المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هو الأديب الحق؟ ومن هو الناقد الحق؟


د.عبد الفتاح أفكوح
03-17-2009, 09:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
من هو الأديب الحق؟ ومن هو الناقد الحق؟
فأما الأديب الحق والناقد الحق، فلا أراهما إلا مبدعين معا وعلى حد سواء، فليس الأديب والناقد في شيء يسير أو كثير من الأدب والنقد، إن لم يكونا مبدعين، باعتبار أن النقد إبداع بقدر ما أن الأدب إبداع كذلك، ثم إني لا أرى النقد إلا نهرا يفيض بالماء العذب الفرات الزلال، ولا يجدر به ولا يليق أن يفيض بالماء المالح الأجاج، فهو ينبع من الأدب ويصب فيه، وذات الشأن أراه في الأدب، ثم إني لا أقيم أي وزن لما يسميه البعض (أدبا)، ولا يصل الأدب الحق بأي سبب من الأسباب، أو لما يسمونه (نقدا أدبيا)، وليس من النقد الحق في شيء، فإذا كان العلماء، بكل ما تحمله هذه الصفة من المعنى الحقيقي والأصيل، هم من يخشى الله من عباده:
بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء"
سورة فاطر - الآية رقم 28
فكذلك أرى، والله أعلم، أن صفة (الأديب) لا يستحقها سوى الأديب الذي يخشى الله ويتقيه في ما يخطه بيمينه، وفي ما يلفظه بلسانه، و كذلك ناقد الأدب، الذي لن يكون أهلا لصفة (الناقد) إلا إذا خشي الرحمن ولزم تقواه في ما يكتبه ويلفظ به، بحكم أن الأدب والنقد الأدبي كلاهما من العلم، الذي يجب أن يكون خالصا لوجه الله عز وجل، وليس لطلب شهرة، أو رياء، أو ثروة مالية، أو لطلب عبث وكنز زبد يذهب جفاء ولا ينفع الناس ...
ثم إن الأديب المبدع الحق، والناقد المبدع الحق، هما من يحرصان في ما يخطانه من حروف على الكلمة الطيبة، وهما من يعضان بالنواجذ على الحياء، عملا بروح الآيتين القرآنيتين الكريمتين:
بسم الله الرحمن الرحيم
"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً، كَلِمَةً طَيِّبَةً، كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ، أَصْلُهَا ثَابِتٌ، وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء"
سورة إبراهيم - الآية رقم 24
"وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ، كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ، اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ، مَا لَهَا مِن قَرَارٍ"
سورة إبراهيم - الآية رقم 26
وأما الذين لا يقدرون من الأدباء والنقاد الكلمة الطيبة حق قدرها، وهم يدعون ويزعمون ظلما وافتراء للكذب نسبتهم إلى الأدب والنقد، فيتجاهلونها في ما يكتبون وينكرون ضياءها ونورها، في حين يعرفون الكلمة الخبيثة، ويعشقون إلى حد التقديس ظلماتها، ويقيمون لها نصبا تذكاريا في أنفسهم وفي ما يخطون، ويتعمدون اقتفاء أثر كل كلمة خبيثة، رغبة منهم في كتابتها ونشرها ممدوحة مقروءة بين الناس، فهم ممن قصدهم محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف:
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح، فاصنع ما شئت"
رواه البخاري
هذا رأيي بإيجاز شديد في الأديب الحق والناقد الحق
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

إبراهيم الشتوي
03-17-2009, 10:26 AM
يعتبر الأدب الأخلاقي ، والمراقبة الذاتية للناقد والأديب هما الجانب الروحي للثقافة عموما ، مرورا بحرية الرأي والتعددية الفكرية والذوقية ..
فيجب أن يبتعدا عن التجريح أو المبالغة في المدح والتصريح ..
ويقتربان للمصداقية في الطرح والاستقامة الأدبية ..
طبعا بالإضافة إلى الإلمام بأدواتهما الفنية والنقدية .

الباسق الوارف ... د.عبد الفتاح أفكوح
مرحبا بك وبالعطاء الذي يسكنك ..
حضورك حبور وتواجدك ودق ..
فلا تحرمنا من هتانك الفرات العذب ..
تقديري .

