المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لاهثٌ يغفو قليلاً ..


تهاني سلطان
06-18-2009, 06:40 AM
.




بِـ رويّة .. و جدارٌ من مُخيّلة .. و صَوتٌ يَهربُ إلى حديث الأزقة و يألفُ الإعتذَار ..
تحسس ذلك السَواد دَاخل حواءٍ غوتَها تُفاحة فَـ أسرعت تخلطُ ألوان الحيَاة على ظهرِ طيرٍ قَد تم بتر أجنحته .. تنتهُز فُرصة أن تعيش معك في سماءٍ سَابعة تُقاسم الخير و المُلك و الإجلال ..


حتى إذا خُلع القَميص و كُشف ما كان عارياً تَسارع إلى أوراقٍ ماتت منذُ زمن ..بئساً لِـ حواسنا و عَجزنَا عن دمع كَدس مستعمرات داخل رأسٍ فَـ أصيب بِـ زفيرٍ ألتبس صَوتهُ مع خيالٍ يتكئ على بابِ السَهر يَحرسُ الحُب من رغبةِ السهام فَـ إذا نُزع الثمر قبل نُضوجهِ شوهـ النهَاية بِـ محضِ إرادة النُعاس و لذة ذات الاقتناص ..


يا مكاناً دافئاً أين أضعُ كنزتيّ الفيروزيّة تلك التيّ أهدانيّ إياها الصيفُ الماضيّ هنا و أين تُريد أن أجلس في هذا الصَباح بعد أن أظللت عليّ عراكُ أنفك .. و اقتلعت منيّ عطر كان يلتقطُ أنفاسهُ من نسيم الجنة .. حتى إن زينة النساء التي تحجزُها في غرفةٍ صغيرةٍ داخل دولابٍ من خشب البلوط في عُلبةٍ تحويّ بقايا الاعتناقِ الأخير و مُلامسة يدٍ ماكانت لِـ تكون صدفة خالية من رؤية السماء قد أخلصتها لِـ ذاتك و مزقتها أمام السؤال حتى يُجب ناظريّهِ عقله ..

و أين ليّ أن أوحّد الذاكرة بعد أن حدث ما ينبغي أن يتبرأ من الأنوثةِ الجاهلة .. أهو حُب الإختلاسِ و الدخول إلى واقعٍ تجرأ بِـ كامل جسدهِ و فرد أصابعه و هو في طور أن يبدأ الحساب أصبعاً أصبعاً .. !


يا ظلاً أمام عتبةِ الباب لعلك تحاول أن تعرج ولو قليلاً إلى حريّةٍ لم يتذوقها القيّد و يبنيّ فيها الحديث كلاماً غير ما أراد .. و السَماء تُمجدهَا و الحدثُ يُميّزها و الميل يجرُ الضائعين بعيداً عنها .. هكذا هو الهَوى يتسربُ أمام ناظرينا .. يغفو معنا حتى يُشاهد كيف لنا أن نُغمض تلك الأعين بعيداً عما يسريّ بذاتنا ..


مازلتُ أٌغلغلُ عُنقيّ بِـ جهلٍ أخفيتهُ عن رغبةٍ تُبددُ التُوقع لِـ اليوم و لِـ الغد حتى أن أرجليّ أصبحت جُذوراً تُحاول أن تمتص ماء الأرض لِـ ألاّ أقتلع فَـ أستنفر و ألحقُ بِـ الطين بِـ إرادتيّ ..
كيّ أخدشُك بِـ أظافري أو كيّ أضع فقط علامة كُلما نظرت إلى ذاتك في المرآة و قربت منها أكثر فَـ أكثر ترانيّ بِـ تخثر دمائك و تتألم .. ليس لِـ أنيّ أريد الوجع لكن تلك الخطيئة التيّ تُمزقُ وجهك القديم و تُحدث الحيرة فيما فعلت تُطوقُ الأسرار و تربط الانسكَاب لما كُنت تشتهيّ في حديثك الطويل ..


كُن مُتيقناً أن النَاي الحزين الذيّ يعبثُ خلف حُزنك و يختبئ بين تاريخِ مساءٍ قديم قد عانيّت من الوحدة و الخوف و شيءً من الـ لآحضور ماهو إلا كَذلك القميص الذيّ كان يَستُر جسدٌ لم يتنفس الغوايّة إلا وهو مُوازياً لِـ سورِ جهنم ..
و أن المدى بِـ كُلِ سلالمهِ لم يَكُن إلاّ شفافيّة من ذروةِ غباءٍ سُلّم فيهَا فُصول الفضاء و أقفال السمَاء ..


