حنان العصيمي
09-07-2009, 01:26 AM
طابَ مساؤكُم بكلِّ خيرِ
كثيراً ما تتمنى أن تشهد معالم مدينة في ذهنك ؛ في أحلامك ؛
والمؤسِف ... أن تـكون تلك المسافة بينَها وبين موطنك ؛ لا تتعدى أميالاً ...
قد تكون ابتعدتَ أكثر من تِلْك الأميالِ بآلاف المرّاتِ ، ولكن لم يحالفك الحظ ، بِزيارتها ...
والغريب .. أنَّكَ تشْهَدُ مُدناً قريبةً منها ، ولا تستطيع تحقيق أمنيتك ...
ولا تَزالُ أماني حتّى يتِّم تحقيقها بزيارة تلك المدينة ..
نعم ، أيّها الأحبة
إنها مدينة بالفعل .. المدينة المنورة ...!
وسُمِّيت بالمُنوّرة : بنورِ قبر رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ..
وهي أول عاصمة في الإسلام ، تأسست قبل الهجرة النبوية بـ 1500 عام ،
حيث عُرفت قبل الإسلام بمدينة ( يثرب ) ، وذُكِرتْ في القرآن الكريم ،
قال تعالى : ﴿وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ) سورة الأحزاب – الآية 13 .
وتضُمُُّ المدينة بين أحضانها الكثير من المعالم والآثار،
ولعل أبرزها
المسجد النبوي والذي يعدُّ ثاني أقدس المساجد بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة
http://www.uaesook.com/vb/imgcache2/5935.gif
بالإضافة إلى مقبرة البقيع (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82%D9%8A%D8%B9) والتي تعد المقبرة الرئيسية لأهل المدينة
ويُروى أن عشرة آلاف صحابي دفنوا فيها ، وأمهات المؤمنين زوجات النبي محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8 %D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) عدا السيّدة خديجة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%AF%D9%8A%D8%AC%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D8%AA_ %D8%AE%D9%88%D9%8A%D9%84%D8%AF) وميمونة ،
كما دُفن فيها ابنته فاطمة الزهراء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D8%B7%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B2% D9%87%D8%B1%D8%A7%D8%A1)، وابنه إبراهيم ، وعمه العباس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3_%D8%A8%D9%86_ %D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84% D8%A8)، وعمته صفية ،
وزوجته السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D8%AA_ %D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A8%D9%83%D8%B1) ، وحفيده الحسن بن علي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B 7%D8%A7%D9%84%D8%A8)، وكذلك علي بن الحسين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD %D8%B3%D9%8A%D9%86_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD ))
ومحمد الباقر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7% D9%82%D8%B1) وجعفر الصادق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7% D8%AF%D9%82) ، والكثير من الصحابة ،
وبها أيضاً مسجد قباء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D9%82%D8%A8%D8%A7%D8%A1) أول مسجد بُني في الإسلام ، ومسجد القبلتين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8% D9%84%D8%AA%D9%8A%D9%86)، وجبل أحد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D8%A3%D8%AD%D8%AF) الشهير ،
والكثير من الوديان والآبار والشوارع والحارات والأزقة القديمة .
http://thumbs.bc.jncdn.com/4684ec7cd026a045f202984dba79d111_lm.jpg
وشخصيتنا في هذا الطرح أيُّها الأفاضل
من تمَنَّيتُ كثيراً أن أراه ، وأشهد عهدهُ ....
الفاروق
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ...
ولِمَ لا وهو المشهودُ له بالعدل وإظهار الحق ، ونُصرةِ المظلوم
ولنا في حياته مواقفاً عِدَّة ؛ يشْهدُ بها صغيرنا قبل كبيرنا ....
فلـ تتفضلوا معي في جولةٍ بسيطة ؛ لاكتشاف ذلك الـ [ عُمَر ] ...!
