المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جميل بثيـــنه


أمل الدوسري
05-07-2009, 01:49 AM
جَميل بُثَينَة::
? - 82 هـ / ? - 701 م
جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، نسبة إلى عذرة وهي بطن من قضاعة ،أبو عمرو. نشأ في وادي القرى بين مكة و المدينة
شاعر من عشاق العرب، افتتن ببثينة بنت حيان بن ثعلبة العذريةمن فتيات قومه، خطبها إلى أبيها فرده وزوجها من رجل آخر فتناقل الناس أخبارهما.
شعره يذوب رقة، أقل ما فيه المدح، وأكثره في النسيب والغزل والفخر.
كانت منازل بني عذرة في وادي القرى من أعمال المدينة ورحلوا إلى أطراف الشام الجنوبية. فقصد جميل مصر وافداً على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه وأمر له بمنزل فأقام قليلاً ومات فيه ودفن في مصر, ولما بلغ بثينة خبر موته حزنت عليه حزنا شديدا وأنشدت:
وإن ســلوي عــن جـميل لسـاعة
مـن الدهـر مـا حانت ولا حان حينها
سـواء علينـا, يـا جـميل بـن معمر
إذا مــت بأســاء الحيــاة ولينهـا
ومات وعمره 42 سنة.
::
ويذكر الرواة في سبب عشقه لبثينة :
بدأت قصة العاشقين عندما التقى جميل ببثينة في أحد الأعياد وكان جميل بدويا يعيش في وادي القرى؛ فعشقها مذ كان غلاما، فلما كبر خطبها، فرد عنها-لأنه شبب بها في شعره !
ثم شاءت الظروف أن تقترن بثينة برجل سواه، فلم يزدد بها إلا ولعا وحبا، ولم يفلح أهله في إقناعه بوجوب الكف عن هوى بثينة إهدار دمه
لقد كان على جميل أن يبتعد عن بثينة، وألا يحاول الاقتراب من ديار بني عمه بعد أن أصبحت لغيره
ولما أقرح الحب قلبه طلب إليها أن ترحمه قائل ارحميني، فقد بُليتُ ، فحسبي بعض ذا الداءِ ، يابثينةُ حسبي لامني فيكِ – يا بثينةُ – صحبي لا تلوموا ، فقد أقرح الحب قلبي إن قصة جميل تمثل الشخصية النبيلة التي بلغت الغاية في الشعر والعشق،وسارت أخبارها في الرجولة والشهامة لم تنقطع محاولات جميل، فقد أعماه الحب ولم يكن يطيق فراقها ؛فكان يحاول أن يلقاها بمنزلها بوادي القرى، وجمع له قومهاجمعا ليأخذوه فحذرته بثينة فاستخفى وقال:
ولو أن ألفا دون بثنية كلهــــُـم غيارى ، وكلٌ حاربٌ مزمعٌ قتلي
لحاولتُها إما نهارا مجاهــــــرا وإما سُرىليلٍ ولو قُطعت رِجلي
::
وأخبار جميل وبثينة تملأ كتب الأدب-وحكايتهم على كل لسان وشعره في بثينة من أروع ما قالته العرب: حيث يروى أن بثينة]دخلت على عبد الملك بن مروان فقال لها: والله يا بثينة ما أرى فيكِ شيئا مما كان يقول جميل
قالت : يا أمير المؤمنين ؛ إنه كان يرنو إلىّ بعينين ليستا في رأسك وأنشدت تقول من شعر حبيبها..
ألا ليت شِعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى؟ إني إذاً لسعيدُ وهل ألقين فرداً بثينة مــــــرة تجودُ لنا من ودها، ونجـــــــودُ علِقتُ الهوى منها وليداً،فلم يزل إلى اليوم ينمي حُبها ويزيــــــد وأفنيت عمري بانتظارِ وعدها وأبليتُ فيها الدهرَ وهو جديدُ فلا أنا مردودٌ بِما جئت طالبا ولا حبها فيما يبيــــدُ يبيــــــــــدُ
وقد ورد في الأثر أن آخر ما قاله جميل من الشعر-كان :
يهواك ما عشت ُ-الفؤادُ وإن أمُت يتبع صدايَ صداكِ بين الأقبرِ
::
وهو الذي يقول في عفة بثينة:
لا والذي تسجد الجَبــاه له مالي بما دون ثوبها خبرُ
ولا بفيها ولا هممتُ بهـا ما كان إلا الحديثُ والنــظر
::

من أجمل شعره :

::


خليليّ، إن قالت بثينة ُ: ما لهُ أتانا بلا وعدٍ؟ فقولا لها: لها
أتى ، وهو مشغُولٌ لعُظمِ الذي به، ومن بات طولَ الليل، يرعى السهى سها
بثينة ُ تُزري بالغزالة ِ في الضّحى ، إذا برزت ، لم تبق يوماً بها بها
لها مقلة ٌ كَحلاءُ، نَجْلاءُ خِلقَة ً، كأنّ أباها الظبيُ، وأمها مها
دهنتني بودٍ قاتلٍ، وهو متلفي، وكم قتلتْ بالودّ من ودّها ، دها

::


أنا جمِيلٌ، والحجازُ وطني، فيه هوى نفسي، وفيه شجني

::

