المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قانون "السلطعونات " !!!!!


عبدالله الراشد
12-10-2009, 09:02 PM
· من بين الكائنات البحرية يعجبني " القبقب" أو السرطان _بعضهم يطلق عليه" السلطعون أو القريدس _ كل هذه المسميات لمخلوق صغير الحجم يحتاج لكي ينمو ان يستبدل قشرته الخارجية كل ثلاثة أو أربعة أيام .
· لو وضعت مجموعه من السلطعونات في وعاء لاستطاع كل سلطعون أن يتسلق جدار الوعاء لوحده وان كان بجواره " قبقب" آخر فانه يمد مخلبه ويسحبه باتجاه الأسفل قبل بلوغه الحافة . جميعها تتبع غريزتها في سحب كل سرطان يحاول الصعود أو الخروج من الوعاء .
· سلوك " السلطعون" أصابني بحالة من التأمل لم اخرج منها الا بويلات الذكريات وأمرها على الإطلاق , أخذني لأناس يرتفعون فوق المستوى الذي نقف عنده , يحاولون سحقنا ماديا ومعنويا من خلال النقد والأحكام الجائرة التي يطلقونها علينا .هولاء يأكلون لحومنا تماما مثل " القبقب"فهو من الحيواناتآكلة اللحوم وهو حيوان قمامة يتغذى على بقايا المواد العضويةويأكل النباتات والكائنات الحية الدقيقة.
· ابني ثامر الوجه المنير لحياتي ,كلما أخذته إلى سوق السمك يصر على شراء "القباقب ". يسألني ثامر عن هذا المخلوق العجيب كثيرا , قلت لابني ذات ليله: " لا تتخيل نفسك ( سلطعون ), تقمص شخصيته لا يفيدك بشي , يعرضك لضجر الآخرين وهروبهم منك , لا تكن من أشباه المثبطين للآخرين , كن من أولئك الذين يعززون قدرات الآخرين بالنقد الصالح والبناء لا تتخلى عن غيرك وهو بحاجه إليك ".
· اعلم علم اليقين بان ثامر لم يفهمني , تركني وتفرع للعبته التي بدء يداعبها وأنا لم انهي حديثي معه , لن اتبع معه ومع شقيقته جود (قانون السلطعونات) , ذلك القانون الذي يصعب تطبيقه في حياتنا فغريزتنا تتضمن النقد والتصحيح والإدانة والتأديب والتهذيب مهما حاولنا , تلك هي الطريقة التي نستخدمها حتى مع أبنائنا. نظرتنا البنائه مع أطفالنا تحمل في طياتها دائما نوعا من التثبيط كتأثير أو نتيجة .
· بالجهد الواعي والممارسة المستمرة نستطيع أن نتغلب على ميولنا الشبيهة بالسرطانات , لنمنح أطفالنا ومن نتواصل معهم جرعات تعزيز من الدعم والثقة التي تمكنهم وتقويهم على استغلال إمكانياتهم وطاقاتهم بالكامل.دعونا نقاوم غريزة الانتقاد ونبذر غريزة المديح , لنتخلص من قوقعتنا المره ونساعدهم على نموهم الفطري الجسدي والعقلي .
· ترك ثامر لعبته وعاد ليقول لي " باب أبي قباقب ". ابتسمت بخبث وقلت لنفسي " سأنفذ رغبته وسأكل السلطعون معه ", فرغنا من تناوله, قررت أن لا ادخل هذا المخلوق لبيتي مرة أخرى . يكفيني إنني أعاشر وأرافق أكثر من "سلطعون" في حياتي اليومية الا إنني لا استطيع التخلص منهم أو إرسالهم إلى سلة المهملات فانا مجبر على التواصل معهم رغما عني.

خارج الحدود

· قال ابن حجر وهو الأديب ومن تولى الكثير من الوظائف المهمة في الدولة المملوكية : " الغدر حرمته غليظة لا سيما من صاحب الولاية العامة , لان غدره يتعدى ضرره إلى خلق كثير ولأنه غير مضطر إلى الغدر لقدرته على الوفاء " صدقت يا ابن حجر ليت اصحاب الكراسي يعلمون معنى ما ذكرته !!!
· " اللهم اشغل الحساد بأنفسهم وجنبنا ضغينة نفوسهم , اللهم رد كيدهم واحمنا منهم.اللهم أغثنا برحمتك ما نطهر به قلوبنا وتحيى به الأرض والأنفس , اللهم اجعلنا من الصادقين في عبادتك الذاكرين لعذابك السائلين لعطفك, اللهم احمي الوطن من حساده وكيدهم واجعله على سائر الأمم عاليا شامخا لايوزايه وطن آخر وانزله منازل القمم اللهم عليك بمن يسعى لفتنتا في ديننا ودنيانا اللهم قرب القلوب واجمعها على طاعتك وأنر ها بذكرك إلى يوم الدين .


