المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ عَذَباتِ غُصْنِ الْبَانِ ] ..!!


تَرَانِيْمٌ الْهَائِمَةٌ
07-17-2009, 12:53 PM
http://www.interaspe.com/pueblo/imagenes/romero.gif



[ عَذَبــاتِ غُصْــنِ الْبَــانِ ] ..!!

أصِدقَاؤنا يُغَاْدِرُونْ / أصِدقَاؤنا يَرْحَلُونْ ، أوْلئِكَ الذِينَ قَضينا مَعهُمْ أَوْقاتاً خصْبَة ،كَانتْ عَلامات لِطرقنا المُشتَرِكَة وَالمُتَفرِقَة وَالمُتَقاطِعَة ، الذِينَ نَأوا عنا وَتَلاشوا عَنْ أَبْصارِنا ! فَ لمْ نتَواصل ، وَلمْ نَتَبادل أيْ خِطابْ أو كَلِمَة ، ذهَبوا فجْأَة دُونَ سَابِقِ إنْذَار مَا أقْسَاكمْ مَا أَقْساكمْ يَا عَذَباتِ غُصنَ الْبَانِ

[ عَذَباتِ غُصْنِ الْبَانِ ] ..!!
مَا بَال أذْيَالَ رُؤْيَاكَ سَطَرَتْ عَذَباتِ البانِ
وَقَدْ طَارتْ الذَّكِرياتُ تُطْرَبَ ريحُ تَيتُّمْ فَمِنْ شِدَّةِ التَيتُّمْ لمْ تئمْ .
[ يَا صَاحبِيْ ] سرى طيْفك عَلى ذكْرىَ البانِ ..!!
فَما لَذِكراكَ إنْ قَلتُ كَفى همّا يَقَتحمُ صَدْرِي ، يَنحتُ عَلَى جُدْرَانِيْ الأَرْبَعَة يومَكَ في خاطرِي ، وإنْ قُلتُ اسْتَفِقْ يهمْ صَدى صُوتك يَسْلِك الدّربَ مسْمَعِيْ
انْتَظرتِك وَ انْتَظرتِك !!
فيُعْرِبَ انْتِظارِيْ ناطِـقٌ
خابَ مسْمَعِيْ بِالسَّعِيْ يرتَجِيكْ
وَقدْ خَالْفتْ روْحِكْ الْقَوْل بِلاَ عَمَل
فَقطْ بَقىْ القَلْب مِنْ مَعْنىَ ينْتَحِلُ ثِيَاب ذِكراكَ مِنْ كَلِـم

كَانتْ لحَظاتَنا السَّرِيعَة المُضطّرِبَة جزءاً مِنْ عمْرَ الوَطن مدهِشة التكْوِين ، سَريِعة التَقلُّبْ ، لاَذِعة المَذاق ، فَ أَنْتَ تَتعرّف عَلَى أسْماء وأصوات سرعانَ مَا تَتوارَى قَبْلَ أنْ تُكمّل بعضاً مَنْ خَطواتِها الواعِدة الجَمِيلَة وَثمة آخرونَ يَكتبٌونَ ثمَ يَتوقَفونَ فجأَة ، وتُصادق طيُور آخر وإذا بِها تَرحَلوا ، فَيَثقَلوا بِالوَعُود الكَاذِبَة لوَّعة الحَنِينْ وتَنشدُ العَينَ دفء النَّهرِ فَتَشدُّ الرَّحالَ

