أصيله المعمري
11-29-2009, 10:47 PM
لم أكن أخبره بكل شيء ، مثلما لم يكن يسمع مني كل ما أقوله . قدم لي كل الفرص بالبوح وفتح آذنيه لي دائما إلا أنني كنت أؤمن تماما ً ..أن الرجل لا يعي كل ما يسمعه في لحظة واحدة
، وإن كل ما يكتنزه قلبي ، من الصعب أن أظهره سريعا في أوقات الضعف . كان يسألني عن
سر بكائي المفأجي والمستمر غالبا . وكنت أجيبه بأنني أخشى من لحظة فراقنا التي ربما ستأتي
عند أي ظرف . وقتها كنت أدرك تماما ً .. أن مثل هذه العلاقات الصعبة من الممكن أن تنتهي
وبكل سهولة . حتى وإن كنا نخشى زواج الآقارب ولا نؤمن به ونخاف من الأمراض الوراثية التي من الممكن أن ننقلها لآبنائنا الذين لم يختاروا آبائهم ، مثلما لم نختارهم نحن .
نختار من نحب دائما ً وفي الأوقات التي نريد . نختار جنسياتهم وأصولهم ووظائفهم وعوائلهم
وظروفهم ولكننا لا نحسن أختيار أقدارنا بصحبتهم . نطرق أبوابهم في الأماكن التي نريد حتى
وإن كنا عند منعطف الوجع . نمر على بيوتهم ونراها خالية .لا أتذكر شيئا أبدا ً . فالبيت هذا قد
كونت معه علاقة وطيدة قبل أن أدخله وأختار غرفتي فيه أو ألقي التحية سهوا عليهم .. أعرف
كل أركانه على الرغم من أن قدماي لم تعانق أرضه بتاتا ً.. أعرف أين تجلس وأين تنام وأين
تقف سيارتك يوميا ً ..ولكنني لا أستطيع الدخول ... لا أحد يعرفني في هذا البيت إلا قلة .. ولا
تربطني بهم أي علاقة .. فـ أمك على سبيل المثال ليست خالتي ولا صديقتي ولا زميلتي في
العمل ..وأباك ليس شاعري ولا أستاذ في الجامعة .. من يعرفني في بيتك فقط .. تلك النخلة التي
أذكر جيدا تفاصيل غرسك لها .. واحتفائك المجنون بها وكيف كنت تزفها عروسا ً لحديقة
منزلكم .. كنت أعتقد أنها الأولى .. وأنا الثانية ... لم يكن يخطر على بالي بتاتا ً أنها الأولى
والاخيرة .. أو أنها الأولى وهناك ثانية وثالثة ورابعة ليست أنا .. فمن الغباء أن أطلب الدخول
لمنزل لا يعرفني فيه إلا نخلة ... والأصعب أنها لن تذكرني جيدا ً .. حتى وإن كنت أتقاسمك هم
تلك المساحة التي تريد أن تشغلها بـ شيئا لا تعرف ما هو .. سنفترض أنني طلبت منك أن تشغل
تلك المساحة التي أتحدث عنها بي .. ستسألني كيف ؟ ولن أجيبك .... فكل ما أريده منك في هذا
الوقت بالذات أن تعتني بنفسك جيدا ً وأن تذكرني كلما نظرت إليك تلك النخلة خلسة ..وقبلتك سرا
ً..وأعذرها إن لم تثمر في السنة الأولى أو الثانية ..فمن المؤكد أنها ستثمر في يوما ما.. بالضبط
مثلما عليك أن تعذرني إن لم أنساك في العقد الأول او الثاني من حياتي ..لأنني سـ أنساك في
يوم ... وسـ أظل أتذكرك طيلة السنين المتبقية من حياتي.. سأتعمد ان أجعلك في كل الأماكن
التي أتواجد فيها ..وفي كل المراحل المتبقية من سيرتي ... صعب جدا ً أن أجد رجلا ً
يستحقني ... وصعبٌ جدا ً أن تقع في حب أنثى تشبهني أو أن تحب أي أنثى في هذا العالم
بالطريقة التي كنت تحبني بها ... فـ أنت الوحيد الذي كنت تطوف في المدينة التي لا تنام ليلاً
مفردا .. بينما تطوف بها اليوم جماعات .. أنت الوحيد الذي كنت تسمع جيدا كل ما يقال لك حتى
الـ لا .. ولكنك لا تستطيع أن تقولها أبدا ً .. أنت الوحيد الذي كنت تضرب صدرك كلما ذكر
اسمك ..وتفعل أي شيء دون أن تسأل لماذا وكيف وأين ومتى ؟؟ لم تتعود على طرح الأسئلة ...