· عن أبي بن كعب أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “جاءني جبريل
فقلت له: أخبرني عن فضائل عمر وماذا له عند الله ؟ ، فقال لي : يا محمد ؛ لو جلستُ معك
بقدر مالبث نوح في قومه لم أستطع أن أخبرك بفضائل عمر ، وما له عند الله عز وجل ،
ثم قال: يامحمد، لـَ يبٍكيَنًّ الإسلام من بعد موتك على عمر ”.
· لما أسلم عمر ، نزل جبريل فقال : يا محمد ؛ لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر .
وروى البخاري ومسلم عن أبيهريرة عن النبي ( ص ) أنه قال: " بينما أنا نائم رأيتني في الجنة ،
فإذا امرأة تتوضأ إلىجانب قصر ، فقلت: لمن هذا القصر ؟
قالوا : لعمر ، فذكرت غيرته فـ وليتُ مدبراً ”، فبكى عمروقال: أعليك أغارُ يا رسول الله ؟ "
· إنه أحد العمرين الذيْن دعا النبي ربهُ بأن يعزّ الإسلام بأحدهما
فاستجاب الله الدعاء ، وأعز الإسلام بعمر بن الخطاب الذي كان إسلامه في العام السادس
من البعثة النبوية الشريفة نقطة تحوّل في تاريخ الإسلام والمسلمين ،
حيث خرجت الدعوة من الخفاء إلى العلنومن الخوف إلى الشجاعة ،
وبعد أن كان المسلمون يؤدون شعائرهم سراً ،
أصبحوا يرتادون المسجد الحرام جهراً ، فـَ بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب
وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما؛ صار المسلمون في قوة ومنعة ، فلما أسلم عمر
قال للنبي : يا رسول الله ؟ علام نخفي دينناونحن على الحق وهم على الباطل ؟
فقال النبي : إنّا قليل ، فقال عمر: والذي بعثك بالحقنبيا ، لا يبقى مجلساً جلست فيه بالكفر
إلا جلست فيه بالإيمان ، وقد كان ...
لم يترك عمر مجلساً جلس فيه بالكفر إلا جلس فيه وأعلن إسلامه أمام قريش غير هياب ولا وجل ،
ولدى إسلامه قاد المسلمين هو وحمزة في صفين إلى المسجد الحرام ،
ليصلوا دون أن يجرؤ أحد من مشركي قريش على أن يصيبهم بأذى .
· لم تتحقق الدولة الإسلامية بصورتها المثلى في عهد أيٍّ من عهود الخلفاء والحكام
مثلما تحققت في عهد الخليفة الثاني "عمر بن الخطاب" (رضي الله عنه)
الذي جمع بين النزاهة والحزم ، والرحمة والعدل ، والهيبة والتواضع ، والشدة والزهد .
ونجح الفاروق (رضي الله عنه) في سنوات خلافته العشر في أن يؤسس أقوى إمبراطورية عرفها التاريخ ،
فقامت دولة الإسلام ، بعد سقوط إمبراطورتي "الفرس" و"الروم" - لتمتد من بلاد فارس وحدود الصين شرقًاً
إلى مصر وإفريقية غرباً ، ومن بحر قزوين شمالاً إلى السودان واليمن جنوبًا .
لقد استطاع "عمر" (رضي الله عنه) أن يقهر هاتين الإمبراطوريتين بهؤلاء العرب
الذين كانوا إلى عهد قريب قبائل بدوية ، يدبُّ بينها الشِقاق ، وتثور الحروب لأوهى الأسباب ،
تحرِّكها العصبية القبلية ، وتعميها عادات الجاهلية وأعرافها البائدة ، فإذا بها - بعد الإسلام – تتوحَّد
تحت مظلَّة هذا الدين الذي ربط بينها بوشائج الإيمان ، وعُرى الأخوة والمحبة ، وتُحقق من الأمجاد
والبطولات ما يفوق الخيال ، بعد أن قيَّض الله لها ذلك الرجل الفذّ الذي قاد مسيرتها ،
وحمل لواءها حتى سادت العالم ، وامتلكت الدنيا ...
