المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة جميلة


صقر فيصل
10-10-2009, 06:15 AM
خذهَا بيمينكَ أو خذْها بشمالِكَ، لا فرقَ، ولن يبتئسَ أحد، كلنا واحدٌ، كلنا واحدة، وهذه الواحدةُ تجلسُ أمامي اللحظة، أمامك تجلسُ هذه الواحدة، تنظرُ إليك بازدراء، تحبك أو لا تحبك؟ تحبك أو لا تحبك؟ وأنتَ تفكّرُ في البدائلِ، وفي الأضواء الكثيرةِ التي لا تحيلُ العتمةَ نهارًا.. وأين هاتفي؟ أين الضحية القادمة؟!

هي تنظرُ إليّ بازدراء، وأعلمُ أنها تريدني، ربما أحبتني، ربما! أعلمُ أنني أتمزّقُ، أنني جماعةٌ تفرقت في الأرض أيدي سبأ، ولم تجتمع على امرأةٍ واحدةٍ، بل كانت واحدة، واحدةً متفرّدة كهذهِ.. لا شبيهة لها، كهذه.. لا شبيهةَ لها، كهذه! تفرّقتُ في الأرض أيدي سبأَ يا حلوة!

كلّ نقيض مني لا يلتقي نصفَهُ الآخرَ، وأنا لا أحبّ الضوءَ يكشفُ المدى، ويكشفُ أجزائي المتفرّقة، لا أحبّ أن يسقطَ على عينيّ في هذه الضبابيّة الحيادية، هي تنظرُ إليّ بازدراء وأنا أودُّ لو انطلقَ الضوْءُ من عينيّ، ليحترقَ المدى إليها.

منبيرُ يضحَكُ منّي، منبيرُ قبطانُ السفينة الهنديّ، بجوارِهِ المدمّر، يسمّونه تارةً شيفا وتارةً أشوتوش! هو وإن كان المدمّرَ إلا أن منبيرَ أقوى منه لسانًا وأبعدُ خيالاً.. يعرفُ شواطئ فنزويلا جيّدًا، يقول دائمًا: مارغريتا مارغريتا.. بلكنةٍ هنديّةٍ متميّزةٍ، وهذه المرأةُ تريدُ الذهاب إلى فنزويلا يا منبيرُ، تريدُني معهَا ولا تريدُك، تقولُ لي: لديّ مقعدٌ واحدٌ، لا يليقُ إلا بك..

ما الذي يليقُ بي في هذه الليلة؟ وما الذي لا يليقُ بي؟ (شعورٌ أن الليلةُ ستكونُ ليلةً جميلة) أوهو! ارقص يا منبيرُ، ارقُص أيها القبطانُ، علّمْ بحّارتَك الرقصَ، لا تضربْهم إن لم ينظرُوا إلى النافذةِ، يكفيهم الرادار والاستيريو ليرقصوا، وهذه الشاشات التي لا تشبه شاشتي، شاشاتُك لا تعرفُ الحبّ، لن تفتنَك فتونًا، إنما تخذكَ إلى تشيلي بدلا من فنزويلا، خذني إلى تشيلي يا صديقي، خذني إلى نيرودا، سأطلبُه أن يجعلَ حلمي صفحًا وطمأنينةً لقلبي.. فهذه المرأةُ تنظرُ إليّ بازدراءٍ وتريدني..

أشوتوش المدمّرُ يبدو أليفًا، طيّبَ القلبِ، أبو كلامٍ وشاعرية، يعرفُ الحبّ والأوجُهَ.. لا تخونُ الأوجُهُ، وهو لن يدمّرَ اليومَ، هذه القسماتُ بناتُ امرأةٍ صالحةٍ، ولدُها أخو مروءة، وتلكَ تنظرُ إليّ بازدراء وهو يخبرني عن وجهها: طفوليُّ القالب وأنتَ حقٌّ به، أنتَ حقيقٌ به.. هي تسألني عن أمّي يا أشوتوش! أمي غاضبةٌ وأعلمُ أنها ترضى بسرعة.. سأرقصُ قليلاً، قبل أن تراني أمي.. قليلا فقط.