د.عبد الفتاح أفكوح
03-17-2009, 11:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أخي الكريم
إبراهيم الشتوي
ورحمته جل جلاله وبركاته
وبعد ...
لك في البدء من أخيك أبي شامة المغربي شدو الشكر وشذا التقدير على جميل ترحيبك بشخصي المتواضع، وعلى حسن اهتمامك بما نثرت من حروف في هذا المقام، وعلى جود قراءتك ما خطت اليمين من كلمات على أديم هذه الصفحة السنية، ولك ذات الشكر والتقدير على ما أزهر وأورق من بهاء حروفك في سماء هذه الواحة المزهرة، وعسى أن أكون قد اهتديت بتوفيق من ذي العزة والجلال إلى بعض ما تقر به الأعين، ويثلج الصدور ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

نجدي حاطوم
03-19-2009, 11:02 AM
د-عبد الفتاح افكوح

اهلا بك اخي الغالي

ها انا التقيك في ابعاد ادبيه ايضا

واتفق معك ان الناقد والاديب لهما مكانه

على ان يعرفا الله اولا

لان معرفه الله هي الصدق والامانه

والناقد الحق من يكتب عن اعمال الشعراء

يشفافيه وصدق. لا من يكتب عن المقربين منه

فقط

لك كل الحب مني


نجدي حاطوم

أحمد الحسون
03-21-2009, 12:53 AM
د. عبد الفتاح
سلم اليراع الذي يخيط جبة منسوجة بتقوى الله ، اللهم اجعل كل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم ، وجنبنا الخطأ ، واهدنا الصواب. آمين آمين آمين.

جميل أن تطعّم نصك باستشهادات قرآنية ، وأنا أقف معك وقفة لا رجوع فيها ، نحن مسؤو لون أمام الله والعباد عن أعمالنا وكتاباتنا ، ثم إني أوافقك مليون بالمئة بشأن أن الناقد هو المبدع الثاني ، حتى قيل في النقد إن النص لمبدعه الثاني ، ومنهم من قال بموت كاتب النص كــــ جاك دريدا ، وغيره . وهذا لا يعني الانتقاص من الكاتب بل إن المغزى هو التفرغ للنص بحذق بعيداً عن سيرة الكاتب وظروفه ، وإن أكن لست مع هذا القول تماماً إلا أنه يحمل من الدقة الشيء الكثير ، وذلك للالتفات للجانب اللغوي باعتبار أن النص حدثاً لغوياً في المقام الأول.

بوركت يا دكتور وأفاض الله عليك مزيداً من الخير والعطاء الذي لا ينضب بإذن الله.

عائشه المعمري
03-21-2009, 05:16 PM
د. عبدالفتاح
اهلا بك
،
بكل إختصار ،
لابد أن يَكون الأدب ، ونقده ، حسب وجهة نظري
أن لا يُخل بالذوق العام
والذوق العام هنا
يَحتمل أبعاد أخلاقية ، ودينيه ، وفكرية راقية ، مُتعارف عليها ،

ولكن لـ الآسف ، ما يُدونه تاريخ الآدب ، بما يحتويه من نُصوص لـ كُتاب وشُعراء ـ( عُظماء )
لا يَخضع لـ التعريف الذي أوردته في طرحك يا د. عبدالفتاح ،

كل الشكر لك
هل نَحتاج إلى إعاده تعريف الأدب لـ الأجيال القادمة ..!!

سؤال لا ينطوي على إجابة ..

د.عبد الفتاح أفكوح
03-25-2009, 09:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم جميعاً أهل الجود والكرم
نجدي حاطوم - أحمد أنيس الحسون - عائشه المعمري
ورحمته جل جلاله وبركاته
وبعد ...
لكم من أخيكم أبي شامة المغربي غيث الشكر وفيض التقدير على كرم اهتمامكم وجود احتفالكم بما نثرت من حروف نقدية في هذا المقام المزهر بكل حرف عربي أصيل، ولكم ذات الشكر وعين التقدير على ما حلق وأشرق من حروفكما في سماء هذه الواحة العامرة بكل خير، وعسى أن أكون قد اهتديت بتوفيق من ذي العزة والجلال إلى بعض ما تقر به الأعين، ويثلج الصدور ...
دائماً في انتظار مداخلات باقي الإخوة الكرام والأخوات الكريمات في رحاب هذه الجزيرة النقدية المشرقة .. وعسى أن يكون الإبحار آسراً والرحلة ساحرة ...
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