مثلما لم تتعود على إجابة كل ما يطرح عليك... كنت أخجل أن أسالك عن كل شيء .. في الوقت
الذي كنت أنت مستعد للإجابة على كل شيء مني ..
رحيلك المر عملني الوقوف طويلا ً .. والكتابة كثيرا ً .... أشعر أنا بكل اللحظات التي تجلس فيها
سرا ً وتبكي .. أشعر أنا بكل اللحظات التي تذهب فيها لمواقف بيتكم القديم لتتذكر كل ما جمعنا
وفرقنا سويا ً .. أشعر أن بكل الأوقات التي تذهب فيها لمكان عملك مبكرا ً .. وبكل الأيام التي
يكون فيها عملك متأخرا لآخر ساعات النهار .. أشعر بك وأنت فوق الأرض و تحت الماء ... إن
كنت تركب البحر بـ قارب أو دراجة أو جهاز أوكسجين ...
ستجلس مع ابنك بعد 20 عام .. عندما سيكون عمره 18 سنة بالضبط .. وستخبره عن الأنثى
التي كنت تريدها وتريدها وتريدها .. ولكن ما منعك عنها أكبر من كل شيء .. فدوما ما نعز
أنفسنا عن الأشياء التي نحبها جدا ً .. الأشياء التي نحبها جدا ً هي الأشياء التي من الممكن أن
نفقدها سريعا ... المؤلم أننا لن نعطيها حقها من الذكرى مثلما أعطيناها حقها من الحب ..
أن تحب الواحدة منا رجلا ً لا يرتدي النظارة أسهل عليها من أن تحب واحدا ً لا يستغني عن
النظارة أبدا ً. . لأنها ستظل تتذكره كلما رأت رجلا يرتدي نظارته بالطريقة التي كان يرتديها من
تحب .. فهذه المشاهد هي التي تلفتنا بعد الرحيل.. أما من لا يلبس النظاره ستنساه سريعا ً ولن
تجد ما يربطه بالرجال الآخرين بسهولة ..
الحب الحقيقي هو الذي نتذكره في عز انشغالاتنا ، ونبتسم .. لنعاود ما كنا فيها بقوة ... الحب
الحقيقي هو الذي نكون قادرين فيه على التخلي عن سعادتنا لنقدمها لمن نحب ، عندما نعشق
بالطريقة المثالية ، نخسر من نعشق بالطريقة التي لا نريد .
في مجتمعنا .. من العيب أن يسألني والدي عن قلبي ، ولكن ليس من العيب أن يمنعني عن
اختيار الطريقة التي أريد العيش بها .. وبمستوى الحرية التي يكفلها لي القانون في بلدي ..
من يسمع كثيرا ً وينفذ .. سيأتي اليوم الذي سينفذ فيه قبل أن يسمع .. وسيرتكب خطأ كبيرا في
حق من حوله .. لا نكتب كل شيء في حياتنا حتى لا نشرك من نحب في ذوبنا المتعلقة بالكتابة ،
وأخطائنا في الحياة . يظل من نحبه في الركن الأسمى من قلوبنا ,, وإن حاولنا كتابته فهذا يعني
أننا قادرين على مواصلة حبه بالطريقة التي كانت تليق بنا سويا ً.. أن أكتبك هذا يعني أنني ما
زلت قادرة على الحفاظ عليك في قلبي على الأقل _ في المحيط الذي أملكه جيدا وأسيطر عليه
جيدا ً _ أن أكتبك هذا يعني أنني بدأت أتحمل غيابك .. وفكرة رحيلك وجلوس أخرى مكاني ..ولكن
لا يعني ذلك أنني قادرة على نسيانك أو متقبلة لفكرة استقبال أحدا ً دونك.. تبقى بعض المقاعد في
بيوتنا خاوية ولا يستحمل أحدا ً الجلوس فيها ولو لدقائق ..
حتى وإن أنجبت الـ 7 أبناء الذي تريد على الأقل، وإن لم تستطع مواجهة من حولك بالاسم الذي
تنوي إلقائه على ابنتك الأولى ذات الشعر الطويل واللسان الطويل أيضا ً ..فحاول أن تسميها
بالحرف الأول الذي من الممكن أن أعقد الشراكة معها فيه..
لن أشاركها بخلاصة قيد ولا إسما ً كاملا .. كل ما أطلبه منك حرفا ً يبدأ فيها وفيني .. حرفا
ً يلوي ذراعي 162 يوما في السنة ..يحميها من حر الشتاء وبرد الصيف ...
يجعلها ترى الأشياء بالمقلوب .. وتقرا كل ما حولها من اليسار لليمين ، ومن الأسفل للأعلى ..