شهِدتُ بأني لم تَغَيّر مودّتي، وأني بكم، حتى الممات، ضنينُ
وأنّ فؤادي لا يلينُ إلى هوى سواكِ، وإن قالوا: بلى ، سيلينُ
فَقَدْ بَانَ أَيَّام الصِّبَا ثُمَّ لَمْ يَكَدْ، مِنَ الدَّهْرِ، شَيْءٌ، بَعْدَهُنَّ، يَلينُ
ولمّا علونَ اللابتينِ، تشوفت قلوبٌ إلى وادي القُرى ، وعيونُ
كأنّ دموعَ العينِ، يومَ تحملتْ بُثينة ُ، يسقِيها الرِّشاشَ مَعِينُ
ظعائِنُ، ما في قُرْبهنّ لذي هوًى من الناس ، إلا شقوة ٌ وفنونُ
وواكلنهُ والهمَّ، ثمّ تركنه، وفي القلبِ ، من وجد بهنّ ، حنين
ورُحنَ، وقد أودَعنَ قلبي أمانة ً لبثينة َ: سرٌّ في الفؤاد ، كمينُ
كسِرّ النّدى ، لم يعلم الناسُ أنّه ثَوَى في قَرَارِ الأرضِ وهو دَفين
إذا جاوزَ الاثنينِ سرٌّ، فإنه، بنَثٍّ وإفشاءِ الحديثِ، قَمِين
تُشيِّبُ رَوعاتُ الفِراق مفَارقي، وأنشَزنَ نفسي فوقَ حيثُ تكون
فوا حسرَتا! إنْ حِيلَ بيني وبينها، ويا حينَ نفسي، كيف فيكِ تحينُ!
وإني لأستغشي، وما بيَ نَعسة ٌ لعلّ لِقاءً، في المنام، يكون
فإن دامَ هذا الصّرمُ منكِ، فإنني لأغبرها، في الجانبينَ، رهينُ
يقولون: ما أبلاكَ، والمالُ عامرٌ عليك، وضاحي الجلد منك كنِين
فقلت لهم: لا تَعذُلوني، وانظُروا إلى النازِعِ المقصورِ كيف يكونُ

::



أبثينَ، إنكِ ملكتِ فأسجحي، وخُذي بحظّكِ من كريمٍ واصلِ
فلربّ عارضة ٍ علينا وصلَها، بالجدِ تخلطهُ بقولِ الهازلِ
فأجبتها بالرفقِ، بعدَ تستّرٍ: حُبّي بُثينة َ عن وصالكِ شاغلي
لو أنّ في قلبي، كقَدْرِ قُلامَة ٍ، فضلاً، وصلتكِ أو أتتكِ، رسائلي
ويقلنَ: إنكِ قد رضيتِ بباطلٍ منها فهل لكَ في اعتزالِ الباطلِ؟
ولَبَاطِلٌ، ممن أُحِبّ حَديثَه، أشهَى إليّ من البغِيضِ الباذِل
ليزلنَ عنكِ هوايّ، ثمَ يصلني، وإذا هَوِيتُ، فما هوايَ بزائِل
صادت فؤادي، يا بثينَ، حِبالُكم، يومَ الحَجونِ، وأخطأتكِ حبائلي
منّيتِني، فلوَيتِ ما منّيتِني، وجعلتِ عاجلَ ما وعدتِ كآجلِ
وتثاقلتْ لماّ رأتْ كلفي بها، أحببْ إليّ بذاكَ من متثاقلِ
وأطعتِ فيّ عواذلاً، فهجرتني، وعصيتُ فيكِ، وقد جَهَدنَ، عواذلي
حاولنني لأبتَّ حبلَ وصالكم، مني، ولستَ، وإن جهدنَ، بفاعلِ
فرددتهنّ، وقد سعينَ بهجركم، لماّ سعينَ له، بأفوقَ ناصلِ
يَعْضَضْنَ، من غَيْظٍ عليّ، أنامِلاً، ووددتُ لو يعضضنَ صمَّ جنادلِ
ويقلنَ إنكِ يا بثينَ، بخيلة ُ، نفسي فداؤكِ من ضنينٍ باخلِ!



::


فيا حسنها! إذ يغسلُ الدمعُ كحلها وإذ هيَ تذري الدمعَ منها الأناملِ!
عشية َ قالت في العتابِ: قتلتني، وقتلي، بما قالت هناك، تُحاوِلُ
فقلت لها: جودي، فقالت مجيبة ً، ألَلجِدُّ هذا منكَ، أم أنتَ هازِلُ؟
لقد جعلَ الليلُ القصيرُ لنا بكم، عليّ، لروعاتِ الهوى ، يتطاولُ

::
أتمنى المتعة للجميع

عبدالله العويمر
05-07-2009, 05:55 PM
طرح ثري

دمت ِ بعطاء

سلطان الوثر
05-08-2009, 02:27 AM
جَميل بُثَينَة::

جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، نسبة إلى عذرة وهي بطن من قضاعة ،أبو عمرو. نشأ في وادي القرى بين مكة و المدينة


الأخت أمل الدوسري
صفحة رائعة وممتعة لجميل بثينة

لكن هناك خطأ في تحديد موقع وادي القرى
هذا الوادي يقع في مدينة العُلا _ بين المدينة المنوَّرة وتبوك
وهو عامرٌ بالسكَّان من قضاعة وغيرها
والبيت الذي يقول فيه : ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً _ بوادي القرى إذاً إنّي لسعيدُ
مكتوب في لوحة كبيرة يقرأها كل من دخل هذا الحي

فقط احببت المرور والإضافة المتواضعة والشكر على ماطرحت

حنان الفايز
07-30-2009, 03:23 AM
جميل بثيه من أجمل شعراء الغزل العذري

طرح رائع جداَ شكراً كثيراً