لِـ تذهب و تيهِ ثم خُذ قطعاً من أوراق الشَجر .. اخرق العادة و حول ذلك السَواد لِـ بُطولة و خُذ من جراءة السر شخصاً يمتلك الـ أين و الـ متى و الـ كيف .. بعدها أرميّ بِـ جسدك على سريرٍ يُغطى بِـ قماشِ الحرير و أنظر جيّداً لِـ الأمام سَـ تجد شيئاً فيروزيّاً قد تُرك على طرفِ الكرسيّ بِـ جانبِ عُلبة الزينة أستنشقهُ جيّداً و ضمهُ إلى صدرك و ودعّ الذاكرة لِـ أغفو..







18 06 2009




.

بثينة محمد
06-18-2009, 11:37 AM
طريقة معقدة في الكتابة تستوقف القارئ وتجعله يقرأ كل كلمة مرة ومرة و مرة ..

أعجبتني ..

بإذن الله لي عودة :)

حنان عسيري
06-18-2009, 06:38 PM
,









,





وتسامت هذه الروح بـ بوح منفرد
لغة الحزن ترهقنا
وبـ لغة الـسديم . . تسربلنا بـ الجمال

,

تبقين وارفة النبض http://www.trateal.com/vb/images/xx/gRb66634.gif , ,

قايـد الحربي
06-18-2009, 07:08 PM
السديم
ــــــــــ
* * *


مُورقُ التّرحيبِ بكِ .

:

الرّماديّ : مُتأرْجحٌ بَينَ لَونيْن ،
- تَمامَاً - :
كَـ الغَفْوةِ المُتأرْجِحَة بَينَ كَونَين .

الرّماديّ بَينَ [ الأسْوَد وَ الأبيَض ] ،
الغَفوَة بَينَ [ الصّحو وَ النّوم ] ..
أيْ :
الرّماديّ بَينَ [ الصّحْو وَ النّوم ] ،
بِتعْريفٍ آخَر :
[ الرّماديّ : غَفْوَة لأنّ الغَفْوة : رَماديّة ]
لذلِك :
لا بُدّ مِن إعادةِ القِراءة وَ قِراءة الإعادة .

:

السديم
مُذهلة الوَصف وَ العَصف ،
فشُكراً لكِ جداً .

أنثى ملائكية
06-18-2009, 08:29 PM
{ ..
شيء أزليّ هذا الذي أقرأه هُنــا ، شيء أشبه ببداية النبض / الحياة
مزيج من خطيئة وغواية ..
شيء يعجز بعضه الولوج لـ عقلي ، واقتحام مسارات التفكير لديّ ..
تُرى أكن نصّك يحتاج لـ تركيز أم ثقافه مختلفة .. أم قراءة تحليليّة..
قد أحتاج أن أقرأه في لحظة صفاء ذهن لـ أفهم كلّه لا بعضه


:
السديم
لكِ الفرح وأُمنيات السعادة


..}

عطْرٌ وَ جَنَّة
06-19-2009, 08:58 AM
أحبُّ أن أقرأ لَك ..لَيْس لأنّك تَعْنِين لِي جِداً فَقَط ,
بَل لأنني أفَتح يَدي ..وَتنتهِي أصَابِعي وأنا أعدُّ تَأوِيلاتِي ..
وأمْضِي بِما يُناسب قَلْبِي ..
وأتعلّق بِه http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif ,

عائشه المعمري
06-19-2009, 10:38 PM
السديم

تتطاول الـ [ أهلاً ] بكِ وتشهق بها الإبتسامه ،
إذ أن سراً ما قد يحتويه هذا النص
لا يبتعد كثيراً عن كنزتكِ الفيروزية
ولاهث يغفو قليلاً

وتأكدي يا عزيزتي بأن :
أجمل النصوص
هي من تُجبرنا على معاودته قراءتها أكثر من مره
ليس لـ البحث عن سرها المغيّب أو لـ محاولة هتك الفكرة بـ فهمٍ مُرتكب
إنما لـ المتعة التي تأخذ بأيدنا نحو متابعة القراءة باندهاش


أثمرتِ هُنا إلى الدرجة التي جنيناكِ فيها حصادا لـ لغة وفكر

وارف التحايا لـ قلبكِ يا سديم

صالح الحريري
06-19-2009, 11:59 PM
هل أخبرك أيضاً .؟
أم أكتفي بمن سبقني بمشهد الارتباك ...!
أشعر أن هذا النص كانت الروح تلهث وراء ميلاده ...
ليتوقف كل قارئ بعد ركض ممتع بين أبجديات التية وأنغامك الفيروزية ..!






