المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشعر الذي نريد!!


محمد مهاوش الظفيري
10-22-2006, 06:26 AM
من الخطأ الفادح الذي يقع به بعض الناس , أنهم يسألون الشاعر : ماذا تقصد في هذا البيت ؟. أو من تعني في هذا الكلام ؟ . أو حاول أن تفسر لنا ما تقول ؟ . ومن العار....كل العار أن يجيب الشاعر على مثل هذه الأسئلة . فالشاعر الحقيقي المبدع عليه أن يقول وعلى الآخرين أن يفهموا ما يشاؤون بطريقتهم .
إننا لا نريد الغموض الشاذ الموغل بالسريالية , لكننا نريد شيئًا من الغموض الذي يخلق نوعًا من التوازن بين الشاعر والطرف الآخر , ولا نريد الشعر القائم على الغزل الساذج المليئ بالأوصاف الحسية التي تعفنت بسبب كثرة الاستعمال الوصفي , ولا نريد شعر المديح -.أي بعبارة أشمل - لا نريد الشعر الوثائقي , الذي يصف الأشياء من الخارج ويتعامل مع العالم من حيث " حدث في مثل هذا اليوم "...تواريخ وأرقام وأسماء وأوصاف ومواقع...و...و.....و. إننا نريد الشعر النفسي , الشعر الذي يتغلغل في أعماق النفس البشرية ....إننا نريد الشعر المتفجر الذي تتفجر منه المعاني والأخيلة الشعرية .
عرّف أحد النقاد الغربيين الشعر بأنه " فيض تلقائي لعواطف قوية " وهذا الكلام رغم كونه جميلا يعتبر ناقصًأ لأن العاطفة لا يمكن أن تعدّ هي المحرك الأساسي في العملية الشعرية , فالتأمل والقدرة على الخلق أمور لا تقل أهمية عن العاطفة , والشاعر المبدع هو ذلك الإنسان المتأمل الباحث عن المجهول لا الناقل للعواطف والمشاعر . يقول فهد عافت :

عجزن مرايته فيه اتشيه.
............. حاولت فيه ما قدرت تجيبه

فهذا الكلام لا نلمس فيه أي عاطفة , غير أن روعته تكمن في قدرة هذا الشاعر على الخلق والتأمل , وهنا أصبنا بالحيرة ونحن نبحر مع الشاعر بعيدًا عن أنفسنا والعالم المحيط بنا . وعندما أقف عند نص " كريستينا " للشاعر الجميل بدر صفوق أشعر بأن الجمال يتداعى من حولي كمطر بدر شاكر السياب , وحين يصل بي المطاف إلى هذا البيت الذي تلتقي به الأشياء مع الأشياء من اللا شيئ ينتابني الوجوم ..

كريستينا امتداد...وحس بالأشيا من اللا شي
............. طهر قلب النوايا وانسدال المسبل برمشه

" والاهتمام بالناس لايعني كتابة قصائد التعزية . للشعر وظيفة واحدة هي الدفاع عن إنسانية الإنسان في هذا العالم " كما يقول ماياكوفسكي. لذلك أصبحت كريستينا هي النهر والجدول والكنائس والمزار والفجر والطهر والمطر , أي بعبارة أوضح هي الإنسان الحق الواقف على الأرض المتعلق بأسباب السماء . عندما أقرأ أمثال هذه القصائد أجد لذة الشعر , وأن هناك من الشعراء من يستحقون منا الإعجاب والوقوف عند كتاباتهم


بين عنترة بن شداد العبسي وراكان ابن حثلين العجمي

يقول راكان ابن حثلين :

وا خلّيَ اللي في محاجر عيونه
............. خيلِ مشاهيرِ تطارد بأهلها

مشهد سينمائي ممتد ، الصحراء تبدأ من المجهول وتنتهي في الأفق البعيد.... وكثبان الرمال هنا وهناك , وحبات الغبار تتطاير بشكل غوغائي .... والخيول الأصيلة " تطارد " بالفرسان الشجعان .... هكذا يرى الشاعر محبوبته , وهكذا يريد منها أن تكون .ولا أبالغ إذا قلت أن هذا البيت أفضل بكثير من بيت عنترة بن شداد العبسي عندما قال :

فودتُّ تقبيلَ السيوفِ لأنها
............. لَمَعَت كبارِقِ ثغرِكِ المتبسِّمِ

حيث وجد عنترة محبوبته في المعركة بينما وجد راكان المعركة في عيون محبوبته - أو بعبارة أخرى - بينما كانت الحرب مشتعلة كان عنترة يفكر في محبوبته , أما راكان كان يفكر في المعركةوهو في جوار محبوبته . وهكذا ..... نلمس أن عاطفة عنترة كعاشق كانت أفضل من عاطفة راكان , بينما أن رغبة راكان في المعركة أقوى من رغبة عنترة , لأن عنترة كان يحارب من أجل أن تراه عبلة أو يراها من جديد .أما راكان , فكان يمارس الحب من أجل أن يعود إلى المعركة , أو بمعنى أن عنترة كان يرى حياته مرتبطة بعبلة والجلوس معها , وأن الحرب ما هي إلا محاولة لحفظ التوازن العسكري بين القبائل , بينما كان يرى راكان أن حياته مرتبطة بالمعركة والعودة إلى مقارعة الفرسان , وأن الجلوس مع المحبوبة رغبة فطرية لبقاء الجنس البشري وحفظه من الزوال نعم... بيت راكان أفضل.....حقًّا .... إنه كذلك ....إن هناك قوة مغناطيسية تجذبني لبيت راكان ابن حثلين بشكل لا أستطيع مقاومته أو تفسيره , ومهما قلتُ عن هذا البيت أو حاولتُ أن أقول فإنني أجد نفسي لا أستطيع الوصول إلى أعماقه .

