المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طي الغد


عبدالاله الأنصاري
05-02-2009, 05:24 PM
الأعلى ليس هو المكان المناسب دائما.
صرخ بها وألقى بجسده من الدورالسابع وسط ذهول رفاقه.
مهند كان هو الوحيد الذي يعلم بأن ذلك سيحدث في يوم ما، فهو يعرف صديقه جيدأ، ويعلم بأن السماء لا تحتفي بالأوغاد كل حين.
قبل ساعة السقوط الأخير بيوم كان لا يفتأ يشتم الحظ ويلعن الطبقية ويزدري القبيلة, وأكثر من ذلك كان يشك في عدل السماء :
- الرب الذي أوجدنا ألم يجد غيري من بينكم ليصب عليه سخطه فيضعه في هذه المنزلة الحقيرة.
- دعك من هذا . الطريق التي نسلكها تتكرركمفردات طفل يتعلم الكلام، وأحيانا كالبيت الموقوف بلا وجه حق .. ذلك الذي لا يدر عليك مالا، أو كالأرض البور التي لا أنت تخلصت منها ولا هي أطعمتك.

كان مهند يعلم بأن هذه الأفكار التي تخاتله ستأتي عليه، و على أقل تقدير ستذهب بعقله.
فجوة شاسعة بينه وبين واقعه. الأحلام البعيدة المدى .. براكين تصيب حممها أقرب الناس إليه. لايتوانى عن توزيع الشتائم بدءاً من أطفاله الصغار متجاوزاً الوطن وحتى أبواب السماء.

وجده يوماً جالساً أمام باب بيتهم يعبث بالتراب. عندما رآه مقبلا عليه بادره بالقول:
- ألسنا كلنا من تراب، ومع ذلك التِّبر يعلن براءته منا، بل هناك من أصبح إلهاً والتعريض به طريق البسطاء إلى الجحيم.
- لن تغير العالم يا صديقي والناس مراتب. ربك يهب من يشاء ويختبر صبر من شاء.
- والتقوى التي هي مقياس التفرقة يامهند.
- تلك القلوب وليست السحنات.
- وددت لو أنني ( جرّافة ) لأساوي التراب بالتراب.
- أما أنا فأود لو أنك إنسان وتتناسى ذلك الحقد والغل الذي يعتمل فيك حتى يكاد أن يفتك بك.
- تعني أن أستسلم للعراء وأنساق مع البسطاء تحملنا الريح حيثما شاءت ونظل نسبح ونشكر بحمد المنّان.
- أعني ألّا تتأسى لماضٍ وتعجّل بالسير لتدرك حاضرك وتنشئ مستقبلك.
- أعدك بأنني سأطوي المسافة وأدرك ما بعد المستقبل.

عائشه المعمري
05-02-2009, 08:10 PM
وجده يوماً جالساً أمام باب بيتهم يعبث بالتراب. عندما رآه مقبلا عليه بادره بالقول:
- ألسنا كلنا من تراب، ومع ذلك التِّبر يعلن براءته منا، بل هناك من أصبح إلهاً والتعريض به طريق البسطاء إلى الجحيم.
- لن تغير العالم يا صديقي والناس مراتب. ربك يهب من يشاء ويختبر صبر من شاء.
- والتقوى التي هي مقياس التفرقة يامهند.
- تلك القلوب وليست السحنات.
- وددت لو أنني ( جرّافة ) لأساوي التراب بالتراب.
- أما أنا فأود لو أنك إنسان وتتناسى ذلك الحقد والغل الذي يعتمل فيك حتى يكاد أن يفتك بك.
- تعني أن أستسلم للعراء وأنساق مع البسطاء تحملنا الريح حيثما شاءت ونظل نسبح ونشكر بحمد المنّان.
- أعني ألّا تتأسى لماضٍ وتعجّل بالسير لتدرك حاضرك وتنشئ مستقبلك.
- أعدك بأنني سأطوي المسافة وأدرك ما بعد المستقبل.


رُغماً عَن سقوطه ،
يعتقد بأنه سيدرك ما بعد المُستقبل



عبدالإله الأنصاري ،
أهلا بـ هذا النبض المسرود ،
على صراط واقع ـ يَزداد إعوجاجاً يوماً بيوم ،


كـ عادتك با عبدالإله ،
تُدهشنا ، وتمضي ،
تثير التساؤلات فينا ،
تُشير بـ سبابة واحدة لـ الأفق
وتدعونا لـ قرائته بـ حرفك أنت ، وحدك /



رائع يا أخي ، رائع
وماذا عساي أن اٌقول

عطْرٌ وَ جَنَّة
05-02-2009, 09:16 PM
- لم أصل -
هذا الاسم الَّذي طَالما وثّق فِي أصابعي ..
الْخُطى نَحو تِلك الْذاكِرة المُفاجِئة.. الْتِي تُعيدنا للوراء [ قبل الْتَارِيخ ] دُفعةً واحدة ..
وتجرُّنا بِرَكض الضَّوء ..إلى [ مابعد المُستقبل ] دهشةً واحِدة .

