المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات / الطيب الجوادي


حنان محمد
10-15-2006, 03:38 AM
http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0138.gif

الأعزاء أعضاء ومتابعين أبعادأدبية

كل عام وانتم بخير ومبارك عليكم الشهرالفضيل

بما إن منتدى أبعاد يجمعنا..
لذلك وضعنا هذا المتصفح
تحت عنوان يوميات رمضانية

نستضيف كل أسبوع خمس شخصيات
تقوم كل شخصية بفتح دفتر ذكرياتها في شهر رمضان

ضيوف الاسبوع الاولهم
عبدالعزيز الفدغوش
العـنود ناصر بن حميد
نورالفيصـل
شاعر البدر
صالح الثبيتي

ضيوف الاسبوع الثاني
عبدالله ثوينيالمانع
محمـد الناصر
سعد مسهوج
قـــــــــايد الحربي
مشعل العبار

ضيوف الاسبوع الثالث
م.عبدالله الملحم
د.فيصل عمران
أصيلة المعمري
اسعد الروابة
فاطمه الغامدي


ضيوف الاسبوع الرابع


أول شخصية نتعرف على ذكرياتها في رمضان
بعد الليل
http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=2061 (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=2061)




ثـاني شخصية نتعرف على ذكرياته في الاسبوع الرابع من رمضان
هو الكاتب الرائع


الطيب الجوادي

لنفتح لهُ ورقةً بيضاء كقلبه.. وَنقترب منهُ أكثر..
عن طريق ذكرياته ومواقفه الحميمة.. في شهررمضان..


أهلاً و سهلاً بكَ

وبـقلمـك المميز ..

بعد الليل
10-15-2006, 04:06 PM
ذكريات الطيب الجوادي
اذا نحن على موعد مع الوعي والجمال

نحن جميعا في انتظار هذه الذكريات
تحياتي

الطيب الجوادي
10-15-2006, 05:55 PM
مرحبا بكم هنا
مرحبا بي بينكم أيها الأحبة,,,
سعيد جدا بأن أكون بينكم!!
ودعوني أولا أشكر الرائعة دائما الأخت حنان محمد



الحديث عن هذا الشهر،حديث ذو شجون!!
تتدافع الآن في ذهني آلاف الصور والمشاهد الجميلة المؤثرة المرتبطة بهذا الشهر الكريم !!
لدرجة أنني أحتار بأيها ابدأ !!وعمن أتحدث!!ومن أي نقطة أنطلق!!
الذاكرة هي ذلك الرباط السري الذي يشدنا إلى الزمن!!ويزودنا على الدوام ،بمعين لا ينضب من الصور التي ترسبت في أقصى الذاكرة!!صور لم تفلح الأيام والليالي في محوها!!
وأي دفء ينبجس داخل الروح كلما تذكرت رمضانات طفولتي في قريتي النائية في الشمال التونسي!!

الطيب الجوادي
10-15-2006, 06:06 PM
ولدت!!في إحدى أرياف ولاية الكاف بالجمهورية التونسية!!
عالمي كان :النهر،والخضرة والجبل والغابة!!
لم يكن عدد السكان يتجاوز الألف ساكن!!
ومنذ بدات أعي ،اكتشفت أن عدد أفراد أسرتي لا يقل عن الألف!!
نعم ،لأننا كنا جميعا نعرف بعضنا وتربط بيننا أواصر الدم والمصير والتاريخ والحلم!!
ومع أننا نشأنا مترابطين متكاتفين!!حتى أنني لا أتذكر أن بابا ما من أبواب بيوت قريتنا الصغيرة قد أغلق في وجه أحد!!إلا أن أظهر ما يكون الترابط بيننا ،يكون في رمضان المعظم!!

صدقوني ،تطفر دموع حرّى من مآقي !!كلما تذكرت رمضانات طفولتي في قريتنا
لم يكن لدينا مسجد جامع!!
بل لم يكن لدينا مسجد أصلا..
كان المصلون يتخذون من غرفة كبيرة تبرع بها جارنا محمد بن حسن مسجدا!!
وكان الكبار يلزموننا بالصلاة في هذا الشهر!!ويحشروننا أولادا وبنات في ركن قصي من الغرفة الضيقة !!ويراقبون مدى التزامنا بما لقنوه لنا من آداب الصلاة !!التي نادرا ما كنا نلتزم بها!!

