المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين يعطش الماء


د.باسم القاسم
10-09-2006, 01:45 AM
" حين يعطش الماء " من ديوان آخر الورثة من سلالة النخيل كتبت عام 1999 حزيران حائزة على جائزة ربيعة الرقي الدولية



أرتدُّ نحوي..
حين يلمسُني بنفسجهَا..
وتدعوني إلى شاي
الصباحْ ..
لاشيءَ..إلاَّ أنَّها أمِّي..
تقلِّد أمَّها ..
قالت :
أتحلمُ كلَّ يومٍ
بالبعيدْ ..؟
قلت: الوسادة شارعٌ
قد باع صندوق
البريدْ..
ولأنَّه أنت المدينة والغريبةُ
هاهُنا سمَّرت أحلامي
على رملٍ ..
وأعلنت النشيدْ
***
وإذا تمرُّ بي السواحلُ
أستدير لموجها جبلاً ..
وأرسو هارباً منِّي ..
فأمِّي " أرضعتني
من فرات حليبها "
شمسٌ تسلِّي ظلَّها..
في نبض صحراء
الوريدْ ..
لكنَّ يا أمِّي..
البلاد تفتَّحت جمراً ..
على شجري تنزُّ
شتاءها ..
وأنا كبرت على السريرْ ..
ولقد أضعتُ عقيق
مَهدي حين شاءت
من أريدُ.. أنامِلي
وتراً لرغبتها.. وقالت :
حانَ وقتك ..
دافئٌ نَهدي لثغرك
يا صغيرْ ...
وأخاف حين أردتُ
قبَّعة الضياء أخيطُها
شغف السنابل والدروبْ ..
فسموتُ عن تعب
المكان مردِّداً..
ها إنَّ من أعطت
رمالي ما أريدُ من النخيلِ
تجاوزتني للغروبْ ..
فتسلَّل الزيتون نحوي
خلسةً ..
لأكون قافلةً لعطرك
أدمنتْ طربَ الحداة
إلى الجنوبْ ..
ويداي قد عرفت مفارقها
على أبواب محرابي..
وأرضي ..
لا أخاف الآن ..
قلتُ لسنديان جهاته..ِ
ثمَّ استدرتُ إلى الهروبْ ..
***
حتَّى تكلَّم سيدي
لم أعترفْ ..
يامنهكين...
بقطرةٍ أو ملحها ..
لدمي أراها
بصمةًً..
إمضاءةً...
لهياكلِ ألآس الغريبةِ
من شواهد حربنا
ضدَّ القصيدةِ ..
نحو جبهتها أطرِّز
رايةً لذراعها..
أو رايةً وذراعها ..
وأعلِّم الشهداء أنواع
الجنائز ..
والحقيقة أنَّهم عرفوا
على صدع الشوارع
لافتاتٍ أو معاطف
للخريفْ ...
وبأنَّهم " قد قلت قبلاً "
لن أخاف ..
وكلَّما شاءوا أراك
ترتلين حزينةً وِرْدَ
السلامةِ ..
إنَّني آمنتُ..
لن أُنسى..
وقد خلَّفتُ مرآتي
وأوراقي ..ورائحتي..
على منديلِ بسمتك
النظيفْ ..
وخرجتُ طائرةً لأوراق
تخاف الريحُ وجهتها..
ستلفظها السماءُ ..
تقول توجعني إذا مرَّتْ
بتنورٍ على حطب السوادِ ..
بقبَّةٍ يخشى المريد
بخورها المصريَّ ..
بالثلج المحاصرفي مواقدهم
على نغمِ الدفوفِ ..
بشامةٍ في خدِّ دجلة..
أجهضت موَّالها أنثى..
لحاويها يدندن فقرٌها
جوع المقام الخزعليِّ
على الرصيفْ ..
وهدأت حين النار شاءت
سجدةً أخرى ..
وقلت سأنتهي قبل
البدايةِ..
ثمَّ أغسل زنبق الدار القديمِ
عن الغبارِ..
وأسأل القرميد عن كلِّ
المواسمِ ..
هل أتى تمُّوز قبلي ..!
هل سأهدي حنطتي فزَّاعةً
تخشى عصافيرَ الحصاد ..
وهل رأى للنمل خارطة
ببيتي ..؟
هل رآكِ تغزلين
حكايةً لربيع أختيَ
في الشتاء..
قال اشتياقك حامضٌ ..!
قلتُ الطبيعة..
أطعمت أوراقها
قلبي ..
فـأجهش بالبكاءْ ..
ونَهضت حين الماء يعطش
قطرةً أخرى..
وقلت سأنتهي قبل النهايةِ ..
ثمَّ أفضح في السواقي
لهجة المرآة ..ِ
كيف تزاحمت قصص
الوجوه عن الهوى ..
عذريّةٌ كانت لقاءات
السواقي ..
قلت أفضح لهجة المرآة
حين تزورها ليلى
السهادْ ..
"حقلي يخاف الدفء " قالت
لاتخافي..
" إنَّ للشفةِ احتراقٌ "
قالها قبل الرماد..
مرثيّةٌ كانت لقاءات
السواقي..
قلت أفضح لهجة المرآة
فيها.. حين جاؤوها
حفاةً ..
نسمةً حمراءَ..
ترهقهم كلاب
الصيد ..
قالوا: أخبريهم ..
للمدى زنزانة عمياءُ
تتكئ الجماجمَ..
في الطريق إلى العروشْ ..
ولنا رغيف الخبز
يكسرنا..
ويأكل قوتنا ..
ويدقُّ أختام الملوك
على النعوشْ ..
ولك الأمانة ..أخبريهمْ
إنَّ للسرو اخضرارٌ
لايموت
وأعودُ ياأمِّي إليَّ
أتذكرينْ..
أعطيتِ جارتنا سريري..
قُلتُ مهلاً ..
طوق طفلتها سيكبر
من يديَّ ..
وإنَّه سيغار يوماً أقحوان
وسادتي منها.. عليَّ ..
وإنَّه ..
لم أستطع ..
فرأيتها يوماً على شباك
غرفتها الوحيد ..
كتَبتْ على غبش الزجاج
عبارةً ..
قد باع صندوق
البريدْ ..
***
قالت بنيَّ
كأنَّ ظلَّك
ناضج ٌ..؟
قلت: .. استرحتُ
إلى الضفافِ
فلم أجدْ حجراً لأر سُمَني
عليهِ
وأنـتـهي..