(قولوا آمين)





عبدالله الراشد


نشرت في جريدة اليوم


الجمعه 24 ذو الحجه 1430

وئيد محمّد
12-14-2009, 03:29 PM
لا أدري والله يا أستاذ عبدالله إذ كان بإمكاني التخلّص منهم في حياتي اليومية ؟! لربما ضاع نصف أهل الأرض ومعهم يدي وتقلّص البحر .
مقال رائعٌ حقيقة وطريقتك فيما تريد قوله رائعة أيضاً فشكراً لك وآمين مستقيمة على الدعاء الأخير .

د. منال عبدالرحمن
12-15-2009, 04:24 PM
ربما كانَت هي غريزة البقاء , تلكَ الّتي تدفع بالإنسان إلى التّصرف بالطّريقة التي ذكرت و اعتبار صعود الآخر منافسة للتّقدم الذّاتي .

فإذا كانت كذلك فحالها حالُ الغرائزِ الأخرى , بالإمكانِ السّيطرة عليها بتنمية السّلوك الاجتماعي .

شُكراً لكَ أستاذ عبد الله .

ماجد موني
12-26-2009, 02:42 PM
هه !
خطيرٌ ذاك العنوان الذي يصف الحال بـ مكيالٍ من فضة .
حقيقةً يا أبا ثامر نحن بحاجة لمسايرة تلك الفئة تحسباً وتفادياً لأضرارٍ جسيمة
والتي قد تنشأ في حال مارسنا هواية العناد وجمعنا العتاد في سبيل المواجهة !

لانملك إلا وضع الحَجَر على فوهة البركان ..
ونهمس بكل إرتياح ، " تحمّل حرارة الحقد " !
و حسبنا أننا نحتسبْ .

أخيراً يا أبا ثامر
وبعد الإفصاح عن جمال المحتوى ،
أبي قباقب ^_^

عبدالله الراشد
01-07-2010, 07:08 AM
لا أدري والله يا أستاذ عبدالله إذ كان بإمكاني التخلّص منهم في حياتي اليومية ؟! لربما ضاع نصف أهل الأرض ومعهم يدي وتقلّص البحر .


مقال رائعٌ حقيقة وطريقتك فيما تريد قوله رائعة أيضاً فشكراً لك وآمين مستقيمة على الدعاء الأخير .

شكرا لمرورك
تحياتي

عبدالله الراشد
01-07-2010, 07:09 AM
ربما كانَت هي غريزة البقاء , تلكَ الّتي تدفع بالإنسان إلى التّصرف بالطّريقة التي ذكرت و اعتبار صعود الآخر منافسة للتّقدم الذّاتي .



فإذا كانت كذلك فحالها حالُ الغرائزِ الأخرى , بالإمكانِ السّيطرة عليها بتنمية السّلوك الاجتماعي .


شُكراً لكَ أستاذ عبد الله .

شكرا لمرورك
تحياتي

عبدالله الراشد
01-07-2010, 07:11 AM
هه !

خطيرٌ ذاك العنوان الذي يصف الحال بـ مكيالٍ من فضة .
حقيقةً يا أبا ثامر نحن بحاجة لمسايرة تلك الفئة تحسباً وتفادياً لأضرارٍ جسيمة
والتي قد تنشأ في حال مارسنا هواية العناد وجمعنا العتاد في سبيل المواجهة !

لانملك إلا وضع الحَجَر على فوهة البركان ..
ونهمس بكل إرتياح ، " تحمّل حرارة الحقد " !
و حسبنا أننا نحتسبْ .

أخيراً يا أبا ثامر
وبعد الإفصاح عن جمال المحتوى ،

أبي قباقب ^_^




لو بيدي اهديت البحر كله لك
لاجلك
تحياتي
الف شكرا فقد اسعدتني كثيرا