المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقش في حوائط ..النقاد


د.باسم القاسم
10-22-2006, 02:47 AM
الأستاذ مشعل الوسامي
لله درك ..مشاركتك الأخيرة والتي بعنوان نقش على حوائط ..الشعراء أغرتني جداً ..فليسمح لي أعضاء منتديات أبعاد بالولوج إلى حرم أبعاد النقد الأدبي من خلال مشاركة تتضمن إقتباساً من مقابلة معي ..نشرت في الصحف السوري وقد اخترت سؤالين ربما لهما علاقة بطريقة أو بأخرى بطرحك أستاذ مشعل ..وألتمس العذر سلفاً من الجميع بسبب حجم مشاركتي الطويلة :
ـ لماذا تظل الدهشة هي الأصل في كل شعر ..؟* ربما يكون لهذه اللفظة " الدهشة " حضوراً لغوياً في أذهاننا يوحي وكأننا أمام مصطلح غرائبي , غنوصي يمتنع عن التفكيك .. وأجد أننا لو اقتربنا منه بشكل تجريدي فلابد أننا سنقترب من حقيقة, لماذا الدهشة هي الأصل في كل شعر..
إن أحد وجوه المعرفة الوصفية بالشعر تصنف الشعر على أنه " فن لغوي يعيد إنتاج الكون .. دون التخلي عن حيثياته .." , هذا البناء والتأثيث الجديد والمختلف للموجودات الكونية الذهنية والمحسوسة وعلاقتها الفاعلة والمنفعلة معنا إنما هي تصدر عن ذاتٍ شاعرة فمن هي الذات الشاعرة ..؟من وجهة نظري الذات الشاعرة المبدعة هي التي " ترى ما لايرى ..وتقول ما لا ينقال " * وعليه فأنا أعتقد أن " الدهشة " هي رد فعل يعتري الشاعر أولاً ومن ثم المتلقي ( القارئ أو المستمع ) .. أما على مستوى الشاعر فهي تحدث نتيجة إحساس وشعور الناص بعظمة فعل الخلق والتخلق الجديد
( الإبداع ) ..مثل أمٍ تتأمل طفلها الذي خرج من رحمها للتو.,, مندهشة بهذا الكائن الذي كبر في أحشائها ثم خرج مكتملا وهو يحمل جزءا منها ومن تكوينها البشري ..
وعلى مستوى المتلقي فهي تحدث نتيجة شعوره بعد التفاعل مع النص ..بأن كل ماحوله مقنّع ..وأن حقيقة الأشياء تقبع وراء أسمائها.. فيمتلك الفرصة ليتعامل مع كل مايحيط به مرة أخرى بطريقة جديدة وفهم جديد .. وهنا تكمن عظمة ألنفري بقوله " وارني عن اسمي وإلا رأيته ولم ترني " وميشيل فوكوالقائل " عالم الأشياء يخلقه عالم الكلمات "
ولعل مدرسة كونسطانس التي أسست لنظرية جمالية التلقي النقدية قدمت لنا إنموذجا مهما يبرر جميع مفرزات عملية التلقي بما فيها الدهشة .. عندما قررت بأن عملية التلقي تحدث بين قطبين الأول فني ويمثله الشاعر والثاني جمالي ويمثله المتلقي , التفاعل بين القطبين يولد وسط يحتوي مفرزات عملية التلقي من دهشة وتماهي وغياب وحضور ..
وهذا مايسبب لدى الطرفين حالة أطلق عليها السورياليون " الاموصوفية " وهو شعور نتذوقه ولانستطيع أن نصفه تماما وعلى حقيقته ..وعليه تبدو لنا الدهشة فلز كامن يتشارك ( الشاعر والمتلقي ) في استخراجه من مناجم الشعر
فالدهشة هي الأصل في كل شعر ..
ـ تحقيق الدهشة يقوم ويتمظهر بالإنتهاك المستمر للأساليب الشعرية القديمة وعلاقاتها اللغوية والسياقية والصورية ..إلى أي مدى تمارس هذا الإنتهاك في شعرك ..؟* قد نقبل بأن قطف ثمرة الدهشة من حديقة اللغة يعني أننا نمارس الشعر..ولكن أعتقد أننا نعرّض الشعر للخطر عندما يظن أحدنا بأن الإنتهاك المستمر للأساليب الشعرية القديمة وعلاقاتها اللغوية هو مبنى وأساس الشعر المبدَع ,