يا : عبد الإله
رِوايةٌ أنْتَ
بِلا فُصول ’’لاتَنْتهِي’’
وأمهات الْغَيم ..يحفظنها ..
لِتَربيةِ الْمطر ,

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif

أحمد الحسون
05-03-2009, 02:34 AM
أخي الفاضل

شكراً لك

سرد فيه صراع واضح بين الشعور واللاشعور
إلا أن العاقل الباطني لمهند سيطر عليه تماماً ، وتربع التداعي الحر ليكون سيد الحاضر الذي يتلاشى أمامه عن يقين رغم فضه له.

دمت بخير وليراعك مزيد من العطاء
تقبل مروري المتواضع أخي.

خالد صالح الحربي
05-04-2009, 11:25 PM
*
مُجْرِمٌ يَا عبدالإله ،
في كُلّ حالاتك تنتصِر لقارئك من اليَبَاس .
وَردةٌ لا تَذْبُل .

عبدالاله الأنصاري
05-05-2009, 05:24 PM
رُغماً عَن سقوطه ،
يعتقد بأنه سيدرك ما بعد المُستقبل



عبدالإله الأنصاري ،
أهلا بـ هذا النبض المسرود ،
على صراط واقع ـ يَزداد إعوجاجاً يوماً بيوم ،


كـ عادتك با عبدالإله ،
تُدهشنا ، وتمضي ،
تثير التساؤلات فينا ،
تُشير بـ سبابة واحدة لـ الأفق
وتدعونا لـ قرائته بـ حرفك أنت ، وحدك /



رائع يا أخي ، رائع
وماذا عساي أن اٌقول

وكعادتك تلتقطين العميق من الحكايات وتبثينها فكرة
شكرا لقلبك يا عايشة
مودتي ،،

قايـد الحربي
05-05-2009, 05:43 PM
عبدالإله الأنصاري
ــــــــــــ
* * *


مُنذُ زمنٍ وَ أنتَ تُهيّئُ ليْ مُتّكأً لَنْ أبْرَحَه وَ أنَا رَابِحُه ،
هَنيْئاً ليْ / لنَا / لكَ ، بكَ .

أشكرك حدّ الحُبّ .

مروان إبراهيم
05-06-2009, 02:32 AM
:

عبدالإله ،

والحرف الذي يفتش عنه الضوء ليلتقطه !
تختصر الأشياء بشكلٍ عميق
.. فنفكر طويلاً .
رائع دائماً .. و أستاذ !

سعد المغري
05-06-2009, 07:41 AM
..

عبدالإله الأنصاري.

كان نص سردي غريب جداً ومغاير..
هذه الـ.قدرة الـ.كتابية لاتأتي
إلا من عمق حسي فائق الإبداع والـ.روعة..
كل الـ.تحية إلى هذه الـ.روح وهذا الـ.سمو الفكري..
..

د. منال عبدالرحمن
05-06-2009, 11:26 AM
تلكَ المناورة لاعتمالاتِ الرّفضِ في الذّات , و مجابهةِ الأمسِ بأشياءٍ في طيِّ الغدِ , الجهلُ بها أجملُ منها ..
شكّلت تصاعداً رائِعاً لأنفاسِ السّردِ هُنا .

و دائماً يا أستاذ عبد الإله , ما تملكُ القدرةَ على المفاجأةِ و الدّهشةِ

سلمتْ يُمناكَ و هذا الفِكر .

عبدالاله الأنصاري
05-08-2009, 03:16 AM
- لم أصل -
هذا الاسم الَّذي طَالما وثّق فِي أصابعي ..
الْخُطى نَحو تِلك الْذاكِرة المُفاجِئة.. الْتِي تُعيدنا للوراء [ قبل الْتَارِيخ ] دُفعةً واحدة ..
وتجرُّنا بِرَكض الضَّوء ..إلى [ مابعد المُستقبل ] دهشةً واحِدة .