قايـد الحربي
10-09-2006, 02:17 AM
د. باسم القاسم
ـــــــــــــــ
* * *

شمسٌ أخرى يُشرقُ بها كونُك .

[ حين يعطش الماء ]

للعنوان هنا أمكنة من فضاء
قل عنه ارتقاء
قل عنه نقاء
قل عنه : " هطول " ولن تُخطئ أبداً .

حين يكتب شاعر بحجم د. باسم
أعود إلى لحظة الكتابة عنده وأتمنى شيئاً غريباً :

- أنْ أشاهد الأشياء من حوله - كل الأشياء -
لأنّني على يقينٍ تام بأنّها لن تكون كما كانت عليه قبل الكتابة
بدءاً بدوران الأرض وانتهاءً بالورقة .

[ حين يعطش الماء ]

نصٌ يتجه إلى " الجنّة " كـ أم
لأنّه يتكئ على قلبها و قُبَلِها
وفي قراءته مثوبةٌ .

:

د . باسم القاسم

هناك من يُخجلك في كتابة ردّ
وأعترف بعجزي عن كتابة ما يصل إلى أقدام نصٍ كهذا .

كن بالوجود لـ يعمر .

سلطان ربيع
10-09-2006, 08:26 PM
د. باسم القاسم

تتقزم الحروف في حضور نصوصك

أسمح لي المرور بصمت

فهو أبلغ

عندما يخونك تعبيرك

محمد الناصر
10-10-2006, 01:58 AM
http://www.TiT2.com/up/uploads/c245a6f858.jpg



ما ألذه الغرق هنا


فمنذ شهور ...وأنا غريق


أتمنى أن لا يخرجني من غرقي

أحد

شــمــ نـجـد ــس
10-13-2006, 06:50 AM
قالت بنيَّ
كأنَّ ظلَّك
ناضج ٌ..؟
قلت: .. استرحتُ
إلى الضفافِ
فلم أجدْ حجراً لأر سُمَني
عليهِ
وأنـتـهي..


يااااااااااه لله درك مااجملك . .

ليس هناك من عجب حين تستحوذ الجوائز ..

ابحرت مع كل التفاصيل حيث يكون القلم والجسد ..

كان محفوظ يدافع عن الروية قائلا انها "شعر الدنيا الجديدة".

و (( حين يعطش الماء ))

هي رواية الشعر ام شعر لرواية ..

بعيني المتذوقه هي رواية بثوب القصيدة ..

د . باسم القاسم ..

كان لي شرف التواجد هنا ..

تقديري لك ..

العـنود ناصر بن حميد
10-13-2006, 11:39 AM
.
.

د/ باسم

حين ندخـل جنتك

لانتمنى الخروج منها

كم أحس بنفسي عدت لأيام الدراسة

أشعر بأنني في كل مرة

أقرأ لك

تلميذة تدهشها القصيدة

وتحفظها

أو تقص أوراقها من جريدة

لتقرأها في الصباح

و تغفو على أبياتها في المساء

.
.

* سؤال

أين أجد ديوانك ؟

تحياتي

غسان الحكيم
10-17-2006, 06:02 AM
سلااااااااااااااااااااامز


د.باسم

لأكن صريحا معك ...
كان هذا النص المجنون المتجاوز
كل الحدود .. هو ما دعاني إلى التسجيل
في منتديات أبعاد التي كنت أجهلها
حتى قذف لي أحدهم برابط القصيدة
فتعلقت بها و أردت أن أكون بجانبها ...

هنا قرأت ما لا نقرؤه غالبا ...


غسان الحكيم

خالد صالح الحربي
10-19-2006, 03:28 AM
*

ا
ر
ت
و
ا
ء

هذا.. النّص..
من الـْ.. ألف..
إلى اليَاء.

أصيله المعمري
10-19-2006, 02:39 PM
د/ باسم


أحييك
أحييك
أحييك


،
،
الولوج هنا لـ صلب كتاباتك
أمر غير مضمون النتائج
بل أشبه بالمغامره

عالمك خيال
سحر وخيال أنت يالقاسم

/
/
/

حين يعطش الماء

ولن تنتهي إسطورة كتاباتك أبداً




دمت ف حفظ الرحمن

د.باسم القاسم
10-22-2006, 01:58 AM
د/ باسم


أحييك
أحييك
أحييك


،
،
الولوج هنا لـ صلب كتاباتك
أمر غير مضمون النتائج
بل أشبه بالمغامره

عالمك خيال
سحر وخيال أنت يالقاسم

/
/
/

حين يعطش الماء

ولن تنتهي إسطورة كتاباتك أبداً




دمت ف حفظ الرحمن

أصيلة المعمري :
عندما مثلت فرقة الرقة للفنون الشعبية سوريا في مهرجان مسقط الأخير طلبوا مني أن أكتب عن عمان شعراً يُغنى فقلت :

الله ياهالنخل ..عذب الهوى من صوبهم جانا

وعْمان تاج السلطنة تهلّي بملقانا

خلجانها هدب الخليج عيون مرجانه

ومسقط ياشامة حِسن من لام رويانه

وحنّا عيون فراتنا لملقاك ولهانه

والجود مايروي عطش إلا بشواطينا
أواقتك سعيدة .........

حمد الرحيمي
10-22-2006, 02:50 AM
فأمِّي " أرضعتني
من فرات حليبها "
شمسٌ تسلِّي ظلَّها..
في نبض صحراء
الوريدْ ..



د . باسم القاسم ...


ألا لعنة الله على اللغة إن لم تخرج من رحم قلمك ...

وفي مثل هذا النص " فليتنافس المتنافسون "...


كُن بخير ...