وقفة مع الشاعر المبدع / سعد الحريّص

الصداقة لا تقاس بعدد الأصدقاء.!!. والإبداع ليس له علاقة بالجمهور أو كثرة المصفقين !! والأشياء الجميلة دائمًا تبقى وراء الكواليس.!! يقول الشاعر المبدع / سعد الحريّص :

حبيبي لابكاني طاحت الدنيا سما وتراب
............. وحبيبي لا بكيته طاحت الدنيا من عيوني

في هذا البيت نفس شعري ممتد سيطر على الشاعر , وخرج منه إلى المتلقي , لهذا نستطعمه ونستلذّه حتى بعد أن نفرغ من قراءته .في هذا البيت تداخلت المشاهد بشكل فوضوي منظّم أو عشوائي مدروس . وهذا التضاد لا يعكس قصورًا لدى الشاعر , بل يدل على قدرته على التنوّع والابتكار للوصول إلى الجمال الأدبي الذي نطمح إليه . تلتقي هذه التضادات في بؤرة الحزن والشعور بالمأساة الإنسانية الكامنة بفقدان الحبيب , حيث يبدأ المشهد بتأمل الشاعر للمحبوبة التي تداخلت أمامها السماء بالأرض , إذ هبطت السماء إلى الأرض أو صعدت الأرض إلى السماء لتشكلان كتلة ركاميّة واحدة , وذلك عندما تبكي المحبوبة حبيبها / وهو الشاعر . وفي المشهد الثاني من نفس البيت , يبدأ الشاعر بتصوير مأساته بشكل مفجع وأكثر مأساوية , وذلك عندما تتلاشى أمامه الحقائق وتفقد الأشياء قيمتها , وينتهي كل شيئ إلى لا شيئ , ويقف على الخط الفاصل بين الإدراك والهذيان .في حقيقة الأمر أن الشاعر كان يبكي الحبيبة في كِلا الشطرين . وما تصويره لبكاء المحبوبة في الشطر الأول إلا محاولة منه لجلب انتباه القارئ لمعاناته , إذ أنه بدأ يتصور كيف ستبكيه محبوبته ثم أعلن كيف سيبكيها هو , ولهذا تقمّص نفسيّة المحبوبة في الشطر الأول وألبسها عواطفه الفيّاضة , وظل يتخيّل المشهد أمامه كما يريد ....!!!! في كِلا الشطرين صوّر لنا الشاعر المأساة الإنسانية بأبهى صورها وأسمى معانيها , عندما مزج الكل في واحد . وهذا .. , هو الشعر الذي نريد ....الذي ينتشلنا من دوامة الأوصاف الحسية إلى شطحات من التأمل والإبحار في أعماق النفسية الإنسانية بحثًا عن منابع الجمال والإبداع......!!!!
وفي الختام لا أملك إلا توجيه قبلة حارة وصادقة من القلب إلى الشاعر المبدع / سعد الحريّص الذي انتشلني من نفسي , وأعادني إليها..... ومنحني فرصة الكتابة من جديد....!!!!!

وقفة مع فهد المساعد

الشعر ديوان العرب " مقولة رددها المواطن العربي جيلاً بعد جيل , حتى حفظناها , وصارت من الأشياء التي يصعب التشكيك في صلاحيتها . يقول فهد المساعد :

جا يشوف الحال كيفه بعد ما هزّه حـنـينه
............. وقبل يسألني سألته : كيف حالك يالحبيب
قال : أنا كني غريبٍ ضيّع دروب المدينه
............. قلت : أنا كني مدينة تنتظر رجعة غريب

عندما سمعت هذين البيتين لأول وهلة صرخت , ووضعت كلتا يديّ على وجهي......لا أدري لماذا ؟؟ !ّ!إنني لم أمارس هذا السلوك الغريب إلا هذه المرّة . نعم...إن الكلمات الرائعة هي التي كسرت لديّ البراويز الإجتماعية , وجعلتني أخرج من " طوري " وأنا أردد قول إبراهيم ناجي : (في ذمة الشيطان فلسفتي ورزانتي ووقار تفكيري)لا أستطيع أن أقول عنها إلا أنها رائعة...والروعة لم تأتِ من فراغ , بل جاءت بسبب قدرة هذا الشاعر المبدع على التلاعب بالمفردات الشعرية واللغوية لديه .القصيدة الرائعة هي التي تكون قادرة على مزج الخيال بالواقع , فمتى ما طغى الخيال على الواقع أصبحت القصيدة مائية تافهة , ومتى طغى الواقع على الخيال صار الكلام ساذجاً وسخيفاً .....وفهد المساعد يقف هنا على الحد الفاصل بين الخيال والواقع , دون أن يسيطر عليه أيّاً منهما . فمن الطبيعي أن المشتاق هو من يبادر بالسؤال عن محبوبه , غير أن " كاميرا " الشاعر المفعمة التقطت صورة أخرى للحنين , انفجر عندما رأى المحبوبة . حيث تصادمت الأشياء , وتقابلت التضادات...حنين خارجي سيطر على المحبوبة , وجعلها تبحث عن الشاعر . وحنين داخلي مكبوت في وجدان الشاعر انفجر ولم يمنحها متعة بداية الحديث . لكن المشهد لم يقف عند هذا الحد... بل انتهى إلى لقاء من نوع آخر... والأشياء المتباعدة لا تلتقي إلا عند حدوث الأزمات لتبدأ تتشكل من جديد لقاء أقرب ما يكون بين قطبين....أو جبلين...... والجبال لا تلتقي إلا عند حدوث الزلازل في محاولة لرسم خريطة جغرافية للمنطقة....الأول : غريب عاشق يبحث عن مدينة تائهة , والآخر : مدينة تنتظر الحياة والحب .هكذا يبدو لنا الشاعر....وهكذا نريد منه أن يكون....

شــمــ نـجـد ــس
10-22-2006, 10:32 AM
ا
(( لقصيدة الرائعة هي التي تكون قادرة على مزج الخيال بالواقع , فمتى ما طغى الخيال على الواقع أصبحت القصيدة مائية تافهة , ومتى طغى الواقع على الخيال صار الكلام ساذجاً وسخيفاً ....))


مجرد رأي الشعر لا بد له من محرض بلا استثناء كما قيل قديما (( الشعر من هيض او غيض ))

اما التفاصيل غالبا ما تكون من خيال الشاعر والقادر على الدمج بينهما كما ذكرت يخلق روح القصيده ..

البعض لدية ملكة الخيال ويكون بارع وعميق في التصوير لكن عنصر الروح مفقود بالقصيده لتكون مصمته ...

