المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في كتاب جيش الإنقاذ للدكتور العجيلي


محمد الناصر
09-22-2006, 09:30 PM
جيش الإنقاذ الكتاب الأخير للدكتور عبد السلام العجيلي
يضم الكتاب مجموعة من ذكريات المؤلف ورفاقه مرفقا بالصور الفوتغرافية لآلة تصوير قديمة تعود إلى ثلاثينيات القرن العشرين ..... وفي حقيقة الأمر ، إن تلك الصور لم تكن ذكريات الدكتور العجيلي إنما هي ذكريات لكل عربي .
حين نفتح الكتاب نشعر أننا مدينين بالشكر للأستاذين " أكرم الزعتري " و " فؤاد الخوري" - وهما عضوان في /المؤسسة العربية للصورة / في باريس – اللذين قدما إلى مدينة الرقة لزيارة الدكتور عبد السلام العجيلي ، وأخذا منه مجموعة من الصور وأعادا إخراجها وتكبيرها ومن ثم تم عرضها في مدينة نانت الفرنسية .
أما الدكتور العجيلي فيروي لنا في مقدمة الكتاب وقع تلك الصور حين أعيدت إليه في نفسه : قلت أن هذه الصور لمّا أعيدت إليّ ، بدت لي ناطقة ومؤثرة ، مؤثرة علي أنا بصورة خاصة ، فقد أعادتني إلى ظروف التقاطها وإلى الأحداث التي تذكرني بها ، خطر ببالي أنها في عددها وقيمتها تصلح لأن يقام لها معرض أو تلقى عنها محاضرة ، ثم تداعت الأفكار علي ، فوجدت أن الذكريات التي تثيرها من الكثرة بحيث تستطيع أن تملأ كتابا فكان هذا الكتاب 0
يقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام وهي :/ دفتر الجيب الصغير – مقالات وذكريات – ملاحق /
أما دفتر الجيب الصغير فهو كما يصفه لنا الكاتب : دفتر صغير بني اللون ، وهو الذي حفظ لنا القسم الأكبر من ذكريات تلك الحرب ، ويروي المؤلف في هذا القسم الأحداث مقيدة باليوم والشهر ، والظروف التي رافقت تشكيل جيش الإنقاذ ... وبنية الجيش التي تعتمد على أساتذة ونواب وأطباء إلى حمّالين مرورا بكل طبقات المجتمع ، ولعلّي في هذا القسم أجد شيئا قد غاب عنا كما سيجده كل عربي سيقرأ هذا الكتاب وهو الغيرة الحقيقية التي نحتاج على قسم بسيط منها هذه الأيام ،
فنرى في جيش الإنقاذ أن النائب والمحامي والأستاذ والطبيب قد تركوا المقاعد الفاخرة والأجواء المرفهة طواعية ... شباب من كل الجهات والثقافات لا يجمعهم سوى وحدة الهدف ، وما أسماه من هدف 0
_ في القسم الثاني من الكتاب /مقالات وذكريات / قسّم المؤلف هذا القسم إلى مقالات تبدآ بمقالة / لكل من هؤلاء قصة / يروي فيها لمحة سريعة عن مجموعة من الشباب المتطوعين وظروف تطوعهم 0وهم :
حسني : وهو قائد الدرك المتقاعد المهذب" أبو رضا" يقود كتيبة من مجاهدي حمص سموها كتيبة خالد بن الوليد0
وعمر : وهو طيار بقيت له عشرة أيام لينال شهادة الطيران ، لم يطق صبرا على هذه الأيام العشرة وقد بذلت له الوعود والمغريات ليرجع إلى عمله وإلى أمه التي هو وحيدها 0
أما حسن فهو كما يصفه المؤلف لائث عمامته على رأسه ، متوشح بعقاله، مكشر عن أنيابه، عامل اللاسلكي ، بوهيمي الحملة على كثرة ما فيها من البوهيميين0
_ المقالة الثانية وهي / غداء عند مختار / ويروي فيها دعوة مختار القرية التي كان يقيم المتطوعين فيها على الغداء والذي كان كله مطبوخا بزيت الزيتون لكثرته في جبال الجليل ، والمصادفة كانت أن الدكتور العجيلي لايأكل زيت الزيتون مما أبقاه جائعاً ورفاقه ينعمون بالخيرات0
_ المقالة الثالثة: وهي حلق الدقن وهي قصيدة كتبها المؤلف بعد أن قام أحد أفراد الحملة وهو عبد الحميد السراج بحلق دقنه ومطلعها :
حلق الدقن وأصبح أمردا ضابط في الجيش لايخشى الردى
- المقالة الرابعة : وهي / لقاء في عكا/: حيث يذكر المؤلف رحلتهم إلى عكا للاستحمام ، وأثناء عودتهم من الماء ناداهم مجموعة من الشباب الفلسطيني كانوا يجلسون في حانوت ، جلس الجميع وبدأ أحد الموجودين يعرف على الشباب الفلسطيني ولما عرف عن نفسه وإذ به الشاعر الفلسطيني المعروف / عبد الكريم الكرمي أبو سلمى/ 0
- المقالة الخامسة : وهي نزول على الساحة / وهي تكملة للمقطع السابق وبعض الظروف المرافقة لتلك الرحلة " رحلة الاستحمام "
- المقالة السادسة : وعنوانها / عبد الباقي / وهو خال المؤلف ويتحدث فيها الكاتب عن مفاجئة التحاق خاله وهو صاحب دكان في مدينة الرقة ، يقول المؤلف :
فوجئت أنا بمجيء خالي إلينا ، ولا سيما أنني لم أخبر أحدا من أهلي نيتي بانضمامي للمجاهدين ، ولم يسعني إلا الترحيب به 0
ويروي لنا الكاتب في هذه المقالة أن مجموعة من المتطوعين جاءوا للانضمام إلى الجيش وهم ضباط من لبنان ، في حين أسندت إلى المدعو عبد الباقي مهمة الحراسة