الطيب الجوادي
10-15-2006, 06:11 PM
من أغرب ما أتذكره عن تلك الفترة
أنه لم يكن لنا مؤذن ولا آذان يرفع!!
كان خالي "محمد بن حسن"هو المؤذن وهو الإمام وهو المفتي وهو مؤدب الأطفال!!
مع غروب الشمس كان ينظر إلى الأفق ،ينظر في ساعة جيبه ثم يعلمنا نحن الأطفال المتحلقين حوله بأن موعد الإفطار قد حل!!فنجري سراعا إلى أهالينا نزف لهم الخبر!!ونحن نصيح :مغرب مغرب!!
ولم يكن خالي،يهتم بالدقة في تحديد موعد الإفطار!!
وأذكر مرة أنه أخبرنا بحلول موعد الإفطار ،فأفطر الجميع ،وبعد الإفطار تبين للجميع أن الشمس لم تغرب بعد لأنها كانت محجوبة بسحب داكنة!!
قال والدي:لا يهم !!نحن أفطرنا على رقبته!!

الطيب الجوادي
10-15-2006, 06:13 PM
لم يكن إفطارنا باذخا كما يحصل الآن!!
ولكنه لم يكن يخلو أبدا من خبز الرقاق!!والسلطة الخضراء،والشربة ،والبريك!!
ولم نكن محتاجين إلى التسوق لتوفير حاجياتنا!!باستثناء الشاي والسكر والقهوة!!
فقد كانت الوالدة تستعد لهذا الشهر منذ زمن طويل:
تملأ أربع جرار بزيت الزيتون،وتحضر الفلفل الشائح وبقية الأفاويه والتوابل بيديها الصناع!!
أما الخضار والفواكه فكنا نحضرنا حينيا من حقولنا المترامية العامرة بالخيرات
بيض البريك من دجاجاتنا!!لحم الدواجن من قننا ،ولحم الخروف من زريبتنا!!

قايـد الحربي
10-15-2006, 07:39 PM
الطيب الجوادي
ـــــــــــــــ
* * *

قادرٌ على تصوير مالم يُرى بلغةٍ بالغة الوصف
لذلك قرأنا وسنقرأ ما يمكن أنْ يوصف بالمشهد .

الطيب الجوادي
أيامك وذكرياتك طيّبةٌ كـ طيبك .

يوسف الحربي
10-15-2006, 07:58 PM
والكلمات تكون برداً وسلاماً حين تنساب من ذاكرة الناس الطيبين .. كلمات تُرغمنا على إلقاء نظرة بأثر رجعي نحو الزمن الغائب الأجمل
كل التحايا والتقدير أخي الفاضل
متابع بشغف

خالد صالح الحربي
10-15-2006, 08:12 PM
*
مُلاحظة :
يُمنَع التوقّف.. ياصديقي.. الطيّب!
و
ا
صِ
ل

فاطمه الغامدي
10-15-2006, 08:54 PM
عندما تلون الذكريات بلون الشفق وتعبق برائحة الارض يكون لها طعم آخر
تابع

الطيب الجوادي
10-15-2006, 11:12 PM
بمجرد أن ينتهي الأهل من إفطارهم !!
وبعد أن يتوجه الوالد إلى المسجد /الحجرة
تخلو لنا الأجواء نحن الصغار!!وتبدأ ليالينا الرمضانية التي لا تنسى!!

النساء يجتمعن كل ليلة في منزل يحددنه سلفا!!
وكل أم تصطحب معها جميع أطفالها!!أقول جيدا جميع أطفالها!!
ولا يسالن أحد عما يحصل من صخب وهرج ومرج !!
الأسرة المضيفة تبدأ السهرة بتوزيع الحلويات التقليدية المنوعة!!على جميع الأطفال!!
وبعد أن يختطف كل طفل نصيبه الذي يقل ويكثر حسب شطارته !!
نتفرق جميعا لنلعب ألعابنا التي نتوارثها جيلا بعد جيل دون أن يغير أحد من قواعدها المرسومة بدقة!!
ولعل أشهر تلك الألعاب هي لعبة "عظيم السارية"،التي لا يمكن ممارستها إلا تحت ضوء القمر!!ولم نكن نفصل في ألعابنا بين الأولاد والبنات!! :p
كان أحدنا يقوم برمي عظم أبعد مسافة ممكنة!!
والمطلوب من الجميع البحث عنه بجانب النهر المليء بالأعشاب والأشواك !!وعلى كل من يعثر على العظم !!أن يوصله إلى نقطة متفق عليها سلفا دون أن يتفطن إليه أحد !!ولا ينجح في ذلك إلا إذا كان يتقن فن ضبط الأعصاب،لأنه لو تفطن أحد أنه عثر على العظم ،فسيشبعه الجميع ضربا!!
وكنا نغش !!فنونا شتى من الغش!!فقد كنا نحضر عظما،احتياطيا،غير العظم الأصلي،لنعلن في كل مرة أننا من عثر عليه!!فتثار معارك قد تُشج فيها رؤوس وتُدمى أعضاء ،ويبكي من يبكي ويشكونا إلى أهله من يشكو،وينسحب من ينسحب! !