غير قابله لـ A reaction


اخي الشاعر محمد الظفيري ..


كل ما ذكر اعلاه كلام منطقي وجميل من الألف إلى الياء .. ولا يدركه سوى الشاعر فقط ..

اختيار موفق للابيات ..

اجمل التحايا لك ..

خالد صالح الحربي
10-22-2006, 11:28 PM
*
ـــــــــــــ
الشعر الذي نُريده إضافةً لما ذكرت أخي محمّد..
هوَ ذلك الذي ينبع من الدّاخل.. إلى.. الخارج..
نتيجة حالةٍ تراكميّة.. من الهَم والثقافة والخبرة.. والتجربة..
لا تلك النصوص التي تُكتَب ذات حالةٍ عابرة.. فرحاً أو حُزناً.. أو أي شيء آخر..
نُريد ذلك الشعر.. المُتحرّك غير السّاكن..
نُريد نُصوصاً تُكتَب لـ تعيش.. لا تلكَ التي تولد ميّتة..!
بغَضّ النظر كانت واضحةً أو غامِضة,,
لماذا.. لا تُنجِب لنا هذه السّاحة.. أكثر.. من فهد عافت واحد..!
وأكثر من حميدي ثقفي وأكثر من عبدالمجيد الزهراني..
وأكثر من أولئك الذين لا يتكرّرون.
لماذا أشباه الشعراء فقط.. هُم من يتناسلون..؟!

قايـد الحربي
10-23-2006, 03:19 AM
الأستاذ : محمد مهاوش الظفيري
ــــــــــــــــــــ
* * *

جميلٌ : فكرك وقراءتك
كجمال حضورك المضيء .

:

من الصعب " تحديد " الشعر الذي نريد
لأنّ في ذلك التحديد تحديدٌ لمانريد ، وما نريده
من الشعر هو " الدهشة والمفاجأة " وهاتان لا تأتيان
إنْ حدّدناهما مسبقاً .

بإمكاننا تحديد الشعر الذي لا نريد لأنّنا سنتفق
عليه جميعاً ولأنّه موجودٌ بكثرة وبإمكاننا توجيه سبّابتنا إليه .

:

جميلٌ حضورك
أيّها الجميل خُلقاً وحرفا .

محمد مهاوش الظفيري
10-23-2006, 08:50 PM
ا
(( لقصيدة الرائعة هي التي تكون قادرة على مزج الخيال بالواقع , فمتى ما طغى الخيال على الواقع أصبحت القصيدة مائية تافهة , ومتى طغى الواقع على الخيال صار الكلام ساذجاً وسخيفاً ....))


مجرد رأي الشعر لا بد له من محرض بلا استثناء كما قيل قديما (( الشعر من هيض او غيض ))

اما التفاصيل غالبا ما تكون من خيال الشاعر والقادر على الدمج بينهما كما ذكرت يخلق روح القصيده ..

البعض لدية ملكة الخيال ويكون بارع وعميق في التصوير لكن عنصر الروح مفقود بالقصيده لتكون مصمته ...

غير قابله لـ A reaction


اخي الشاعر محمد الظفيري ..


كل ما ذكر اعلاه كلام منطقي وجميل من الألف إلى الياء .. ولا يدركه سوى الشاعر فقط ..

اختيار موفق للابيات ..

اجمل التحايا لك ..










شــمــ نـجـد ــس




كما أوضحت أن الشاعر عملية تناصف بين الإلهام والصنعة

ويبقى دور الشاعر في القدرة على الوقوف على الخط الفاصل بين الأشياء

عبدالعزيز رشيد
10-24-2006, 01:39 AM
كما قلت
استاذي
نريد شعرا كما ذكرت
بعد ان نركب بقاربه يقدّم لنا المجاذيف لنبحر بحريّه في بحره
مع اعاصيره وعواصفه وأمطاره
.
.

وانزفي ياوردة الشعر من دمّ الوريد
....................لاتجفّي فــي عروقٍ تراجف يدّها


** مساعد الرشيدي **




لك تحياتي

قايـد الحربي
10-24-2006, 04:08 AM
:

[ عودة ]

تذكرتُ نقاشاً دار بيني وبين أحد الشعراء فأحببتُ
أنْ أذكره هنا لأنّ محوره بيتٌ للشاعر فهد المساعد
وهو :

قال : أنا كني غريبٍ ضيّع دروب المدينه
............. قلت : أنا كني مدينة تنتظر رجعة غريب
واتفقنا على أنّ فكرة البيت مدهشةٌ للغاية لكنّ الشاعر
لم يوفق في إيصالها باللفظ المناسب لها .

الألفة لا تقع بين " الغريب " والمدينة ، بل بين ساكن المدينة
ومن عاش بها إلى درجة الألفة وكأنها تسأل عن غيابه
وهي - أي المدينة - لا تنتظر " غرباءها " بل تنتظر سكّانها
الذين نشأت بينها وبينهم تلك الألفة .
لا يمكن للمدينة أنْ تتمنى " رجعة غريب " لأنّه غريبٌ عنها
أصلاً ولم يحدث بينهما من الألفة والسُكنى ما يدعوها لذلك الرجوع
ومَن قال بأنّها مدينة الغريب التي سكنها ، سأحيله إلى الشطر الأول
من البيت إذ هناك ما يدلّ على أنّه لا يعرف المدينة وإلا ما وردت كلمة
" ضيّع " لأنّ الألفة إنْ حدثت بين غريبٍ ومدينةٍ ما - مع استحالتها - إلاّ
أنّ في " ضيع " دليلٌ على أنّه لا يعرفها من الأساس .
كنّا قد خرجنا بنقاشنا ذلك إلى أنّ الشاعر لو استبدل كلمة " رجعة "
بـ " جيّة " لاستقامت الصورة على أكمل وجه ليكون البيت :

قال : أنا كني غريبٍ ضيّع دروب المدينه
............. قلت : أنا كني مدينة تنتظر جيّة غريب

:

أحببتُ أنّ أضع هذا النقاش الذي دار بيننا
لأقرأ وجهة نظر من قرأ لأنّ ما قُرئ وجهةُ نظرٍ قابلةٌ للخطأ والصواب .

