المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات طفل غزاوي


أشرف نبوي
01-05-2010, 02:40 PM
يوميات طفل غزاوي
اليوم كالأيام السابقه ، لم يتوقف صوت القذائف ، لا تفرق الشظايا بين رجل وطفل ، بين حائط مسجد أو بيت جدي أو ماتبقي منه ، صامد أنا ، لاتقلقي يا خالتي ، وجميعنا هنا بخير حال ، نحن نتقاسم الرغيف لكننا نجده أطيب من كل طعام ، لأن إدامنا العزه يا خالتي ، طعم الذل المر قد فارقنا ، وبرد الهزيمه والانكسار ذهب لغير رجعه ، نحن يا خالتي ، نضيئ عتمة الليل بحكايات صلاح الدين والمعتصم وخالد ، وأختي الصغيره ياخالتي ، صارت تعرف كيف ترتل آيات القرأن ، جدي علمها ، وهو يبتسم ويدعوا،
أشتقت لمدرستي يا خالتي ، لكنهم يقولون بأن الفرج قريب ، أخشي علي معلمتي ، وحارس المدرسة الطيب ، وساعي البريد يا خالتي الذي كان يحمل إلينا رسائلك ، لم يعد يحضر ، يقولون بأنه ربما أستشهد، فمن سيأتينا بخطاباتك يا خالتي ، ومن سيحمل لنا أنباء الفرح التي ترسليها عبر أسطرك ،
سمعت يا خالتي في المدرسه منذ أيام مضت وقبل أن يغلقوها بعدما تهدمت معظم مبانيها ، سمعت بأن القدس أختاروها عاصمة للثقافه العربيه ، ما معني هذا يا خالتي ؟ وكيف تكون عاصمة لثقافتنا وهي أسيره ؟ ، كانوا قد وعدونا بحفل كبير يوزعون فيه الحلوي علينا ،
كم أشتقت للحلوي التي كنت تطعمينيني إياها يا خالتي ، حتي هذا الحفل الذي إنتظرناه جميعا لم يقام ، لقد عدمنا الحلوي يا خالتي ، والحوانيت التي كانت تتاجر في البضائع التي كانت تأتينا عبر الأنفاق من مصر افلست بعدما فجر الصهاينه الأنفاق ، كنت أتسائل يا خالتي لما لم يمنع جند مصر الصهاينه من تفجير الانفاق ؟ أليست تلك الانفاق في أرض مصر العربيه يا خالتي ؟
أسألك يا خالتي لأن جدي يبكي وينظر للارض كلما لاحت من فمي الأسئله ، أتدرين يا خالتي كم بكي جدي يوم المهزله ؟ أقصد يوم إلتقاء فريقي الكره بمصر والجزائر وما حدث يومها وتلاه من زلزله ، لم يقرب جدي الطعام لثلاثه أيام يا خالتي ؟ ولم تجف دمعته ، كنت والاولاد فرحين يا خالتي بأن يكون لنا نحن العرب وجود علي الخارطه ولو في خارطة الرياضه والكره ، لكن جدي كان غاضبا مما حدث ولعن الكره ألف ألف مره ، وهو يتحسر علي ناصر ويحكي لنا حكايات جميله بوحريد ،
يا خالتي لماذا ما عدت تأتينا ؟ ، وما معني الحصار الذي يتحدثون عنه يا خالتي ؟ وهل هو يختلف كثير عن الإحتلال الذي حكيت لنا عنه ؟ ومن يحاصرنا يا خالتي ؟ يقولون إن الحصار ليس من الصهاينه بل هو حصاراخوة لنا ، وانا ماصدقت ، لاني ما فهمت ، هل هذا صحيح يا خالتي ؟ وان كان صحيحا فهل تفهميني لما ؟ يا خالتي انا ما صرت أعرف سببا لكل ما يحدث لنا ، وهربت دمعتي من مقلتي ، هل ستعود يوما البسمه لشفتاي أو الدمعه التي ولت لعيناي ؟
خالتي قالوا لنا بأن أوربا تحركت وأرسلت لنا ببعض المؤن والأدويه لجدي ، هل هذا صحيح ؟ ولما لم تصل تلك المؤن يا خالتي حتي الآن قالوا بأن الصهاينه أبعدوها وهاجموها ، لكني سمعت من جدي إنهم سيأتون عن طريق جيراننا من العرب ، وبعدها بكي جدي ! ولم أعرف السبب .
يقولون في الازقه الضيقه هنا بأن هناك وعودا بالتصالح ، فهل كنا يا خالتي متخاصمين ؟ ولما نتخاصم نحن ؟ الا يكفينا إن خصمنا هم الصهاينه المغتصبين حتي نتخاصم فيما بيننا ؟ ما عدت أفهم يا خالتي ، لكني أحاول ، فأنا إنصت كثير لرفقاء الشوارع والأذقه ممن يكبروني سنا ، وقد سمعتهم يا خالتي يتشاجرون وهم يتحدثون عن جدار من الحديد يبنيه أخوتنا في مصر بيننا وبينهم ، وتعجبت يا خالتي لما يقومون بهذا البناء ولأي سبب ، وجدي لم يجيبني إلا بدموعه كالعاده ،
هناك سؤال بحلقي يا خالتي ، هل كان هذا السور موجود قبل ان ينسحب الصهاينه من غزه ؟ ، أم إننا صرنا أخطر علي جيراننا من الصهاينه أنفسهم ؟ فقاموا يزرعون هذا السور الذي سمعت إنه من الفولاذ ، جدي حين يحكي لنا في الامسيات الطويله عن عمر وخالد وصلاح الدين يقول لنا دوما أن قلوبهم كانت قويه كالفولاذ في ساحات الجهاد ، لكنه كقلوب الطير حين يقفون بين يدي الله ، جدي يحثنا أن نصبح مثلهم ويقول بأننا حصن الامه في الغد ،
هل أتعبك حديثي يا خالتي ؟ ، أم أضجرك كثرة أسئلتي ؟، أعذريني يا خالتي فما عاد لي غيرك بعد الله ، فأبي الشهيد قد فارقنا من زمن ، وأمي كما تعلمين ذبحها الصهاينه ، أما جدي فأنه سئم الحياة ، ولولا وجودي انا واختي لربما كان قد فارق دنينا بعدما أفترسه الحزن وطحنته خيبة الامل ، يشعر أننا أمانه في عنقه ، أعذريني يا خالتي وأكتبي لي ، لعل خطاباتك تنسيني ولو للحظه إني يتيم ، وتغسل قلبي من الحزن ولو لدقائق ، لعلي انسي يا خالتي إني وحيد ، وإن كل أخوتي أو من كنت أظنهم أخوتي قد تخلوا عني جميعهم .