ولعلي أنظر إلى تعاملي مع آلية الإنتهاك التي ذكرناها من خلال رأي قد يعتبره البعض معياراً نقديا يصعب تبنيه ..
فأنا أرى أن فعل الكتابة والتأليف الشعري بما يتعلق بشكل العرض اللغوي " عمودي /تفعيلة/نثري" يتراوح بين آليتين الأولى آلية التعمّد والثانية آلية الإكراه ,وقد يتم المزج بين هاتين الآليتين في النص الواحد ..
أما في حالة التعمد فمن الواضح أن الشاعر يتعمّد شكل العرض اللغوي للنص متجاهلا طبيعة جوهر وفكرة النص وإرهاصاته.. فيبدو النص وكأنه استعراض لطرق انتهاك أساليب الشعر القديمة وعلاقاتها اللغوية أو التأكيد على تلك الطرق..وهنا يصبح النص عبأ ً على الشعر وهذه الآلية كما أعتقد كانت ولا تزال سببا ً في ظهور مسوخ الشعر المعاصر ..وقد يكون الشاعر ممتلكا لطريقة عرض لغوية وحيدة ويصر عليها وكما أعتقد أن لكل طريقة عرض لغوي طاقة وإمكانيات في القدرة على تقديم الأفكار والإرهاصات ضمن النص الواحد.. وبالتالي فقد تتحجم آفاق مضمون النص وأبعاد الفكرة إذا كانت طاقة العرض اللغوي ضئيلة أمام أبعاد وإرهاصات المراد طرحه شعرياً ..
أما في حالة الإكراه , والتي توصلنا إلى ذروة الإبداع الشعري وهذا كما أعتقد هو هَم كل شاعر في الوصول إلى النص الأقصى , فإن الجوهر والفكرة وماينتاب الشاعر من دهشة وغياب وتماهي في النص جميعها تكره الكاتب على طريقة عرض لغوي تقف فيها لغة الشاعر على الحياد لتبقى لغة المضمون هي المسيطرة وتنجو القصيدة من فخ اللغة يقول يانغ كياي تلميذ الفيلسوف الصيني يونغ " نقول عن عبارة أنها ميتة عندما لايزال في لغتها لغة ..وتكون حية عندما لايبقى في لغتها لغة " , وعلى ماأسلفت فإن النصوص الإبداعية لاتقوم على تعمد إنتهاك الأساليب الشعرية القديمة وعلاقاتها اللغوية بقدر ما يكون هذا الانتهاك عرضاً طارئ ظهر وبدى بسبب طبيعة مضمون النص وهناك مثل توضيحي علىذلك من صميم تاريخ الشعر العربي فكل ماتم تصنيفه في علم العروض وبحور الشعر من الزحاف والإقواء والإكفاء...إلخ جميعها حالات رصدت لدى أوائل الشعراء العرب ومبدعيهم ولم يكن أحد يعتبرها من عيوب الشعر مدة طويلة من الزمن .., أيضاً عندما ظهرت موشحات الشعر الأندلسي حوربت مشرقيا في البداية ومن ثم تم الاعتراف بشرعيتها وكأن الشاعر هنا هو المشرع وليس فقيه العروض , وأذكر قول لابن قتيبة في كتابه الشعر والشعراء بأن النابغة كان يقوي في شعره فعندما بدأ يغنى شعره أحجم عن ذلك .. وعليه فإن اتساع رؤية الشاعر المعاصر وتعدد آفاقها ومتطلباتها تسببت في تطور طرق العرض الشعري حتى وصلنا اليوم إلى نموذج القصيدة النثرية وعلى ذلك فإنني أتعامل مع أسلوب انتهاك القديم وفق ماتفرضه أنساق النص وقد يتدخل السياق العام أحيانا في ذلك فإذا كانت فكرة النص تتطلب القوا عدية القديمة في العرض الشعري فليكن ذلك ولن يخرج النص من دائرة الإبداع .. فأنا أقف بإجلال أمام النص العمودي المعاصر عندما يحدث في داخلي أثراً يتفوق على أي نص نثري آخر مع الاعتراف بندرة هذه النصوص العمودية ولكنها موجودة ..
]

