المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاوست يا ماما تعالي


فهد الطيّار
10-06-2009, 02:28 AM
هل تعتقد أننا خُلقنا أشتاتًا مختلفين متمايزين فقط لنتعارف، أنا لا أعتقدُ ذلك، فللخالقِ أبعادٌ كثيرةٌ من أفعالِه قد ندركُ بعضها ولكن لا ندركُ كلَّها، والناسُ فوائدٌ كثيرةٌ تمشي على الأرض، وتجلسُ على المقاعدِ وتفترشُ الطرقات وتنامُ على الأسرّةِ وتملُكُ العروشَ، تُكسِبُنا الكثيرَ، ونحنُ نكسبها كذلك، وكلُّ منا يَطَالُ ظلٌّ منهُ جسدَ الآخر والآخرين، وبعض الناس تدهشُكَ وتُذهلُكَ بما تفعل، كما قد تفعلُ أنتَ كذلك.
وعمومًا لم أنوِ كتابةَ هذا المقال للتنظير والفلسفة، إنما كتبتهُ لدهشةٍ غمرتني اليومَ حين قرأتُ في جريدةٍ أن عائلةً أسمت ابنتها الحديثةَ الولادة -كاوست- تيمّنًا باسم جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فتناهَى مُباشرةً إلى سمعي صوتُ أمٍّ تُنادي: كاوست يا ماما تعالي.
لا زلتُ عندَ رأيي الذي أقولُ به أنَّ إحضارَ إنسانٍ إلى الوجود ليسَ بالأمر الهيّن، أو بالأمرِ الذي نعتقدُ أنه متعةٌ مَحضةٌ وشرفٌ وزينة، فالأمرُ لا يخلُو من المسؤوليّة الكبيرة، وهو قضيةٌ بحد ذاتها لابد أن تسعى لتفُوزَ بها، وأن تكونَ مُحاميها، وحلف الدفاعِ لها، وقاضيها، وهو واجبٌ لابد أن تُؤدّيهِ على أكملِ وجه، كما إنَّ الإنسانَ هذا ليسَ شيئًا نملُكُه، إنما هو وُجُودٌ سيستقلُّ بذاته بعد أعوامٍ، ما يعني أنه حرٌّ مُلْكُ نفسِه، وكلُّ ما من أمرنا عليه، هو بعدٌ يؤثِّرُ فيه، فهذا الإنسانُ ليس ددسن غمارتين نُطلقُ عليها أم عزيّز! فنحنُ يجبُ أن نوفّرَ له الحياةَ المُؤاتية، ليسَ بالضرورةِ أن تكونَ البيئة الخارجيّة أيضًا مُؤاتية، فهي خارجَ حُدُودِ السيطرة، ولكن بالإمكانِ خلقُ منزلٍ مناسبٍ لسلامةِ نفسِ هذا الإنسان الجديد، واختيارُ اسمٍ يتوافقُ والبيئةُ المُحيطة والعرفُ السّائد. يمكنُ لنا أن نشذَّ قليلًا، ولكن ليسَ كثيرًا كما -كاوست-!
حينَ نعقدُ العزمَ على إنجابِ طفلٍ فإنَّ من الضرُوري أن ندركَ أنه قد أصبحَ بيننا حياةٌ جديدة لابد علينا أن نصنعَ الفرصَ المُناسبةَ حتى تبقى وتستمرَّ بتوافُقٍ وسويّة.
لا يمكنُ أن أجعلَ من شخصٍ أحبُّ عتبةً أرقى بها إلى مرحلةٍ أخرى أفضل، إلّا إذا كان صنعي ذا لن يعُودَ عليه بأذى، صحيحٌ أننا نستفيدُ من بعضنا بسُبُلٍ قد لا ندركُها، وعلى سبيل المثال، فالاطمئنانُ جزءٌ كبيرٌ منه ينبعُ من دواخلنا، وإنَّ مَن حولنا لهم أثرٌ في ذلك أيضًا، فلا يمكنُ أن أعيشَ دونَ أشخاصٍ أحبُّهم، ولا يمكنُ أن أهنأَ وهُم ليسُوا بخير، فقد أقُولُ لإنسانٍ أحب: أرجُوك أرجوك كُن بخير، ليسَ من أجلِك، بل من أجلي أنا، فأنا أحبُّكَ وأريدُ لك أن تكون بخير، لأن هذا أمرٌ يغذيني ذاتيّاً ويجعلني في غبطة.
ومَن يدري فقد أقولُ أنا حديثي هذا وأفعلُ ما يناقضُهُ غدًا، فأنا شغُوفٌ بالفضاءِ حدَّ التصوُّفِ والإنشاد، وقد أجهلُ فوقَ جهلِ الجاهلينَ وأسمي طفلتي -ناسا- تقرُّبًا إلى وكالةِ ناسا الأمريكية زُلفى؛ كي يأخذُوني معهم في رحلةٍ سياحيَّة إلى الفضاء!

