المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غُصة الكتمان ..ومرارة الإفصاح


هاني النجار
04-04-2009, 08:28 AM
تساءلت.. وهى تتأرجح بين غصة الكتمان، ومرارة الإفصاح.
كيف تقاوم ذلك الإحساس الذي داهم قلبها وتسرب إليه في خفة؟
كيف تقاوم ذلك الحب الذي يضج في جسدها المتخم بالحرمان؟
كيف تقاوم ميلها الجارف نحوه؟..
فهو من أحبته، وآثرته دون غيره ممن تهافتوا تحت قدميها،
هو من أجج في قلبها مشاعل الحب ليخفق باسمه؛ فتنام على صورته، وتصحو على نبرات صوته.
هو من مَلك جوارحها، وتسلل إلى أعمق أعماق قلبها ليسكن دمها،
هو من حرك داخلها آلة الحب الصدئة، وأشعل خلجات نفسها العطشى بناره.

لكن صمته وشروده الدائمان جعلاها فريسة لحيرة ليس لها مثيل.
جعلا مشاعرها وأحاسيسها تتخبط في تباين مستمر؛ فتارة تكون على يقين أنه غارقاً في لجة حبها مثلما هى ذائبة في بوتقة حبه، وتارة تشعر من قسوته المُصطنعة، وحدته المُفتعلة، وجفائه الذي كان يتكبد مشاقاً هائلة في سبيل إظهاره أن بينها وبين قلبه ملايين المسافات.
وعلي حين غرة.. وبينما هى حالمة تهوم في أجواء حبه؛ داهمت ملامحها انفعالات حادة حين تذكرت أنه قد حقق حلمه القديم ورحل.
حلمه الدائم بالرحيل قد تحقق أخيراً.
إلى أين؟... لا تدري.
كيف؟...
أيضاً لا تدري.
متي؟...
ربما في اللحظة التي علم فيها أن حبه لها حقيقة تنبض في صدره، وليست سحابة صيف كما كان يعتقد.
وجاءت اللحظة وهرب منها إلى الأبد وهى ذاهلة.. تتأرجح بين غصة الكتمان، ومرارة الإفصاح.

***
لم تكن تدري أنها تسكنه،
تسبح في عقله ووجدانه ومشاعره.
لم تكن تدري أنها سحرته من أول لحظة إرتشقت فيها عينيها بعينيه المُغيبة في عتمة الواقع ومرارته.
ملأت خواء صدره الخرب بإحساس طالما احترق شوقاً إليه.
ألهبت وجدانه.. أشعلت النار في عواطفه التواقة للحب؛
فجعلته يرحل في براح إشراقها ونضارتها مجتازاً لحدود الزمن، عابراً فوق آلامه وأحزانه.. وهى لا تدري.
لا تدري أنه يشعر في اللحظات التي يقضيها بجوارها أن العالم قد خلا من أهله،
وأن الزحام قد فض من حولهما، وأن عمره بطوله وعرضه هو فقط تلك اللحظات.
أحبها بكل فرائسه، ودخل أسرها منساقاً أمام قوة لا تُقاوم.
فكانت أول من سكن قلبه، واستقرت تتفيء ظلال إحساسه الدفيء.
تكسرت فوق أهدابها عزيمته، واعترف لأول مرة بالهزيمة التي لم تعرف إلى قلبه سبيلاً من قبل.
كان يشعر وهى بعيدة عنه أنه غائباً عن الوجود بلا معنى،
أن أحاسيسه تبلدت،
وقلبه لم يعد يخفق،
أن نظراته تندفع عشوائياً بغير هدف تبحث عنها،
أن الطعام ليس ذا طعم.. والنوم ليس له جدوى.
ورغم ذلك، ورغم تلك العاطفة التي كانت تجيش بقلبه؛ آثر الهرب،
آثر أن يطوي القلب على أسراره، ويُخفي آتون حبها ليحرقه وحده،
آثر ألا يعذبها معه، ألا يتناول يدها ثم يتركها في نصف الطريق،
آثر أن تزيد عذاباته واحدة، وأن يسكن صحراء الوحدة بعيداً عنها.
احترف الهرب حتى من نفسه.. فكان يخرج وحيداً بلا هدف ولا وجهة تستقبله،
يقفز في سيارة لا يدري إلى أين تأخذه؛
ينظر عبر زجاجها فيراها أمامه تحدثه وتجري ملامحها بطول الطريق،
يجلس أمام البحر الهادر الخفاق فيراها تلوح من بين الأمواج،
يقف صامتاً واجماً شارداً بينما عبيرها يتهادى مع شلال الماء المندفع عبر الصنبور،
يغلق عينيه فيراها تتمايل في براح عتمة تيَّه.
شيء لم يصدقه،..
لم يصدق أن هناك امرأة تحتله،
أن هناك امرأة جعلته كالمجذوب في حبها لا يرى سواها. ولا يشعر بغيرها.
حين أردفت تبارك يوم زواجه نظر في عينيها بعمق، وحملق في ذلك الشيء المهيب.
ثم أغلق عينيه، وصر على أسنانه بعنف وكأنه ود أن يصرخ في وجهها ويبوح بمكنون صدره.
لكن القدر ألجم لسانه، وكبله فسكت على مضض.
أخفى تلك النيران التي احتدمت في صدره،
أخفي ذلك البركان الذي ثار في قلبه،
ووارى عن أعين الناس عيناه.
لكنه لم يصمد طويلاً هزمته الحقيقة فصدقها مبهوتاً،
وراح هو الآخر يتأرجح بين غصة الكتمان..... ومرارة الإفصاح.

