المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجابري على هواء القناة الأولى ..!!


فهد حمود
03-16-2009, 06:44 PM
:

http://www.al-jazirah.com/156409/lp03.jpg


يستضيف برنامج (ستون دقيقة سياسة) الذي تبثه القناة الأولى اليوم الاثنين الساعة الحادية عشرة مساء وعلى الهواء مباشرة
المفكر المغربي الدكتور محمد عابد الجابري وسوف يناقش البرنامج تجربة الجابري الثرية ومحاور سياسية متفرقة، يشار إلى أن الدكتور
محمد الجابري يعد من أبرز المفكرين في الوطن العربي، وقد نال العديد من الجوائز ووجد مشروعه
(نقد العقل العربي) أصداء كبيرة في الوطن العربي.برنامج (ستون دقيقة سياسة) من إعداد وتقديم
محمد رضا نصر الله، ويشاركه في الإعداد أحمد الأحمد وإخراج هيام الكيلاني.

عبدالله العويمر
03-16-2009, 07:19 PM
بالتأكيد ستكون مميزه هذه الحلقه





كل الشكر يافهد

أسمى
03-16-2009, 07:27 PM
الجابري له مؤلفات أحدثت نقلة في أسلوب نقد التراث العربي..لكن انتُقِد كثيراً
وأُخذ عليه قولهـ في كتابه "مدخل إلى القرآن الكريم":
(ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه، زمن عثمان أو قبل ذلك،
فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين، وقد وقع تدارك بعض النقص

كما ذُكر في مصادرنا
..).
!!!
لا أدري هل سيتطرق لذلك نصر الله أم لا،

القناة الأولى ..تتمدد بطريقة لولبية.. ماشاء الله،

.
شُكرا فهد.

حمد الرحيمي
03-16-2009, 07:27 PM
شكراً لك يا فهد على نقل الخبر ...


لأنه حتماً سيكون لقاءً حافلاً بالثراء ...

حمد الرحيمي
03-16-2009, 11:11 PM
البرنامج يعرض الآن على القناة السعودية الأولى و لا أثر للجابري فيه ؟؟!!!




من المسؤول عن عدم استضافة الجابري ؟؟؟!!!





هل هو كتابه الأخير أم فتوى المفتي العام للمملكة ؟؟!!!


أم أن هناك أيدي خفيه وراء منعه من الظهور على شاشتنا ؟؟!!

عبدالله آل هيضه
03-16-2009, 11:25 PM
اين الجابري ؟؟؟

فهد حمود
03-17-2009, 12:31 AM
http://www.al-jazirah.com/156409/lp2d.htm

:
هذا الخبر منزلتة جريدة الجزيرة.....!!

نوف عبدالعزيز
03-17-2009, 02:03 AM
و أيضاً صحيفة سبق طرحت الخبر هل هذا يعني أن الجابري لم يظهر في البرنامج

خصوصاً أن الشيخ عبد الرحمن البراك أصدر فتوى فيه من سؤال شخص

قال أن الجابري قال في أحد كتبه ما ذكرته قيد من ورد

نص الفتوى :



سئل فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك السؤال التالي :

فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك وفقه الله

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعدُ:

فقد صدر مؤخراً عن مركز دراسات الوحدة العربية كتابٌ للدكتور/ محمد بن عابد الجابري بعنوان "مدخل إلى القرآن الكريم"، تضمن هذا الكتاب فصلاً بعنوان "جمع القرآن ومسألة الزيادة فيه والنقصان"، ومما جاء فيه في صفحة 232 قوله عن القرآن الكريم: (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه، زمن عثمان أو قبل ذلك، فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين، وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذُكر في مصادرنا، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ..) ثم ساق بعض الآيات التي تدل على وقوع النسخ إجمالاً في القرآن الكريم، وختمها بقوله: (ومع أن لنا رأياً في معنى " الآية " في بعض هذه الآيات، فإن جملتها تؤكد حصول التغيّر في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته).