أعرفُ الرقصَ يا عزيزتي، اليمنى أولاً، اليمنى إلى الخلف، طئي العنكبوت باليسرى، اليمنى إلى الأمام، الآنَ قدّمي اليسرى، لا تمسكي أصابعي كلّها، لا لا تكسريها، أحتاج لها لأمسكَ بالقلم، لأكتب شعرًا سرديًّا غنائيًّا، شعرًا عن هجرةِ الأزدِ.. هجرتي. (أعلم أنما تردينني وتعلمين أنما أريدك) تنظرُ إليّ ثم تنظرُ يمينا وشمالاً ولم ينتبه أحدٌ، لم يكترثْ أحدٌ، أشوتوش وحدَه رآنا، فابتسم ومضى، لم يدمّر أحدًا، صفّقَ أشوتوش المدمّر لعينيها وباركَ عينيّ..

ومنبيرُ يختلقُ الحكاياتِ، ويسيرُ بسفينته من رأس تنورة، أتعرفين رأسَ تنّورة يا حلوة؟ أنا أعرف رأس تنّورة، وأعرف التنورة، ولا أعرف نورةَ التي لا تحبّني، خذي شماغي واستري به ساقيكِ ولتسترْ بباقيه ساقيها، إن لم يكفك الشماغُ هاكِ شعرًا عفيفًا.. شعري يسترُ المرأة العارية، ويسترني، لا أريدُ أن أُبحرَ عاري الجسدِ ولو كان حلمًا، قد تراني أمي الحزينة، سأعتذرُ بقصيدةٍ جديدةٍ، وقبلةٍ على يدها اليمنى، وسأقسمُ أنني لا أحبّ امرأة ثانية وأنني أسافرُ قسرًا.

ومنبيرُ أبحرَ من رأس تنورة إلى فنزويلا إلى تشيلي إلى الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي، أبحرَ شرقًا وغربًا ولم يعرف السفر! وأنا أعرف الهجرةَ الأزدية، أشوتوش سيرافقني يا حلوةُ.. ستلاحقني الأبصارُ ساعةً، ثمّ أغيبُ في العدم..
اليومَ العدمُ سبيلُ الوجودِ.

وَرْد عسيري
10-10-2009, 06:41 AM
- اليوم العدم سبيل الوجود -
تكفِي .. جداً يا صاحبِي |





كثير راح ارجع : )

-

قايـد الحربي
10-10-2009, 06:19 PM
صقر فيصل
ـــــــــ
* * *


أُرحبُ بك في أبعاد ،
وَ عاطِر التراحيبِ بك تطيب .

:

وَ يَومٌ جميْل هُو هذا اليَوم ،
عنْدما نكونُ بصُحْبتك وَ فَصاحتك نتَشكلُ على هَيْأة مُروج ،
وَ تأخذُ أعْيننَا دَور الفرَاشات بعْد أنْ تشكّلت حروْفك أزهاراً .

:

شكراً تتلوك .

عائشه المعمري
10-10-2009, 08:22 PM
صقر فيصل ..


أهلا بك في أبعاد أدبية ..
كـ أن ننظر إلى السماء .. فـ تهطل حرفاً حرفاً ..

ونحن في إنتشاء القراءة ..
نستزيد ..

مغموس انت في الفكرة ..
في الليلة ذاتها ..


ترغمنا على ان نعيش التفاصيل كما نود ..


ممتع هذا الحرف ..



فأهلا بك [ مزيدة ]

حمد الرحيمي
10-10-2009, 09:58 PM
صقر فيصل ...




أهلاً بك كثيراً في أبعادك الأدبية ...





حرثٌ شهيٌ للروح يبذر الماء في أوجه الليل / الرقص / الحب / الدفء ...





صقر ..

أنيق البوح رقيقه أنت ...




شكراً لك ...