يتبع ...
http://img40.imageshack.us/img40/1922/71027665.gif
كثيراً ما تتمنى أن تشهد معالم مدينة في ذهنك ؛ في أحلامك ؛
والمؤسِف ... أن تـكون تلك المسافة بينَها وبين موطنك ؛ لا تتعدى أميالاً ...
قد تكون ابتعدتَ أكثر من تِلْك الأميالِ بآلاف المرّاتِ ، ولكن لم يحالفك الحظ ، بِزيارتها ...
والغريب .. أنَّكَ تشْهَدُ مُدناً قريبةً منها ، ولا تستطيع تحقيق أمنيتك ...
ولا تَزالُ أماني حتّى يتِّم تحقيقها بزيارة تلك المدينة ..
نعم ، أيّها الأحبة
إنها مدينة بالفعل .. المدينة المنورة ...!
وسُمِّيت بالمُنوّرة : بنورِ قبر رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ..
وهي أول عاصمة في الإسلام ، تأسست قبل الهجرة النبوية بـ 1500 عام ،
حيث عُرفت قبل الإسلام بمدينة ( يثرب ) ، وذُكِرتْ في القرآن الكريم ،
قال تعالى : ﴿وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ) سورة الأحزاب – الآية 13 .
وتضُمُُّ المدينة بين أحضانها الكثير من المعالم والآثار،
ولعل أبرزها
المسجد النبوي والذي يعدُّ ثاني أقدس المساجد بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة
http://www.uaesook.com/vb/imgcache2/5935.gif
بالإضافة إلى مقبرة البقيع (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82%D9%8A%D8%B9) والتي تعد المقبرة الرئيسية لأهل المدينة
ويُروى أن عشرة آلاف صحابي دفنوا فيها ، وأمهات المؤمنين زوجات النبي محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8 %D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) عدا السيّدة خديجة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%AF%D9%8A%D8%AC%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D8%AA_ %D8%AE%D9%88%D9%8A%D9%84%D8%AF) وميمونة ،
كما دُفن فيها ابنته فاطمة الزهراء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D8%B7%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B2% D9%87%D8%B1%D8%A7%D8%A1)، وابنه إبراهيم ، وعمه العباس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3_%D8%A8%D9%86_ %D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84% D8%A8)، وعمته صفية ،
وزوجته السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D8%AA_ %D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A8%D9%83%D8%B1) ، وحفيده الحسن بن علي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B 7%D8%A7%D9%84%D8%A8)، وكذلك علي بن الحسين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD %D8%B3%D9%8A%D9%86_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD ))
ومحمد الباقر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7% D9%82%D8%B1) وجعفر الصادق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7% D8%AF%D9%82) ، والكثير من الصحابة ،
وبها أيضاً مسجد قباء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D9%82%D8%A8%D8%A7%D8%A1) أول مسجد بُني في الإسلام ، ومسجد القبلتين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8% D9%84%D8%AA%D9%8A%D9%86)، وجبل أحد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D8%A3%D8%AD%D8%AF) الشهير ،
والكثير من الوديان والآبار والشوارع والحارات والأزقة القديمة .
http://thumbs.bc.jncdn.com/4684ec7cd026a045f202984dba79d111_lm.jpg
وشخصيتنا في هذا الطرح أيُّها الأفاضل
من تمَنَّيتُ كثيراً أن أراه ، وأشهد عهدهُ ....
الفاروق
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ...
ولِمَ لا وهو المشهودُ له بالعدل وإظهار الحق ، ونُصرةِ المظلوم
ولنا في حياته مواقفاً عِدَّة ؛ يشْهدُ بها صغيرنا قبل كبيرنا ....
فلـ تتفضلوا معي في جولةٍ بسيطة ؛ لاكتشاف ذلك الـ [ عُمَر ] ...!