تَجِيْ ؟ يَا نَهر السَّاهِيْ بِالْعِينْ
تجِيْ نذْكر القدِيمْ !
نذْكر صِفة صَاحِبيْ بالقِدَم
لَقَدْ كَانَ جَمِيلْ الخِصالَ
مِنَ الفِعْلِ الجَمِيـلِ
سَجَايَاكَ شهْداً يُذابْ
هَوّنتَ كُل دُرُوْب الصِعابْ
فمَا العذرُ يَاصَاحَبِيْ للْغِيابْ ..؟
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ اِلاَّ العِتابْ لَكَفى ، فَكَيْفَ وَمَا بَعْدَ الغِيابْ جُرْح يثْمُل وَ قَلْب يَسْكُر
يَتَوسّل الليَّلُ فَيخْرِسهُ الصُّبْحُ بالترْحَالُ
فَيكْفر بِالحَاضِر ، وَيَتَردَّدُ بِالمَاضِيْ
ضَعِيفَة فِيْ زَمنِ الْأَنْذال !
ضَعِيفَة فَ لِما خَلفتنِيْ فِيْ عَالمْ النخِيل ؟!

إنَّ النَّخلَ البَاقِيْ هُوَ الأَكْثرَ عَذاباً ، إنَّهُ الذِيْ يَنزفُ مَاءهُ وَيَقاوم شمْساً صَيفِيَّة قَاسِيَة ، هذا الْعذاب لا يَتَحملهُ كَثِيرون ، يتَغرب وَ يَناور فِيْ الرملَ وَ الحصَى ، وَينْسُج سَعفاُ شَعرياً وَرطباً حَلو المَذاق . فَلا يَستَطِيعُون تَجاهل تَفتُّح كُل زَهرَة بِقُبلَة وَعِناق ضَمَّتها غُصْنِ عَذَباتِ الْبَانِ

تَجِيْ يَا صاحبِيْ نذْكِر يَوْم نَرْسِمُ القُبُلَة بِغُصْنَ عَذَباتِ البانِ
تَهَاوت مَنْ شَواهِق الأحْداق تَلْمَع
تُنْءِ الشَّفاه قُطْـرَة تُطْبَـع
كانتْ وَلمْ تَـزَلْ بذّرَة لمْ تُفرع
وجَدْتُكَ خِطَّة
وَجَدْتُكَ زهَرَة
وَحْدِيْ هَاهُنا الآنَ أرْسِمُها
تخرجُ بَدُوْنكَ مِنْ عَدمْ
أعْلم أنَّ الصَّمتُ بَلِيغْ
وَ العينَ تَسأل قَبْلَ المَغِيبْ
قفْ ولاَ تُنَّطق عنْ معْنى الرَّوح !
قفْ ولاَ تَجبْ !
قفْ ولاَ تسَلْ !
مَاذا لَوْ زَرعتُ فِيْ مَساءِ حَالمْ شَتَلاتِكَ فِيْ الْأَعْماق ..؟
مَاذا لَوْ رِحلتْ فِيْ أحْلام المَدِينَة كُل بِذُوْرِكَ فِيْ الأضْلاع ..؟
مَاذا لَوْ غَابتْ أفْكَارِنا فِيْ أفْكار ظَعْن الأحبَّة وقَريتِيْ العتِيقَة ونَوافِذها وَشَوارِعها ..؟

أَبْحثُ عنْ قَسَماتِكَ وأَحسُّ بَأنَّنِيْ عَارِيَة وَالرَّيحُ البَارِدَة تلْسعُني كَالطَّيُور المُهاجِرَة التِيْ لسعتْها رِيح القطبْ البَارِدَة ، إنَّ مثلَ هَذهِ الطَّيُور المُهاجِرَة والْأَزْهار الجَمِيلَة والْأَطْفال الْأَبرِياء ذّوِيْ الْجلُود الرَقِيقَة سَرعانَ مَا يَترِكُون أَحْلامهُمْ وَيَتَوقفٌون عَلى مِشطِ القَدَر فِيْ مُنْتَصف الطَّرِيق .

