المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأحقاف


زينب عامر
06-10-2009, 03:11 PM
....
...
..
.



ومضتْ تشقُّ غُبارَها،

ذاتُ العِمادِ .. تجُرُّ قافلة الحديدِ البِكرِ..

تمشي في مناكبِ ربِّها.. تمشي على استحياءْ ..!
**
في كوكب الإسفلت..

غاباتُ الجرائدِ لم تزُرْ أحقافَنا ،

هل فُضَّ تاريخُ التّيممِ.. والبيارقُ جيشُها يبني لنا فتحَ الرياحِ على الرماح..؟

هل ضاع جنُّ الله في مبكى سليمانَ العظيمِ، وغارَ هيكلُه إلى عرشِ الحديدِ ومسجدِ الإسمنتِ والطاغوتِ والجالوت؟

أم ثمَّ ما لم نقتفيه برحلةِ الصيف الفقيدة بالشتاءْ ..؟!

أم إنها العفراءُ ،

جاءت تستفيض عُرى السماءْ..!



عفراءُ قالت:
إنّنا (غافٌ)* شريد.. في مجاعات الخيامِ..
وبعض (سُمْرات)* جياعٍ يعتصرنَ عوادمَ الإسفلتِ في نخْب الظلامِ..
ونعبد الطابوق نستجدي ظلالَ قبائلِ الفطر المعلّب..
(ثم تأتي بعدها سبعٌ عجافٌ) تأكل الأنعامَ والأنفاقَ والأسواقَ والأعوامَ..
حتى تعرجُ الصحراءُ:
- يا ربي.. أعدني علني بالعدل أسعى..
تلك أكفان ومسكٌ والكتابة عُطّلت..
قل لا حساب ولا عقاب..
فكلُّنا مِتْنا وإن كنا انتفضنا من خرافات السراب..

**


كم أُثقلت أرضي من التقليبِ فوق دفاترِ الإسمنتِ ، والتهويد والتحديد..

يا طائر الإسفلت .. حدثنا:

عن الأحبارِ..
عن طفل المغارةِ..
عن حديقةِ كليوبترا..
وجهِ عشتارَ الحزينِ وموتِ روميو
حيِّ البيازينَ المشردِ في الكهوفْ
ودمعِ غرناطة التي لم ترضِها أبهى انكسارات الوقوف...


وما تُرى أحقافنا ؟
أبراجُ قشٍّ ..
أينما يمّمتَ .. تلقى وجهَ (ربك) في النّواحي والعمار...

أنستطيل على القفار؟
ونقطع الأشجار كي نبقى عراة
دون مأوى.. مثلما كُنّا..؟

أكنّا - حين غصَّ النهر مفجوعًا بهولاكو –
رماةً ؟ .. أم حماة ؟ ، أم طوابير الحفاة ؟

**

ها قد وصلنا للإجابةِ
دونَ (مترو)..

قفْ هنا..
الربُّ أوصى:
- يا غلام اقطع يده .....

- يا غلام اترك يدي..
واقطعْ سعالَ الذُّلِّ إنْ جاعَ العزيزُ..
وقل لهم :
من ربُّ هذا الخبزِ؟
وافعلْ مثلَما تؤْمَر ْ
تجِدْني مثل كبشِ الله..
نعمَ الصابرينَ..

اقطع يدي.....
ما ضاع من حمل البعير سوى يدي..!


مارس 2009.





زينب....


_________________________________________
*/* : نباتات صحراوية.

محمد السقاف
06-11-2009, 12:38 AM
الأحقاف ورملها الذي حضرَ فوقهُ موتٌ وحياة
قصصٌ وعير
كانَ البحرُ يغمرها والآن يطفو فوقها تاريخٌ لا يموت

هنا نص مترف غنيّ بالصور الشعرية
حتى الإسمنت لان من قصيدتكِ يا زينب

بوركتِ أختي

زينب عامر
06-11-2009, 12:02 PM
الشاعر محمد السقاف

حكاية الاسمنت هذه كم تثير تداعيات السؤال الدائر في قطرة إجابة

نص مليء بذاكرتي الصحراوية ومعتقداتها الدينية النصية..

تارة يسأل.. وتارات يتقهقهر



شكرا على مرور العطر



زينب....


الأحقاف ورملها الذي حضرَ فوقهُ موتٌ وحياة
قصصٌ وعير
كانَ البحرُ يغمرها والآن يطفو فوقها تاريخٌ لا يموت

هنا نص مترف غنيّ بالصور الشعرية
حتى الإسمنت لان من قصيدتكِ يا زينب

بوركتِ أختي

صهيب نبهان
06-11-2009, 01:16 PM
..