فما هو قولكم أحسن الله إليكم في هذا الذي قرره الدكتور الجابري، لاسيما أن كلامه هذا قد انتشر كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة من الصحف والمواقع على الشبكة الإلكترونية وغيرها، وفرح به خصوم الإسلام وأعداؤه من اليهود والنصارى والملاحدة والرافضة، وعدّوه تصريحاً مهماً يثبت وقوع التغيير في كتاب الله الكريم قاله أحد كبار المفكّرين الإسلاميين.

أرجو إفادتي في ذلك، نفع الله بكم وبعلمكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

الجواب:

الحمد لله الذي يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وصلى الله وسلم على رسوله محمد الذي بلغ ما نُزل إليه من ربه، وآله وصحبه؛ أما بعد فإن هذا الكلام المذكور في السؤال ظاهرٌ منه القصد إلى التشكيك في القرآن الذي بأيدي المسلمين في سلامته من التغيير والزيادة والنقص، وحينئذ فلا يبقى وثوق بصحة القرآن، ولكن صاحب هذا الكلام لم يؤثِر الصراحة خوف التشنيع عليه وافتضاح فكره، فآثر أن يجعل الأمر محتملا، بل جعل احتمال التغيير في القرآن راجحا، وسَلَك لذلك لَبْسَ الحق بالباطل واستعمالَ الألفاظ المجملة ، ويظهر ذلك بأمور مما جاء في كلامه:

1ـ قوله: (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه زمن عثمان أو قبل ذلك فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين) .
نقول: تضمنت هذه الجملة التشكيك في سلامة القرآن من الخطأ حين جمعه، لقوله: (من الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه) ولقوله: (فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين).

ونقول: كذبت! فإنه لا يجوز أن يحدث خطأ حين جمع القرآن لضمان الله حفظ كتابه في قوله تعالى: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ونقول: إن الذين قاموا بمهمة جمع القرآن معصومون في عملهم هذا، فإن الصحابة مجمعون على هذا الجمع، ولا يجوز أن يجمعوا على خطأ، وأجمع المسلمون بعدهم على هذا القرآن الذي تلقوه عمن تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع المسلمون على كفر من زعم تحريف القرآن أو جوّز ذلك، لأن ذلك ينافي قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فحَفِظَه أولا من أن تصل إليه الشياطين (إنهم عن السمع لمعزولون ) وحفظه ثانيا بتبليغ نبيه صلى الله عليه وسلم وكتابته وحفظه في الصدور، ثم جَمْع الصحابة له وإجماعهم على ذلك.


2ـ قوله: (وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذكر في مصادرنا).
نقول: اكتفى صاحب هذا الرأي الفاسد بإبهام النقص وإبهام المصادر، لأن غرضه لا يتحقق إلا بهذا الإبهام، وهو إحداث التشويش في عقيدة المسلم بالقرآن. وإذا وقع التدارك لم يكن نقص.


3ـ قوله: (وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) نقول: هذه دعوى باطلة جاء بها لدفع الاعتراض عليه بالآية، فإن وَعْد الله بحفظ تنزيل القرآن يستلزم امتناع جواز الخطأ فيه فضلا عن وقوعه، فدعوى المذكور عدمَ التعارض تلبيسٌ وتمويهٌ على السذج والجهال.


4ـ قوله: (فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ) نقول: هذا من أقبح التلبيس والتلاعب بعقول القراء، وإلا؛ فما نصَّ عليه القرآن من ذلك راجع إلى تشريعه سبحانه وحكمته بمشيئة وقت نزول القرآن ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)، وليس ما ذُكر في هذه الآية مما وعد الله بحفظ القرآن منه، فإدخاله فيه غايةٌ في المغالطة والتلبيس.