1 أكتوبر 2009

فاطمة العرجان
10-06-2009, 02:37 AM
قراءتك ممتعة جداً يـ فهد ..

هذه الطفلة الحلوة [ كاوست ] تستطيع أن تطلق عليها لقب [ معروض بشري ] ..!
مشكلتنا شعب مثقف يواكب العصر : )

,

شكراً لرؤيتك وفكرك يـ أبوناسا : )

فهد الطيّار
10-07-2009, 01:34 AM
هي -مُمتَلَك بشري- يا فاطمة

حيّاك الله يا فاطمة، وشُكرًا لما كنّيتِني به :)
فإنكِ إذ فعلتي فسيُكنّيني آخرُونَ كما كنّيتِني، وبذا أصبحُ مشهُورًا بكُنيتي
ثم تعرفُ وكالةُ ناسا عن أمري، فترسلُ لي أن آتي وأذهبُ معهم في رحلةٍ سياحيّة
وسآخذُكُ معي لأنكِ أنتِ التي أشعتِ الكُنيَةَ أوّلًا :)

حمد الرحيمي
10-07-2009, 01:48 AM
فهد الطيار / أبو ناسا :)





أهلاً بك ...


شعبنا للأسف يتمتع بذكاء خارق و ابتكار أدوات / طرق جديدة لم يسبق إليها أحد من طرق [ الشحاذة ] ...



في كل مرة نسمع عن [جري / مشي ] فلان و فلان من مدينة لمدينة على الأقدام و قطع مئات الكيلو مترات تيمناً بسلامة مسؤول من مرضٍ عضال ..


و في كل مرة نسمع عن [ تسمية ] ابن و ابنه بمسؤولٍ كبير تيمناً بسلامته و رجوعه من سفره ...




و الصحف مليئة بمثل هذه العينات ...




و هذا الأخ الذي سمى ابنته بـ [ كاوست ] على شاكلة هؤلاء ليحظى بـ [ الشرهة ] ...






فهد ...

شكراً لك ...

فهد الطيّار
10-08-2009, 01:46 AM
هلا بحمد
يا أخي اسمُكَ الأخير ينُمُّ عن جماليّةٍ ما أو ربما رقّة

/

أولًا أنا أشكُرُك كما شكرتُ فاطمة أنكَ كنّيتَني بأبي ناسا، فأنتَ الآن تزيدُ من شُيُوعِ الكُنية
ولكن ستكونُ فاطمة هي الوحيدة التي سترافقني إلى الفضاء، إذ هي البادئُ ولها الأفضليَّةُ المُطلقة بهذا، فلا تعتقدَنَّ أنني جاعلُكَ رفيقًا معنا، إلا إذا قدَّمتَ قُربانًا ما :)

/

لقد كتبتُ عن هؤلاءِ الذين تتحدّث عنهُم مقالًا، وأسهبتُ في الأفكارِ فيه، ربما أضيفُهُ لاحقًا ها هنا إن شاءَ الله
وإنه ليُؤسِفُني ما مِن هؤلاء، وبالمُناسبة فالأمرُ لا يقفُ عندَ السلطان بل هو تعدَّى ذلك ولقد تعدَّاهُ منذ زمن، إذ أصبح الكثير يُسْمي بأسماء العلماء والسلفِ وغيرهِم ...
على الأقل أنا أرى مَن يتمسَّحُ بالسلطانِ أكثرَ واقعيَّةً من غيره ممّن يعتقدُون أن توريثَ أسماءِ أسلافِهِم هو بحد ذاته نوعٌ من التقرّب إلى الله أو يمكنُ أن يضمَنَ لهم الحشرَ معهم يومَ يُبعَثُون!


حيّاك الله يا حمد

عبدالله الراشد
10-09-2009, 12:07 AM
لنا في عشق "المعاريض" مذاهب وصنوف نتقن اقساها
نتعرى بلهثنا خلف التصنع والنفاق
رائع هذا الفكر يافهد
دمت بهذا الصدق
تحيييياتي