نصٌّ يشهد على ثقافةٍ شعريةٍ طافحة

مفاهيم مُعقدة لا يُدركها إلا قلة من الناس

دمتِ للإبداع

..

زينب عامر
06-11-2009, 03:12 PM
الشاعر المتألق

صهيب نبهان

بساطة النص أحيانا تشكل عقدته

وعقدته تشكل بساطته

وكلا البساطتيْن.. لا يدركهما إلا من يفتح أزرار القصيدة


مرورك ذكي..


شكرا كالضوء..



زينب....




..

نصٌّ يشهد على ثقافةٍ شعريةٍ طافحة

مفاهيم مُعقدة لا يُدركها إلا قلة من الناس

دمتِ للإبداع

..

حمد الرحيمي
06-11-2009, 07:56 PM
زينب عامر ...





أهلاً بك ...




قطعٌ بلورية تتراءى في كل أوجهها أينما قلبت / تقلبت روح الذل الخانقة ....



فلا العدل باقٍ ولا العز باقٍ فينا ... و لا حتى الكرامة ...








زينب ..


يراعٌ / إبداعٌ لا يضاهى ... شكراً لكِ كثيراً ...

أحمد الحسون
06-12-2009, 02:43 PM
الأخت زينب

دخلتِ بقوة وجرأة نافضةً عنك غباراً كثيفاً.

بوركت بحق لفكرك وعبورك طريق المبدعين.

النص جميل ومختزن بالماضي ، وهواجس الحاضر ، وقلق المستقبل.
تناص مبدع وتداخل نصوصي مع النص الديني والتاريخي جغرافياً وتاريخياً وفكراً.
وما رأيت بهذا الطائر إلا طائر الفينيق يرفرف بجناحيه وينفض عنه الرماد لتستفيق بنا الأحقاف ويولد الصبح .

نص عميق وزاخم بالذاكرة ، ابتدأ من الأحقاف وعاد إيلها بعدما فجّر كل الطاقات الخلاّقة الكامنة بها وبنا على اعتبار أننا أبناء هذه الذاكرة بكل مستودعاتها.

إلى الأمام يا زينب ، ولا يثنيك أي فكر واهن ، ما خلقنا الله بإبداع إلا لنكون مبدعين على الأرض.
راق لي هذا النص جداً.

بارك الله بك ، وثابري مهما اعترضتكِ الأشواك.

دمت بخير وعطاء وتقدّم أختي الفاضلة.

زينب عامر
06-13-2009, 02:15 PM
السيد الكريم

حمد الرحيمي

أهلا بك أنت في كل المساحات..

يشع من حضورك صمت البلور..

العزة والكرامة وما يتبعهما.. ياترى متى سنحصل عليهم؟؟ ، طالما أننا نظن أننا أعزاء وكرماء من سلالات عز عربية

لست أدري ماذا تعني لنا العربية (الغراء) ونحن نبحث عنا في كل مكان.. حتى في القصائد الهشة والغثة والسمينة..


لك التحية في مرورك الكريم..



زينب.....




زينب عامر ...

أهلاً بك ...

قطعٌ بلورية تتراءى في كل أوجهها أينما قلبت / تقلبت روح الذل الخانقة ....
فلا العدل باقٍ ولا العز باقٍ فينا ... و لا حتى الكرامة ...
زينب ..

يراعٌ / إبداعٌ لا يضاهى ... شكراً لكِ كثيراً ...

زينب عامر
06-13-2009, 02:18 PM
الناقد

أحمد أنيس الحسون

جئت لأقول لك على عجالة..

ردك جعلني أعود للنص مرة أخرى.. لأقرأه بنشوة أخرى..

لي وقفة مع ردك.. ليست هذه.. فالوقت خاطف الآن..


حضورك باذخ..


زينب.....



الأخت زينب

دخلتِ بقوة وجرأة نافضةً عنك غباراً كثيفاً.

بوركت بحق لفكرك وعبورك طريق المبدعين.

النص جميل ومختزن بالماضي ، وهواجس الحاضر ، وقلق المستقبل.
تناص مبدع وتداخل نصوصي مع النص الديني والتاريخي جغرافياً وتاريخياً وفكراً.
وما رأيت بهذا الطائر إلا طائر الفينيق يرفرف بجناحيه وينفض عنه الرماد لتستفيق بنا الأحقاف ويولد الصبح .

نص عميق وزاخم بالذاكرة ، ابتدأ من الأحقاف وعاد إيلها بعدما فجّر كل الطاقات الخلاّقة الكامنة بها وبنا على اعتبار أننا أبناء هذه الذاكرة بكل مستودعاتها.