عبدالعزيز رشيد
10-24-2006, 01:41 PM
:

[ عودة ]

تذكرتُ نقاشاً دار بيني وبين أحد الشعراء فأحببتُ
أنْ أذكره هنا لأنّ محوره بيتٌ للشاعر فهد المساعد
وهو :

قال : أنا كني غريبٍ ضيّع دروب المدينه
............. قلت : أنا كني مدينة تنتظر رجعة غريب
واتفقنا على أنّ فكرة البيت مدهشةٌ للغاية لكنّ الشاعر
لم يوفق في إيصالها باللفظ المناسب لها .

الألفة لا تقع بين " الغريب " والمدينة ، بل بين ساكن المدينة
ومن عاش بها إلى درجة الألفة وكأنها تسأل عن غيابه
وهي - أي المدينة - لا تنتظر " غرباءها " بل تنتظر سكّانها
الذين نشأت بينها وبينهم تلك الألفة .
لا يمكن للمدينة أنْ تتمنى " رجعة غريب " لأنّه غريبٌ عنها
أصلاً ولم يحدث بينهما من الألفة والسُكنى ما يدعوها لذلك الرجوع
ومَن قال بأنّها مدينة الغريب التي سكنها ، سأحيله إلى الشطر الأول
من البيت إذ هناك ما يدلّ على أنّه لا يعرف المدينة وإلا ما وردت كلمة
" ضيّع " لأنّ الألفة إنْ حدثت بين غريبٍ ومدينةٍ ما - مع استحالتها - إلاّ
أنّ في " ضيع " دليلٌ على أنّه لا يعرفها من الأساس .
كنّا قد خرجنا بنقاشنا ذلك إلى أنّ الشاعر لو استبدل كلمة " رجعة "
بـ " جيّة " لاستقامت الصورة على أكمل وجه ليكون البيت :

قال : أنا كني غريبٍ ضيّع دروب المدينه
............. قلت : أنا كني مدينة تنتظر جيّة غريب

:

أحببتُ أنّ أضع هذا النقاش الذي دار بيننا
لأقرأ وجهة نظر من قرأ لأنّ ما قُرئ وجهةُ نظرٍ قابلةٌ للخطأ والصواب .

.
.
.




استاذي قايد
فقط أقف مدهوشا لبصيرتك الثاقبه
روعه البيت في نسقه اغلقت ابصارنا وفتحت عواطفنا لهذا البيت !
من ناحية الشاعر فهد المساعد فلا كلام عليه كشاعر يكتب الشعر ويحترمه
لك .. وله ..
كامل احتراماتي وتقديري

محمد مهاوش الظفيري
10-25-2006, 06:38 AM
قال خالد صالح الحربي


نُريد نُصوصاً تُكتَب لـ تعيش.. لا تلكَ التي تولد ميّتة..!
بغَضّ النظر كانت واضحةً أو غامِضة,,








ليس لي تعليق


سأقف دقيقة صمت

ثاني الدهمشي
10-25-2006, 10:23 PM
أنا أحترم وأقدر بل وأحب كل ما تقوله ..

ولن اضيف على ما قلت شيئاً ..

والذي اريد قوله هو أنك انسان نبيل .. وشاعر جميل .. وأستاذ نستفيد منه الكثير ..

حنان محمد
10-26-2006, 12:39 AM
استاذي الفاضل

جميل ماكتبته

حرفك رائع

ولكن

ماهو الشعر الذي لانريده ؟

وماهو الشعر الذي لم يكتب إلى الآن ؟

إبراهيم الشتوي
10-28-2006, 03:57 AM
وللمشهد الشعري وميض فكر يستنطق الوجود بعيدا عن التجريد وقريبا من التجديد ..

فالوقوع في فخ التكرار هو المصيدة التي لم نفق منها حتى الآن..

فإن مسؤولية الإقناع الفني لدى الشاعر تتوقف على كيفية الابتكار والإذهال. .

حيث ينبغي من الأدوات والعناصر الجديدة أن تكون قادرة أحتوى الدهشة في نفوسنا وخلجاتنا ..

متجاوزا بنا التقريرية ومحفزا لإشعال الذائقة بقناديل أكثر وهجا وأكبر بهجة ..

أعود وأقول أن النص الذي تستطيع مواده الأولية الأكثر بقاء بالذاكرة ..

هو الذي يستحق أن يطلق عليه النص الذي لا تاريخ له .




الباسق الوارف ... محمد مهاوش

متوهجا فكرك ونيرا وعيك ..


دمت بالقلب وبالقرب

غادة الكاميليا
10-29-2006, 03:13 AM
...



محمد مهاوش الظفيري


،،


كلما لقحت الفكر بـما تكتب أثمر وعيا ..

فـ أنت هنا لم تضع أطر الشعر الذي نريد ـ وماذاك بالإمكان ـ بل علمتنا لماذا نريد الشعر ..


،،


فقط لي تعليق على قولك :




يقول راكان ابن حثلين :

وا خلّيَ اللي في محاجر عيونه
............. خيلِ مشاهيرِ تطارد بأهلها

مشهد سينمائي ممتد ، الصحراء تبدأ من المجهول وتنتهي في الأفق البعيد.... وكثبان الرمال هنا وهناك , وحبات الغبار تتطاير بشكل غوغائي .... والخيول الأصيلة " تطارد " بالفرسان الشجعان .... هكذا يرى الشاعر محبوبته , وهكذا يريد منها أن تكون .ولا أبالغ إذا قلت أن هذا البيت أفضل بكثير من بيت عنترة بن شداد العبسي عندما قال :


