المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غرفة الطعام..!


مَنَالْ أحْمَد
03-26-2009, 10:56 AM
:
حان الوقت لنخرج من غرفة الطعام,ونطفيء الشموع التي كانت منذ الأزل البعيد تُشِعُ جاهدةً لتمحو آية الليل,
ونخرج لنتحسس عروق روحي ولنطهر أنفاسنا.
في هذه الليلة الظلمة المظلمة ,الحمقاء المستوحشه..التي تُيرقُ فجأة وتطفأ.والتي تُصفق بكيانها لتصدر صوت الرعد!
إقتربت إلى الشمع لأطلق عليها من أنفاسي التي إختلطت بزفير قلبي المحترق.
شدني لونها الأصفر الحزين فتمعنت فيها وقلت:
مابـ لونكِ مصفرة يا شمعتي العزيزه؟
ولدهشتي ردت علي بصوتٍ خافت وقالت:
أنني وحيده.
وانهمرت دموعها .فقلت لها :
انكِ تبكين.!
فقالت:
بل أحترق.
فسجدتُ داعيةً الى الله أن يُشفي وميضها ويُرجع روحها وأن يكفها عن الإحترااق.فمدت يدها اليّ مانعةً لدعائي وقالت:
إنها سنة الحياة فلا تدفنيها.
حينها طلبتُ الله من أعماق قلبي أن تكون نهايتي وإحتراقي مرئي كـ حبيبتي الشمعه.
وتوجهت اليها بكلماتي وقلت:
أيا معشر الشمع..أنا منكم عشتُ وحيدةً وإني أحترق وتحترق أحشائي..فإقبلوني رفيقاً.
واذا بـ دموعي تنهمر بغزارة ,ويسيل نصفي الذائب على الأرض كشمعتي العزيزة,
هلهلت الشموع إعتراضاً بالمرأى وتجمعو على أن يطفأو ناري...

أضحكني الموقف ..فقلت مستهزأة:
كيف يطفيء الجرح جرحاً!؟
فتجمعو أطلقو أنفاسهم على لهيبي .وإذا بي أحسُ بألم شديد يعصر كُل عروق جسدي النحيل,من أعلى رأسي إلى أخمص قدمي.
لم أستطع السيطره على كياني ..أغمضتُ عيناي ولكنني أحس وأسمع ما يجري حولي.
أسمع صراخ وعويل الشمع من آلامهم.
وفجأة ..في تلك اللحظه إنقطع السمع وكأني أغرق في غيبوبة من الألم.
بعد برهةً من الزمن والتي أكفتني لأن استردّ قوةً,فرفعت جفني لأرى حولي العدم ,وبقايا الحريق!

نظرتُ إلى نفسي لأرى إنسكابي على فِراش الموت.

انتهت.

عائشه المعمري
03-26-2009, 02:57 PM
الشمع يحترق من أجل روح ما قاربت على الموت ،
بـ ضوء خافت تستعيد تلك الروح حياتها ،


أما أنتِ يا منال ،
حياة تستحق أن تُحرق الأشياء من أجلها ، لا العكس ،


تَملكين حرَفاً سَرديا واسع الأفق ،
ذو بوصلة بإتجاه واحد ، تستقيم نحو غيمة حبلى بالمطر ،،


كُل الشُكر ، لأنك بيننا

صالح الحريري
03-26-2009, 03:21 PM
أحداث مضيئة ..

كشمعتكِ الأزلية يــ منال ...!!

سلسلة أنيقة سهلة المفردة تنسكب فينا كالضوء المبارك ...!

غرفة لغتك مكتظة بالحكايات الشهية الأدبية بمائدة لا تكتمل إلا بحضور مفردتكِ ...!

مودتي ..

أحمد الحسون
03-26-2009, 04:32 PM
وثير وجميل هذا السرد
أغنيتِ روح القصّ بإيجاز وحُسن إيصال
تراصٌّ في المعنى والمبنى.

دمت بخير

مَنَالْ أحْمَد
04-07-2009, 10:46 PM
الشمع يحترق من أجل روح ما قاربت على الموت ،
بـ ضوء خافت تستعيد تلك الروح حياتها ،


أما أنتِ يا منال ،
حياة تستحق أن تُحرق الأشياء من أجلها ، لا العكس ،


تَملكين حرَفاً سَرديا واسع الأفق ،
ذو بوصلة بإتجاه واحد ، تستقيم نحو غيمة حبلى بالمطر ،،


كُل الشُكر ، لأنك بيننا


:


إنها تحترق لتنير
وتشتعل لتضيء.!


عائشة..
لا عدمتك..
شكراً لانكِ قريبة

.

مَنَالْ أحْمَد
05-09-2009, 02:42 PM
أحداث مضيئة ..

كشمعتكِ الأزلية يــ منال ...!!

سلسلة أنيقة سهلة المفردة تنسكب فينا كالضوء المبارك ...!

غرفة لغتك مكتظة بالحكايات الشهية الأدبية بمائدة لا تكتمل إلا بحضور مفردتكِ ...!

مودتي ..






:


شمعتي ؛
تكاد تخبو يا صالح .!




شكراً تتلوك ضوءً حاضراً فلا تغيب
وكن بخير


.

عبدالله العويمر
05-09-2009, 08:41 PM
مُضِيْئة ُ ُ يَامَنَال ، وهَذا سِر جَمَال وُجُود ُ الإنْسَان

دُمْتِ بــ ألَق