إلى الأمام يا زينب ، ولا يثنيك أي فكر واهن ، ما خلقنا الله بإبداع إلا لنكون مبدعين على الأرض.
راق لي هذا النص جداً.

بارك الله بك ، وثابري مهما اعترضتكِ الأشواك.

دمت بخير وعطاء وتقدّم أختي الفاضلة.

إيمان دعبل
06-13-2009, 08:18 PM
عزيزتي زينب

نص يشي بشاعرة متمكنة من أدواتها

راق لي المكوث بين كل هذا الجمال

سأترقب جديدك دائما

محبتي

زينب عامر
06-14-2009, 10:22 AM
الراقي

أحمد أنيس الحسون

عدتُ مرة أخرى لأن تأخر الرد على الرد.. يثير الإنزعاج حتماً.. لذا تركتُ لك ردي الأول..

فأنا لا أريد أن أثير انزعاجك بعدما أثرت ابتسامتي

قراءتك التحليلية السريعة لأبعاد النص وتناصاته ( التي يرفضها كثير من النقاد) ويسمونه (تلاص)

أن أؤمن ببلاغة النص القرآني بغض النظر عن المعتقدات الدينية، ولكنه اختزال للهجة قريش ( أفصح العرب).. وهي ذاكرتنا المليئة بها منذ الطفولة..

وأؤمن بقدرة الأسطورة القديمة أو لِنَقُل ( القصص التاريخي) في ربط الفكرة/ بالمؤلف/ بالمتلقي..

طبيعة الصحراء وتربيتنا الدينية المكثفة- المتناقضة تمامًا مع واقعنا المعاش- لابد أنها تنتج بـ فكرة التحليل بعد مضي وقت عمري ونضجي..

هذا التحليل هو ما ينبت بعد ذلك بتعددية المعتقد.. ورفض الروتين الاجتماعي والقومي والقبلي.. وربما الديني في نهاية المطاف..
على غرار ( يا غلام اقطع يده)..

>> طيب ما الدنيا كلها تنهب وتلهب.. حبكت يعني على صغار اللصوص..

هذا مبدأ.. وقس عليه خريطة حياتنا الملييييييييييييييييييييييييييييئة بمثل هذه الإشكاليات..

أنا أعترف أن النص أرهقني حتى تشكل في هذه الصورة.. التي ابتعدتُ فيها عن صب وابل الرفض المباشر.. رفض ما يناقض سلامة الفكر والوعي.. وبعد اعتكاف شهور.. قررتُ أن يراها العالم .. وقد كنت أخشى الإفصاح عنها قبل (جزْر) ما يقارب نصفها..


سيدي الكريم..

أرأيتْ؟ كلامك فتح لي باب التحدث عن النص.. وماذا وراءه.. وما كنت لأفعل..


شكرا من فراشات..



زينب....

الأخت زينب

دخلتِ بقوة وجرأة نافضةً عنك غباراً كثيفاً.

بوركت بحق لفكرك وعبورك طريق المبدعين.

النص جميل ومختزن بالماضي ، وهواجس الحاضر ، وقلق المستقبل.
تناص مبدع وتداخل نصوصي مع النص الديني والتاريخي جغرافياً وتاريخياً وفكراً.
وما رأيت بهذا الطائر إلا طائر الفينيق يرفرف بجناحيه وينفض عنه الرماد لتستفيق بنا الأحقاف ويولد الصبح .

نص عميق وزاخم بالذاكرة ، ابتدأ من الأحقاف وعاد إيلها بعدما فجّر كل الطاقات الخلاّقة الكامنة بها وبنا على اعتبار أننا أبناء هذه الذاكرة بكل مستودعاتها.

إلى الأمام يا زينب ، ولا يثنيك أي فكر واهن ، ما خلقنا الله بإبداع إلا لنكون مبدعين على الأرض.
راق لي هذا النص جداً.

بارك الله بك ، وثابري مهما اعترضتكِ الأشواك.

دمت بخير وعطاء وتقدّم أختي الفاضلة.

زينب عامر
06-14-2009, 10:40 AM
الشاعرة

إيمان دعبل

وحضور يشي بسوسنات العطر..

راق لي مكوثي في جمالك..


ولن أتأخر أبدًا.. لأحظى بقراءتك..



زينب.....



عزيزتي زينب

نص يشي بشاعرة متمكنة من أدواتها

راق لي المكوث بين كل هذا الجمال

سأترقب جديدك دائما

محبتي