خالد صالح الحربي
10-22-2006, 02:56 AM
*

دكتور: باسم القاسم

هذا دَرْس مَجّاني.. يجب أن يستفيد.. منه..
كُلّ من لهُ علاقة.. بالشعر.. قراءةً أو كِتابة..
أشْكُرك يادكتور.. فقد.. أضأت العُتمَة.. بـِ مُتعة..
وجعلتني أُعيد.. ترتيب.. أوراقي من جَديد..
من ألف باء.. الشُكر.. إلى مَا بعْد الثّناء: لكْ.

قايـد الحربي
10-22-2006, 05:22 AM
د. باسم القاسم
ـــــــــــــــ
* * *

كرمٌ أنْ تعتذر من وجودك المشكور عليه
وقمّة الكرم : وجودك .

ليتنا نستطيع قراءة ذلك اللقاء جميعه
لأنّ ما أتيتنا به مغرٍ بقراءته كاملاً .

كيف لا !!
وهذا الفكرُ المُنتج والمستقبل هو واضعُ
حرفه .

هو درسٌ عظيم جداً وقد بلغ من عظمته أنْ يُقرأ آلاف المرات
وفي كل إعادة ثمّة إشادةٍ بكاتبه الأجدر بكتابته .

متعةٌ لا توازيها متعة
أنْ تقرأ ما يقع تحت اسم الدكتور باسم
فله الشكر على كرم وجوده .

محمد مهاوش الظفيري
10-22-2006, 06:14 AM
. الدكتور باسم القاسم


فعلا كما قال خالد الحربي هذا درس مجاني



دعوة للقراءة والتفكير والتأمل


بقلم رشيق وأسلوب شيّق


كل التقدير لك

سلطان ربيع
10-23-2006, 03:07 AM
د . باسم القاسم

أتمنى أن اكون في مقدمه الصفوف
عندما تكون أنت المتحدث .

الشكر لا يكفي

حمد الرحيمي
10-23-2006, 05:28 AM
د . باسم القاسم ...


أشكرك على هذا الدرس المجاني لتلامذتك وأنا أولهم ...



لكن إن أذنت لي بسؤالين حول هذه الدهشة التي هي أصل كل شعر ...


هل تكون هذه الدهشة - بالنسبة للشاعر - قبل الشروع في كتابة الشعر - ليكون ردة فعل لها - أم في أثنائه ؟

وبالنسبة لي كمتلقي كيف لي أن أميز بين نصين مُبدَعين أحدهما كانت الدهشة روحاً له و الآخر خلا منها ؟




الدهشة أليست هي شكل من أشكال الإحساس / الشعور ؟

فلماذا انفردت هي دون الأخريات الحزن / الفرح بهذه المكانة ؟



الشيء الآخر ...


الانتهاك وفق آلية التعمد أخرجت لنا مسوخاً شعرية ... وآلية الإكراه هي الطريق لأقصى إبداع.... فهل أنت تعتمد الثانية طريقاً لإبداعاتك ؟





عذراً على تطفلي ....



كل عيدٍ وأنت بألف خير ...