م.عبدالله الملحم
04-04-2009, 11:53 AM
:
:


يا هاني
هي الــ أقدار
لا تصرُخ : أبداً .
قرارها ــــــــ الكِتمان .
تقديري .



:
:

موزه عوض
04-04-2009, 12:07 PM
،://:،


مرارة أن نفصح بكل شي ولا ندري ما قد يخبئة القدر لنا
بعض الكتمان قد يبيد أضلع الصمت ليحيل تراب الحقيقة بركان يهد تفاصيل كل شي

وكل شي نصيب ونمضى بما تتلو الأقدار آياتها عمرا





هاني النجار


دائما بحرفك هالة من ضياء الفكر والسرد العفوي
يمنحني التقاط النقطة للنقطة الأخيرة


لا هنت أخي



:://::

عبدالعزيز رشيد
04-04-2009, 03:22 PM
ياهاني
ماأكثر الزحام الموجود في الداخل وإن بدت ملامحهم هادئة خالية من أيّ شيء,ومايثير إعجابي بأنّني أحسست فعلا بازدحام المشاعر المطوّقه بالكتمان بطريقة ترتيبك لكلماتك والعنوان كان فعلا عنوان
تحيّاتي لك

عبدالله العويمر
04-04-2009, 04:44 PM
هانِي

تَختَصر مسافَات الحَديْث بِحَرْفِك

جَمِيْل ، وأكْثر

هاني النجار
04-04-2009, 06:25 PM
:
:


يا هاني
هي الــ أقدار
لا تصرُخ : أبداً .
قرارها ــــــــ الكِتمان .
تقديري .



:

:

نعم ياعبدالله إنها هي الأقدار

فكل شيء في حياتنا بقدرالله

ولك تقديري ،ودام مرورك على كلمات الفقير

لك مودتي

هاني النجار
04-04-2009, 06:38 PM
،://:،


مرارة أن نفصح بكل شي ولا ندري ما قد يخبئة القدر لنا
بعض الكتمان قد يبيد أضلع الصمت ليحيل تراب الحقيقة بركان يهد تفاصيل كل شي

وكل شي نصيب ونمضى بما تتلو الأقدار آياتها عمرا





هاني النجار


دائما بحرفك هالة من ضياء الفكر والسرد العفوي
يمنحني التقاط النقطة للنقطة الأخيرة


لا هنت أخي



:://::



الغصة تسبب ألم ،والإفصاح يسبب مرارة

وهما بين غصة الكتمان ومرارة الإفصاح


ياونة.. سلم وعيك،ودام مروركِ المبهج

لكِ مودتي

هاني النجار
04-04-2009, 06:42 PM
ياهاني

ماأكثر الزحام الموجود في الداخل وإن بدت ملامحهم هادئة خالية من أيّ شيء,ومايثير إعجابي بأنّني أحسست فعلا بازدحام المشاعر المطوّقه بالكتمان بطريقة ترتيبك لكلماتك والعنوان كان فعلا عنوان

تحيّاتي لك


وتحياتي لك أيضاً ياعبدالعزيز

وسلم وعيك ،نعم هو زحام في الداخل

ويظهر علينا مجرد لحظة

دمت بخير ..وللخير دائماً

لك مودتي

هاني النجار
04-04-2009, 06:44 PM
هانِي

تَختَصر مسافَات الحَديْث بِحَرْفِك

جَمِيْل ، وأكْثر

ياعبدالله

الجميل دوماً هو مرورك الألق..