أما القسم الأخير / ملاحق / فيستحوذ على نصف الكتاب وهو عبارة عن ثلاثة ملاحق يختتم بها المؤلف كتابه 0
والملاحق الثلاثة هي :
الملحق الأول : وهو عبارة عن محاضرة كان الكاتب قد ألقاها وتحدث فيها عن بعض وقائع أيام جيش الأنقاذ0
الملحق الثاني : نبوءات الشيخ سلمان / هو قصة اغلب أحداثها متخيل كما يقول المؤلف ولكن جوها من جو تلك الأيام 0
أما الملحق الأخير: فهو شبه محضر أو مستند عن أحد جوانب تعاملنا وتعامل العالم مع القضية الفلسطينية التي كان جيش الإنقاذ إحدى فقراتها، وهذا الملحق لم يسبق أن تم نشره 0
يقع الكتاب في 190 صفحة من القطع المتوسط ، وقد صدر الكتاب عن دار كلمات ليعيد إلينا ذكرى جيش الإنقاذ طرفا من أعماله بعد أن شحبت هذه الذكرى في أذهان الأجيال المتتالية من أبناء الأمة العربية ، حتى كادت أن تنمحي منها ، أو أنه انمحت تماما 0
وصفحات هذا الكتاب لها صفتها التاريخية والتوثيقية التي لاشك فيها ، فإنها لا تقل في تشويقها وإمتاعها وإفادتها عن سائر الأعمال الأدبية والفكرية التي سبق أن أصدرت للدكتور العجيلي 0

سلطان ربيع
09-22-2006, 10:33 PM
رحمة الله
لقد قفدت الأمة أحد المثقفين برحيلة .

الدكتور عبد السلام العجيلي
مدينة من وعي .

يامحمد الناصر
هل لك أن تتقبل كل فيض شكري وتقديري

ودمت بخير .

اسعد الروابة
09-23-2006, 04:09 PM
الاخ محمد الناصر

دراسة موفقة لاخر كتب الاديب الراحل العجيلي

كل الشكر