المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ختم العمده


عبدالله الراشد
01-29-2010, 09:46 AM
•أن تشعر بأنك بلا قيمة في عين الآخرين حتما ستكون الدنيا حينها برداء أسود,. تلك هي الصورة الكئيبة التي وجدتها في عين أبو مبارك الثلاثيني المثقل بالهموم , طرق باب مكتبي , نصف ساعة قضيتها معه لم تخلو من الهول وإحساسي بالصدمة العنيفة .
•قال: « تم العفو عن شقيقي , ذهبت الى السجن لكفالته , أربعة عشر عاما من العمل في مؤسسة حكومية لم تشفع لي , جلبت لهم ورقه تؤكد بأنني موظف حكومي إلا إنها لم تكف , غضبت أمام السجان فقد كان يتحدث لي بعلو لا يطاق , أخبرته بأنه إن لم ينصفني سأذهب لهيئة حقوق الإنسان , ضحك بوجه ساخر !
• ارتشف أبو مبارك بعض قطرات الماء البارد وأكمل «, الى اين اذهب ؟, ورقة الإفراج كتب فيها تختم و تصادق إما من جهة عملي أو « العمدة «, والسجان يريد الاثنين معا !! , كنت قد ذهبت في اليوم السابق الى مكتب العمد في شرطة الحي , حظي التعيس لازمني , عمدة الحي الذي اقطن فيه أحيل على التقاعد ولم يضع النظام له بديلا , كرسيه فاغر وفارغ , الحقوق يضرب بها عرض الحائط وعين الرقيب ربما غافلة أو تنعم في سبات عميق .
•بكى العم أبو مبارك كطفل فقد الإحساس بالحياة , عاد لسرد حكايته قائلا» احد العمد طلب مني «صك بيت « لإثبات سكني!!! حتى يوقع على ورقة الكفالة , أطلعته على عقد إيجار شقتي البالية , قال « لا ماهذا هالكلام «شف لك «شخص اعرفه « , 90 بالمائة من قاطني الدمام يسكنون الشقق من أين اجلب له صاحب ملك وأنا العبد الفقير الى ربه ؟ , ضابط طيب الوجه سلمني ورقة , طلب مني الذهاب لنائب السجان عله يكون لي خير معين , لم اجد أي معين أمامي, النائب لم يكن في مكتبه .
•ذهب العم أبو مبارك, تركني في مكتبي اتأمل في الإجراءات والتعقيدات التي واجهها لمجرد إخراج شقيقه من السجن , كان يشير الى ان تعليمات الإفراج عن السجناء المشمولين بالعفو لا اثر لها على جدران ادارة السجن وهي غامضة و « مزاجية»! .
•غادرت مكتبي على الفور , وصلت الى منزلي بعد ان اجتزت شوارع الدمام التي لم تعد صالحة للاستخدام الآدمي , الطريق مغلق , دخلت الى الحي الذي اقطن فيه بعد عناء طويل , تساءلت حينها , أمين البلدة كيف يسير بسيارته في هذا الزحام بعد إغلاق النفق العظيم , ضحكت على نفسي وأنا أتمتم « يمكن يروح بطياره عمودية ليش لا !!». النظام في شوارعنا فوضى عارمة تماما كما هي الانظمة الغائبة عن الحضور في مرافق الدوائر الرسمية.
•أطفأت محرك السيارة , هاتفي النقال يرن , كان العم مبارك على الخط , عادت إليه البسمة فقد كان يطلق العنان لأوتاره الصوتية في أذني ويقول « الحمد لله يا أبو ثامر , شقيقي سلمان أطلق سراحه , يبدو بان الكفالة قبلت إذ تم اطلاقه بعد « صراخي» في حضرة السجان المصون , دعا أبو مبارك « اللهم ساعد أم رفعت يديها «وقالت وهي تبكي « اللهم أطلق سراح ابني واجعله بين يدي», اللهم سهل الإجراءات على المهمومين في صفوف الطوابير والمحاولين لمعرفة الانظمة الغامضة التي لاتسير الا بأهواء رفقاء الكراسي والرتب والمراتب , «آمين».
•خارج الحدود
•إياك و إنكار الحقائق, تعامل مع محيطك بوعي , تعامل مع الواقع دون مكابرة حتى لا تقلب الطاولة عليك.
•عين السطوة والظلم عمياء لاترى فيها الا نفسك وشخصيتك المهزوزة ,احذر من دعوة المظلومين فهي لباب السماء تصعد دون ان يقال لها ارجعي .
•من ارتضى الضرر لغيره , سيكون خاسرا في النهاية , ادعم من يعمل معك ومن يكون في محيطك , القيادة لا تعني ان تكون» بعبع» للجميع .
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
نشرت في جريدة اليوم
الجمعه 14/2/1431

محمد عيضه
01-29-2010, 05:44 PM
من تصبح هموم الناس هما حقيقيا له يستحق الإحترام والإجلال

كل من يدافع عن مظلوما لن يعدم الأجرعند ربه

جعلنا الله مع الحق أينما كان

احتراماتي لمقالتك الرائعة