الطيب الجوادي
10-15-2006, 11:14 PM
بعد انتهائهم من صلاة التراويح ،يجتمع الرجال في بعض الدكاكين المتواضعة ،التي تبيع
المواد الغذائية!!حيث يفترشون حصيرا بالية ويلعبون الورق ويشربون الشاي ويثرثرون!!
ومع منتصف الليل يعود الجميع ،كل إلى أسرته!!
ليناموا ساعات قليلة قبل الإستيقاظ للسحور
وكنا نحن الأطفال نحرص حرصا كبيرا على مشاركة الأبوين سحورهما!!مع أننا لم نبلغ بعد سن الصوم!!
عندما نتفطن أن الوالدين قد اسيقظا للسحور ،نفعل أي شي لننبههما أننا لسنا نائمين!!نتنحنح ،ننادي الوالدة ونطلب منها شربة ماء..أو شيء!! فتبتسم وتدعونا أن نشاركهما طعام السحور!!الذي كان دائما متكونا من الكسكسي بالحليب!!والحليب الرائب وبعض التمر!!
وبعض البقول الطازجة!!

محمد الناصر
10-15-2006, 11:40 PM
أخي الطيب الجوادي :

متااااااااااااااااابعون


لجود ذاكرتك

الطيب الجوادي
10-15-2006, 11:52 PM
كان الكبار يغروننا بالصوم ويرغبوننا فيه بشتى أساليب الإغراءتارة وبالو عيد تارة أخرى!!
كانوا يصفون الصائمين منا نحن الأطفال "بالرجال" ويعدوننا ب"مهبة" منتفخة يوم العيد!!ويعفون الصائمين منا من
بعض الأعمال الفلاحية المرهقة!!
أما المفطرون فكانوا يهددونهم بأن يتناولوا إفطارهم يوم العيد في نفس الإناء مع كلب!!
فكنا ندعي الصوم !!ونشكو العطش والجوع!!ونظهر أننا مرهقون ومتعبون بتأثير الصيام!!
مع أننا "ترسنا" معدنا بما لذ وطاب من بقايا إفطار اليوم السابق!!بعد أن نكون قد تواطأنا مع خديجة ابنة عمنا ،
التي كانت ،رحمها الله،تسهل لنا الأمور لقاء أن نمنحها بعض الملاليم التي نحصل عليها من هنا وهناك!!لتقتني بها حلوى طحينية !!حلواها المفضلة التي لم تكن تشبع منها!!عفا الله عنها وغفر لها!!
ولكن الأمور لم تنته على خير!!
فقد حصل أن "أتينا "على كل ما وجدناه في مطبخ العائلة!!وحين وصل ابن خالي"علي" من مدرسته بعدنا لم يجد شيئا
مع أنه نبهنا منذ الصياح أن نبقي له شيئا من "المعكرونة" عندما نعود قبله إلى البيت!!
فلم يكن منه إلا أن كشف كل الحكاية للأهل!!نكاية بنا,,,,
وكان رد الأهل قاسيا جدا:حرماننا من الإفطار !!وتكليفنا بالبقاءواقفين في الخارج حتى انتهاء الوجبة العائلية!!
وقد نالت العقوبة ابن خالي عليا أيضا!!الذي أشبعناه قرصا وركلا وشتيمة
بعد هذه الحادثة فرضت علينا رقابة شديدة وأصبحنا نخضع لحملات "تفتيش وتدقيق منتظمة"!ومفاجئة !!فنؤمر بفتح حلوقنا للبحث عن آثار الطعام !!وإفراغ جيوبنا من كل ما فيها من دراهم حتى لا نقتني ما يمكن أكله!!

حنان محمد
10-16-2006, 02:49 AM
استمتعنا كثيرا بما كتبته من ذكريات

الف شكر لكَ سيدي الفاضل

الطيب الجوادي
10-16-2006, 07:24 PM
أكاد أقول إنه كلما حل هذا الشهر الكريم !!إلا وجاء معه بعبق التاريخ!!
أنا أحتفظ بذكريات كثيرة عن هذا الشهر العظيم!!وتتجدد هذه الذكريات مع حلول هذا الشهر العظيم كل سنة!!

