شيخه الجابري
10-07-2009, 10:54 AM
...
.
.
::
تراهم على المسارح والمنصات وفي المحافل يتقافزون ،ويلوّحون ،ويوجّهون،ويأخذون الجماهير المسكينة إلى عوالم من الخيال ،والمتعة الوقتية تلك التي يقال عنها "السكرة قبل الفكرة" ولأن بعضهم سكارى بلا أفكار يكثر مريدوهم،ويلهثون للركض وراءهم من مكان إلى آخر،مساكين لا يربحون سوى احمرار الأيادي نتيجة التصفيق أما من يدفع ثمن وقود سياراتهم،أو قيمة تذاكرهم فلا أحد.
تُشفق عليهم حينما تجد العقول والعُقُل تتطاير في لحظة مدح لقبيلة سرعان ما يشتمها الشاعر بمجرد صدور رأي مخالف تقوله،أو لمجرد أن أحد أفرادها لم يركض إليه مادا خشما أزكمته الروائح الكريهة لتصرف شاعر أرعن فأبى أن يسلم على من لايحترم شعره،أوفكره،أوجمهوره.
إن أسوأ ما يقع فيه الشاعر زلاّت الفكر واللسان،ما أن تخالفه الرأي مهما بلغ سلطانه أو خسرانه خرج عليك مادا كل أسلحة الحروف الساقطة في اللغة،فلا يتوانى عن وصفك بأقذع الأوصاف،وأن ينعت تصرفاتك بأنها تسير ضد مصلحة قصيدته القادمة من خارج الأخلاق والتاريخ.
الأيام وحدها تكشف معادن الناس لا الأمسيات ولا اللقاءات ولا البرامج المخصصة لترويج تلك الصيغ من منظومة البشر،أعرف كيف يتجمل الذي يستعد للظهور على شاشة،وأعرف كمية المكياج الذي يزّين شفاهه ووجهه،وأعرف كمية العطور التي يسكبها على ثوبه هذا طبعا بعد ما صارت عنده فلوس،ولكن هو لايعرف أن هذه الشكليات مجرّد زينة وقتية تذهب مع مرور أول حبّة عرق، وأنه مع زلّة لسان يسقط من عين الأدب والفكر والجمهور الذي لايتواني الشاعر الفلتة عن شتمه إن خالفه في رأي،أو قال من عصيد ينشره أنه لايليق به،وهو صادق فالذي يعرف الشاعر الحقيقي يتمنى له ألا يسقط،وألا يصل بقصيدته إلى المستوى الذي يعرّيه من الداخل وهذا ما لايرضي الشاعر،فهل يستمر الرجال الحقيقيون ذوا البصيرة في قول الحق،أم أنهم سيعتذرون حيث لايجب الاعتذار،ثم يمارسون لعبة التصفيق مع الآخرين.
وهل تلك النماذج من الشعراء الورق هي التي تُربّي،وتدّعي أنها صاحبة رسالة،قبّحها الله من رسائل لاتشي إلا بالفراغ،والعقم الأخلاقي المزمن،ذاك العقم الذي تكشفه،أخلاقيات مطمورة وقصيدة خاوية من الشعر والشعور.
رحم الله شوقي الذي أجزم أن أولئك المزّيفون لايعرفونه وهو القائل :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيّت = فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ولا عزاء للشعر لاعزاء
همسة : هذا الرأي لاينطبق سوى على قلّة من الشعراء الذين كشفوا عن أقنعتهم وقد رآهم الناس نجوما،وألبسوهم التيجان الوهميّة، فإذا بهم مجرد فقاعات،فهل يتعض المصفقون.
.
.
::
تراهم على المسارح والمنصات وفي المحافل يتقافزون ،ويلوّحون ،ويوجّهون،ويأخذون الجماهير المسكينة إلى عوالم من الخيال ،والمتعة الوقتية تلك التي يقال عنها "السكرة قبل الفكرة" ولأن بعضهم سكارى بلا أفكار يكثر مريدوهم،ويلهثون للركض وراءهم من مكان إلى آخر،مساكين لا يربحون سوى احمرار الأيادي نتيجة التصفيق أما من يدفع ثمن وقود سياراتهم،أو قيمة تذاكرهم فلا أحد.
تُشفق عليهم حينما تجد العقول والعُقُل تتطاير في لحظة مدح لقبيلة سرعان ما يشتمها الشاعر بمجرد صدور رأي مخالف تقوله،أو لمجرد أن أحد أفرادها لم يركض إليه مادا خشما أزكمته الروائح الكريهة لتصرف شاعر أرعن فأبى أن يسلم على من لايحترم شعره،أوفكره،أوجمهوره.
إن أسوأ ما يقع فيه الشاعر زلاّت الفكر واللسان،ما أن تخالفه الرأي مهما بلغ سلطانه أو خسرانه خرج عليك مادا كل أسلحة الحروف الساقطة في اللغة،فلا يتوانى عن وصفك بأقذع الأوصاف،وأن ينعت تصرفاتك بأنها تسير ضد مصلحة قصيدته القادمة من خارج الأخلاق والتاريخ.
الأيام وحدها تكشف معادن الناس لا الأمسيات ولا اللقاءات ولا البرامج المخصصة لترويج تلك الصيغ من منظومة البشر،أعرف كيف يتجمل الذي يستعد للظهور على شاشة،وأعرف كمية المكياج الذي يزّين شفاهه ووجهه،وأعرف كمية العطور التي يسكبها على ثوبه هذا طبعا بعد ما صارت عنده فلوس،ولكن هو لايعرف أن هذه الشكليات مجرّد زينة وقتية تذهب مع مرور أول حبّة عرق، وأنه مع زلّة لسان يسقط من عين الأدب والفكر والجمهور الذي لايتواني الشاعر الفلتة عن شتمه إن خالفه في رأي،أو قال من عصيد ينشره أنه لايليق به،وهو صادق فالذي يعرف الشاعر الحقيقي يتمنى له ألا يسقط،وألا يصل بقصيدته إلى المستوى الذي يعرّيه من الداخل وهذا ما لايرضي الشاعر،فهل يستمر الرجال الحقيقيون ذوا البصيرة في قول الحق،أم أنهم سيعتذرون حيث لايجب الاعتذار،ثم يمارسون لعبة التصفيق مع الآخرين.
وهل تلك النماذج من الشعراء الورق هي التي تُربّي،وتدّعي أنها صاحبة رسالة،قبّحها الله من رسائل لاتشي إلا بالفراغ،والعقم الأخلاقي المزمن،ذاك العقم الذي تكشفه،أخلاقيات مطمورة وقصيدة خاوية من الشعر والشعور.
رحم الله شوقي الذي أجزم أن أولئك المزّيفون لايعرفونه وهو القائل :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيّت = فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ولا عزاء للشعر لاعزاء
همسة : هذا الرأي لاينطبق سوى على قلّة من الشعراء الذين كشفوا عن أقنعتهم وقد رآهم الناس نجوما،وألبسوهم التيجان الوهميّة، فإذا بهم مجرد فقاعات،فهل يتعض المصفقون.