د.باسم القاسم
10-25-2006, 02:48 AM
الأستاذ حمد الرحيمي
لوكان كلامي بذوراً ورميت في أرض الفكر الخصيب فأنبت عشباً ...لاأخاله يبلغ طولاً يصل إلى كعب أحدكم ...وأستغفر الشعر إن كان شيطان الكلام أغواني وراودني عن نفسي لأبلغ مقام الأستذة على منابره .." بيكم البركة "
أما عن تساؤلاتك فالإجابة عنها تحتاج إلى مناظراتٍ قد لايسعها هذا المقام الذي نحن فيه ولكن سأحاول الرد بشيءٍ من التكثيف .....

الذات الشاعرة لاشك أنها منفعلة ولكن مايستفزها ويفعلها يكون من مصدرين الأول خارجي والثاني داخلي " ذاتي "
المصدر الأول : سأورد عنه أمثلة ليس على سبيل الحصر مثلاً " الحروب ..شقاء الأطفال ..الجمال ......." هذا المصدر يعطي سمة للقصيدة وهي أن اللغة تظل مرتبطة بحيثياته وتسعى الذات الشاعرة جاهدة لإستنباط أدوات إدارة القصيدة من فرضيات هذا المصدر التي لايستطيع أن يتجاوزها الشاعر
فما موقع الدهشة هنا ...: موقعها هي أنها بذاتها هي ردة الفعل فالمصدر الخارجي هو الفعل هذه الدهشة تعبر عنها الذات المبدعة بلغة العلامة "" الموسيقى علامة ..الغناء علامة ..الرسم ..الشعر ..النثر "وعليه فإن الشعر مادته الخام هي الدهشة ...
المصدر الثاني : الذات الشاعرة داخلياً تعلم بأن كل الموجودات بالقوة أو بالفعل تتقاطع معاً بطريقة أو بأخرى مثلاً عند الذات الشاعرة الإنسان يحزن والشجر كذلك والبحر ...والمدر ..والطاغية ..و...الذات الشاعرة تعلم أن الأشياء تستتر وراء أسمائها فيأتي الشاعر ليضع الموجودات في دوامات وعواصف رؤياه ليخلع عنها أثواب أسمائها فتقف متجردة تنتظر من الشاعر أن يكسيها بأثواب جديدة خيوطها من مغزل لغته ..
كل ماسبق مجتمعاً تعلمه الذات المبدعة وتشعر به هذا الشعوريجعل من الدهشة فعلاً ورد فعل بنفس الوقت يشكل المادة الخام للشعر فتسعى الذات الشاعرة لإستنباط أدوات إدارة القصيدة من القدرة على محاكات الموجودات من خلال إحساس الشاعر وليس من حيثيات الموجودات نفسها وهذا مايطلق عليه التماهي أو الماورائيات
وسمة هذا المصدر الداخلي ينتج عنه نصاً متمرداً لايلتزم إلا بما تلزمه به رؤيا الشاعر الذي نجى بنفسه من فخ اللغة المالوفة والأسماء المعروفة لكل يحيط به
هنا ياتي دور الحديث عن آلية الإكراه والتعمد
في نفس النص ..بنسبة ووتيرة عالية تظهرة آلية الإكراه لتفجير الدهشة في النص ومن النص ..وهنا يكون في حالة غياب لها لذة تفوق العقول وهي التي تسبب إدمان الشاعر على كتابة الشعر............
ومن ثمّ يلجأ الشاعر بنسبة ضئيلة لآلية التعمد وذلك لينجو بالنص من تهمة الغموض ويراعي أدوات المتلقي فيظهر طريقة عرض مألوفة طبعاً في هذه اللحظة يكون الشاعر في مرحلة تنقيح ذهني وليس لغوي بعد أن خرج من حمى الإبداع الشعري ..
يقول المتنبي على قلقٍ كأن الريح تحتي ..هنا " كأن الريح تحتي " يقارب فيها الشاعر لغته من لغة القارئ المألوفة وهي عبارة خالية من الدهشة
فماذا لو أنه قال .. على قلق كأن الريح أنثى ..هنا أستطيع أن أقول بان الشاعر قلقٌ لأن الريح التي تعصف به لها طباع الأنثى ..مثلاً..((هنا العبارة ممتلئة بالدهشة ))
سأذكر مقطعاً آخر نسبة التعمد فيه ضئيلة
" فاخلع رداء النطق عنك ولاتبالي
بالقِدم..
إنّ الحقيقة وهمُ صوتك أو إذاً
ماكان علّم بالقلم .."
إن الدهشة التي أنتجت هذا المقطع والتي تظهر لقارئه.... حتماً لايمكن أن تصنف إلّا بأنها شعور ولكن الحديث عن ماهيته وتفاصيله يوشك أن يكون مستحيلاً لايمكن القبض عليه ولكن يمكن وصفه ..لذلك النص المتشظي واللانهائي هو الذي لايمكن شرحه والقبض عليه فنحن كلما أردنا القبض عليه أطلق سراحه قارئٌ جديد ..يقول هانس غادامير " نصف الكلام للمتكلم ..والنصف الآخر للمنصت إليه "
سيدي الكريم
عندما سمع العرب بالوحي القرآني للوهلة الأولى لم يجدوا تهمة تبرر دهشتهم إلا ان قالوا " قولوا للناس أنه شعر ..وحاشى أن يكون كذلك ..؟
أستاذي الكريم أعتقد أننا نستطيع أن نميز بين الشعر وإدعاء الشعر فكل شعر لايسبح في فضاءات الدهشة سنضع حوله علامات الريبة
ألتمس من حضرتك العذر بسبب الإطالة ..وكل الشكر لسعة صدرك ..
أستاذ حمد لك خالص محبتي وتقديري