· عن أبي بن كعب أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “جاءني جبريل
فقلت له: أخبرني عن فضائل عمر وماذا له عند الله ؟ ، فقال لي : يا محمد ؛ لو جلستُ معك
بقدر مالبث نوح في قومه لم أستطع أن أخبرك بفضائل عمر ، وما له عند الله عز وجل ،
ثم قال: يامحمد، لـَ يبٍكيَنًّ الإسلام من بعد موتك على عمر ”.
· لما أسلم عمر ، نزل جبريل فقال : يا محمد ؛ لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر .
وروى البخاري ومسلم عن أبيهريرة عن النبي ( ص ) أنه قال: " بينما أنا نائم رأيتني في الجنة ،
فإذا امرأة تتوضأ إلىجانب قصر ، فقلت: لمن هذا القصر ؟
قالوا : لعمر ، فذكرت غيرته فـ وليتُ مدبراً ”، فبكى عمروقال: أعليك أغارُ يا رسول الله ؟ "
· إنه أحد العمرين الذيْن دعا النبي ربهُ بأن يعزّ الإسلام بأحدهما
فاستجاب الله الدعاء ، وأعز الإسلام بعمر بن الخطاب الذي كان إسلامه في العام السادس
من البعثة النبوية الشريفة نقطة تحوّل في تاريخ الإسلام والمسلمين ،
حيث خرجت الدعوة من الخفاء إلى العلنومن الخوف إلى الشجاعة ،
وبعد أن كان المسلمون يؤدون شعائرهم سراً ،
أصبحوا يرتادون المسجد الحرام جهراً ، فـَ بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب
وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما؛ صار المسلمون في قوة ومنعة ، فلما أسلم عمر
قال للنبي : يا رسول الله ؟ علام نخفي دينناونحن على الحق وهم على الباطل ؟
فقال النبي : إنّا قليل ، فقال عمر: والذي بعثك بالحقنبيا ، لا يبقى مجلساً جلست فيه بالكفر
إلا جلست فيه بالإيمان ، وقد كان ...
لم يترك عمر مجلساً جلس فيه بالكفر إلا جلس فيه وأعلن إسلامه أمام قريش غير هياب ولا وجل ،
ولدى إسلامه قاد المسلمين هو وحمزة في صفين إلى المسجد الحرام ،
ليصلوا دون أن يجرؤ أحد من مشركي قريش على أن يصيبهم بأذى .
· لم تتحقق الدولة الإسلامية بصورتها المثلى في عهد أيٍّ من عهود الخلفاء والحكام
مثلما تحققت في عهد الخليفة الثاني "عمر بن الخطاب" (رضي الله عنه)
الذي جمع بين النزاهة والحزم ، والرحمة والعدل ، والهيبة والتواضع ، والشدة والزهد .
ونجح الفاروق (رضي الله عنه) في سنوات خلافته العشر في أن يؤسس أقوى إمبراطورية عرفها التاريخ ،
فقامت دولة الإسلام ، بعد سقوط إمبراطورتي "الفرس" و"الروم" - لتمتد من بلاد فارس وحدود الصين شرقًاً
إلى مصر وإفريقية غرباً ، ومن بحر قزوين شمالاً إلى السودان واليمن جنوبًا .
لقد استطاع "عمر" (رضي الله عنه) أن يقهر هاتين الإمبراطوريتين بهؤلاء العرب
الذين كانوا إلى عهد قريب قبائل بدوية ، يدبُّ بينها الشِقاق ، وتثور الحروب لأوهى الأسباب ،
تحرِّكها العصبية القبلية ، وتعميها عادات الجاهلية وأعرافها البائدة ، فإذا بها - بعد الإسلام – تتوحَّد
تحت مظلَّة هذا الدين الذي ربط بينها بوشائج الإيمان ، وعُرى الأخوة والمحبة ، وتُحقق من الأمجاد
والبطولات ما يفوق الخيال ، بعد أن قيَّض الله لها ذلك الرجل الفذّ الذي قاد مسيرتها ،
وحمل لواءها حتى سادت العالم ، وامتلكت الدنيا ...
يتبع ...
http://img40.imageshack.us/img40/1922/71027665.gif