عَلى مِشطِ القَدَر تُنادِيكَ خُصَلة بِحُبكَ غيرِ منفصمَة
مَتى تُسَرِّحُ ظَفِيْرَتِيْ وَتشْفِيْ جَرُوْحَ ثِقالِيْ
قَطَعها الَوْجْدُ بِغَيَّة
وَقَطَعنا الزَّمان بغَتَة
كفَّ الزَّمانَ أقْدَامُنا بِكفّه بَيضاءْ
تَدنِيْ النَّفوسَ أقْدَرانا بِهمَّة بَلْهاءْ
تَمرَّدِيْ وَ تَمرَّدِيْ
تستَحقَّينَ الوعُودْ بِعصرَ الحِجاره
تَحرقِينْ العهُودْ فَيشْكُو اِنْكِسارهْ
تَمرَّدِيْ هُناكَ وَ هُناكَ
هُناكَ أَخطُ عَلَى الرَّملَ أسْمِي !
هُناكَ لعبتُ عَروس وَ عروسَة بِينْ أكْوامَ القَمحِ !
هُناكَ كَبرتُ بَينَ التَّفَوق والاِنْكِسار !
هُناكَ صَفقتُ للمَوجَة القَادِمَة !
هُناكَ رائِحةُ المَهدَ تَنعشنِيْ !
هُناكَ التُّراب وَالمَطر !
فَلا تَسأل العَينَ عنْ شَجَيراتُ الأفْكَار ، فَقدْ وَصَلتْ العَينَ مُتأخرة كَثِيراً عنْ ذَاكِرتِيْ !

أنَا لمْ أُصادفْ هُناكَ فجأَة لأَخذها بِيَدِيها إلى الدَّاخِل ، كَانَ ولا يَزال بِينيْ وَبِينها مَوعد جَمِيل أَمِلُ أنْ يَتحقق ،وَربَّما أنَّ التَّوقَ لِهذا المَوْعد هُوَ الذِيْ خَلقَ لدِيْ هذهِ المُحَاولات .

صالح الحريري
07-17-2009, 02:52 PM
هناك حكاية البان ...
وهنا أبجدية باذخة يــ ترانيم ...!
وكأنكِ بهذا العزف تمشطي خصلة الصمت بمشط الإبداع ...!!

مودتي ..

حنان عسيري
07-17-2009, 06:16 PM
,







,




ترانيم الهائمة

حرفكِ له وهج ورونق فريد
يستثير كوامن النفس

,

منفردة لا ينافسكِ غيركِ http://www.l5s.net/upgif/X5h70800.gif

تَرَانِيْمٌ الْهَائِمَةٌ
07-19-2009, 11:10 AM
[ صَالِح الحَرِيرِيْ ] وجَودِكَ هُنـا يَطربْ الطَّيرَ والآكَام وَالشَّجر !
أُهْدِيكَ مِنْكَ وَإِليكَ ، مِنْ إِيْقاع مُدونتِكَ رِيحَ تهْمِسُ شُكْراً ..

تَرَانِيْمٌ الْهَائِمَةٌ
07-19-2009, 11:12 AM
[ حَنانْ عَسِرِيْ ] البَحرُ يَضحكَ وَالمُزنُ يَفرحُ أنْ مرّتِيْ هُنـا
كُل شِبرْ فِيْ أَبْجَدِيتِيْ رِيحهُ عِبقَ تَفَرُّدكِ ، شُكْراً لَكِ ..

سعد المغري
07-19-2009, 11:53 AM
..

ترانيم الـ هائمة..
بـ هذا الـ نص تهزي مهد الأبجدي,
وينام بين يديكِ الإبداع..
مثل هذه الـ نصوص لايكفينا الـ قراءة فقط
بـل الـ وغول في حضنها للتمرغ بـ الجمال..
لكِ الـ ورد يارائعة..

تَرَانِيْمٌ الْهَائِمَةٌ
07-19-2009, 12:35 PM
[ سَعدْ الْمَغرِيْ ] تَبَاركتْ أَبْجَدِيتِيْ بِوَجَودِكَ هُنا ، إنْ وَجَودِكَ أّبْداع مَلحَمَة يَفِيضَ مِنْ أَعْطَافِهـا الأَسْمَاءَ وَالصَّور ، فَوقَ جَناح الليَّلَ شُكْراً تَحرِسُكَ كُلَّ خَواطِريْ !