تسلم على الناس بأرجلهم قبل أيديهم ، وتقبل أعينهم قبل رؤسهم ..
، وإن كل ما يكتنزه قلبي ، من الصعب أن أظهره سريعا في أوقات الضعف . كان يسألني عن
سر بكائي المفأجي والمستمر غالبا . وكنت أجيبه بأنني أخشى من لحظة فراقنا التي ربما ستأتي
عند أي ظرف . وقتها كنت أدرك تماما ً .. أن مثل هذه العلاقات الصعبة من الممكن أن تنتهي
وبكل سهولة . حتى وإن كنا نخشى زواج الآقارب ولا نؤمن به ونخاف من الأمراض الوراثية التي من الممكن أن ننقلها لآبنائنا الذين لم يختاروا آبائهم ، مثلما لم نختارهم نحن .
نختار من نحب دائما ً وفي الأوقات التي نريد . نختار جنسياتهم وأصولهم ووظائفهم وعوائلهم
وظروفهم ولكننا لا نحسن أختيار أقدارنا بصحبتهم . نطرق أبوابهم في الأماكن التي نريد حتى
وإن كنا عند منعطف الوجع . نمر على بيوتهم ونراها خالية .لا أتذكر شيئا أبدا ً . فالبيت هذا قد
كونت معه علاقة وطيدة قبل أن أدخله وأختار غرفتي فيه أو ألقي التحية سهوا عليهم .. أعرف
كل أركانه على الرغم من أن قدماي لم تعانق أرضه بتاتا ً.. أعرف أين تجلس وأين تنام وأين
تقف سيارتك يوميا ً ..ولكنني لا أستطيع الدخول ... لا أحد يعرفني في هذا البيت إلا قلة .. ولا
تربطني بهم أي علاقة .. فـ أمك على سبيل المثال ليست خالتي ولا صديقتي ولا زميلتي في
العمل ..وأباك ليس شاعري ولا أستاذ في الجامعة .. من يعرفني في بيتك فقط .. تلك النخلة التي
أذكر جيدا تفاصيل غرسك لها .. واحتفائك المجنون بها وكيف كنت تزفها عروسا ً لحديقة
منزلكم .. كنت أعتقد أنها الأولى .. وأنا الثانية ... لم يكن يخطر على بالي بتاتا ً أنها الأولى
والاخيرة .. أو أنها الأولى وهناك ثانية وثالثة ورابعة ليست أنا .. فمن الغباء أن أطلب الدخول
لمنزل لا يعرفني فيه إلا نخلة ... والأصعب أنها لن تذكرني جيدا ً .. حتى وإن كنت أتقاسمك هم
تلك المساحة التي تريد أن تشغلها بـ شيئا لا تعرف ما هو .. سنفترض أنني طلبت منك أن تشغل
تلك المساحة التي أتحدث عنها بي .. ستسألني كيف ؟ ولن أجيبك .... فكل ما أريده منك في هذا
الوقت بالذات أن تعتني بنفسك جيدا ً وأن تذكرني كلما نظرت إليك تلك النخلة خلسة ..وقبلتك سرا
ً..وأعذرها إن لم تثمر في السنة الأولى أو الثانية ..فمن المؤكد أنها ستثمر في يوما ما.. بالضبط
مثلما عليك أن تعذرني إن لم أنساك في العقد الأول او الثاني من حياتي ..لأنني سـ أنساك في
يوم ... وسـ أظل أتذكرك طيلة السنين المتبقية من حياتي.. سأتعمد ان أجعلك في كل الأماكن
التي أتواجد فيها ..وفي كل المراحل المتبقية من سيرتي ... صعب جدا ً أن أجد رجلا ً
يستحقني ... وصعبٌ جدا ً أن تقع في حب أنثى تشبهني أو أن تحب أي أنثى في هذا العالم
بالطريقة التي كنت تحبني بها ... فـ أنت الوحيد الذي كنت تطوف في المدينة التي لا تنام ليلاً
مفردا .. بينما تطوف بها اليوم جماعات .. أنت الوحيد الذي كنت تسمع جيدا كل ما يقال لك حتى
الـ لا .. ولكنك لا تستطيع أن تقولها أبدا ً .. أنت الوحيد الذي كنت تضرب صدرك كلما ذكر
اسمك ..وتفعل أي شيء دون أن تسأل لماذا وكيف وأين ومتى ؟؟ لم تتعود على طرح الأسئلة ...
مثلما لم تتعود على إجابة كل ما يطرح عليك... كنت أخجل أن أسالك عن كل شيء .. في الوقت
الذي كنت أنت مستعد للإجابة على كل شيء مني ..