حنان محمد
10-27-2006, 09:20 PM
أي مساء جاء بك هنا ؟

لا تعليق سوى

اعجابي بما قرأت

د.باسم القاسم
10-27-2006, 10:32 PM
د . باسم القاسم ...


ألا لعنة الله على اللغة إن لم تخرج من رحم قلمك ...

وفي مثل هذا النص " فليتنافس المتنافسون "...


كُن بخير ...






حمد الرحيمي
قرابتي اللغوية بك تبدأ من الجد السابع للحرف ..
وأشهد أنك من اللذين يصلون أرحامهم
جزاك الشعر عني خيراً

صهيب نبهان
01-05-2008, 06:52 PM
..

د. باسم القاسم

هنا لم يعطش الماء فقط

بل عَطِشَتْ دماؤنا أيضاً لملامستك من جديد

هل تُرى يعود النبض لأفئدةٍ جَفَّتْ وصمتت ؟

..

نجدي حاطوم
01-12-2008, 02:19 AM
نص شاهق -د- القاسم

انه الايداع الحقيقي

النص بكلماته البسيطه وايحاءاته بضعه في الصف الاول

كنت قد كتبت لك ان اسمك سيكون له شأن في الشعر العربي

وما زلت اؤمن بما قلت

علي الغبيشي
01-12-2008, 05:06 PM
مدرسة دكتور ننتلمذ على يديها فنون الخيال
وجودة السبك والصياغة وربما ينذرنا اللاوعي
بقدوم نبضك فنشتافه عند قراءة هكذا روعة

باختصار تحفة فريدة لاتوجد إلا بين يديك

تقبل متابعتي لكل طرحك

محمد فكري
01-18-2008, 09:57 AM
د.باسم القاسم..
..................
لا فُضَّ فوكَ على هذه الرائِعه..
..........................
دمتَ بكلِّ خير

خالد صالح الحربي
01-21-2008, 01:05 PM
:
لا زلت اللُّغَة مُعَطّلَة ،
ولا زلت أستسقي السّمَاء في أن يهبني الله [ الحكمة ] !
لأكتُب شيئاً يليق وأموت !

زاد الركب
03-17-2008, 10:00 PM
" حين يعطش الماء "
...................... حتماً سنرتوي ..!!

زاد الركب
03-17-2008, 10:13 PM
وبعد حين نعود ..

... نعود رغماً عنا ..
و نرتمي في أحضان هذا النص ( الأم ) لنرضع دافئ الكلمات رغم أنف الغربة .. !!

د.باسم القاسم ...

إني أراك كبيرهم الذي علمهم الشعر .. !!

.
.

زاد ( ... )

خالد الداودي
09-29-2009, 03:56 PM
" حين يعطش الماء " من ديوان آخر الورثة من سلالة النخيل كتبت عام 1999 حزيران حائزة على جائزة ربيعة الرقي الدولية