5ـ قوله: (مع أن لنا رأيا في هذه الآية ـ يريد: ماننسخ من آية أو ننسها ـ فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته)، نقول: أبنْ لنا عن رأيك في معنى الآية، وقولك: (فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن) نقول: في هذا ما في الذي قبله من اللبس والتلبيس؛ فالتغيير الذي تدل عليه الآيات هو من قِبَل الله الذي أنزل القرآن، فهو بمشيئة الله وعلمه وحكمته ولا يكون إلا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) التغيير قد انقطع بموته صلى الله عليه وسلم لانقطاع الوحي، وأما التغيير الباطل فهو ما يحصل من فعل الناس عمدا أو خطأ، وهذا ما وعد الله بحفظ كتابه منه، وعصم منه هذه الأمة أن تُجمع على شيء منه، وقد أجمعت الأمة على هذا القرآن المكتوب في مصاحف المسلمين المحفوظ في صدور الحافظين المتلوِّ في المحاريب بألسن القارئين، وأجمعوا على سلامته من التحريف والتغيير والتبديل، كما أجمعوا على كفر من ادعى ذلك في القرآن، و أنه مرتد وإن زعم أنه مسلم.
وقول هذا المشكك في سلامة القرآن: (وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته) هو من جملة التمويه على القارئ؛ فإن كل ما يحدث في الوجود من خير وشر وحق وباطل هو بعلم الله ومشيئته، فهي كلمة حق أريد بها باطل.


وبعد ما تقدم أقول: يجب الحذر من صاحب هذا الكلام المسؤول عنه، فإنه ماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن مما أدى إلى اغترار كثير من الأغرار بكلامه وكتبه، وفرح به من يوافقه على فكره، نسأل الله أن يقينا والمسلمين شر المفسدين والملحدين، وأن يمن علينا بالثبات والبصيرة في الدين، كما ندعو هذا الرجل إلى التوبة إلى الله قبل أن يدركه الموت، وأن يعلن إيمانه بسلامة القرآن من التغيير والتبديل، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


أملاه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
الأستاذ (سابقا) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الرياض في 7ربيع الأول 1430


هو مجرد رأي منه و أخطأ فيه و لكن لم يكفر بالله حتى يصل الأمر للحكم

على منهجة بالمشكوك فيه و أن كل كتبه فاسده و تخرب المجتمع

شكراً لك أخي على الخبر

قايـد الحربي
03-17-2009, 10:22 PM
:

21226 حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن
معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله
(رواه أحمد في المسند5/129 والطبراني في المعجم)

رواه الطبراني في معجمه الكبير ج 9 ص 235
حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا علي بن الحسين بن إشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن
عن أبيه عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله أنه كان يحك المعوذتين من المصحف يقول ليستا من كتاب الله

حدثنا سعيد بن عبد الرحمن التستري ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا عبد الحميد بن الحسن عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي عن بن مسعود أنه كان يقول لا تخلطوا بالقرآن ما ليس فيه فإنما هما معوذتان تعوذ بهما النبي صلى الله عليه وسلم قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وكان عبد الله يمحوهما من المصحف
:

أتَمنّى مِن البّراك أنْ يكُونَ أكثَر عَقلاً وَ تعَقّلاً ،
وَ إلاّ سيُدخِلُ في آخِر كلامِهِ كُلّ أولئكَ السّابقين !! .

العطر
03-17-2009, 10:49 PM
هل هو كتابه الأخير أم فتوى المفتي العام للمملكة ؟؟!!!








ومَاذاَ قَال مُفْتي المَمْلكة ياحَمَدْ ؟

لـِ نَسْتَوضِح مَعْك ..!!


التَقْدِير لَك ..

العطر
03-17-2009, 11:01 PM
:

21226 حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن
معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله
(رواه أحمد في المسند5/129 والطبراني في المعجم)

رواه الطبراني في معجمه الكبير ج 9 ص 235
حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا علي بن الحسين بن إشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن
عن أبيه عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله أنه كان يحك المعوذتين من المصحف يقول ليستا من كتاب الله

حدثنا سعيد بن عبد الرحمن التستري ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا عبد الحميد بن الحسن عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي عن بن مسعود أنه كان يقول لا تخلطوا بالقرآن ما ليس فيه فإنما هما معوذتان تعوذ بهما النبي صلى الله عليه وسلم قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وكان عبد الله يمحوهما من المصحف
:

أتَمنّى مِن البّراك أنْ يكُونَ أكثَر عَقلاً وَ تعَقّلاً ،
وَ إلاّ سيُدخِلُ في آخِر كلامِهِ كُلّ أولئكَ السّابقين !! .