رحيلك المر عملني الوقوف طويلا ً .. والكتابة كثيرا ً .... أشعر أنا بكل اللحظات التي تجلس فيها
سرا ً وتبكي .. أشعر أنا بكل اللحظات التي تذهب فيها لمواقف بيتكم القديم لتتذكر كل ما جمعنا
وفرقنا سويا ً .. أشعر أن بكل الأوقات التي تذهب فيها لمكان عملك مبكرا ً .. وبكل الأيام التي
يكون فيها عملك متأخرا لآخر ساعات النهار .. أشعر بك وأنت فوق الأرض و تحت الماء ... إن
كنت تركب البحر بـ قارب أو دراجة أو جهاز أوكسجين ...
ستجلس مع ابنك بعد 20 عام .. عندما سيكون عمره 18 سنة بالضبط .. وستخبره عن الأنثى
التي كنت تريدها وتريدها وتريدها .. ولكن ما منعك عنها أكبر من كل شيء .. فدوما ما نعز
أنفسنا عن الأشياء التي نحبها جدا ً .. الأشياء التي نحبها جدا ً هي الأشياء التي من الممكن أن
نفقدها سريعا ... المؤلم أننا لن نعطيها حقها من الذكرى مثلما أعطيناها حقها من الحب ..
أن تحب الواحدة منا رجلا ً لا يرتدي النظارة أسهل عليها من أن تحب واحدا ً لا يستغني عن
النظارة أبدا ً. . لأنها ستظل تتذكره كلما رأت رجلا يرتدي نظارته بالطريقة التي كان يرتديها من
تحب .. فهذه المشاهد هي التي تلفتنا بعد الرحيل.. أما من لا يلبس النظاره ستنساه سريعا ً ولن
تجد ما يربطه بالرجال الآخرين بسهولة ..
الحب الحقيقي هو الذي نتذكره في عز انشغالاتنا ، ونبتسم .. لنعاود ما كنا فيها بقوة ... الحب
الحقيقي هو الذي نكون قادرين فيه على التخلي عن سعادتنا لنقدمها لمن نحب ، عندما نعشق
بالطريقة المثالية ، نخسر من نعشق بالطريقة التي لا نريد .
في مجتمعنا .. من العيب أن يسألني والدي عن قلبي ، ولكن ليس من العيب أن يمنعني عن
اختيار الطريقة التي أريد العيش بها .. وبمستوى الحرية التي يكفلها لي القانون في بلدي ..
من يسمع كثيرا ً وينفذ .. سيأتي اليوم الذي سينفذ فيه قبل أن يسمع .. وسيرتكب خطأ كبيرا في
حق من حوله .. لا نكتب كل شيء في حياتنا حتى لا نشرك من نحب في ذوبنا المتعلقة بالكتابة ،
وأخطائنا في الحياة . يظل من نحبه في الركن الأسمى من قلوبنا ,, وإن حاولنا كتابته فهذا يعني
أننا قادرين على مواصلة حبه بالطريقة التي كانت تليق بنا سويا ً.. أن أكتبك هذا يعني أنني ما
زلت قادرة على الحفاظ عليك في قلبي على الأقل _ في المحيط الذي أملكه جيدا وأسيطر عليه
جيدا ً _ أن أكتبك هذا يعني أنني بدأت أتحمل غيابك .. وفكرة رحيلك وجلوس أخرى مكاني ..ولكن
لا يعني ذلك أنني قادرة على نسيانك أو متقبلة لفكرة استقبال أحدا ً دونك.. تبقى بعض المقاعد في
بيوتنا خاوية ولا يستحمل أحدا ً الجلوس فيها ولو لدقائق ..
حتى وإن أنجبت الـ 7 أبناء الذي تريد على الأقل، وإن لم تستطع مواجهة من حولك بالاسم الذي
تنوي إلقائه على ابنتك الأولى ذات الشعر الطويل واللسان الطويل أيضا ً ..فحاول أن تسميها
بالحرف الأول الذي من الممكن أن أعقد الشراكة معها فيه..
لن أشاركها بخلاصة قيد ولا إسما ً كاملا .. كل ما أطلبه منك حرفا ً يبدأ فيها وفيني .. حرفا
ً يلوي ذراعي 162 يوما في السنة ..يحميها من حر الشتاء وبرد الصيف ...
يجعلها ترى الأشياء بالمقلوب .. وتقرا كل ما حولها من اليسار لليمين ، ومن الأسفل للأعلى ..
تسلم على الناس بأرجلهم قبل أيديهم ، وتقبل أعينهم قبل رؤسهم ..