أرتدُّ نحوي..
حين يلمسُني بنفسجهَا..
وتدعوني إلى شاي
الصباحْ ..
لاشيءَ..إلاَّ أنَّها أمِّي..
تقلِّد أمَّها ..
قالت :
أتحلمُ كلَّ يومٍ
بالبعيدْ ..؟
قلت: الوسادة شارعٌ
قد باع صندوق
البريدْ..
ولأنَّه أنت المدينة والغريبةُ
هاهُنا سمَّرت أحلامي
على رملٍ ..
وأعلنت النشيدْ
***
وإذا تمرُّ بي السواحلُ
أستدير لموجها جبلاً ..
وأرسو هارباً منِّي ..
فأمِّي " أرضعتني
من فرات حليبها "
شمسٌ تسلِّي ظلَّها..
في نبض صحراء
الوريدْ ..
لكنَّ يا أمِّي..
البلاد تفتَّحت جمراً ..
على شجري تنزُّ
شتاءها ..
وأنا كبرت على السريرْ ..
ولقد أضعتُ عقيق
مَهدي حين شاءت
من أريدُ.. أنامِلي
وتراً لرغبتها.. وقالت :
حانَ وقتك ..
دافئٌ نَهدي لثغرك
يا صغيرْ ...
وأخاف حين أردتُ
قبَّعة الضياء أخيطُها
شغف السنابل والدروبْ ..
فسموتُ عن تعب
المكان مردِّداً..
ها إنَّ من أعطت
رمالي ما أريدُ من النخيلِ
تجاوزتني للغروبْ ..
فتسلَّل الزيتون نحوي
خلسةً ..
لأكون قافلةً لعطرك
أدمنتْ طربَ الحداة
إلى الجنوبْ ..
ويداي قد عرفت مفارقها
على أبواب محرابي..
وأرضي ..
لا أخاف الآن ..
قلتُ لسنديان جهاته..ِ
ثمَّ استدرتُ إلى الهروبْ ..
***
حتَّى تكلَّم سيدي
لم أعترفْ ..
يامنهكين...
بقطرةٍ أو ملحها ..
لدمي أراها
بصمةًً..
إمضاءةً...
لهياكلِ ألآس الغريبةِ
من شواهد حربنا
ضدَّ القصيدةِ ..
نحو جبهتها أطرِّز
رايةً لذراعها..
أو رايةً وذراعها ..
وأعلِّم الشهداء أنواع
الجنائز ..
والحقيقة أنَّهم عرفوا
على صدع الشوارع
لافتاتٍ أو معاطف
للخريفْ ...
وبأنَّهم " قد قلت قبلاً "
لن أخاف ..
وكلَّما شاءوا أراك
ترتلين حزينةً وِرْدَ
السلامةِ ..
إنَّني آمنتُ..
لن أُنسى..
وقد خلَّفتُ مرآتي
وأوراقي ..ورائحتي..
على منديلِ بسمتك
النظيفْ ..
وخرجتُ طائرةً لأوراق
تخاف الريحُ وجهتها..
ستلفظها السماءُ ..
تقول توجعني إذا مرَّتْ
بتنورٍ على حطب السوادِ ..
بقبَّةٍ يخشى المريد
بخورها المصريَّ ..
بالثلج المحاصرفي مواقدهم
على نغمِ الدفوفِ ..
بشامةٍ في خدِّ دجلة..
أجهضت موَّالها أنثى..
لحاويها يدندن فقرٌها
جوع المقام الخزعليِّ
على الرصيفْ ..
وهدأت حين النار شاءت
سجدةً أخرى ..
وقلت سأنتهي قبل
البدايةِ..
ثمَّ أغسل زنبق الدار القديمِ
عن الغبارِ..
وأسأل القرميد عن كلِّ
المواسمِ ..
هل أتى تمُّوز قبلي ..!
هل سأهدي حنطتي فزَّاعةً
تخشى عصافيرَ الحصاد ..
وهل رأى للنمل خارطة
ببيتي ..؟
هل رآكِ تغزلين
حكايةً لربيع أختيَ
في الشتاء..
قال اشتياقك حامضٌ ..!
قلتُ الطبيعة..
أطعمت أوراقها
قلبي ..
فـأجهش بالبكاءْ ..
ونَهضت حين الماء يعطش
قطرةً أخرى..
وقلت سأنتهي قبل النهايةِ ..
ثمَّ أفضح في السواقي
لهجة المرآة ..ِ
كيف تزاحمت قصص
الوجوه عن الهوى ..
عذريّةٌ كانت لقاءات
السواقي ..
قلت أفضح لهجة المرآة
حين تزورها ليلى
السهادْ ..
"حقلي يخاف الدفء " قالت
لاتخافي..
" إنَّ للشفةِ احتراقٌ "
قالها قبل الرماد..
مرثيّةٌ كانت لقاءات
السواقي..
قلت أفضح لهجة المرآة
فيها.. حين جاؤوها
حفاةً ..
نسمةً حمراءَ..
ترهقهم كلاب
الصيد ..
قالوا: أخبريهم ..
للمدى زنزانة عمياءُ
تتكئ الجماجمَ..
في الطريق إلى العروشْ ..
ولنا رغيف الخبز
يكسرنا..
ويأكل قوتنا ..
ويدقُّ أختام الملوك
على النعوشْ ..
ولك الأمانة ..أخبريهمْ
إنَّ للسرو اخضرارٌ
لايموت
وأعودُ ياأمِّي إليَّ
أتذكرينْ..
أعطيتِ جارتنا سريري..
قُلتُ مهلاً ..
طوق طفلتها سيكبر
من يديَّ ..
وإنَّه سيغار يوماً أقحوان
وسادتي منها.. عليَّ ..
وإنَّه ..
لم أستطع ..
فرأيتها يوماً على شباك
غرفتها الوحيد ..
كتَبتْ على غبش الزجاج
عبارةً ..
قد باع صندوق
البريدْ ..
***
قالت بنيَّ
كأنَّ ظلَّك
ناضج ٌ..؟
قلت: .. استرحتُ
إلى الضفافِ
فلم أجدْ حجراً لأر سُمَني
عليهِ
وأنـتـهي..