أخي القدِير قَايد ..

برأيي أننا أيضَاً نَحنُ قَد نُجانب الصَواب ..!!
وأيضاً قد يُجانب هَؤلاء الرواة الذين إستَدليت بأقوالهم الصَواب
[ أينَ نَحن مِنْ قَولة تَعالى [ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافِظون ]
تَجاهلنا حِفظ الرحمن .. وأقنَعنا أثر الرواة ..!!


أرى أن الحدِيث في هذا الأمر خَطِير جِداً
وقَد يؤدي بِنا لـ الإنْزِلاقــ إلى مايُغْضِب الله
المُعَوذتين مِنْ القُرآن أو ليست مِنه !! كتاب الله وأحببناهـ
ورضينا بِه ماهو الدَاعي للجَدل فِيه ..!!

عبدالعزيز رشيد
03-18-2009, 09:50 AM
قايد ..

طالما أنّ هنالك آياتٍ طمّنت بحفظ القرآن فحريّ بنا أن نقذف بكلّ مايخالف ذلك بعيدا,عجبا التفت لحديث مرويّ وعندي في الكتاب ماأغناني عنه وهذا ماوصلنا وتلك الآية تطمئننا ومن غير المعقول أن نحكم مصير أمّة وعقيدة لاجل رأي شخصٍ أو بضع أشخاص أو فرقة إن شئنا كذلك

قايـد الحربي
03-18-2009, 05:19 PM
:

العطر / عبدالعزيز رشيد
أشكر حضُوركمَا وَ نوركمَا .

:

يَبدوْ أنّكمَا ذهبْتمَا بعيْداً جدّاً حيْثُ نُصْحيْ وَ إرشَاديْ
بِتهْويلكمْ قَوْليْ وَ اسْتِسهالكُم الخلافَ بقُول الدّليْل !!

أُقدّر اهْتِمامَكُما ، كَما أتمنّى مِنكُما القرَاءة أكثر فيْ هَذا الموْضوْع
وَ الخِلاف الطَويْل الذيْ أنهَيتُماه بِهذِهِ البسَاطَة وَ كَأنّ كُلّ السابِقينَ
لَم يَقرؤوا هذهِ الآيَة !!

شكراً لكما .

فهد حمود
04-08-2009, 03:51 PM
محاورة الجابري أم مداورته؟

محمد عابد الجابري اسم كبير وبالغ الأهمية في حياتنا الثقافية وأثره معروف على المشهد الثقافي العربي في العقود الثلاثة الأخيرة سواء أكان ذلك بشكل عام أم على المستوى الفردي للكثير من متابعي الشأن الفكري والثقافي. وكنت شخصياً أحد الذين تعلموا الكثير مما كتبه ذلك الباحث المغربي الكبير ابتداءً من أواسط الثمانينات، مثلما تعلمت من نظرائه على الساحة العربية: العروي والمسيري وطه عبد الرحمن ومحمود العالم وعلي حرب وغيرهم في مشرق الوطن العربي ومغربه.

من هنا كان شعوري بالدهشة والسعادة حين التقيته لأول مرة في الجنادرية قبل أعوام ثم في الرياض في لقاء عابر وإلى أن أتيح لي أن ألتقيه مرة أخرى في الرياض أثناء معرض الكتاب بالرياض. غير أن اللقاء الأخير اتخذ مساراً مختلفاً وأثمر عن رؤية مختلفة بعض الاختلاف من ناحيتين: طول اللقاء (حوالي الساعتين)، ونوع الحوار الذي دار بينه من ناحية وبين مجموعة من المعنيين بالشأن الثقافي من قراء الجابري تحديداً من ناحية أخرى، وكنت من بين أولئك، وما أكتبه هنا جاء وليد اللقاء الأخير الذي أرى من المهم والمفيد طرحه لعامة المعنيين بالأمر لاسيما من لم تتح لهم فرصة المشاركة في اللقاء المشار إليه.