أشرف نبوى

حنان العصيمي
01-05-2010, 05:26 PM
يوميات مُبكِية ..
ولا نزال نبكي ، ونُمشّطُ ضفائر الأحزان ..
وتُمارسُ دموعنا رياضة السقوط .. كما سقطت عروبتنا سلفاً ..
وتبكي أصحابها ...
غزة .. أول نقطة سوداء في صحيفة العرب ..
إمتناني ... أيُّها الفاضل

طلال العطاوي
01-06-2010, 10:35 AM
إني أتجهت إلى الإسلام في بلداً ... تجده كالطير مقصوصاً جناحاه ُ

أستاذي الفاضل ,,

نعلم مأهية المصاب الجلل ..
ولكننا نجهل ترياقه ..
أو بالأحرى نعجز في الحصول عليه ..
كان الله في العون ..
تحيتي لك

حمد الرحيمي
01-07-2010, 05:57 PM
أشرف نبوي ...



أهلاً بك ...



يومياتٌ حكيت / حيكت بطريقةٍ بديعة ...





شكراً لك ..

أشرف نبوي
01-11-2010, 09:56 AM
اريانا

جميل هذا الشدو الشجي الذي نثرتيه برقي هنا

وإن كنت اخالفك في شيء واحد

هو ( غزة .. أول نقطة سوداء في صحيفة العرب )

ليست الاولي ولن تكون الاخيره

تحياتي

اشرف نبوي

أشرف نبوي
01-11-2010, 09:58 AM
طلال العطاوي

ربما .....

لكني اري اننا نتعامي او نتكاسل في البحث عن الترياق

وهذا هو الذي لا اجد له سبب او مبرر

خالص تقديري

اشرف نبوي

أشرف نبوي
01-11-2010, 09:59 AM
حمد الرحيمي

شكرا لرقه حرفك وسمو مداخلتك

خالص مودتي

اشرف نبوي

فاتن حسين
01-11-2010, 11:45 PM
لم ..ولن ..
يصل صوته لخالته يا اشرف..

ربما سأمت وملت الشكوى..!!
ربما هناك ما يشغلها عنه..فالدنيا تلاهي..!!
ربما
وربما..!!

سيكتفي بما قال..ويتأقلم مع الوضع الذي اصبح تعديلة محال..!!

شكرا لقلبك يا اشرف..
من قلب غزة..[فاتن]

أشرف نبوي
01-13-2010, 11:48 AM
اختنا فاتن

سعيد انا ان يرد احد من اهلنا في غزه
ورغم نبرة اليأس التي غلفت احرفك
الا انني اشعر بان الفرج قريب لنا ولكم
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج

رزقكم الله الصبر وجعل صمودكم في ميزان حسناتكم

خالص تقديري

اشرف نبوي

بعد الليل
01-15-2010, 08:49 AM
مازالوا في حصارهم يأملون الخير ويعتقدونه فيــ نا
ومازلنا خارج الحصار ومحاصرين بنا

كانت رسائل
لا أعتقد أنها ســ تصل
فــ قد يتغير العنوان في أية لحظة !

متعة هي القراءة لك
تحياتي

عطاء
01-16-2010, 07:13 PM
تيشارا أبلغت في وصف الدموع
وتُمارسُ دموعنا رياضة السقوط

أشرف نبوي
01-16-2010, 07:33 PM
بعد الليل

فكر راق وفهم واعي من قلم محترم

اسعدني ان تجدي في احرفي البسيطه شيئا يعجبك

قد عطرت صفحتنا بجمال مرورك فشكرا لاحرفك الراقيه

خالص مودتي

اشرف نبوي

أشرف نبوي
01-16-2010, 07:34 PM
عطاء

شكرا لمرورك العذب

تحياتي

اشرف نبوي