كانت الحياة بسيطة،بل بسيطة جدا!!
لم يكن أحد يكلف نفسه أكثر من طاقتها ،فلم نكن نسرف في مأكل ومشرب أو غيره
وكانت القلوب عامرة بالإيمان ،والناس متحابين متآزرين متعاونين!!
وانا مستعد أن أدفع نصف عمري لقاء جلسة من جلسات أيام زمان تحت ضوء القمر!!
بدون كهرباء وبدون تلفزيون وبدون قنوات فضائية!!
كان هناك شيء نفتقده الآن هو الدفء البشري!!فالأبواب كانت على الدوام مشرعة!!
وكنا نجلس متقاربين!!نرى وجوه بعضنا ،ونستمع إلى بعضنا فنرى ملامح الوجوه وانفعالاتها!!
كانت خالتي عائشة رحمها الله محدثة لبقة،تتكلم فتشرئب الأعناق وتهفو لها الأرواح وتكتم الأنفاس!!
وكانت كل أسرة تأخذ ما تحتاجه من الأسرة الأخرى!!
وكنا نحن الصغار أحرارا في اختيار الأسرة التي نفطر عندها!!ولم يكن الوالدان يسألان عنا
إذا لم نكن متواجدين مع الأسرة على المائدة ساعة الإفطار!!فهما يعرفان أننا عند هذه الأسرة أو تلك وأنه لا داعي أن يقلقا علينا!!

وآآآآآآآآآآه من أيام العيد!!
كانت النساء تجتمعن في منزل عمي،باعتباره أكبر رجال القرية سنا!!
ويمضين الليل في إحضار حلويات العيد :المقروض :وكان يتركب من السميد والعسل والتمر!!
و"الغريبة" وهي تتركب من الفارينة والسكر والزيت!!
وكنا نحن الصغار نحوم حول المواقد المعدة لإنضاج تلك الحلويات لنقتنص فرصة انشغال النساء،لنتذوق بعضها!!
ويا لتلك الليالي:غناء وقفشات بريئة!!في مجالس النسوة
وألعاب مختلطة بين الأولاد والبنات!!وقفشات بريئة وغير بريئة!!

لا أذكر ان والدي كان يشتريان لي ملابس جديدة في كل عيد!!
قلربما اضطرا لضيق ذات اليد أن يلبساني ملابس العيد السابق!!أو ملابسي القديمة بعد أن يتم غسلها جيدا!!
ولم يكن ذلك يعنيني كثيرا!!
لأن الذي كان يعنيني أكثر هو المبلغ الذي يمنحه لي والدي يوم العيد لإشتراء "الزميرة"و"النفيخة،وحلوى العيد !!
وكذلك "المهبى"المتمثلة في المبالغ التي يمنحنا إياها الأقارب يوم العيد !!

بعد صلاة العيد التي تقام بظاهر القرية
تبدأ الأويقات الأجمل:نلبس الجديد ونبدأ في الطواف بالمنازل "للتعييد"وتسلم "المهبى"
وكانت كل أسرة تدعونا للدخول وتناول بعض الحلويات ثم تدعنا ننصرف!!
وبعد إفطار سريع مع أفراد العائلة!!
يتوجه الجميع في قوافل طويلة شيبا وشبابا وأطفالا باتجاه منزل عمي :محمد بن أحمد أكثر رجال القرية مكانة وشأنا وأكبرهم سنا!!
الذي يهييءطعام الغداء بعد أن يكون قد ذبح للجميع خروفا سمينا!!وهيأ المجالس الباذخة [بمقاييس ذلك الزمن]
ولم يكن يسمح لأحد أن ينصرف قبل صلاة المغرب!!إلا النساء فإنهن يقصدن المقبرة "للتعييد "على الموتى ،بعد صلاة العصر!!

وكنا نحن الأطفال نقضي نهارنا ننفخ في مزاميرنا ونلعب بألعابنا البسيطة!!وننط ونقفز ،
وندبر المقالب،ونسرق الحلويات ونقود بعض المغفلين!!وقد نقامر بملاليمنا القليلة!!
وكان يغمرني حزن رهيب عندما يقارب يوم العيد على نهايته!!

الطيب الجوادي
10-16-2006, 07:25 PM
كل الشكر والحب لكل الأحبة الذين دخلوا هنا