مصطفى معروفي
09-03-2009, 04:54 PM
يقولونَ لي :"جفَّ المعينُ فلم تعدْ =لِسبْكِ القوافي، كيفَ هذا النضوبُ ؟"
مساكينُ! ظنُّوا أنما الشعر مسلكٌ =يقود الخطى ، سهل المنال ،قريبُ
فقلتُ: أقلوا اللومَ ، لوْمي، فإنما =هو الشعر يأتي تارة ويغيبُ
سكتُّ ،وما كان السكوتُ إرادتي، =فربَّتَما عافَ الكلامَ كئيبُ
غدت نغماتي آهةً، وقثارتي =إذا صدحتْ أنَّتْ فكان نحيبُ
تكسَّر وجداني وفارَ دمي أنا =مُعَنَّى ،إذاً،كيف الغناءُ يطيب؟
لِذا فالقوافي لا تجيبُ إذا دعو =تُها ،هل علمْتَ الصخرَ يوما يجيبُ؟
فما طربي و ابْنُ العُروبَةِ تائهٌ=و أوطانه قد مسَّها ما يريبُ
توالت عليه نائباتُ الزمان ،إذْ=يُرى و كأَنْ قدْ آلفتْهُ الخطوبُ
أرى الأممَ الأخرى يتمُّ اتحادها =ونحنُ شقاقٌ بيننا وحروبُ
تشتَّتَتِ الأهواءُ،كلٌّ له هوىً، =نسير فرادى فرَّقتْنا دروبُ
نعيش على الأمجاد وهْيَ قديمةٌ =وحاضرُنا من كلٍّ مجدٍ جديبُ
فياويحَ قومي ما دهاهم ، تقوقعوا =وهم للعلا من قبلُ قومٌ ركوبُ
أعاني وفي أهلي مقامي، ولي حِمى=أنا بين أهليه كأني غريبُ
كذاك أنا كحَّلتُ عيني بواقعٍ =عنيدٍ ،إذا أشرقتُ كان الغروبُ
ولا ريْبَ إن نامتْ ستنهض أمتي =فليسَ لديها عن نهوض هروبُ
لقد شمْتُ فجرا خلف ذا الليل صادقاً=نحققُ فيه المبتغى لا نَخيبُ
فإن تعذلوا إني لكم غير عاذلٍ =وأَعلمُ أنِّي في سكوتي مصيبُ/
مساكينُ! ظنُّوا أنما الشعر مسلكٌ =يقود الخطى ، سهل المنال ،قريبُ
فقلتُ: أقلوا اللومَ ، لوْمي، فإنما =هو الشعر يأتي تارة ويغيبُ
سكتُّ ،وما كان السكوتُ إرادتي، =فربَّتَما عافَ الكلامَ كئيبُ
غدت نغماتي آهةً، وقثارتي =إذا صدحتْ أنَّتْ فكان نحيبُ
تكسَّر وجداني وفارَ دمي أنا =مُعَنَّى ،إذاً،كيف الغناءُ يطيب؟
لِذا فالقوافي لا تجيبُ إذا دعو =تُها ،هل علمْتَ الصخرَ يوما يجيبُ؟
فما طربي و ابْنُ العُروبَةِ تائهٌ=و أوطانه قد مسَّها ما يريبُ
توالت عليه نائباتُ الزمان ،إذْ=يُرى و كأَنْ قدْ آلفتْهُ الخطوبُ
أرى الأممَ الأخرى يتمُّ اتحادها =ونحنُ شقاقٌ بيننا وحروبُ
تشتَّتَتِ الأهواءُ،كلٌّ له هوىً، =نسير فرادى فرَّقتْنا دروبُ
نعيش على الأمجاد وهْيَ قديمةٌ =وحاضرُنا من كلٍّ مجدٍ جديبُ
فياويحَ قومي ما دهاهم ، تقوقعوا =وهم للعلا من قبلُ قومٌ ركوبُ
أعاني وفي أهلي مقامي، ولي حِمى=أنا بين أهليه كأني غريبُ
كذاك أنا كحَّلتُ عيني بواقعٍ =عنيدٍ ،إذا أشرقتُ كان الغروبُ
ولا ريْبَ إن نامتْ ستنهض أمتي =فليسَ لديها عن نهوض هروبُ
لقد شمْتُ فجرا خلف ذا الليل صادقاً=نحققُ فيه المبتغى لا نَخيبُ
فإن تعذلوا إني لكم غير عاذلٍ =وأَعلمُ أنِّي في سكوتي مصيبُ/