فلا تحرمنا إياه

لك تحياتي ومودتي

سكون الليل
04-04-2009, 08:32 PM
لماذا..ونحن نجيد الحديث..وفنون الكلام..
نلجأ الى الصمت عندما يتعلق الامر بمشاعرنا..
ولماذا..تلازمنا تلك الغصة..وتلك المرارة..
اليس اللسان هو المتحدث الرسمي..لمشاعرنا ..؟!
لماذا تجبره المشاعر على الصمت..!!
وتفضل ان تكون في دياجر الالم..وبوتقة الانغلاق..!!


هـآني..اقتربت كثيرا برائعتك من الوجدان ..شكرا لك

هاني النجار
04-05-2009, 09:56 AM
لماذا..ونحن نجيد الحديث..وفنون الكلام..

نلجأ الى الصمت عندما يتعلق الامر بمشاعرنا..
ولماذا..تلازمنا تلك الغصة..وتلك المرارة..
اليس اللسان هو المتحدث الرسمي..لمشاعرنا ..؟!
لماذا تجبره المشاعر على الصمت..!!
وتفضل ان تكون في دياجر الالم..وبوتقة الانغلاق..!!



هـآني..اقتربت كثيرا برائعتك من الوجدان ..شكرا لك


مفردات لغة الصمت أثرى وأبلغ من مفردات لغة الكلام

بل أحياناً يكون الصمت هو اللغة الوحيدة المقبولة في هجير الظروف الضاغطة

والآلام الطاحنة....

سكون الليل..مروركِ مبهج

دمتِ بكل خير ،تحياتي ومودتي

عائشه المعمري
04-05-2009, 05:19 PM
هاني ،

أهلاً بك ، وسهلاً لـ عودتك

هَكذا نحن ، بين غصة ومرارة
بين كبت ، وحرية لـ شعور مُتشرنق
لا نُصدقه في صدقه ،
ولا نُكذبه في كَذبه ،

حتى نصل إلى نَصْل الحقيقة ـ فـ نُفجع ،


سأعود يا هاني ،
لأنك تستحق أكثر من قراءة

هاني النجار
04-05-2009, 07:43 PM
ونصل الحقيقة يا عائشة، هو في الحقيقة ظهر سكين
يذبح بكل برود وتشفي وسادية
ثم يتركنا نلفظ أنفاسنا شيئاً فشيئاً
بين ترنيمة الرحيل، وعذاب المحتضر المضجر بدامه التي تسيل قطرة بقطرة
ليموت ألف مرة .. بمذاق المرارة والغصة

في انتظار عودتكِ يا عائشة، ودمتِ ودام لي مروركِ الباهي

نَفْثة
04-05-2009, 09:26 PM
هَانيّ .,/

غَصةُ الْكَتْمَانِ نَار
وَ مَرارةُ الْأفْصَاحِ رَماد يَودُ أن يَرجع للْنَارْ .

سَحْبُك الْتَسلسُلي للْوَصف كَان رَائعاً
وَ مُعجَون بالْبياضَ وَ تَنْهِيدةْ.

هاني النجار
04-07-2009, 09:29 AM
هَانيّ .,/

غَصةُ الْكَتْمَانِ نَار
وَ مَرارةُ الْأفْصَاحِ رَماد يَودُ أن يَرجع للْنَارْ .

سَحْبُك الْتَسلسُلي للْوَصف كَان رَائعاً
وَ مُعجَون بالْبياضَ وَ تَنْهِيدةْ.









الرائع هو مرورك ِ المبهج

لا حرمنا الله إياه

دمتِ بخير ،ولكِ مودتي