احتفظ بك منذ اسبوع لأقرأك الآن كما تستحق بنفس يليق

ايها الجميل أسرتني بجمالك
هنيئا لأبعادنا هذا النضج الفكري
وهنيئا لنا انت

شكرا من القلب
وعودة الى النص

خ

خالد بودريف
10-01-2009, 01:28 AM
نص مختلف
يقودنا إلى عالم من التراكيب الجميلة المدهشة
تقبل مروري

أحمد رشاد
10-02-2009, 03:31 AM
د. باسم
يا صديقي و ابن مدينتي
هنا يرتوي كل شيئ يا ابن الفرات
لماذا نحن على طرفي بعد؟
مهرجان الشعر العربي هنا وليس هناك على منابر من ورق.
عدت بنا إلى الماضي الجميل الذي خلفناه خلفنا يا صديقي
لك محبتي و لك قبلة الصباح وعذوبة النهر الذي هجرناه

فهد الغبين
12-18-2009, 11:24 AM
هل أتى تموز ..قبلي ...!


يا الله كم انت مُنهك يا صديقي فرفقا بنفسك ونفسك

حسين آل صمع
12-20-2009, 05:02 PM
ليس بالغريب أن نقرأ نصاً بكل هذا الشجر لــ د . باسم



ولا زلنا نتعلم منك ..


شكراً لك كلما تنفست .

د.باسم القاسم
12-21-2009, 11:15 PM
أيها السادة ...

مروركم ..قوافل وجد ..
فاجعلوني من حداتها ..
وتقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير ..

قايـد الحربي
01-15-2020, 07:40 PM
د. باسم القاسم
ـــــــــــــــ
* * *

شمسٌ أخرى يُشرقُ بها كونُك .

[ حين يعطش الماء ]

للعنوان هنا أمكنة من فضاء
قل عنه ارتقاء
قل عنه نقاء
قل عنه : " هطول " ولن تُخطئ أبداً .

حين يكتب شاعر بحجم د. باسم
أعود إلى لحظة الكتابة عنده وأتمنى شيئاً غريباً :

- أنْ أشاهد الأشياء من حوله - كل الأشياء -
لأنّني على يقينٍ تام بأنّها لن تكون كما كانت عليه قبل الكتابة
بدءاً بدوران الأرض وانتهاءً بالورقة .

[ حين يعطش الماء ]

نصٌ يتجه إلى " الجنّة " كـ أم
لأنّه يتكئ على قلبها و قُبَلِها
وفي قراءته مثوبةٌ .

:

د . باسم القاسم

هناك من يُخجلك في كتابة ردّ
وأعترف بعجزي عن كتابة ما يصل إلى أقدام نصٍ كهذا .

كن بالوجود لـ يعمر .

؛

أراني أُعيدك سيرتك الأولى ..
حيث تكون ، ويكون الشعر

رشا عرابي
01-17-2020, 07:16 PM
أقرأ وأصعد!
لله درّ الكلمات حين ترفل في ثوب قصيد

لمثل هذا السموّ
أرجو عودة ~

إكرام حسون
01-17-2020, 07:27 PM
رااائع جدا .. بورك ابداعك