فودتُّ تقبيلَ السيوفِ لأنها
............. لَمَعَت كبارِقِ ثغرِكِ المتبسِّمِ

حيث وجد عنترة محبوبته في المعركة بينما وجد راكان المعركة في عيون محبوبته - أو بعبارة أخرى - بينما كانت الحرب مشتعلة كان عنترة يفكر في محبوبته , أما راكان كان يفكر في المعركةوهو في جوار محبوبته . وهكذا ..... نلمس أن عاطفة عنترة كعاشق كانت أفضل من عاطفة راكان , بينما أن رغبة راكان في المعركة أقوى من رغبة عنترة , لأن عنترة كان يحارب من أجل أن تراه عبلة أو يراها من جديد .أما راكان , فكان يمارس الحب من أجل أن يعود إلى المعركة , أو بمعنى أن عنترة كان يرى حياته مرتبطة بعبلة والجلوس معها , وأن الحرب ما هي إلا محاولة لحفظ التوازن العسكري بين القبائل , بينما كان يرى راكان أن حياته مرتبطة بالمعركة والعودة إلى مقارعة الفرسان , وأن الجلوس مع المحبوبة رغبة فطرية لبقاء الجنس البشري وحفظه من الزوال نعم... بيت راكان أفضل.....حقًّا .... إنه كذلك ....إن هناك قوة مغناطيسية تجذبني لبيت راكان ابن حثلين بشكل لا أستطيع مقاومته أو تفسيره , ومهما قلتُ عن هذا البيت أو حاولتُ أن أقول فإنني أجد نفسي لا أستطيع الوصول إلى أعماقه .





وهو ..


إن كان تفضيلك لبيت راكان اعتمادا على ذائقتك بغض النظر عن المبررات التي سوغتها ، فـ ذاك لك ..
أما إن كنت تقصد أنه أفضل من بيت عنتره لما ذكرت أعلاه ، فـ ذاك رأي ٌ إن كنت تراه صحيحا قد لا يراه غيرك كذلك ..






ولك خالص التقدير ..



...

مشاعل الفايز
10-29-2006, 03:50 AM
لم يعد هناك شعر بل لصق ولزق
لاتفهم منه شئ ولاتدري هل كيف أصلا تقرأه

تحيتي

غادة الكاميليا
10-30-2006, 02:01 AM
قال : أنا كني غريبٍ ضيّع دروب المدينه
............. قلت : أنا كني مدينة تنتظر رجعة غريب



...




الفاضل / قايد الحربي


،،



لطالما أعجبني هذا البيت قبل أن أمتلك للشعر حبرا ..

ولكن أن يستقطبه فكرك فـ تجرده من هالة الإدهاش الملازمة له .. فـ ذاك ما يجعلني أعود إليه وكأنني أقرأه للمرة الأولى ..

وكل ماتم النقاش حوله يحمل من الصحة ما يقنع .. وقد أتفق معك فيما ذهبت إليه لو لم يتبنى فكري خاطرا مرّ به ..


ولكن لي اعتقاد لا أجزم بصحته حول استبدال لـ لفظ " رجعة " بـ " جية " فقد يكون البيت منطقيا مقبول ، ولكني أراه يتجرد مما كان يفيض به من إحساس فالغريب إن جاء لمدينة لم يعتدها سيكون ضيفا ولن تحمل له المدينة إلا ما يحمله المضيف لضيفه .. و هكذا نضع للصورة بروازا اجتماعيا أكثر منه عاطفيا ..


...


ْ{ وعودة إلى البيت ومدى توفيق الشاعر بتوظيف المفردات }


وجدتك تفتح الآفاق للفكر فأغراني مقارعتك الآراء .. فـ اسمح لي أن أذهب مذهبا آخر قد لا يحمل من الصحة مثقال ذرة .. ولاعتقادي بأن التحليق قد يقودنا إلى الحقيقة ذات فكرة ؛ لذاك لم أحجم ..



قد تختلف الأمور لو نظرنا للبيت من زاوية أخرى .. كأن نعتقد بأن الشاعر فضّل استخدام لفظ " غريب " لـ يختزل الكثير من الاحساسات التي تختلج في نفسه بـ سبب البعد ولوعته .. فـ ربما أراد بقوله " رجعة غريب " أي أن هذا المُنتَظر كان يسكن المدينة سابقا ولم تلتصق به صفة الغربة إلا لخروجه منها فهو سيظل غريبا طالما لم يصل إلى مدينته بعد ، أي أنه متغرب عن المدينة وليس غريبا عنها من الأصل ..
فـ ليس بالضرورة أن تكون صفة الغربة لإنكار المدينة لزائرها بل لغربته عنها ؛ لاسيما وأن الشاعر في كلا الشطرين لم يوضح حالة لقاء ٍ تمت بل كان كلا الطرفين ينتظر اللقاء ..

وقد يرد قائل فـ يقول " إذن ما بال الغريب ضيّع دروب مدينته " .. وقد لا أجد إلا أن أقول بأن الشاعر أراد الإيحاء بطول مدة الغياب مما أفسح لعوامل الزمن بتغيير معالم الأماكن وتغيير ملامح المألوف من الطرقات ..

ثم إن الضياع يحمل إشارة إلى ظروف ٍ خارجة ٍ عن الإرادة .. فما يضيّع الإنسان غاليا بإرادته بل لاشك أنه كان مرغما على ذلك .. مما يأخذنا إلى الاعتقاد بأن ظروفا قاهرة حالت بين الغريب و مدينته .. مما جعل الشاعر يجد الضياع يفي بالغرض .. وإن لم يكن الأنسب ..





ما خربشتُ هنا إلا لمجاذبتك أطراف الفكر ..

فـ شكرا لمساحة رحبة مددتها للأخيلة ..

محمد مهاوش الظفيري
10-31-2006, 05:23 PM
الأستاذ : محمد مهاوش الظفيري
ــــــــــــــــــــ
* * *

جميلٌ : فكرك وقراءتك
كجمال حضورك المضيء .

:

من الصعب " تحديد " الشعر الذي نريد
لأنّ في ذلك التحديد تحديدٌ لمانريد ، وما نريده
من الشعر هو " الدهشة والمفاجأة " وهاتان لا تأتيان
إنْ حدّدناهما مسبقاً .

بإمكاننا تحديد الشعر الذي لا نريد لأنّنا سنتفق
عليه جميعاً ولأنّه موجودٌ بكثرة وبإمكاننا توجيه سبّابتنا إليه .

:

جميلٌ حضورك
أيّها الجميل خُلقاً وحرفا .