من هنا كان شعوري بالدهشة والسعادة حين التقيته لأول مرة في الجنادرية قبل أعوام ثم في الرياض في لقاء عابر وإلى أن أتيح لي أن ألتقيه مرة أخرى في الرياض أثناء معرض الكتاب بالرياض. غير أن اللقاء الأخير اتخذ مساراً مختلفاً وأثمر عن رؤية مختلفة بعض الاختلاف من ناحيتين: طول اللقاء (حوالي الساعتين)، ونوع الحوار الذي دار بينه من ناحية وبين مجموعة من المعنيين بالشأن الثقافي من قراء الجابري تحديداً من ناحية أخرى، وكنت من بين أولئك، وما أكتبه هنا جاء وليد اللقاء الأخير الذي أرى من المهم والمفيد طرحه لعامة المعنيين بالأمر لاسيما من لم تتح لهم فرصة المشاركة في اللقاء المشار إليه.

جاء اللقاء بناء على دعوة كريمة من صحيفة (الاقتصادية) ومبادرة رئيس تحريرها الزميل/ عبد الوهاب الفايز، الذي يرأس أيضاً تحرير مجلة (المجلة)، إلى استضافة بعض كتاب المجلة وإتاحة الفرصة لبعض المعنيين بالشأن الثقافي في المملكة أن يلتقوا بأسماء مهمة وفاعلة في حياتنا الفكرية والثقافية. وفي تقديري أن ما أكتبه هنا يمثل جانباً من التفاعل مع ما طرح في لقاء الجابري ولا أظن ما أطرحه سيفاجئ كل الحضور فقد استمعنا جميعاً إلى الرجل وأفدنا منه وخرج كل منا بتصورات يختلف بعضها ويتقاطع بعضها الآخر دون شك. وأظن أن من أهمية اللقاء أن يطرح على المستوى العام لأنه لقاء عام أساساً ولأهمية الجابري غير القابلة للشك أيضاً.

طرحت على الجابري أسئلة كثيرة استوقفني منها سؤالان أحسبهما مهمين: تناول الأول رأي الجابري في المساهمة العربية المعاصرة في مجال الفلسفة، والثاني مس علاقته بالباحث السوري جورج طرابيشي الذي عرف بتوجيهه نقداً صارماً لمشروع الجابري في نقد العقل العربي. ما استوقفني في إجابة الجابري على كلا السؤالين أنهما جاءا على غير المتوقع، الأول يتناول مسألة خلافية على المستوى الفكري وإجابة الجابري كانت قابلة للأخذ والرد لأنها تتناول شأنا عاماً و»بريئاً» إن جاز التعبير. أما إجابته على السؤال الثاني والأكثر حساسية فقدت بدت لي إجابة غريبة لم أتوقعها منه ولن أبالغ إن قلت إنها جاءت دون المأمول أو مخيبة للأمل. سأتناول هنا إجابته على السؤال الأول، ثم أتناول إجابته على الثاني في المقالة التالية.

إجابة الجابري على السؤال الأول لم تخل من جوانب إشكالية بطبيعة الحال، لكنها كانت أقل حساسية وإن لم تكن أقل أهمية. تضمنت الإجابة أن العصر لم يعد عصر فلسفة وأنه عصر فكر نقدي لا مكان فيه للتفلسف بالمعنى التقليدي، أي أنه عصر تتحول فيه الفلسفة إلى انشغال وطرح فكري نقدي بعيداً عن الأطروحات أو المنظومات الفكرية الكبرى التي ارتبطت بالفلاسفة كما هو الحال لدى هيغل وكانط وغيرهما. وكان من الواضح أن الجابري يتحدث عن مشروعه هو في المقام الأول ويدافع عن كونه ليس مشروعاً فلسفياً، بل كأني به قد واجه السؤال نفسه عدة مرات سواء داخل نفسه أو من آخرين من المتلقين والباحثين العرب الذين ما انفكوا يتساءلون عن غياب «فلسفة عربية». وبالطبع فهو سؤال واجهنا جميعاً وطرح على مفكرين عرب وغير عرب وتناولته كتب وندوات وحوارات كثيرة. لكن الإجابات على ذلك السؤال كانت دائماً تتفاوت، كما هو متوقع، فمن مقتنع بإجابة الجابري إلى مقتنع باستمرار الفلسفة وغياب الإسهام العربي الحديث فيها. على مستوى الفكر الغربي هناك بالطبع ما يدعم ما ذهب إليه الجابري لاسيما أولئك الذين نظروا لمرحلة ما بعد الحداثة مثل ميشيل فوكو وجاك دريدا. فتوجه أولئك هو إلى إنتاج فكر نقدي بعيد عن الأطروحات الكلية أو الكليانية/الشمولية كما هو الحال لدى من يعرفون بأنهم فلاسفة. بل إن دريدا تحديداً يتحدث عن موت الفلسفة بالمعنى المشار إليه.

