المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ” والحُزنُ يجلبُ لهنّ الماءْ ” .


رهيــد
09-30-2009, 05:44 AM
.
.

وإذا ما أزهرَ الحُزنُ على ناصيةِ العام ..
أطلبُ شخصاً على مائدةِ العشاء ,
وأتوقع أنه حبيبي .
أمرُّ على كذبةٍ بيضَاء !
أقبّل يد المقاعد الرحيمة .. وأتأرجح في بقعة إغماء !

جاء الصوتُ البارد ..
كنُطفةٍ نحيلة , التصقت بخدّ عاقر !
جاءَ بشيءِ منَ الصدق ,
الذي يستجمع قواه ..
ويكذب ..
للمرة الأولى في حياته يكذب ,
وأكذب .
وأفرزُ مشهداً مُوجعاً و منحدراً .. لسيّدة تتقرفص .

تغنّيتُ بالهزيمة التي تجيىء في مقتل
.. لأنها ستحتضنني فيما بعد .
وسألتُ المظلاّت الواقفة :
أكنتُ أتحصّل على حقي الطبيعي من المطر .. ؟
وأتذكّرك .


قالتْ عيني :
أنَا على فراشي منذ أعوامٍ , فأينَ أنتِ ؟
فجَاءتْني في منامِي فكرة .

جاءت فكرة الدمعِ ..
منْ ُفقاعة صابون حُبلى بالهمْ ,
فرُزقتْ بعشرةِ أظافر ! و فتيَاتٍ كاذباتْ ,
وشربتُ معهَا نخبَ الأخاديدِ الطويلة .
ماذا عنك ؟

مثلمَا أطلبُ فنجاناً من القهوَةِ ..
أطلبُ حائطاً يتكئ عليهِ عُمري , ليس له باب .
مثلمَا أمشي في أسواقٍ رمادية ..
ولا أخونْ ,
أطلبُ سهمَاً لا يُخطئ ..
و لايعرفُ الخيانة .

اكتبني على سفح الدقائق الأخيرة !
وسأنتعل الخرائط البالية لا أضل !
حاول ..
واطلبْ مُقابلة الورقْ .

تابعني على فم مُقدّم النّشرة ..
تفرّج علينا مع تقلّبات الطقس ,
ونشراتِ المزاج ..
وانظر لقطرات الأيام حين تتألم ,
لأنها تعجز عن رباط شرعي مع كسرة حظِ جميلة ,
وتفقد ثمن الخاتم . وتتألمْ .

تظاهر بأنك تحتاج الدواء .. وبعض العزاء ,
ادخلْ في نوبة سُعال بسيطة ,
كُن شيئاً يتنفّس.. ولا يُحالُ إلى التقاعد .!
تلطّف مع القشّ العاطل ,
وادعُ الحياة على شرفي ,
واعطها ماتريد .
اطلُب رؤية الظروف لمرّة ..
لأسمع بأذني مانصّت عليه الظروف .


لا تصدّق أنّ الشوارع لاتذكرني بشيء ,
فقدتْ مِفرقهَا ,
.. و فقدتُ صدري .
فقدتْ حرارتهَا ,
..وفقدتُ صبري
ومَسَحنا وجوهنا بطرف الوفاء !

..
هذا فراق بيني وبينك ,
فضمير الخُبز لايموت ,
ولكن ,
ماعاد يعرف كيف يستعير وجهاً جديداً ,
فهو على صبرهِ .. يذوي ويموت .

تقول :
ضاعتْ أصَابعنَا ..
والفتنة .. التي تجيء بك .. نائمة ..
ومولودة الياسمين الصغيرة .. وًلدتْ بالكفنْ !
فكيف أتجمّل !؟

المحطات ..أضاعتْ ظلّهَا .
والعدالة تنكّرت , ماعدتُ أعرفها ..
الحُبّ فقد كرامته , وتقدّم في العُمر .
المحاكم لاتعمل !
فماذا أعملْ ..؟!

النساء في شرنقة عسيرة ..
و الحزن .. يجلبُ لهنّ الماء !
وأنا والحُزنُ في هزيمتنا سواء ْ.

لا أبكي ,
فأظفارُ موتي لا تزالُ قصيرة ..
ولا أستريح .
فمكان لقيانا لم يُفصح عنه بعد ..
ولا أتخيّل ..
فأنا في أعلى الإيمان .
إنما أتساقط ..
من جبين منزلٍ في المدينة ..
وأتدلّى من رواية فارغة ..
وأخرجُ للسمَاء في نزهة.. كالبالون .
..
أندلق مُكرهةً كالذنب الكبير,
الأرض تُمسك بيدي ..
تُعلمني كيف أعصر خيبتي ..
وكيفَ أكتبُ مايستحق النشر !



.
.