مدهشة وأكثر ..
مودتي ...

جــوى
06-20-2009, 03:21 AM
حتى لو عاشت بجسده غابة
لن تغطيه يا سديم
مورق فكرك وشجي نبضك
دمتِ

تهاني سلطان
06-21-2009, 11:18 AM
طريقة معقدة في الكتابة تستوقف القارئ وتجعله يقرأ كل كلمة مرة ومرة و مرة ..

أعجبتني ..

بإذن الله لي عودة :)



و بِـ ذلك الهمس منها فقط سَلميها عاطفتك عند تلك العودة ..


.

أسمى
06-21-2009, 09:06 PM
في السرد أنتي مجنونة ..http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif

تهاني سلطان
06-29-2009, 02:53 PM
,









,





وتسامت هذه الروح بـ بوح منفرد
لغة الحزن ترهقنا
وبـ لغة الـسديم . . تسربلنا بـ الجمال

,

تبقين وارفة النبض http://www.trateal.com/vb/images/xx/grb66634.gif , ,



أهلاً حنان ..

سعيدةٌ لِـ أنكِ قرأتِ تلك اللغة .. فَـ ابتسامة السديم
لا تكمن إلا بِـ وجودكِ هُنا ..


ممتنةٌ لكِ ..





.

سلمى الغانمي
06-29-2009, 06:00 PM
عند السطر الأخير لهثت الأنفاس
كأنما الزفرة تترجى بقائي
اتسمحين يا جميلة بالتسمر أمام هذه الفاتنة ؟
السديم وما غير ذلك تكوني والله ~

تهاني سلطان
07-14-2009, 06:45 AM
السديم
ــــــــــ
* * *


مُورقُ التّرحيبِ بكِ .

:

الرّماديّ : مُتأرْجحٌ بَينَ لَونيْن ،
- تَمامَاً - :
كَـ الغَفْوةِ المُتأرْجِحَة بَينَ كَونَين .

الرّماديّ بَينَ [ الأسْوَد وَ الأبيَض ] ،
الغَفوَة بَينَ [ الصّحو وَ النّوم ] ..
أيْ :
الرّماديّ بَينَ [ الصّحْو وَ النّوم ] ،
بِتعْريفٍ آخَر :
[ الرّماديّ : غَفْوَة لأنّ الغَفْوة : رَماديّة ]
لذلِك :
لا بُدّ مِن إعادةِ القِراءة وَ قِراءة الإعادة .

:

السديم
مُذهلة الوَصف وَ العَصف ،
فشُكراً لكِ جداً .


.



وهذا الصباح الرماديّ المكسو قليلاً بِـ نسائم الهواء الجبليّ ..
و ذلك اللون الأزرق أضفى إلى الرماديّة الشيء الكثير من لغة الجمال
و التي كانت لاتحملُها في طياتها .. حتى ماعادت هُنا إلاّ تختال بكْ ..

شُكراً لِـ أنك بِـ جانبها ..




.

تهاني سلطان
08-14-2009, 05:10 AM
{ ..
شيء أزليّ هذا الذي أقرأه هُنــا ، شيء أشبه ببداية النبض / الحياة
مزيج من خطيئة وغواية ..
شيء يعجز بعضه الولوج لـ عقلي ، واقتحام مسارات التفكير لديّ ..
تُرى أكن نصّك يحتاج لـ تركيز أم ثقافه مختلفة .. أم قراءة تحليليّة..
قد أحتاج أن أقرأه في لحظة صفاء ذهن لـ أفهم كلّه لا بعضه


:
السديم
لكِ الفرح وأُمنيات السعادة


..}








و حتى ذلك الصفاء .. و الولوج بين المصداقيّة وعبرة الألم
سَـ أنتظركِ ..



كونيّ الفرح ..



.