يا : عبد الإله
رِوايةٌ أنْتَ
بِلا فُصول ’’لاتَنْتهِي’’
وأمهات الْغَيم ..يحفظنها ..
لِتَربيةِ الْمطر ,

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif





ضمخته بأنفس طيبك يا عطر
فكيف له أن يقابل كل هذا السخاء منك
فيضك جاد فأخرس الحرف
أرجو أن أستحق ولو القليل
لله درك
امتنان عميق وود لا ينتهي

نوف عبدالعزيز
05-10-2009, 12:16 PM
عبد الاله

أتابعك من بعيد في موطن تسكنه بالقرب من هنا و يا للأسف

لتوي أعلم أنك تسكن هنا يا باذخ الحرف :)

أردت أخبارك بأنك ساحر و تفقدني النطق أحياناً بل أغلب الوقت

و ها أنا أتدثر بالبكم كعادتي أمام حرفك

جنائن ود و ورد تكسيك

عبدالاله الأنصاري
06-06-2009, 04:01 AM
أخي الفاضل

شكراً لك

سرد فيه صراع واضح بين الشعور واللاشعور
إلا أن العاقل الباطني لمهند سيطر عليه تماماً ، وتربع التداعي الحر ليكون سيد الحاضر الذي يتلاشى أمامه عن يقين رغم فضه له.

دمت بخير وليراعك مزيد من العطاء
تقبل مروري المتواضع أخي.

شكرا لقلبك وحضورك الأجمل يا أحمد
كل الود

عبدالاله الأنصاري
06-10-2009, 05:56 PM
*
مُجْرِمٌ يَا عبدالإله ،
في كُلّ حالاتك تنتصِر لقارئك من اليَبَاس .
وَردةٌ لا تَذْبُل .

خالد.. يغبطني ذلك
ولكم يبهجني - كثيراً - حضورك
شكرا لقلبك
مودتي ،،

عبدالاله الأنصاري
06-10-2009, 06:01 PM
عبدالإله الأنصاري
ــــــــــــ
* * *


مُنذُ زمنٍ وَ أنتَ تُهيّئُ ليْ مُتّكأً لَنْ أبْرَحَه وَ أنَا رَابِحُه ،
هَنيْئاً ليْ / لنَا / لكَ ، بكَ .

أشكرك حدّ الحُبّ .

هل يكفي أن أخبرك بأني أحب هذا الرجل / قايد
صدقاً

لا عدمتك ،،

عبدالاله الأنصاري
06-21-2009, 04:18 AM
:

عبدالإله ،

والحرف الذي يفتش عنه الضوء ليلتقطه !
تختصر الأشياء بشكلٍ عميق
.. فنفكر طويلاً .
رائع دائماً .. و أستاذ !

كم أغبطني على قرب نبيل مثلك يا مروان
شكراً لقلبك
مودتي ،،

عبدالاله الأنصاري
06-29-2009, 06:26 PM
..

عبدالإله الأنصاري.

كان نص سردي غريب جداً ومغاير..
هذه الـ.قدرة الـ.كتابية لاتأتي
إلا من عمق حسي فائق الإبداع والـ.روعة..
كل الـ.تحية إلى هذه الـ.روح وهذا الـ.سمو الفكري..
..

شهادة أعتز بها كثيراً من قدير مثلك يا سعد
شكرا لقلبك
مودتي ،،

عبدالاله الأنصاري
06-29-2009, 06:28 PM
تلكَ المناورة لاعتمالاتِ الرّفضِ في الذّات , و مجابهةِ الأمسِ بأشياءٍ في طيِّ الغدِ , الجهلُ بها أجملُ منها ..
شكّلت تصاعداً رائِعاً لأنفاسِ السّردِ هُنا .

و دائماً يا أستاذ عبد الإله , ما تملكُ القدرةَ على المفاجأةِ و الدّهشةِ

سلمتْ يُمناكَ و هذا الفِكر .

قراءة نبيلة مثلك تضيف الكثير للنص وصاحبه يا منال
مدد لا ينتهي من الشكر
مودتي ،،

عبدالاله الأنصاري
06-29-2009, 06:29 PM
عبد الاله

أتابعك من بعيد في موطن تسكنه بالقرب من هنا و يا للأسف

لتوي أعلم أنك تسكن هنا يا باذخ الحرف :)

أردت أخبارك بأنك ساحر و تفقدني النطق أحياناً بل أغلب الوقت

و ها أنا أتدثر بالبكم كعادتي أمام حرفك

جنائن ود و ورد تكسيك

متابعتك شرف يا نوف
شكراً لقلبك
مودتي ،،