فاطمة العرجان
10-11-2009, 03:59 PM
لم أقرأ ..
فقط استمتعت بالغرق في تفاصيل مشهدك يـ صقر ..!
,
أصابعك تحرث دهشة مختلفة في أرواحنا
شكراً لك

صقر فيصل
10-11-2009, 07:13 PM
- اليوم العدم سبيل الوجود -
تكفِي .. جداً يا صاحبِي |





كثير راح ارجع : )

-


وسأكونُ سعيدًا بذلكَ
شكرًا جزيلا لكِ يا عزيزتي

صقر فيصل
10-11-2009, 07:15 PM
صقر فيصل
ـــــــــ
* * *


أُرحبُ بك في أبعاد ،
وَ عاطِر التراحيبِ بك تطيب .

:

وَ يَومٌ جميْل هُو هذا اليَوم ،
عنْدما نكونُ بصُحْبتك وَ فَصاحتك نتَشكلُ على هَيْأة مُروج ،
وَ تأخذُ أعْيننَا دَور الفرَاشات بعْد أنْ تشكّلت حروْفك أزهاراً .

:

شكراً تتلوك .

هذا كلام طيّب كريمٌ منكَ يا عزيزي قايد
أشكركَ شكرًا جزيلا ..
ولك مني كلّ التقدير

صقر فيصل
10-11-2009, 07:22 PM
صقر فيصل ..


أهلا بك في أبعاد أدبية ..
كـ أن ننظر إلى السماء .. فـ تهطل حرفاً حرفاً ..

ونحن في إنتشاء القراءة ..
نستزيد ..

مغموس انت في الفكرة ..
في الليلة ذاتها ..


ترغمنا على ان نعيش التفاصيل كما نود ..


ممتع هذا الحرف ..



فأهلا بك [ مزيدة ]

عائشة ..
هذا إطراءٌ كريمٌ منكِ يا عزيزتي
وكلام أعتز به ..

شكرًا جزيلا لك يا طيّبة

عطْرٌ وَ جَنَّة
10-11-2009, 07:58 PM
لِأخبركَ ,
أحبّ الْقِراءة بِطَريقةٍ تَجْعلني لا أنْتَهِي مِن الْسَطرِ إلاّ وَقد سَقَط رِمشٌ مِن عَيني عَليه .
مِن شدّة الْتَركيزِ رُبما و َ مُحاولة حَشر كل الْكَلمات فِي الأوردة الْحَمراء الْدَقيقة
بَين الْقلبِ وَ الْعين وَ الْعقل أيضاً .
لِذا أحببتُ نَصك هَذا يَا صَقر , بِما فِيه مِن تَسَكّعٍ راقصٍ و تَحليقٍ مُتخاذلٍ وضجيجٍ هَاربٍ من الْمَدائن الْكبيرة ..
لِمَركبٍ هادئٍ بِشراعٍ وَ احد ,

أهلاً بِك
http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif

صقر فيصل
10-12-2009, 08:21 PM
صقر فيصل ...




أهلاً بك كثيراً في أبعادك الأدبية ...





حرثٌ شهيٌ للروح يبذر الماء في أوجه الليل / الرقص / الحب / الدفء ...





صقر ..

أنيق البوح رقيقه أنت ...




شكراً لك ...

هذا إطراءٌ سخيٌّ يا عزيزي حمد
ممتنٌّ أنا لك بحقٍّ

شكرًا جزيلا لك

صقر فيصل
10-23-2009, 08:48 AM
لم أقرأ ..
فقط استمتعت بالغرق في تفاصيل مشهدك يـ صقر ..!
,
أصابعك تحرث دهشة مختلفة في أرواحنا
شكراً لك

وهذا كلامٌ أعتز به كثيرا
شكرا لك يا فاطمة

صقر فيصل
10-23-2009, 08:52 AM
هَاربٍ من الْمَدائن الْكبيرة ..

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif





هل أقول هذا يصفني؟
http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif

وئيد محمّد
11-01-2009, 05:07 PM
بعد الانتهاء شعرت بالغموض وعدت للقراءة مرة أخرى ومرة أخرى, ومرة أخرى .
لا لشيء سوى بأني كل كرّة أجد شيئا ما يمسك جفني ليصب نظري فيه , جميل يا سيد صقر و أيقظت ذاكرة كانت في سبات يشبه ذلك اللذي تنجزه الشتاءآت في رأسي .