رهيد

إغفاءة حلم
09-30-2009, 06:29 AM
في الوقت الـ كُنت أبحث فيه عن أصابعي ...
لـ تغسل هذا الحُزن الملتصق بصدري
جاء هذا الماء ...

تضعين نافذة السماء ...
في الوقت الـ تخرج فيه النوافذ عن طوع .. المنازل ...
وتوشك أن تختنق بحُزننا ...

قد وضعتني .. في الهواء ..
بلا حبلٍ يتدلى من السماء .. يصونني أن أقع ...

ممتلئة .. بالمطر يارهيد ..:)

نهله محمد
09-30-2009, 08:35 AM
سأعود لهذا الحزن يارهيد....بما يستحق..
مثل هذا الحزن لايعبره عابر ويمضي...

عبود مدهش
09-30-2009, 08:43 AM
رهـيد..
هل من مزيد؟

خالد الداودي
09-30-2009, 09:30 AM
تقول :
ضاعتْ أصَابعنَا ..
والفتنة .. التي تجيء بك .. نائمة ..
ومولودة الياسمين الصغيرة .. وًلدتْ بالكفنْ !
فكيف أتجمّل !؟


وانا اقول :- يتجمّل بكِ المعنى ويتهندم
ويح قارئك الغياب

ما اجمل الكتابة بيدك
فحقيقة الابتعاد الى آخر مأرب يصرفه ابصار المبدع رحلة من شوقٍ لسبر اغوار الذات المحدثة
والاطمئنان


كنت يا رهيد اقف خلف كل كل وسيلة لإختلاق لأنحر اعذار المقصود من الغياب

وذهلت .. بما يعنيه الذهول بكامل اناقته لقراءة

اطلب سهما لا يخطي
ولا يعرف الخيانه

..

الكل يطلب نفس السهم يا رهيد ولا يجد الا الموت .. على قارعة الامال المؤجله

رهيد :- شرف لنا قراءتك بمزيد من الوعي

والف شكر لـ شخصك

تحية اجلال

(خ)

أسمى
09-30-2009, 11:23 AM
أنا مُذ لَمِحتُ العنوان ..
تأكد لي أنه لا يتكون هكذا.
:
سِر الجمال هُنا تسلسُل الحديث بعبارات تُعيد للاستيعاب
التوازن في بداية كُل عبارة.
.

http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/8/18/02/55l6o9alp.png

نواف العطا
09-30-2009, 11:48 AM
رهيد
سكبتي الكلمات بسلاسة فكانت
ذا عذوبة عالية .
نص فيه من الحزن والشجن
ما يجعلني اقرأه واتامله
لكِ كل الشكر على هذا الجمال
وهذا الإبداع سأكون دوماً بالقرب

ودمت بود

قايـد الحربي
09-30-2009, 05:46 PM
رهيد
ــــــــــ
* * *


أُرحبُ بك كثيْراً .

:

كَادَ المُزْن يجْلبُ لهُنّ المَاء ،
أمَا وَقَدْ خَدَشْنَ الغَيْمَات ..
أصْبَح المَاءُ يجْلبُ لهُنّ الحُزْن !

:

رهيد :

القَادرةُ النّادرة علَى مُصَالحَة الأحْرف فيمَا بيْنها ،
تفعَل ذَلك قَبل وِصَاية اللغَة ، أمّا بعْدها فتُجدّل ضَفائرهَا .

:

شكراً بَالغة قَدْرك .

حصه العامري
09-30-2009, 11:25 PM
.

.
قد قلتُ لِصاحبة تملك حَرفنة عَجيبة في جَلبِ
الحُزن وإن كُنا على مائِدَة فرحٍ مُبهم :
أن الطين مُتعلق في فَمكِ مُذ أزلِ صَدمة , فلم تعد تبرحين
بلبلَة الوَجع , ولاتستهويكِ أرضيات أمَل.

وأقول لَها الآن
أن حُزنكِ قد جلب لَنا الماء الوفير
والـ رهيد ممتِعة في شجن نطقها إلى حَد الرشاقة الشقية.

بثينة محمد
10-01-2009, 02:32 AM
رهيد .. كلي حيرة .. أنت و حياة و عبدالرحيم فرغلي أثرتم مشاعري جدا هذه الليلة ..



رهيد ..


سيقض مضجعي من جديد الفقر الذي أحاول هدهدته لأنام أحيانا ..


ياه يا رهيد .. تعابيرك بليغة و صادقة جدا ..


أثرتِ جراحي .. و لكن بطريقة الطبيب حين يشخص المرض ..


تحياتي لكِ

مشعل الحربي
10-01-2009, 07:40 AM
.
.

القديرة .. رهيد ؛

والحزن أداة تشير إلى بقايا حياة ..
إلى بقايا رفات يتحرك على البسيطة يدعى جسد..
لذا كان الماء مغيثاً في لحظات هذا الشعور ..

كتبت سحراً فشكراُ ..

