المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لــــــــــيـــــــــــــلــــــــــــــــى / محمود عثمان


محمود عثمان
08-18-2009, 01:33 PM
قالت لي ليلى ذات ليلةٍ أبغير الحب تستطيع العيش يا محمود ؟


فقلت:





بغير الحُـبِّ يا ليلى
أضيعُ ولا يضيع ُ العمرُ يا ليلى
ويسكـُـنـُـنـِـي ظلامُ الكون ِ،
والأشباحُ والذكرى التي بالخدر ِ تـبحـثُ مَخْـرَجـا ً كي تـُبْـدِيَ الشـَّــكــوى
- حَـذار ِ تـُبـْـدِي الشـكوى -
بـِدون ِ الحُـبِّ في الدنيا
نقومُ كما يقومُ الصخرُ فوقَ الأرض ِ
لا هَـمْـسَـا ً ولا نجـوى
كآياتٍ من الرَّحمن لم نلقَ لها معنى
فنحيا في اخـْــتِـلاف ٍ شاسِع ٍ
يـَـنـْــتـَـابُـنـَـا فِـكـْـرٌ وأفـْـلاكٌ من الرُّؤْيَـا
إلى أن يأتـِـنـَـا شـَـيـْـخٌ فـيُـعـطـي عـقـلـَـنـا الفـَحْـــوى


(2)


بغير ِ الحُـبِّ يا ليلى
غـَـريـْـقٌ في عُـباب ِ الـبـحـر ِ يـَـسْــتـَـنـْــجـِـــدْ
غـَـريـْـب ٌ لـمْ يَـجــدْ مَــأوى
على الطـُّــرُقـَـات ِ يـَـقـْــضِــي وقـْــتــَهُ
والليلَ لـم يـلــقَ لهُ دَارَا ً وَلا مَــرْقـد ولا مُرقِدْ
أسـيــرٌ في يـدي الأصْــفـَـادِ يـَسـْـتـَـجـْــدي سَمَاءَ الله ِ
كيفَ يَـرى جـمـالَ الله ِ خـلـقَ الله ِ نورَ الله
مَـنْ فـُـك َّ ومـَـنْ أصْــفــِــد
يــَــتــيــم ٌ لــم يــجــدْ صَـدرَا ً لــه يـُـنـْـهـِـد
كــشَـعْــب ٍ خـانــهُ رَاعـيــه ُ للمُحـْــتـَـل ِ
أهـْــدَاه ُ تـقـالـيـدا مُحَـرَّمَـة ً
عـلـى مَـنْ لـيـسَ يَـمْــلـُــك ُ فـيـه لا أرْضَــا ً
ولا بَـيــتــا ً ولا عَـمَّــا ً ولا مَـوْلـِـد


(3)


بغير ِ الحُـبِّ يا ليلى
حَـيـاتي تـسـتـحـيــلُ رَدَى
عـيــونــي لا ترى أمَـلاً ولا حـلـمـا ً
ولا نـوراً ولا ماءً ولا ورْدَا
يـَـعـيــشُ الـقـلــبُ حـيـرَانا ً ويَـنـْـدُبُ حـظـَّــهُ الأكـْـدَى
هـِـيَ الـدُّنـيــا سـَــرَابٌ مـِــنْ عــيــون ِ الـشـَّـمــس ِ قــدْ قـُــدَّا
وألـْـقـَـتـْـهُ يـَـنـابــيــعا ً عـلـى وَجْــهِ الــرِّمـال ِ بـَـدَا
إلـى الـظـَّــمْـــآن ِ أعْــشــابــا ً وأغْـصـانــا ً وأمْـواهَـا ً
وعُـصفــورَا ً يُـبَـاعِـدُ بـيـن فـَـكـِّـي الحَـبـيــبــة كــيـَّـمــا
يَـمـحــو الصَّـــدَى،
وَيـْــلاهُ مـا أقـْـسـى الأماني حـيـْــنـَـمــا
تـُــمْــسي تــَـصَـاويــرَ سدى
فـَـريـقــان ِ لـدى الــدُّنــيــا
أنــا ممَــنَّ مَــنَّ الله ُ أن ْ وَجَــدَ الـسَّـــرَابَ هـُــدَى
أنا الظمآنُ يـا ليلى وأنـت الـمـاءُ لـي وُجـِــدَا


(4)


يـمــيـــنَ الله ِ لــم ألــقَ مِـنَ الـدُّنـْــيــا
لــدى الـدُّنـيـا سُـوى أنـت ِ
رَبـِـيْـعـا ً يُهـْـدِنـِـي الــنـَّــسَــمَــات ِ
والأصْــداءَ مـن صـوتي
أهـازيــجــا ً تــُــؤانِــسُــنـِـي لــدى صـمــتــي
وأشْــرعـَـة ً تـُـسـاعِـدُنــي عـلـى الـتــَّــيـَـار ِ إنْ كـُـسـِــرَتْ مـجـاديـفـي
لـدى الإبـْــحــار ِ والـفــوت ِ
فــكــونــي فــي سـبــيــل ِ الـحـبِّ
آيــاتٌ كــمــا شِـئـْـت ِ
وَدَعـْــك ِ مِــن َ الـْـغـَـيـارَى مَــنْ أرادوا الحُـبَّ
فـي الـطـُّـرُقـَـات ِ والـنـِّــت ِ
بـأول ِ فـَـصـْــلـَـة ٍ بالسِّــلك ِ أو خـطـأٍ لـدى الـكــرت ِ
سَـيَـمْحُـو الله ُ مـا خَـطـَّـتْ أصَـابـعُـهـُـمْ
وتــُــقـْـفــَــلُ لـَــوحــة ُ الإحْـسَـاس ِ في الـشُّــبــاك ِ والـبَـيـت ِ
هـَــل ِالأحـْــبــابُ فـي اللــُّــقــْـــيـــا كــمــا الأحـْــبـَـابُ فـي الــرُّؤْيـَـا كـمــا الأحــبــابُ في الـنـِّــت ِ
سَـتــَــفـــْــــنـَـــى الأرْضُ مـا بَـرِحـَــتْ
أغـَـانــي الـحـُـــبِ أو أنـت بـهــا مُـــتِِ


(5)


أيا قمري
بليلي الدامس الوَعِر ِ
ويا السلوانُ إنْ جاءت
ليَ الأيامُ بالذِكــَـــر ِ
ويا حفظي إن الشيطان َ
جاء إليَّ بالمجهول من فـِـكــَـــر ِ
ملاذي أنت ـ بعد الله ـ
إن برزتْ نيوبُ العالم الكـَـشـِــر ِ
ويا حضني الذي ألقي به ألمي ظنوني
عبقرياتي جنوني أمنياتي أغنياتي
دانياتي قاصياتي متعباتي مبهجاتي
فعلة ً حَـسَـن ٌ أو فعلة ً نـُـكـُـــر ِ
هنا اقتربي وغني لي مع الوتر ِ
من البشر ِ
تواري عنهم أبدا
حذار من رؤى البشر ِ
رؤى البشر ِ
كما الشرر ِ
سهامُهُمُ إذا نزلت بأغصان ٍ جميلات تـَـبــدَّى شؤببُ الوَزَر ِ


(6)


إذا ما انسابت الأحزان في دربـِكْ
وكادت أن تري عينيك
سردابا ً إلى نحبك
وخُضِّبَ ليلك الشادي
بأرديةٍ كمثل الليل
في شعركْ
وعَـجَّ نهارُك النادي بدون سعادة ٍ تـُــرْبـِـك
وناجيتِ السماء َ أيا سماءُ:
لما تركت ِ وحيدة ً تبكي
على ما فات من فوتك
وجدتِ الفارس البسام َ يرشُـفُ
ما رماه ُ الدهرُ في جسمك
وجدتِ شاطئا ً يحظى بأمطار ٍ وأشجار ٍ
وأثمار ٍ وسمار ٍ وزوار ٍ
كمثل اللاتي في صدرِك
تماما ً مثلما الإصباح ُ
يبحر في خضم الليل
ينشئ ُ صفحة مثل التي نامت على خدِّك


(7)