محمد الناصر
10-25-2006, 05:09 PM
الدكتور باسم القاسم :

أعترف هنا أني أغرق في بحر نادر أجاجه ... فقط هي الدرر ... تعانقني ... أينما تلفتت ... وكل ما حملت .. ما استطيع

حمله ... ورميت به على شواطئ الفكر ... أعود لأجدني لم أحمل إلا اليسير ... اليسير ...


عودة إلى النص :

فإن الجوهر والفكرة وماينتاب الشاعر من دهشة وغياب وتماهي في النص جميعها تكره الكاتب

على طريقة عرض لغوي تقف فيها لغة الشاعر على الحياد لتبقى لغة المضمون هي المسيطرة


هنا دكتور باسم ... من وجهة نظري نميز حالتين ... الأولى :

الشاعر الذي يريد بلوغ الدهشة ... لا بد أن يكون قد تجاوز كل أشكال اللغة القديمة .... ليصل .. إلى أن تجبره الفكرة

على .. إلباس النص الرداء الذي تختاره له ....

أما الحالة الثانية :

وهي أن تقوم اللغة ... بايصال الدهشة ... وهنا لا يوجد حالة إكراه للفكرة ... كي تلبس النص ما تشاء ... لأ ن اللغة ...

والتحصيل الحياتي .... وما ترسب في قاع الذاكرة ... له أثر كبير في إضفاء الشكل ... وكم من مضمون ... كان في

أبهى حالات الدهشة .... لكنه لم يستطع أن يكره اللغة ...

وأسمح لي دكتور باسم أن أتابع من هنا معك اللقاء لكن باسئلتي الخاصة ... فما زال هناك .. سؤال يتردد .. في

اللاوعي ... ليقضّ مضجعي :

السؤال هو :

ما هي المراحل الواجب تخطيها وبدءاً من أصغرها ... حتى تستطيع أن تطلق على صاحب النص .... شاعر



قبل اللقاء المنتظر

انحناءة

د.باسم القاسم
10-26-2006, 02:28 AM
الدكتور باسم القاسم :

أعترف هنا أني أغرق في بحر نادر أجاجه ... فقط هي الدرر ... تعانقني ... أينما تلفتت ... وكل ما حملت .. ما استطيع

حمله ... ورميت به على شواطئ الفكر ... أعود لأجدني لم أحمل إلا اليسير ... اليسير ...