عبد الله العُتَيِّق
03-25-2009, 03:37 PM
د. عبد الفتاح
أشكر لك ما نثرته هنا ، و أذن لي بطرح رؤية ، قد تكون تعقيباً أو تعليقاً ، و لكنها حتماً ليست تثريباً و لا تغليقاً :
حين ننظر إلى الكلام عن الأدبِ في منثور الأدباء نجد أنه لا يخرج عن نوعين :
الأول : أدبٌ ذوقيٌ ، و هو ما يَهواه الشخص فيشتغل بالأدبِ اشتغال الحبيب بمحبوبه ، و المعارفُ تُحبُّ ، فهذا لا ينصرفُ إلى الرؤية الأدبية الأكاديمية الصناعية ، بل يشتغل في التذوقِ ، و تذوقه مبني على خلفيةٍ فكرية و ثقافية .
الثاني : الأدب الصناعي ، و هو الذي يُعتمَل فيه بقواعد السرد و النقد ، و أصول العرضِ و النقضِ ، و من هذا تكونت مدارسُ كثيرة في الأدب ، سواءً مدارس زمنية أو مكانية ، و هذا النوع من الأدبِ ينظر إلى الأدب وفقَ القانون و النظام المعتمد عند أهله .
ما ذكرته ليس لازماً في الأديب ، لأنه مرتبط بأخلاقياتِ الأديب نفسه ، فلو كان مبدعاً في الأدب الصناعي و كان مَبْلياً بسوءٍ في خُلُقِهِ أو لفظه ، فلا يجوز لنا أن نحرمه لقبَ الأديب ، بل له اللقبُ ، و لنا التعليقُ عليه بأنه لو غادرَ و تركَ ما يؤخذ عليه لاكتمل البدر و الجمال .
و لأجل هذا كان تنصيص العلماء بالعناية بمراتب الألقاب ، و أنها لا تُطلَقُ إلا على من توافرت فيه الشروط و انتفت عنه الموانع ، و لم يكن مذكوراً فيها شيءٌ مما ذكرته ، على أنني أعرف أن ما ذكرتموه من جماليات الأدب و كمائل الأديب ، و لكن حين نتحاكم إلى الصناعة العلمية فنقف عند قانونها و نظامها ، و أما في الأدب الذوقي فكما ذكرتَ أننا نرفضُ الكثيرين ممن لا يُحسنون سَوق الآدابِ ، و إنما يُطعمون نصوصهم بسافل القول و دنيئه .
د. عبد الفتاح ، أمنيتي ألا أكون مزعجاً ، لأنني أرغب بالمزيد مما تطرحه .
مودة و تقديراً لك .

د.عبد الفتاح أفكوح
06-29-2012, 09:57 AM
http://www.beautifullife.info/wp-content/uploads/2010/09/17/17.jpg

سارة النمس
07-04-2012, 06:25 PM
فكذلك أرى، والله أعلم، أن صفة (الأديب) لا يستحقها سوى الأديب الذي يخشى الله ويتقيه في ما يخطه بيمينه، وفي ما يلفظه بلسانه،

عزيزي أبو شامة المغربي
من الجميل أن يكون للكاتب علاقة وطيدة بخالقه
و له الحرص بأن يكتب بما يرضي خالقه
و لكن هنا انت قد حصرت الأدب فقط لمن يخشى الله
مع أنه هناك العديد من الأدباء يدينون ديانات ربما نحن لا نقتنع بها
هناك من لا يؤمن بالله أصلا
لذلك أرفض أن نخلط بين هذا و ذاك
التوجهات الدينية و العلاقة بين الانسان و ربه هي خاصة بالفرد و ليس بما ينتج
لذلك لا يمكننا حذف قائمة كل الأدباء الذين أبدعوا بمجال الأدب إن كانت توجهاتهم الدينية لا تشبهنا