أيَا ليلى شُـغِـلـْــتُ بــكِ
فهيـا عـانــِقــيـــنـــي الآن
أزيـحـي عاصِفاتٍ في َّ
لا تــَـلـْـقـَــي لها رُبـَّـــانْ
بـهــذا اللـيـــل يا ليلى
طـُــيـــورُ الشــَّــوْق ِ تــَــنــْــهـَــشـُـــنـِــي،
على صدري لها عنوان
فهيـا عـانــِقــيـــنـــي الآن
لـنــا ذِكـَـرٌ سـَــنـُـحـْــيـــيـْــهـــا وآهاتٍ سَـنـَــفــْـنِــيْــهــا
وأشعارٌ ستـجـْـعـَـلـُــنــي أنا السَّــكـْــــران
رَخـيــمُ الـصـوتِ يـُـعـْـجـِـبُــنِــي وَيـَـرويــنــي
فـلا يـَــبــْـــقـَـي لـدى الأحـْــشـَــاءِ مـن ظـَـمـــآن
إذا كـُـنَّ الإنــاثُ حـَـمَـلـْــنَ غـُــنـْـجَــا فـي سـُــوَيــْــعـَـات ٍ مـن الأزْمـان
فــكــلُّ حـُـرُوُفـُـكِ الــبـَــهـْــجــى لـهــا غـُـنـْــجــا ً
وألـوَانـَـا ً كـمـثــل ِ شـَـقــائــق النـُّعـْــمـَــان
بـِلاك أنـا أمــوتُ أنـا فهيـا عـانــِقــيـــنـــي الآن
أنـا مـن قــبــل ِ أنْ تــُــثــْــري حـَـيــاتـي كــنــتُ في حـُضـْــن ِ الــكـَـرَى هيمان
وهـا أنـا ذا كـمــا تــجــديــنــيَ السَّـهـــران
عـَـزيْــزٌ مــن أزاحَ الـنـومَ مـن عــيــنـــي بــفــعـــل مــشـــيـــئـــة الـرحمان
فلا بـَــرُدَ الــودادُ بـأي وقــتٍ مـا سَـرى صـوت ٌ
من الــحـــادي عـلـى شــبــه الـجـــزيـــرة أو بــشـــام ٍ
أو بــمـــصـــر ٍ أو عــلــى الــســـودان
عـــذابٌ أنـــت يـــا ليلى بـــلا شُطآن




محمود عثمان
الكويت 2009

عطْرٌ وَ جَنَّة
08-21-2009, 04:19 AM
مُقلَّمٌ هَذا النْبض بالْزَعفران ,
فَاتِنُ الجَوى وَ الْطَبيعة ..وَ رَبيعي الْحِس وَ الْمَعنى وَ الْحُضور
- شُكْراً أستاذ محمود عَلى وَفرة الأوكسجين والشِّعر
والضوء أيضاً http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif

صهيب نبهان
08-23-2009, 11:32 AM
..


أعجبتني بداية النص إلى أن استوقفني قولك :

كآيات من الرحمن لم نلق لها معنى !

فهل هناك آياتٌ مجهولة المعنى بالنسبة لنا ؟!

أعتقد أنك حدت عن الصواب هنا

حتى وإن كان المعنى المقصود بخلاف الظاهر

فلماذا نُقحم أنفسنا في حلقة مغلقة ضيقة وأمامنا تعابير الكون بأسره ؟

..

كل عامٍ وأنت بخير

..

حمد الرحيمي
08-26-2009, 10:04 AM
محمود عثمان ...



أهلاً بك ...





سرمدي العشق أنت يا محمود ... و عاشقٌ ثملٌ بمعشوقتك حد النشوة الآخرة ...







مرهف الشعر أنت و أكثر ...

محمود عثمان
09-27-2009, 01:31 PM
مُقلَّمٌ هَذا النْبض بالْزَعفران ,
فَاتِنُ الجَوى وَ الْطَبيعة ..وَ رَبيعي الْحِس وَ الْمَعنى وَ الْحُضور
- شُكْراً أستاذ محمود عَلى وَفرة الأوكسجين والشِّعر
والضوء أيضاً http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif







عطرٌ وجنة

بل جنانٌ وعطورٌ فواحةٌ ذاعتْ بين كلماتي التي لولاها لما برقت يا عطر ُ


والشكر متصل إليك ، وادعو الله ألا يحرمني من كلماتك الملائكية الإحساس

وباقة ورد أهديها إليك ِ