الأخ الكريم قايد الحربي


لا أسمح لك بالالتفاف عليّ وعلى الموضوع بهذه الطريقة :)



سأقول لك


كم أنا أحترم هذا الوعي الذي بين جنباتك دمت بخير

محمد مهاوش الظفيري
11-03-2006, 02:56 PM
كما قلت
استاذي
نريد شعرا كما ذكرت
بعد ان نركب بقاربه يقدّم لنا المجاذيف لنبحر بحريّه في بحره
مع اعاصيره وعواصفه وأمطاره
.
.

وانزفي ياوردة الشعر من دمّ الوريد
....................لاتجفّي فــي عروقٍ تراجف يدّها


** مساعد الرشيدي **




لك تحياتي





















الفاضل / عبدالعزيز رشيد




لك جزيل الشكر

محمد مهاوش الظفيري
11-07-2006, 10:20 PM
:

[ عودة ]

تذكرتُ نقاشاً دار بيني وبين أحد الشعراء فأحببتُ
أنْ أذكره هنا لأنّ محوره بيتٌ للشاعر فهد المساعد
وهو :

قال : أنا كني غريبٍ ضيّع دروب المدينه
............. قلت : أنا كني مدينة تنتظر رجعة غريب
واتفقنا على أنّ فكرة البيت مدهشةٌ للغاية لكنّ الشاعر
لم يوفق في إيصالها باللفظ المناسب لها .

الألفة لا تقع بين " الغريب " والمدينة ، بل بين ساكن المدينة
ومن عاش بها إلى درجة الألفة وكأنها تسأل عن غيابه
وهي - أي المدينة - لا تنتظر " غرباءها " بل تنتظر سكّانها
الذين نشأت بينها وبينهم تلك الألفة .
لا يمكن للمدينة أنْ تتمنى " رجعة غريب " لأنّه غريبٌ عنها
أصلاً ولم يحدث بينهما من الألفة والسُكنى ما يدعوها لذلك الرجوع
ومَن قال بأنّها مدينة الغريب التي سكنها ، سأحيله إلى الشطر الأول
من البيت إذ هناك ما يدلّ على أنّه لا يعرف المدينة وإلا ما وردت كلمة
" ضيّع " لأنّ الألفة إنْ حدثت بين غريبٍ ومدينةٍ ما - مع استحالتها - إلاّ
أنّ في " ضيع " دليلٌ على أنّه لا يعرفها من الأساس .
كنّا قد خرجنا بنقاشنا ذلك إلى أنّ الشاعر لو استبدل كلمة " رجعة "
بـ " جيّة " لاستقامت الصورة على أكمل وجه ليكون البيت :

قال : أنا كني غريبٍ ضيّع دروب المدينه
............. قلت : أنا كني مدينة تنتظر جيّة غريب

:

أحببتُ أنّ أضع هذا النقاش الذي دار بيننا
لأقرأ وجهة نظر من قرأ لأنّ ما قُرئ وجهةُ نظرٍ قابلةٌ للخطأ والصواب .

























الكريم قايد الحربي



يبدو أن هذا الأبيات سارعت بموت الشاعر شعريا


والسبب ...... إما هو


أو نحن الذين طرنا به فرحا

محمد مهاوش الظفيري
11-07-2006, 10:23 PM
.
.
.




استاذي قايد
فقط أقف مدهوشا لبصيرتك الثاقبه
روعه البيت في نسقه اغلقت ابصارنا وفتحت عواطفنا لهذا البيت !
من ناحية الشاعر فهد المساعد فلا كلام عليه كشاعر يكتب الشعر ويحترمه
لك .. وله ..
كامل احتراماتي وتقديري














.

الكريم ـ عبدالعزيز رشيد].
.




لك الود


لإثرائك الموضوع

محمد مهاوش الظفيري
11-07-2006, 10:28 PM
أنا أحترم وأقدر بل وأحب كل ما تقوله ..

ولن اضيف على ما قلت شيئاً ..

والذي اريد قوله هو أنك انسان نبيل .. وشاعر جميل .. وأستاذ نستفيد منه الكثير ..






الكريم / ثاني الدهمشي



لا أدري ماذا سأقول لك


إلا ما قلته لي
" والذي اريد قوله هو أنك انسان نبيل .. وشاعر جميل .. وأستاذ نستفيد منه الكثير "

محمد مهاوش الظفيري
11-09-2006, 09:27 PM
استاذي الفاضل

جميل ماكتبته

حرفك رائع

ولكن

ماهو الشعر الذي لانريده ؟

وماهو الشعر الذي لم يكتب إلى الآن ؟
















الكريمة حنان محمد



طاب مساؤك


كل الشكر لمرورك العذب



تحياتي

محمد مهاوش الظفيري
11-22-2006, 07:45 PM
وللمشهد الشعري وميض فكر يستنطق الوجود بعيدا عن التجريد وقريبا من التجديد ..

فالوقوع في فخ التكرار هو المصيدة التي لم نفق منها حتى الآن..

فإن مسؤولية الإقناع الفني لدى الشاعر تتوقف على كيفية الابتكار والإذهال. .

حيث ينبغي من الأدوات والعناصر الجديدة أن تكون قادرة أحتوى الدهشة في نفوسنا وخلجاتنا ..

متجاوزا بنا التقريرية ومحفزا لإشعال الذائقة بقناديل أكثر وهجا وأكبر بهجة ..

أعود وأقول أن النص الذي تستطيع مواده الأولية الأكثر بقاء بالذاكرة ..

هو الذي يستحق أن يطلق عليه النص الذي لا تاريخ له .




الباسق الوارف ... محمد مهاوش

متوهجا فكرك ونيرا وعيك ..


دمت بالقلب وبالقرب





















الأخ ابراهيم الشتوي


رفيق الحرف

وزميل القلم


كن دائما بخير


ومني ........ لك الود

محمد مهاوش الظفيري
12-26-2006, 08:33 PM
...



محمد مهاوش الظفيري


،،


كلما لقحت الفكر بـما تكتب أثمر وعيا ..

فـ أنت هنا لم تضع أطر الشعر الذي نريد ـ وماذاك بالإمكان ـ بل علمتنا لماذا نريد الشعر ..


،،


فقط لي تعليق على قولك :





وهو ..