فرحَة النجدي
10-01-2009, 06:47 PM
و مع ذلك هو / الحزن / لا يذوب .!


رهيد .!
ما أجملك ،
http://www.muddn.com/vb/images/smilies/i.gif

نوف آل محمد
10-03-2009, 04:41 AM
الحَزنْ جَلبْ إلينا النُبل وَ الرَحمة يا إبنة الفَضيلة





مُتابعة دَائمه لجنونْ حرفكِ
http://www.ayaade.com/vb/uploaded/102_01254529155.gif

وئيد محمّد
10-24-2009, 03:52 PM
فأنا في أعلى الإيمان .
إنما أتساقط ..
من جبين منزلٍ في المدينة ..
وأتدلّى من رواية فارغة ..
وأخرجُ للسمَاء في نزهة.. كالبالون .


لا أحد يمكنه كتابة ذلك , إلا والمطر غَرِقٌ به .

عبدالرحيم فرغلي
10-25-2009, 11:09 AM
نصك ملئ بالصور .. بالخيال الجامع .. بالأنفاس التي تصيغينها
.. وتجعلي مني أنفاسا تلاحقها .. والمجاز اتكأت عليه فنضح جمالا ..
نضح بحرا وهو يتواءم مع الكلمات والمعاني .. فتأتي راقية جميلة ..

بحق .. فاره هذا النص .. فاره قلمك كما عهدته ..

ألف تحية وتقدير لشموخك وحضورك

وليد ممدوح
10-25-2009, 12:09 PM
نهمٌ أنا والله لمثل هذا الإحساس الذي يكتب

دقة في الجمال و جمال في الدقة

ولننظر :



أمرُّ على كذبةٍ بيضَاء !
أقبّل يد المقاعد الرحيمة .. وأتأرجح في بقعة إغماء !

الفعل "أتأرجح" أوقف الصورة السابقة له واحتبسنا في الشعور الذي أسلمَتنا له ولو بُدّل بأي فعل "مستوقف" آخر لم يقم مقامه ، حاولت كثيرا أن أفعل وحقا وجدت أن لايقوم مقامه في تأثيره فعل آخر


مثلمَا أمشي في أسواقٍ رمادية ..
ولا أخونْ ,
أطلبُ سهمَاً لا يُخطئ ..
و لايعرفُ الخيانة .

شوارع رمادية .. أحياء رمادية .. مدن رمادية
كلها ترسم إحساسا معينا "في" المكان
لم يخطر في بالي يوما أن اقرأ أن الأسواق "رمادية"
لا أحد يحمل إحساس الإحباط وهو ذاهب ليمشي في الأسواق لكن هنا !!
كانت الأسواق فعلا رمادية الإحساس بـ "أخون"



لا تصدّق أنّ الشوارع لاتذكرني بشيء ,
فقدتْ مِفرقهَا ,
.. و فقدتُ صدري .
فقدتْ حرارتهَا ,
..وفقدتُ صبري
ومَسَحنا وجوهنا بطرف الوفاء !

أذهلني مقابلة مفارق الشوارع للصدر صورة ومعنى والأكثر إذهالا مقابلة فقد الشوارع لمفارقها و فقد الصدر

الإحساس المؤلم الذي أصبح هو كل المشاعر وأضحى بلا نهايات وبلا مفارق


المحطات ..أضاعتْ ظلّهَا .

الفعل أضاع هنا !!
بين ماذا تعني المحطات كشعور وعلى أي المشاعر تدل
لو بُدّل هذا الفعل بأي فعل "فـَـقـْد" آخر لم يقم مقامه أبداااا

إنما أتساقط ..
من جبين منزلٍ في المدينة ..
وأتدلّى من رواية فارغة ..
وأخرجُ للسمَاء في نزهة.. كالبالون .

دقة في كل حرف كتب هنا .. وهذا المقطع فقط مثال ، حقا حقا دقة إحساس رااائعة
.
.

رهيد

عندما يلتئم الإحساس الدقيق و الحرف الجميل يولد ما يستحق القراءة كهذا

عطْرٌ وَ جَنَّة
12-28-2009, 05:01 PM
فِعلاً أشعرُ بأنّك تَكْتِبين عَلى طَرْيقةِ الْسَاحِرة ,
الْسَاحِرة التي جَعلت بِطَرقةٍ مِن نَجمْتها .. يَقْطِينة سانِدرلا عَرْبة تجرُّ الأحلام إلى خِدرها , وِمن الْفِئرانِ سَادةً .. وِمن الثّوب الَّذي يَلْجأ له الْطِين فِي حالِ تَعبهِ , فُسحةً واسعة مِن الْبَياض الَّذي يُولَد فِيه الماء ,
هَذا لأنّك هَكذا يَا رِهيد , تُحدّثين كلّ ما يَجلب اللامُتوقع , تُحدثينه ِ بأنملةِ حِسٍ
واحِدة .

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif