ الْفِكْر َ يُحِيْلَه إلَى حَدَائقَ غَنّاء

تركي

أَهْلاَ بِك تَليْق

عائشه المعمري
03-05-2009, 07:49 PM
عندما يصل الكَتاب لـ درجة مُتقدمة في الوغل في الفكرة ،
يَستطيع أن يجعل المَيت ، حياً
لا حَي الجسد ، بل حيّ الروح والقلب
الذي يحمل روحاً بداخله ،
وحينما يكون هذا الفكر مُتمخلق في جُعبة مليئة من الفكر السردي ،
وتصل الفكرة بأحداثها على قالب فاخر من اللغة والأساليب الجمالية
كـ هذا النص ،

فالإنتقال من حدث إلى آخر ،
كان في منتهى الدقة السلالة ،
التي تَجعلك تُدرك ما يرنو إليه الكاتب
برمز بسيط ، لا بسيط الفكرة ،

،

كل ما أود أن أختصرة هُنا
بأنك مُبدع يا تركي مُبدع


كُن هُنا فـ حسب

عبدالعزيز رشيد
03-06-2009, 12:26 AM
يالله ياتركي "أشياء" تطول وحنّا مانطول! ومايزيد حسرتنا ضآلة تلك الأشياء ولو عظم سببها
استغرقنا بالانسجام كثيرا وكثيرا مامتلأ النصّ بلحظاتٍ تربك التفكير
تحيّاتي لك
.. وأهلا بك كثيرا هنا

وشـــاح
03-06-2009, 01:14 AM
والله جميل
يدهُ القصيرة , يأكلُ أطرافها قهراً ... هوَ و الدود معاً ..
قصتك لها يدان أيضاً , يدان لا تأكلها الدود ..
تعبثُ بالمشاعر كيفما تشاء ..

شكراً يا تركي
أهلاً يا تركي
.

تركي الرويثي
03-06-2009, 01:28 AM
تسعده عودتك
وتفرحنـــي

شكــرا لك

قايـد الحربي
03-07-2009, 09:22 PM
تركي الرويثي
ـــــــــــــ
* * *


يَا كَاتِبيْ وَ رَائِعيْ ،
أُرحبُ بكَ فيْ أبْعَاد وَ أصْدُقكَ البَهْجَة فيْ حضُوركَ ..
فَكاتِب مِثلكَ قَادرٌ علَى زراعَةِ الرّوعَةِ وَ الإبْداعِ فيْ حَرْفهِ ،
لَهُوَ المُفرحُ وجُودهُ وَ جُوْدَه .

السّابقُ يُؤكّدُ السّابقَ ،
وَ يجْعلنِيْ أعيْدُ الترحِيبَ و الشّكرْ .

تركي الرويثي
03-11-2009, 10:56 PM
أهلا عبدالله

شكــرا لكل هذا النــور


وأهلا بك في متواضعة أخيك

تَرَانِيْمٌ الْهَائِمَةٌ
04-05-2009, 11:37 PM
نَاءَتْ جُذُوْعِ خَلاَيَاهُ بِيْنَ حُمَّىْ ألْفَ خُطْوَة وَ خُطْوَة يَبْسِطُ أجْزَاءَ الْحُزْنُ المُمِيت عَلَىْ الضَوْء يَنْحَنِيْ باِتِّسَاعِ القبْر بـِ اِتَّجَاهِ الْنُّوْر يَمَّمَتْ مَا تَسَاقَطَ مِنْ صَقِيْعِ العمرُ إذَا مَا اِلْتَقَتْ هوَّةِ الْحَنِيْنُ يُتَمْتِمُ فِيْ مُقْلَتيْهِ جُرْعَةً دَوَاءٍ صًوْرَة تُسَكِّنُ الألَم
فَ باتَ أصِيْصُ الحياةُ لُغَةٌ مَصْلُوْبَةٌ هُنا رَغْمِ دِفْءِ الْنَّزْف جَسَد نَحِيْل يُمَزِّقهُ الْقَلْب وَ جَسَد ميّت يُمَزِّقهُ الدّود ..
[ تُركِيْ الرّويثِيْ ]
بُوْرِكَ وُجُوْدكَ هُنــا شُكْرَاً حَدّ الْغَرَق