إن كان تفضيلك لبيت راكان اعتمادا على ذائقتك بغض النظر عن المبررات التي سوغتها ، فـ ذاك لك ..
أما إن كنت تقصد أنه أفضل من بيت عنتره لما ذكرت أعلاه ، فـ ذاك رأي ٌ إن كنت تراه صحيحا قد لا يراه غيرك كذلك ..






ولك خالص التقدير ..



...


















الأخت الكريمة / غادة الكاميليا


كم أسعدني رأيك

وتبقى وجهات نظر


دمت بخير

محمد مهاوش الظفيري
12-26-2006, 08:33 PM
لم يعد هناك شعر بل لصق ولزق
لاتفهم منه شئ ولاتدري هل كيف أصلا تقرأه

تحيتي








الأخت مشاعل الفايز

لك خالص الشكر

دمت بخير

محمد مهاوش الظفيري
12-28-2006, 08:42 PM
قال : أنا كني غريبٍ ضيّع دروب المدينه
............. قلت : أنا كني مدينة تنتظر رجعة غريب



...




الفاضل / قايد الحربي


،،



لطالما أعجبني هذا البيت قبل أن أمتلك للشعر حبرا ..

ولكن أن يستقطبه فكرك فـ تجرده من هالة الإدهاش الملازمة له .. فـ ذاك ما يجعلني أعود إليه وكأنني أقرأه للمرة الأولى ..

وكل ماتم النقاش حوله يحمل من الصحة ما يقنع .. وقد أتفق معك فيما ذهبت إليه لو لم يتبنى فكري خاطرا مرّ به ..


ولكن لي اعتقاد لا أجزم بصحته حول استبدال لـ لفظ " رجعة " بـ " جية " فقد يكون البيت منطقيا مقبول ، ولكني أراه يتجرد مما كان يفيض به من إحساس فالغريب إن جاء لمدينة لم يعتدها سيكون ضيفا ولن تحمل له المدينة إلا ما يحمله المضيف لضيفه .. و هكذا نضع للصورة بروازا اجتماعيا أكثر منه عاطفيا ..


...


ْ{ وعودة إلى البيت ومدى توفيق الشاعر بتوظيف المفردات }


وجدتك تفتح الآفاق للفكر فأغراني مقارعتك الآراء .. فـ اسمح لي أن أذهب مذهبا آخر قد لا يحمل من الصحة مثقال ذرة .. ولاعتقادي بأن التحليق قد يقودنا إلى الحقيقة ذات فكرة ؛ لذاك لم أحجم ..



قد تختلف الأمور لو نظرنا للبيت من زاوية أخرى .. كأن نعتقد بأن الشاعر فضّل استخدام لفظ " غريب " لـ يختزل الكثير من الاحساسات التي تختلج في نفسه بـ سبب البعد ولوعته .. فـ ربما أراد بقوله " رجعة غريب " أي أن هذا المُنتَظر كان يسكن المدينة سابقا ولم تلتصق به صفة الغربة إلا لخروجه منها فهو سيظل غريبا طالما لم يصل إلى مدينته بعد ، أي أنه متغرب عن المدينة وليس غريبا عنها من الأصل ..
فـ ليس بالضرورة أن تكون صفة الغربة لإنكار المدينة لزائرها بل لغربته عنها ؛ لاسيما وأن الشاعر في كلا الشطرين لم يوضح حالة لقاء ٍ تمت بل كان كلا الطرفين ينتظر اللقاء ..

وقد يرد قائل فـ يقول " إذن ما بال الغريب ضيّع دروب مدينته " .. وقد لا أجد إلا أن أقول بأن الشاعر أراد الإيحاء بطول مدة الغياب مما أفسح لعوامل الزمن بتغيير معالم الأماكن وتغيير ملامح المألوف من الطرقات ..

ثم إن الضياع يحمل إشارة إلى ظروف ٍ خارجة ٍ عن الإرادة .. فما يضيّع الإنسان غاليا بإرادته بل لاشك أنه كان مرغما على ذلك .. مما يأخذنا إلى الاعتقاد بأن ظروفا قاهرة حالت بين الغريب و مدينته .. مما جعل الشاعر يجد الضياع يفي بالغرض .. وإن لم يكن الأنسب ..





ما خربشتُ هنا إلا لمجاذبتك أطراف الفكر ..

فـ شكرا لمساحة رحبة مددتها للأخيلة ..

























الأخت غادة الكاميليا


كل الشكر لإثراء الموضوع

نفع القطوف
01-04-2007, 07:00 AM
الكريم / محمد مهاوش الظفيري


شكراً .. لمثل هكذا طرح .. فهو مانريد حقاً .. لإلقاء الضوء
على جوانب تحتاج .. تسليط الضوء عليها .. نقاشاً .. وفكراً

ولقد كنت موفقاً إلى حدٍ ما .. في إيصال الفكرة المعنية من الطرح

ولكن أخي

ماذا لو كان العنوان .. التالي هو البديل المطروح

ماذا يريد الشعر منا ؟

ولمن نوجه السؤال ؟

هل نوجهه للشعراء .. ليدركوا المغزى من ذلك ؟
أم لمتذوقي الشعر .. ليقولوا كلمتهم في ذلك ؟


فنحن لا نريد شعراً بعينه .. نقرأه فقط

بل أن يلمسنا .. بمفرداته .. وتراكيبه
وبجمال صوره البلاغية .. وأساليبها

وأن يكون محركاً حقيقاً
للمشاعر التي حتماً ستتفاعل مع الكلمة الجميلة


لك كل التقدير وجل الإحترام

ودمت بكل الخير


أختك .. نفع القطوف

محمد مهاوش الظفيري
02-16-2007, 05:17 PM
الكريم / محمد مهاوش الظفيري



هل نوجهه للشعراء .. ليدركوا المغزى من ذلك ؟
أم لمتذوقي الشعر .. ليقولوا كلمتهم في ذلك ؟



أختك .. نفع القطوف












الأخت الكريمة نفع القطوف



نعم لقد أثرتِ سؤالين جديرين بالاهتمام

ولا أكتمك , لا أستطيع الإجابة عليهما بإفاضة وإسهاب تستحقان هذين السؤالين

قد أفعل ذلك يومًا ما , ربما

مروان الحربي
02-16-2007, 09:15 PM
موضوع رائع وآراء جميلة جدا .