غير أن هذا الرأي تجاوره آراء أخرى لا تذهب إلى ما يذهب إليه الجابري، بل ترى استمرار الفلسفة وبقاء الفلاسفة، ومن يتابع المشهد الفكري الغربي سيجد أسماء كثيرة تطلق عليها صفة «فيلسوف». الألماني هابرماس مثلاً يوصف بالفيلسوف ولم يعرف عنه الاعتراض على ذلك الوصف، وكذلك هو النمساوي كارل بوبر والإنجليزي أ. ج. آير وغيرهم كثير ممن تتحدث عنهم وعن أطروحاتهم الفلسفية كتب كثيرة في الغرب وغير الغرب. فهل وصف أولئك بالفلاسفة في غير محله؟ صحيح أن بعض من يوصفون بأنهم فلاسفة لا يرون أنفسهم كذلك بل ربما رفضوا الصفة، لكن ذلك لا ينسحب على الجميع ولا يعد حكماً عاماً ونهائياً بموت الفلسفة وانتهاء الفلاسفة حتى بالمعنى التقليدي.

لكن بغض النظر عما يراه المفكرون أو الباحثون الغربيون، فإن السؤال يظل عالقاً في أفق الثقافة العربية لأنه ببساطة ليس جديداً، فما طرح على الجابري طرح من قبل في سياقات أخرى. قيل إن المشكلة تاريخية (إذا افترضنا أنها مشكلة!)، فالعرب أو المسلمون لم ينتجوا فلاسفة بقدر ما أنتجوا معلقين أو شراح للفلسفة اليونانية وأن ما أنتجوه ليس فلسفة عربية إسلامية بالمعنى الذي نتحدث عنه حين نشير إلى الفلسفة اليونانية أو الألمانية. وقد يكون في هذا الرأي مبالغة إذا تذكرنا أهمية ما أنتجه الفارابي أو ابن سينا أو ابن رشد مثلاً، لكن انسحاب السؤال على العصر الحديث أقوى، فنحن لم نعرف في تاريخنا العربي الحديث فلاسفة حتى قبل انتشار مفهوم الفكر النقدي أو ثقافة ما بعد الحداثة. أي أنه حتى في زمن الفلاسفة من أمثال هوسرل وهايدغر ممن يعدون فلاسفة بالمعنى التقليدي لم يكد المشتغلون بالفلسفة وأساتذتها في بلادنا يتجاوزون كونهم مترجمين وشراحاً وفي أندر الأحيان مفكرين يحاولون الخروج بشيء جديد على طرقات الفلسفة الغربية مثل محمد الحبابي وعبد الرحمن بدوي. ويعني هذا أن المسألة متصلة بطبيعة الثقافة العربية أو بمرحلتها التاريخية أكثر من أنها متصلة بانسجام الباحثين العرب مع متغيرات العصر كما يقول الجابري. فالجابري نفسه لم ينتج فلسفة بطبيعة الحال ولم يفعل ذلك مجايلوه مثل العروي أو تلامذتهما، وإنما أنتجوا فكراً وأبحاثاً تستفيد من معطيات الفلسفة، أما السبب في ذلك فليس كما يبدو على النحو الذي أرادنا الجابري أن نراه.

في المقالة القادمة سأتوقف عند الجانب الآخر من حديث الجابري.
د/سعد البازعي ..!!
الرابط:

http://www.alriyadh.com/2009/04/08/article420712.html