قرأت موضوعك فأحببت أن تكون لي مداخلة على ما اقتبست
تحياتي لك و لقلمك المميز

نادية المرزوقي
07-08-2012, 12:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جد مسرورة ، لحضوري الآن و ممتنة لحد السماء لقدري التقاء بقدركم والله،
فشكرا و امتناني للكاتب الكريم ،
فأنا احب هذا الموضوع رغم مدارسه المتعددة و تشعباته الصعبه
لاناله منكم بارك الله فيكم و جازاكم الخير كله يارب بكل هذا الجمال و ببساطة،
فيحلو لي تتبعه من أناملكم بكل أريحة المرور ،

و أعتذر لمشاركتي ان لا تطال قامة الفكر هنا ممن هم ضليعين و مختصين نسبة
لمتذوقة فقط و لها محاولات من جهد فردي دون دراية أو اكاديمية تضعني تحت مسؤولية ،
فكل ما سأكتب مجرد رأي لعشقي لما أقرأ من قدسية حروف عربية نبعها القرآن العظيم سبحان خالقه و منزله،

بسم الله الرحمن الرحيم

،،الأدب وسيلة تلعبير إنساني بشتى دياناته و كل معتقداته الموروثه أو المكتسبه أو القادمــــــة المجهولة ،،

نعم يرتقي برقي الدين نفسه لو نبع منه، و أخشى لو قلت أن الأدب الإسلامي هو أرقى الآداب كون أن الإسلام دين الكمال والشمولية

و أنا صادقة و محقة بحمد ربي يقينا،

فإن هذا لا ينفي أن الكل يرى دينه هو الأسمى رفعة لقيمتـــــــه و فكره و حتى ان لم يكن له دين ،، فلن يبخس نفسه و إن كان خاطئا فيما اعتنقه

لا يقينـــــا لا يعلمه بل صدقا يراه حسب عقله و فهمه.

أساسا الأدب باعتقادي خليط مشارب الدنيا :
نهر أو بحر أو شهد أو عسل أو ماء مصفى أو خمر أو نار أو قيح أو نزف أو صديد أو حميم
في حينه في قالب معين يختار الأديب
لذات المقصد أو مخالفة
، و أحيانا يتشكل أدب الأديب ليشمل كل ذاك ،، أو يفضل أن يختص في مشرب واحد فهو الإناء و النبع .

الأدب موسيقى الروح و الروح لا أرض لها و لا وطن ..

على أساس هذا الناقد الناجح هو الأديب الصادق مع نفسه أولا ثم مع معتقداته الدينية وغيرها
دون المساس بغيره كما لا يريد لنفسه،

حين يتخلص من تلك النزعة،، و ينتقد نفسه بداية مسيرته، فهو سينتهي بشكل عفوي أن يكون ناقدا في أبهى صورة
و أجمل حلة نقدي، للجميع

حين يخرج النص من نفسه المحبة لعمله فوق ما يشتهيه الكاتب و يعرفه حتى.
دون اهتمام لدين أو أي شيء ، سوى حالة النص
و غرقه هو فيها
و تفصيله من كل نواحي الابداع،
الفكرة، الموضوع، توافق البداية مع النهاية،
توظيف الكلمات، رغم بساطتها بشكل سلس لا يتعب القاريء لهثا خلف طلاسم
سلاسة الافكار و انسيابيتها و كأن النص جسد واحد لا تشعر متى انتهى و تمنيت أن يطول

و لا شك أن الروح بعمومية الحالــــ تحتاج و تستكين لقوة اعلى حين غرقها فبين ثورة تلك الأشياء
ضوء الحق و ارتباط القارئ مع المتلقي في جو روحاني و نفحاته
يحدث جمالا أكبر و ابداعا أعظم ، و يا حبذا تكون تلقائية فتصل تلقائية و هذا ما يريح و ليس متصنعا ، فالتطعيم المجبر
لن يفيد النص شيئا ،
انسيابية الروح في التعبير مهمة جدا ،،
من نفس الشخص بإيمانه بما يكتب
حقا
فالصدق حق يصل أكيد،،و لا أبهى من الصدق يشرق في النفس فيجمل كل شيء و يزينه و يرفع مقامه. تقبلوا وافر الشكر و الثناء

من اختكم الصغيرة :

ناديــــــــــــــــــة :)