عطر و ورد و ضوء

[بثينة محمد]

عطر و ورد و نفحات من الضوء الغالي ..

تكفي هذه لتجعلني أسافر في مستويات الزمان ،

لتجعلني أرحل إلى ما بعد الأضواء و الحيطان ..

لأضيع في متاهات الذكرى ، و أختفي تحت سحر الخيال ..!

و أتلاشى على وقع دقات قلب يعرف الحزن و يعشق الشغف ،

و يبحث عن البهجة بعينين أعمتهما ظلمة الألم ..

يتلمس ومضات السعادة بأنامل متشققة ،

و أنفاس مجروحة .. مُتْعَبَةٍ جدا ..!!

تكفيني نسمات عطر ، و بتلة ورد ،

و قبس من الضوء المشمس أملا ..؛

لتأخذني إلى أمدٍ لا أستطيع بلوغه بخيالي المُنْهَك ..

لتختطفني إلى بعد آخر من الألم المشبع بالأمل ..!

" أحبكِ " ، " أحبكَ " ، " أحبكِ " ..

ضاعت في ضوضاء الخيال ..

حتى أني لم أعد أعرف ؛ لمن أردتُ أن أهديها ..

حتى أن ذاكرة المشاعر تاهت في أروقة التعب ..

فقط تدق في فؤادي كالناقوس ...

بدون أن أستطيع أن أتذكر ..

لمن كانت ، و لمن سأرغب أن تكون ..

بدون أن أستطيع أن أنظر ؛ إلى وجوه من كانت لمسامعهم ترحل كلماتي ..

و أُسْدِلَ ستارٌ بينهم و بين قلبي ؛ الذي كان قبلا تغزوه بكل إقدام مشاعرهم الجميلة ..!

لم أعد أذكر ، كيف هي اللحظات ..

أو أني لا أرغب في أن أتذكر ..

نعم . لا أرغب في ذلك !،

ذلك أن الألم بلغ بي حد التنكر لنفسي و لكل شي ..

هروب ، و لا شيء آخر ..

بحار غامضة أدفن نفسي في طيَّاتها ..

بدون أن أسأل : ماذا تخبئ لي من أقدار ؟؟!

طُرُقاتٌ مثقلة بالحب الحزين ،

و رقصات مشبعة باللهفة ..،

كلمات مفعمة باللوعة ..

و لا شيء أستطيعه ؛ سوى الهروب ..

إلى ليل حالك ، و قمر يصارع للسطوع ..

إلى قارب يتنزه بين الضفاف ، يسأل : أين هي الحسناء ، و أين الفارس ؟!،

أين الفاضلة ، و أين خاطبها النبيل ؟!..،

إلى صوت يأتي من بعيد ، ينشد أغنية النداء الملتاع الملهوف ..

و قلبي يعزف له المقطوعة على أوتار الذكرى و الخيال !

إلى فجر يحاول الاقتراب ،

يحاول لمسي ، و إشراق ما حولي !

إلى ألم يرتجي الاغتراب ..

يحاول الهروب هو الآخر ..

لآن سجنه معي أنهكه ..

فلا أنا انتصرت ، ولا هو انتصر ..!!

إلى حقل مشبع بالنسيم العليل ، تموج فيه رائحة الزهور ،

و رائحة المطر ..!

إلى واد يمتلئ بالضوء ، و بعبق الصفاء !

إلى شيء ؛ ليس ككل شيء ..

و ليس كل شيء ؟!

شيء يجعلني أغمض عيني دون أن أحبس دموعا داخلها ..

أضحك دون أحاول نسيان الألم ..

شيء يجعلني أركض بدون أن أكون أهرب ..

أنتشي بدون أن أكون مخدرة بالأحلام ..

شيء يجعلني أنظر إلى السماء دون أن أرجو الخلاص ..

أسبح في البحر دون أن أحاول دفن العذاب في أمواجه ..

إلى شيء ؛ يجعلني أفعل كل ما لا أقوى عليه من مباهج ..

يدعني أصل إلى كل ما هو جميل رغم بعده الشاسع ..،

أفهم كل ما أجهل كنهه ، و أدرك كل ما لا أعيه ..

يجعلني أبتسم ؛ لأني ما زلت أتنفس ،

و أضحك فرحة ؛ لأني كنت طيبة مع نفسي و الآخرين .!،

و أملأ صدري بالهواء بحرية لأني حققت حلما و أسعدتُ احدهم ..،

يعيد إلي ذاكرتي التي تاهت رغما عنها ..،

يبعدني عن المعزوفات الثملة من البكاء ..،

شيء ليس ككل شيء ،

و ليس كل شيء ..

شيء يجعل تأثير العطر و الورد ، و ومضات الضوء أجمل ..

حقيقي أكثر من العطر ..

أكثر من الورد ..

و أكثر من الضوء الغالي ..



لؤلؤة الروح ..



( النقد البنَّاء يبقى في ذاكرتي أكثر من عبارات المديح و أكيال الإطراء ، فلأتذكركم امنحوني إياه ! )

[العطر]

بُثَينةٌ .. أهلاً وَسَهلاً بِكِ ..
وما طَلَبُكِ لـِ النّقَد إلا قِمْةُ الكَمَالـ ..
شُكراً لـِ أنّكِ تُدركِين مَعْنَى التَعَلمْ الحَقِيقي ..

كَلِماتْ هادئهٌ .. لَبِسَتْ ثَوب البَساطة والوضوح .. والقُربْ للقَلبْ ..
الأمل .. هو سِر الحياة..
والورد .. هو عِطرها ..
والعِطر .. هو رئتُها ..
جَميلة جداً ..

أهلا بِك أُخرى ..

[بثينة محمد]

بُثَينةٌ .. أهلاً وَسَهلاً بِكِ ..
وما طَلَبُكِ لـِ النّقَد إلا قِمْةُ الكَمَالـ ..
شُكراً لـِ أنّكِ تُدركِين مَعْنَى التَعَلمْ الحَقِيقي ..

كَلِماتْ هادئهٌ .. لَبِسَتْ ثَوب البَساطة والوضوح .. والقُربْ للقَلبْ ..
الأمل .. هو سِر الحياة..
والورد .. هو عِطرها ..
والعِطر .. هو رئتُها ..
جَميلة جداً ..

أهلا بِك أُخرى ..

أشكرك على مرورك و إضافتك

دمتِ دائما عطرا .. :)