عودة إلى النص :

فإن الجوهر والفكرة وماينتاب الشاعر من دهشة وغياب وتماهي في النص جميعها تكره الكاتب

على طريقة عرض لغوي تقف فيها لغة الشاعر على الحياد لتبقى لغة المضمون هي المسيطرة


هنا دكتور باسم ... من وجهة نظري نميز حالتين ... الأولى :

الشاعر الذي يريد بلوغ الدهشة ... لا بد أن يكون قد تجاوز كل أشكال اللغة القديمة .... ليصل .. إلى أن تجبره الفكرة

على .. إلباس النص الرداء الذي تختاره له ....

أما الحالة الثانية :

وهي أن تقوم اللغة ... بايصال الدهشة ... وهنا لا يوجد حالة إكراه للفكرة ... كي تلبس النص ما تشاء ... لأ ن اللغة ...

والتحصيل الحياتي .... وما ترسب في قاع الذاكرة ... له أثر كبير في إضفاء الشكل ... وكم من مضمون ... كان في

أبهى حالات الدهشة .... لكنه لم يستطع أن يكره اللغة ...

وأسمح لي دكتور باسم أن أتابع من هنا معك اللقاء لكن باسئلتي الخاصة ... فما زال هناك .. سؤال يتردد .. في

اللاوعي ... ليقضّ مضجعي :

السؤال هو :

ما هي المراحل الواجب تخطيها وبدءاً من أصغرها ... حتى تستطيع أن تطلق على صاحب النص .... شاعر



قبل اللقاء المنتظر

انحناءة
أوقاتك سعيدة أستاذ محمد ..
أود التنويه لموضوع مهم .ما ذكرتَه عن إيصال الدهشة
صديقي الإيصال.. يقع على عاتق اللسان وأنت حتماً قرأت عن علوم الألسنة ..الآية الكريمة واضحة " فإنما يسرناه بلسانك " لم يقل بلغتك ..وسيكون الشاعر حريص جداً ..حتماً على احترام قواعد الألسنة في نصه ليكون الإتصال بين النص والمتلقي ناجحاً ...
أما التواصل فهو شيء آخر ويتم عندما تتفق لغة النص مع لغة المتلقي
أستاذي الكريم هناك فرق مهم بين الإيصال والتواصل ..يمكنك أن تتصل بأي نص لسانه لسانك ولكن ليس شرطاً أن تتواصل معه فلربما تختلفون باللغات ....................... ............................" هاي بدها سهرة ":st15asmilies-com:
شيء آخر : اللغة في النص لغتان ...لغة الفكرة ..ولغة الناص ..والناص هنا بما يتعلق بموضوع الإكراه فإن لغة الفكرة تكره أو تدحر لغة الناص هذا الإندحار إنما حصل بسبب إشراق ينتاب الذات المبدعة..يغير العلاقات بين الموجودات المحيطة بالشاعر بل ويقلبها رأساً على عقب فلايبقى للغة الناص مجالاً إلا للإنسحاب فتصل الرؤيا إلى المتلقي نقية صرفة دون تدخل للغة الكاتب وهذا مايسمى النص الأقصى ...
محمد الناصر ...أنت تعلم كم كان السورياليون مدمنون على المخدرات والخمور ..كل ذلك من وجهة نظرهم يمارسونه من أجل التخلص من لغتهم وتقديم الأشياء دون تدخل ذواكرهم واسماءهم وآباءهم وجيرانهم ..و....." لغتهم " .." وهو مايسمونه لحظة الإنخطاف "
الحديث لايتوقف في هذا الموضوع ..وربما تكون لنا لقاءات قريبة ..
أما عن سؤالك فستجده إن شاء الله في مشاركة قادمة ...خالص مودتي لك

إبراهيم الشتوي
02-01-2007, 05:15 PM
البحر الذي لا جزر له ...د.باسم القاسم
كنت هنا حيث الحبر والبحر ..
حيث الرؤية المكتنزة ضوء ..
والرؤيا المفرزة للجمال والسمو..
فشكرا لك وللوفاء الذي يسكنك..
تقديري .