ولو تكلمنا عن الشعر لوجدنا أنه أصبح شاعر وليس قصيدة .

ولكن الجيد هو دائما من يبقى .

والشعر الصادق الخارج من عاطفة صادقة هو في الغالب يسكن القلب مثل مرثية مالك ابن الريب .

ولايعتمد الشعر على لون من الألوان بل هو فضاء مفتوح تجد فيه النجوم الساطعه وسطوعها بحسب القصيدة فبعضها سطوعه قوي جدا والباقي درجات الى أن نصل الى الشعر الردئ الخافت الذي لايظهر منه إلا أنه وزن وقافية .

والشعر ليس له مقاييس معينة ليكون مبدع فالاختلاف في مقاييس الشعر كثيره والابداع يأتي في القصيدة التي تستحقه بلا مقاييس .

ودمت بود

م.خالد الدوسري
02-17-2007, 10:39 PM
الرائع: محمد

شكرا لطرحك المثري

ولكن كان من المفترض ان تقول ( الشعر الذي اريد) لان ماتريد يختلف عما اريد او مايريد متلقي اخر !

فماتريد ذائقة خاصة يستحيل تعميمها على الجميع فهناك من يدهشه بيت شعر معين او قصيدة معينه لانها تتواصل معه اما عاطفيا, او خياليا, او فكريا, او حتى لفظيا
فالشعر الذي نريد ليس بالامكان تحديده مسبقا كما نوه الاخ قايد ولكن كل شعر يدهشنا او يذهلنا هو حقا مانريد ومقدار هذة الدهشة يختلف من شخص للاخر

وبالنسبة للشعر الذي نريد ويبقى للابد فهذا شبه مستحيل لانه مانعتقد انه مذهل قد لايكون كذلك بعد حقبة من الزمن ولعل تصريحات لبعض الشعراء مؤخرا بأن شعراء الماضي لم يبدعون اكبر دليل على ذلك فما اريده اليوم قد لايريده شخص بعد عشرين سنة لانه اصبح تقليدي وعادي

ودمت بحب

مغليك:

خالد

صالح مصلح الحربي
02-18-2007, 10:38 AM
كاتبنا الأنيق .... ابا يزيد

لله درك ... ياصديقي ..وانت تتنقل بنا في واحات الجمال الغناءه ... حيث ريشتك الراقيه ...وروحك المورقه ...وبهاءك المتجدد ....


بربك زدنا من هكذا بهاء وارتقاء .... فقد سئمنا التكرار والمباشره والسطحيه واللغه الهشه ...



بانتظار مطرك القادم ... حيث تتقادم الغيوم ....وتبتهج الحقول .....


دمت بخير .... ومحلك القلب ......

كل الود والورد

محمد مهاوش الظفيري
03-02-2007, 03:38 PM
موضوع رائع وآراء جميلة جدا .

ولو تكلمنا عن الشعر لوجدنا أنه أصبح شاعر وليس قصيدة .

ولكن الجيد هو دائما من يبقى .

والشعر الصادق الخارج من عاطفة صادقة هو في الغالب يسكن القلب مثل مرثية مالك ابن الريب .

ولايعتمد الشعر على لون من الألوان بل هو فضاء مفتوح تجد فيه النجوم الساطعه وسطوعها بحسب القصيدة فبعضها سطوعه قوي جدا والباقي درجات الى أن نصل الى الشعر الردئ الخافت الذي لايظهر منه إلا أنه وزن وقافية .

والشعر ليس له مقاييس معينة ليكون مبدع فالاختلاف في مقاييس الشعر كثيره والابداع يأتي في القصيدة التي تستحقه بلا مقاييس .

ودمت بود










مروان الحربي


الشعر عمل فردي لا جماعي


لك الود

محمد مهاوش الظفيري
07-10-2007, 02:18 PM
الرائع: محمد

شكرا لطرحك المثري

ولكن كان من المفترض ان تقول ( الشعر الذي اريد) لان ماتريد يختلف عما اريد او مايريد متلقي اخر !

فماتريد ذائقة خاصة يستحيل تعميمها على الجميع فهناك من يدهشه بيت شعر معين او قصيدة معينه لانها تتواصل معه اما عاطفيا, او خياليا, او فكريا, او حتى لفظيا
فالشعر الذي نريد ليس بالامكان تحديده مسبقا كما نوه الاخ قايد ولكن كل شعر يدهشنا او يذهلنا هو حقا مانريد ومقدار هذة الدهشة يختلف من شخص للاخر

وبالنسبة للشعر الذي نريد ويبقى للابد فهذا شبه مستحيل لانه مانعتقد انه مذهل قد لايكون كذلك بعد حقبة من الزمن ولعل تصريحات لبعض الشعراء مؤخرا بأن شعراء الماضي لم يبدعون اكبر دليل على ذلك فما اريده اليوم قد لايريده شخص بعد عشرين سنة لانه اصبح تقليدي وعادي

ودمت بحب

مغليك:

خالد







م.خالد الدوسري


الأمر يتعلق بالذائقة و ونحن نكتب انطلاقًا من ذوائقنا
ومن الصعب تعميم هذه الذائقة و ولكن من السهل الترويج لها من خلال العديد من الكتابات
لتشكيل جيل أو فئة تقتنع بهذا الكلام , أو تتخلى عن أفكارها السابقة

محمد مهاوش الظفيري
07-10-2007, 02:20 PM
كاتبنا الأنيق .... ابا يزيد

لله درك ... ياصديقي ..وانت تتنقل بنا في واحات الجمال الغناءه ... حيث ريشتك الراقيه ...وروحك المورقه ...وبهاءك المتجدد ....


بربك زدنا من هكذا بهاء وارتقاء .... فقد سئمنا التكرار والمباشره والسطحيه واللغه الهشه ...



بانتظار مطرك القادم ... حيث تتقادم الغيوم ....وتبتهج الحقول .....


دمت بخير .... ومحلك القلب ......

كل الود والورد











أخي الأكبر / صالح مصلح الحربي


أسعدني تشريفك الكريم

دمت بقود