المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عِندَ بابِ مدينَتِنا


محمد السقاف
06-08-2009, 11:37 PM
عندَ بابِ مدينَتِنا


(1)

عندَ بابِ مدينَتِنا
فَتَحَ الشَّكُّ باباً
وطارَتْ خفافِيشُ كَهفِ الظُّنونْ..
سَكَنَ الوَجدُ حَيَّ السُّكوتِ ثوانٍ
إلى أنْ رَبَطُّتُ بأعقابِ حِبري القصيدَةَ صَامِتَةٌ..
هَدَأَتْ أُغنياتُ الضَّبابِ
وَحَلَّ السُّكونْ..
قُلتِ أنَّ الرَّسائِلَ حُبلى بِكُلِّ الوَسَاوِسِ بَلْ أمّ كُلِّ الهَواجِسِ حَدّ الجنونْ..!
إنَّما هِيَ عادَاتُ قلبكِ أنْ تَفتَحينَ لريحِ هُمومي شَبابيكَها
لمَ أغلَقْتِ هذا المساءُ شبابيكَ سَمعَكِ في وَجهِ أسئِلَتِي..!
ألأنِّي تَعَوَّدتُ منكِ دلالَ الهوى!
أمْ تراكِ شَرِبتِ منَ الكأسِ حَتَّى ثَمِلتِ بخمرِ التَّمَلُّلِ مِنِّي!
ورُحتِ تُغَنِّينَ للرِّيحِ تُغرينَ أبخِرَةَ التَّائِهينْ..

تَرَكْتُ المدينَةَ حُزنَاً
وَعُدْتُ إليها بكلِّ الشُّجونْ..

حَيُّنا اكْتَظَّ مُنذُ ولوجي بناسِ شِكوكي
وحَتَّى أزِقَّتهُ بالشَّياطِين ثكلى
فَمُنذُ ولوجي وَخُبز الصَّباحِ مُعَدٌّ لجوعِ العيونْ..
أيُّها العَاذِلِيُّ اسْتَفِقْ منْ سُباتِ الغيابِ
فصَاحِبُكَ اليومَ ما عَادَ صاحبكَ العَاشِقُ المُستهامُ
ولكنِّهُ باتَ فوقَ قبورِ الشٌّكوكِ وسادَةَ ذكرى لضوءِ شموعِ السِّنينْ..

أيُّها السَّادِرونَ استفيقوا ونَادوا على المُترفينَ بليلِ الغُبارِ
وقولوا لهمْ أنّني سدرة المنتهى لبقايا التُّرابِ وليسَ لدَيَّ
نوايا لغيرَةِ قلبٍ عساها إذا أُضرِمَتْ أحرَقَتني!
فكيفَ لها حَرقُ جلد الرَّمادِ
فيا أيُّها العاذِلِيُّ تَنَحَّى قليلاً وَقُلْ حَسبِيَ الحُّبّ شاءَ
وَحَمَّلَني نَصَبَ الحُبِّ فوقَ المُتونْ..


(2)
عندَ بابِ مدينَتِنا

كانَ جَرحَاً لتَحيَا بقايا الحكايا ببعضِ الظُّنونْ..
أيُّهَا العَاذِلِيُّ إليكَ حكايَةَ شَاعِرِهَا الغَجَرِيِّ القليلِ الثَّقافَةِ كيفَ يُسَلِّي مشَاعِرَها
بكلامِ الرُّعاةِ ويرسُمُهُ فوقَ رملِ الصَّحاري ويوزِنُ أبحُرَهُ منْ رُواةِ اللحونْ..
لمْ يَذُقْ طَعمَ فَاهِ القصيدَةِ غيرَ ذُؤَابَة شِعرٍ تَمُرًّ على سَمعِهِ لا يزيدُ منَ البحرِ غير أجاجْ
لماذا وأبياتُهُ بَعضُ بعضِ مزاجْ..
فبِرَبِّكَ قُلْ لي
أنا منْ يَزُفُّ دَماً في زفافِ القصيدَةِ حَتَّى تُدّوِّخُني ثُمَّ تَهوي مَعِي نَجمَةٌ النَّاسِكينْ..
لمْ يَعُدْ يُغرِي الزَّفيرَ الشَّهيقُ ولا لذَّة الشِّعرِ في عينِها لذَّةٌ كالتي كانَ يَشرَبُها الشَّوفُ في عينِها..
لمْ أعُدْ غير شاعر ماضٍ أعيثُ أُفَتِّشُ فوقَ الحنينْ..



محمد السقاف

عاتكة ميار
06-09-2009, 12:25 AM
تماما حيث تتركنا الشكوك
نتسع كصفر كبير ، نتضخم بنا ، والفراغ يصبح مقيم ثابت

تماما كـ الحزن
ديمومة الأرق التي تعرف ساكنيها
قد تتأفف منهم لثواني ، لتعود وتحتضن رفيف وجدهم لسنين

هكذا الشعر ، القصيدة ، الشاعر ، وخيال

.

عذب عميق هذا الحرف

*

عبدالرحمن العتيبي
06-09-2009, 02:44 AM
محمد السقاف
صح لسانك واجاد بنانك مدد بلاعدد
ودمت بهذه الروعه وتقبل ارق التحايا

أحمد الحسون
06-09-2009, 05:58 AM
مدينة بأبواب عديدة

شاهقة
ممتدة منها ..

إلى الفضاء.

نص جميل وزاخم .
دمت بخير أخي محمد.

محمد السقاف
06-12-2009, 01:08 AM
سحاب الجميري

هكذا الشَّمسُ لا تقبلُ بما دونِ الإشراق
أشرقتِ.. فتقتَّحتْ أغصانَ ليمونِ حروفي..


شكراً لوهجك
ولرقةِ أسلوبك



دمتِ

محمد السقاف
06-14-2009, 06:27 PM
عبدالرحمن العتيبي


المكان بكَ انتشى وغرد على غصن القصيدة طيرُ فرح


شكراً لكرمك ولذوقك الأنيق


دمت بخير

إيمان دعبل
06-14-2009, 06:50 PM
وقفتٌ هنا كزائرة عند باب المدينة ..

أطرق المقاطع بعين تستبق الكلمات

كنتُ هنا أتنفسُ رائحة الحزن والشك والغيرة واحتراق الرماد

نص محفز

يجبرنا على الوقوف مطولا

جميل جدا أخي محمد

في ترقب لجديدك دائما

جــوى
06-15-2009, 08:34 PM
وقفت عند هذا الباب مليّاً قبل تسجيلي
الآن سمح لي بالدخول عصفور صالح ينادي
للقصيد الجميل بتغريدة صادحة وكنت من الفارّين
إليك والمنصتين
شكراً ( أستاذ محمد ) على الألق

و تحيّة .

حمد الرحيمي
06-15-2009, 11:06 PM
محمد السقاف ...




أهلاً بك ...




[ باب مدينتك ] وقفت عنده قوافل الدهشة و الانبهار لأنهار اللغة الجارية من تحت جنائن [ العشق ] و [ الحزن ] ...






محمد ...

قلمك باذخ اللغة بديعها و وديعها ...



شكراً لك ...

محمد السقاف
08-09-2009, 01:47 AM
أحمد أنيس الحسون


أمطرت الأرض بحضورك المنعش


شكراً لك أيها البهيّ



دمت

سارة البيهي
08-10-2009, 06:46 PM
تركنا مدائن أيامنا حزنا وعدنا بالشجون

يالـ المرتل وهج القصيدة أسى حد انتهاء الحروف

محمد السقاف

عذب شعرك لولا كل هذا اليأس

/ يا جلد الرماد ^^" / !